حميد حران السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 5022 - 2015 / 12 / 23 - 14:02
المحور:
المجتمع المدني
يروى عن المجاهده الجزائريه ألأسطوره الفقيده جميله بوحيرد إنها كانت ترد على أقرانها التلاميذ في المدرسه قائلة : (أمنا هي الجزائر) عندما كانوا يرددون نشيد (فرنسا أمنا) الذي لقنوه لهم خلال ألأستعمار الفرنسي للجزائر , وهي دالة نضج وطني مبكر أعقبته العديد من ألأنشطه والفعاليات التي ساهمت فيها بجرأه وشجاعه منقطعة النظير حتى وقعت في كمين فرنسي وأحيلت للمحاكمه وحُكم عليها بألأعدام , ولولا مواقف بعض المنظمات ألأنسانيه لتم تنفيذ الحكم , لقد كان لهذه البطله الخالده رؤيه وطنيه جعلتها ترفض تبني دولة أخرى لها منذ نعومة أظفارها , وحين أصبحت بعمر يؤهلها للأشتراك بالعمليات الثوريه المقاومه للأحتلال إنخرطت في تلك الفعاليات حتى وصلت لماوصلت اليه كشخصيه مهمه في تاريخ وطنها الذي إستقبلها إستقبال ألأبطال حين أُطلِقَ سراحها من السجن , كم تمنيت أن أجد فتيات العراق وفتيانه يتعلقون بوطنهم مبكرا ويشعرون فعلا إنه أمهم الرؤوم كي يكونوا لبنات صالحه في بناءه ورسم معالم مستقبله بطريقة نضاليه تختلف عما جسدته تلك المناضله على أرض الواقع , لم تعد مهمتكم صعبه محفوفه بالمخاطر كما كانت مهمة جميله بوحيرد , ليس عليكم سوى أن تشعروا فعلا إن بلادكم هي الرحم الذي له تنتمون ومن مقتضيات ألأخلاص والوفاء أن تختاروا له من يشاطركم هذا الشعور الجميل لكي تأتي ثمار عمله وفاء وحب حقيقي لايشوبه نفاق ولارياء .
لقدمرت علينا سنوات من تصدر البعض للمشهد السياسي كانوا خلالها أوفياء لغير العراق , يُنفذون مايريده غير شعبهم لأنهم فقدوا المشيمه الرابطه بينهم وبين أرض مابين النهرين فأوقعونا بين اكثر من فكين لاكت رحاها كل أحلامنا وأسقطت خيارنا الوطني لصالح من إرتبطوا معه بصفقات سريه وعلنيه أحيانا , لم يعد سرا اننا في قعر العالم بسبب المفاسد والولاءات المتعدده لأكثر من أم يرتبط بها ساستنا , وعلينا أن نكون جادين في تجديد خيارات الغد بديلا لمن إخترناهم بألأمس ولم يوفوا معنا عهدا ولم ينفذوا وعدا .
لن تعذركم ألأجيال القادمه إن لم تُعيدوا حساباتكم وتُغيروا من آليات إختياركم .
#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟