أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - تلخيص نقاط جدال حول الخلاصة الجديدة للشيوعية : طليعة المستقبل و الشيوعية و العلم والحتمية والضرورة و الوعي و النظريّة و التنوير ...















المزيد.....



تلخيص نقاط جدال حول الخلاصة الجديدة للشيوعية : طليعة المستقبل و الشيوعية و العلم والحتمية والضرورة و الوعي و النظريّة و التنوير ...


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 5021 - 2015 / 12 / 22 - 00:45
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تلخيص نقاط جدال حول الخلاصة الجديدة للشيوعية : طليعة المستقبل و الشيوعية و العلم والحتمية والضرورة و الوعي و النظريّة و التنوير ...

تلخيص نقاط عشر من مقال " آجيث – صورة لبقايا الماضي " لإيشاك باران و ك.ج.أ ( " مجلّة " تمايزات " عدد 4 / ترجمة شادي الشماوي - مكتبة الحوار المتمدّن )
www.demarcations-journal.org
مقدّمة :
عندما طالعنا مقال " آجيث – صورة لبقيا الماضي " الذى يخوض صراعا إيديولوجيّا فى مجال الفلسفة أساسا و يتطرّق لمسائل هامة و ملحّة متعلّقة بالحركة الشيوعية العالمية ماضيا وحاضرا و مستقبلا عامة و بصراع الخطّين صلب الحركة الماويّة العالميّة خاصة ، لمسنا للوهلة الأولى مدى التركيز اللازم لإدراك دقائق المواضيع المعالجة و تفاصيلها فبذلنا جهدا مضاعفا لبلوغ غايتنا حينها . و مع ذلك كيما نرسّخ بعض الأفكار محور النقاش ، إضطررنا مرارا و تكرارا إلى إعادة القراءة التامة لنصّ المقال . و لا نزال بين الفينة و الأخرى ، نعود إلى هذه الوثيقة التى هي فى منتهى الأهمّية لمن يرغب فى إستيعاب جانب لا بأس به بوجه خاص من صراع الخطّين صلب الماويّين عالميّا بشأن الخلاصةالجديدة للشيوعية التى تقدّم بها بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة ، لنستقي المزيد من الوضوح فى ما يتّصل بالقضايا الفلسفيّة المعالجة .
ومثلما يمكننا أن نعدّ الوثيقة التى صاغها آجيث ، " ضد الأفاكيانيّة " و التى نشرها فى جويلية 2013 قمّة ما بلغته محاججة القوى الماويّة المناهضة للخلاصة الجديدة للشيوعيّة ، يمكن أن نعدّ مقال إيشاك باران و ك. ج . أ قمّة ما بلغه الردّ إلى حدّ الآن على آجيث و أطروحاته الدغمائيّة وتحديدا فى ما يتعلّق بالمسائل الفلسفيّة موضوع الجدال ذلك أنّ هناك ردود أخرى قيّمة بصدد الإقتصاد السياسي و القوميّة و الأمميّة ؛ و الصراع ضد التحريفيّة وسط الحركة الماويّة ؛ وفهم المجتمع الإشتراكي ( أنظروا " الماويّة تنقسم إلى إثنين " و " ضد الأفاكيانيّة " و " من ردود أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية على مقال "ضد الأفاكيانيّة " لشادي الشماوي بمكتبة الحوار المتمدّن ).
و فضلا عن الكتاب الذى ألّفناه، " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية " ، ردّا على دغمائيّة آجيث ، نرى لزاما علينا أن نساعد الرفيقات و الرفاق و الباحثين و الباحثات عن الحقيقة فى مزيد فهم خطوط التمايز بين الخطّ المهاجم للخلاصة الجديدة للشيوعيّة و الخطّ المتبنّى لها و المدافع عنها ، لا سيما و أنّ المسائل الفلسفيّة و بالذات الأبستيمولوجيّة منها المرتبطة بالمعرفة و كيفيّة تحصيلها ، ليست يسيرة الإستيعاب بالنسبة للكثيرين . و لعلّنا بالإنكباب على تبسيط موجز( دون إبتذال ) للأطروحات و الإشكاليّات نساهم فى الترويج لمحتويات المقال البالغ الدلالة و فى مدّ يد العون للذين يطمحون إلى رفع مستوى إستيعابهم لعلم الشيوعيّة كسلاح لفهم العالم و تغييره تغييرا ثوريّا والهدف الأسمى الشيوعيّة على النطاق العالمي .
و الأكيد أنّنا لن نتطرّق لجميع النقاط الواردة فى المقال إيّاه نقطة نقطة إذ نعتقد أن عديد النقاط نالت ما يكفيها من الشرح فى مقالات لنا سابقة أو فى كتابنا الذى مرّ بنا ذكره أو هي واضحة بما فيه الكفاية فى النصّ الأصلي أو عولجت فى مقالات و ردود أخرى و لا تستحقّ تكرارا أو شرحا إضافيّا . و على كلّ حال ، ندعو القرّاء إلى عدم الإكتفاء بما سنسعى جاهدين إلى تقديمه بشكل نعمل على أن يكون مبسّطا أكثر ما أمكن ، و العودة إلى المصدر و المنبع الأصلي و كذلك إلى مقال " ضد الأفاكيانيّة " للتثبّت من أفكار و ترسيخ أخرى فمساهمتنا هذه نرتئيها مدخلا آخر لمقال لإيشاك باران و ك. ج . أ . و ليس بديلا عنه .
و نؤكّد أنّه للإلمام بكافة النقاط الخلافيّة فى صراع الخطّين حول الخلاصة الجديدة للشيوعية ، لا مناص من دراسة ، على الأقلّ باللغة العربيّة ، كتب شادي الشماوي و كتاب ناظم المشار إليها أعلاه .
و نقاط المقال الناقد لآجيث التى سنتناولها بالتلخيص هي تلك الآتى ذكرها :
1- طليعة المستقبل أم بقايا الماضي ؟
2- الشيوعية علم أم ليست علما ؟
3- الثورة الشيوعيّة ضروريّة و ممكنة أم حتميّة ؟
4- الحقيقة الماديّة الموضوعيّة أم " الحقيقة السياسيّة " أو " الحقيقة الطبقيّة " ؟
5- الوعي الشيوعي أم الموقع الطبقي و العفويّة ؟
6- إيلاء الأهمّية للنظريّة أم الإستهانة بها ؟
7- الفلسفة والعلم : وصل أم فصل ؟
8- التنوير : تقييم مادي جدلي أم تشويه مثالي ميتافيزيقي للواقع ؟
9- مدارس ما بعد الحداثة : نقد علمي أم السقوط فى أحضانها ؟
10- التقدّم بطريقة أخرى ، شيوعيّة ثوريّة أم تجميل الأصوليّة و التذيّل لها ؟
==============================================================
1- طليعة المستقبل أم بقايا الماضي ؟

إنتهت المرحلة الأولى من الثورة البروليتارية العالميةأو الورة الشيوعية ( بمعنى أنّ هدفها هو الشيوعيّة ) إثر الإنقلاب التحريفي فى الصين سنة 1976 عقب وفاة ماو تسى تونغ و إعادة تركيز الرأسمالية هناك . فلم تعد توجد مذّاك دول إشتراكيّة حقّا بتاتا . ومنذ عقود الآن ، شنّت الرجعيّة و الإمبريالية عبر العالم حملات تشويه ضخمة لم تتوقّف إلى اليوم مدّعية فشل الشيوعية و موتها ما ألحق كبير الضرر بالشيوعية و شوّش نظر الكثير من الأحزاب و المنظّمات و الجماهير فتراجع المدّ الثوري و حلّ محلّه التراجع عالميّا و نشبت أزمة عميقة صلبالحركةالشيوعية العالمية بعد خسارة الصين الإشتراكية الماويّة أساسا و اليوم تجد الشعوب نفسها عموما بين خيارين رجعيّين هما الأصوليّة الدينيّة و الإمبرياليّة العالمية و عملائها .
و قد طرح هذا الوضع الجديد على الماويّين الذين واصلوا النضال و لم يسقطوا فى اليأس أو فى أحابيل التحريفيّة الصنيّة أو الدغمائيّة التحريفيّة الخوجيّة الإجابة و تمسّكوا بالإرث الثوري لماو تسى تونغ ، الإجابة على هذا الواقع الجديد لنهاية مرحلة أولى و الإعداد لمرحلة ثانية . و فى حين سعى بوب أفاكيان إلى البحث العميق و الشامل ، إعتمادا على منهج مادي جدلي ، فى التراث الشيوعي نظريّة و ممارسة و إعمال الفكر العلي النقدي للوقوف عند الأخطاء والهنات و الدفاع المستميت عن المكاسب التاريخيّة و الإستفادة من الجهود الفكريّة و الفنّية لتيّارات واسعة قصد إنجاز ما أفضل مستقبلا فتقدّم بالخلاصة الجديدة للشيوعية كإطار نظريّ لبداية مرحلة جديدة منالثورة الشيوعيّة ؛ مضى آخرون من القادة الماويّين عالميّا إمّا إلى الإنغماس حدّ العنق فى الديمقراطيّة البرجوازيّة بدعوى إشتراكية القرن الواحد والعشرين على غرارالحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) الذى خان الثورة الديمقراطية الجديدة و الشيوعية و إنضمّ إلى جوقة الإصلاحيّين و إنقسم إلى شظايا و إمّا إلى الغرق فى الدغمائيّة و الدفاع الأعمى عن التراث الشيوعي نظريّة و ممارسة رافضا الإقرار بالأخطاء والهنات و ضرورة إصلاحها و مناهضا لتطوير علم الشيوعية و الخلاصة الجديدة للشيوعيّة التى تقدّم بها بوب أفاكيان .
إذن إنقسمت الماويّة إلى إثنين ، من جهة جرى تطوير جوهرها الصثوري الصحيح والعلمي و التقدّم به إلى مستويات جديدة و تشخيص الخطاء و نقدها و تجاوزها فولدت الخلاصة الجديدة للشيوعية المتطلّعة لأن تكون طليعة للمستقبل ؛ و من الجهة الأخرى، جرى تشويه الماويّة فحوّل البعض الأخطاء الثانويّة إلى مبادئ و رفعها إلى مستوى خطّ إيديولوجيو سياسي عام دغمائيّ يتمّ الدفاع عن و الترويج له على أنّه الماويّة النقيّة وحوّل البعض الآخر ماو تسى تونغ إلى ديمقراطي برجوازي يتذيّل إلى الرجعيّة و الإمبريالية . هذان الفريقان الأخيران إنحرفا عن الجوهر الثوري للماويّة و يمكن أن نقول إنّ أنصار خطّ الديمقراطيّة البرجوازيّة يمثّلون إنحرافا يمينيّا فيما يمثّل الدغمائيّون إنحرافا يسراويّا .
فى مفترق الطرق الذى تشهده الحركة الشيوعية العالمية ، طليعة المستقبل هي الخلاصة الجديدة للشيوعية و بقايا الماضي هم ألوان التحريفيّين من الديمقراطيّين البرجوازيّين على شكل براشندا و باتاراي و الدغمائيّين على شكل آجيث . و على كلّ شيوعيّة ثوريّة وكلّ شيوعي ثوري حقيقة أن يقف بلا تردّد إلى جانب طليعة المستقبل ، لا بقايا الماضيّ .
2- الشيوعيّة علم أم ليست علما ؟
إنّ الثورة الشيوعية أكثر الثورات جذريّة إذ هي كما قال ماركس الإشتراكيّة إعلان للثورة المستمرّة على كلّ الإختلافات الطبقيّة و كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و على كلّ العلاقات الإجتماعيّة التى تتناسب مع علاقات الإنتاج و كذلك على كلّ الأفكار الناجمة عنعلاقات الإنتاج هذه .
لقد أضاعت الحركة الشيوعية هذا الفهم الماركسي و اعاد إحياءه ماو تسى تونغ و من بعده عمّقه بوب أفاكيان قاطعا مع بعض الهنات الثانويّة المعيّنة لدى ماو تسى تونغ ذاته . وهو فهم يتضارب مع فهم الإشتراكية على أنّها مجرّد ملكيّة الدولة لوسائل الإنتاج والذى لن يقود إلى القضاء على " الكلّ الأربعة " التى مرّنا ذكرها . و أكّد بوب أفاكيان أنّ الثورة الشيوعيّة لا تتلخّص فى " طبقة ضد طبقة " و إنّما هي تهدف إلى تحرير البروليتاريا و تحرير الإنسانيّة جمعاء لذلك دعا الشيوعيين إلى أن يكونوا من محرّرى الإنسانيّة و ليس البروليتاريا فقط فتحرير البروليتاريا لن يحصل ما لميتمّ تحرير الإنسانيّة جمعاء .
وإلىى جانب الفهم الخاطئ لمضمون الثورة الشيوعية و الإشتراكيّة على أنّها مجرّد ملكيّة الدولة لوسائل الإنتاج ، وُجد مفهوم ميتافيزيقي لا جدلي لسيرورة هذه الثورة فجلّ إن لم نقل كلّ الحركة الشيوعيّة العالميّة رأت أنّ إنتصار البروليتاريا فى إنجاز مهمّتها أمر حتمي تاريخيّا .
و يذهب آجيث مناصر هذه الحتميّة التاريخيّة إلى كون الموقع الطبقيّ للبروليتاريا و المضطهدين الآخرين يخوّل لهم ميزة آليّة للقيام بالثورة و بذلك لا يفهم الماركسيّة كعلم للثورة الشيوعية و يتغاضى عن التحدّيات و التعقيدات و ما تتطلّبه من دراسة و فهم علمي للواقع لبلوغ الحقيقة التى على أساسها ينهض النضال الشيوعي الثوري .
إنّ آجيث يرفض الشيوعيّة كعلم و يعتبر أنّ سحب أفاكيان لصفة العلم على الشيوعيّة يجافى الحقيقة لأّه يخلط بين المنهج العلمي لعلوم الطبيعة و العلوم الإجتماعية و هذا يساوى قول إنّ الماركسيّة ليست علما بل إيديولوجيا خاصة و فلسفة للتاريخ لا غير . فى حين أنّ الشيوعيّة ليست إيديولوجيا زائفة و إنّما هي إيديولوجيا تقوم على نظرة شاملة و منهج علمي و بناء نظري بالإمكان تطبيقه فى كافة المجالات و عل كافة السيرورات كما بالإمكان تطويره كأي علم .
و بكلمات أخرى بينما يدّعى آجيث عدم إمكانيّة مقاربة المجتمع و التاريخ بفهم ماد و منهج علمي ويرفض إستخدام المنهج العلمي فى العلوم الإجتماعية بتعلاّت السقوط فى العلماويّة ، ترى الخلاصة الجديد للشيوعية أنّ هذه الإمكانيّة ليست واردة فحسب بل هي تحقّقت و تتحقّق فى أرض الواقع . و إنكار هذه الإمكانيّة يعنى مباشرة إنكار الماديّة التاريخيّة كنقطة محوريّة فى الماركسية تسمح بفهم تغيّرات المجتمع الإنسانيّ فهما ماديّا جدليّا علميّا .
وفيما يعيد آجيث و يكرّر أنّ تأكيد أفاكيان على أنّ للعلم و المنهج العلمي دور شامل فى البحث عن المعرفة علماويّة ، يشرح أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة أنّ لمظاهر الأساسيّة للمنهج و المقاربة العلميّين مشتركة بين العلوم الطبيعيّة و العلوم الإجتماعيّة إلاّ أنّ وسائل شتّى أنواع العلوم من المناهج و الأطر تختلف حسب المواضيع الجاري بحثها .
وفى الوقت الذى نقدفه أفاكيان كارل بوبر و أثبت أنّ الماركسيّة " قابلة للخطإ ط كمعيار لعلميّتها و كذلك أثبت أنّ مفاهيمها الأساسيّة لم يقع التدليل عن خطئها و أوضح أنّ بوبر تجنّب القضيّة الجوهريّة أي تناسب النظريّة مع العالم المادي كمعيار و محكّ للحقيقة ، يجعل آجيث الفلسفة و الإيديولوجيا و الموقف الطبقيين فوق البحث و المعرفة الماديّين و العلميّين ، و منه هنا بصفة غير مباشرة نلفيه يقبل بتهمة بوبر بأنّ÷ لا يمكن للماركسيّة أن تدّعي بأنّها علم .
3- الثورة الشيوعية ضرويّة و ممكنة أم حتميّة ؟
وُجدت تاريخيّا و لا تزال توجد إلى ألان نزعة داخل الحركة الشيوعيّة العالميّة نحو إعتبارالإنتصار النهائي للشيوعيّة أمر حتميّ و هذه النزعة تترجم نظرة مثاليّة لاهوتيّة تيولوجيّة ترى أنّ للطبيعة كما للتاريخ أهداف محدّدة سلفا . فكان على أفاكيان الذى شخّص هذه النزعة التى عبّرت عن نفسها منذ " بيان الحزب الشيوعي " وصولا إلى التجربة الماوية الصينيّة أن ينقدها و يطرح تجاوزها . غير أ،ّ الأمر لم يرق لآجيث الذى صبّ عليه جامغضبه و أنكر أن تكون الحركة الشيوعيّة قد عرفت أصلا و تعرف إلى الان مثل هذه النزعة و فى سياق محاججته تلاعب بمفهوم الحتميّة نفسه .
و رغم الأمثلة المشخذصة لهذا الداء كنزعات ثانويّة لدى ماركس و إنجلز و من ذلك القبول ب "نفي النفي " على أنّه قانون من قوانين الجدليّة ، و لدي قادة بارزين فى الصين الماويّة من مثل تشانغ تشن تشياو و تصريحه بأنّ " إضمحلال البرجوازيّة و كلّ الطبقات المستغِلّة و إنتصار الشيوعيّة أمر حتميّ و أكيد و مستقلّ عن إرادة الإنسان " ؛ و حتّى لدي غنزالو رئيس الحزب الشيوعي البيروفي الذى كتب " لنتذكّر ما صغناه فى 1979 : خمس عشر بليون سنة من المادة فى حركة – الجزء الذىنعرفه من السيرورة – أفرزت مسيرة لا تقاوم نحوالشيوعيّة " ، لا ينفكّ آجيث يدير ظهره لمشكل السيرورات ط الغائيّة " هذه و تأثيراتها الضارة على الماركسية و النضال من أجل الشيوعيّة كما فسّرنا نحن فى كتابنا " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية " .
أجل ، هناك " ترابط منطقي " فى التاريخ الإنسانيّ مردّه كما شرح ماركس قوى الإنتاج الموروثة جيلا بعد جيل و تطوّرها و صلتها بالعلاقات الإجتماعية و علاقات الإنتاج . أجل ، هناك ضرورة بمعنى السببيّة و علاقات سبب و نتيجة و لكن السيرورة لا تفرز دائما نتيجة واحدة و ليست علاوة على ذلك خطّية و لا هي محدّدة سلفا بل هي سيرورة ديناميكيّة لا تستبعد الإلتواءات و المنعرجات و الصدفة أيضا .
لقد سعى آجيث إلى تسريب عنصر الحتميّة فى الترابط المنطقي للتاريخ الإنساني كما أعرب عنه ماركس ، فوقع ف خطأ التغاضى عن عنصر الصدفة فى التاريخ و دور الأحداث غير المتوقّعة فيه والتغيّرات التى يعدّها ماو تسى تونغ القانون الأكثر جوهريّة للكون.
الحرّية هي الإعتراف بالضرورة و فهمها و تغييرها من خلال النضال كنشاط إنساني واعي . هكذا تفهم الماركسية كما طوّرها ماوتسى تونغ العلاقة بين الحرّية و الضرورة فى جانب من جوانبها . و لا يوفّر إنكار وجود الضرورة بما هي قيود طبيعيّة و إجتماعيّة تضع حدودا فى زمن معيّن لما يستطيع الناس القيام به و كيفيّة قيامهم بذلك أية حرّية بل هو موق مثالي بحت و ضرب آخر من ضروب ما يطلق عليه سياسة النعامة .
و قد حلّل أفاكان العلاقة الجدليّة بين الحرّية و الضرورة و إمكانيّة تحويل الضرورة إلى حرّية . بيد أنّ آجيث كالعادة يفتّش و يبحث و يمحّص التراث الماركسي ليصطفى صيغا ضعيفة أو خاطئة فيرفعها معارضا بها الفهم الصحيح لأفاكيان و مثال ذلك أوّلا ، إستناده على صيغة لإنجلز تعتبر بلوغ الشيوعيّة يساوى " قفزة الإنسانيّة من مجال الضرورة إلى مجال الحرّية " وهوموقف يجانب جوهر الفهم المادي الجدلي للعلاقة الديناميكيّة بين الضرورة و الحرّية و لكون المجتمع الشيوعي لن يخلو من الضرورات و سيواجه ضرورات جديدة و إن كان ذلك دون عراقيل العلاقات الإجتماعيّة ، و بكلمات أخرى ، يمثّل المجتمع الشيوعي حقّا قفزة نوعيّة كبرى و لكن ليس إلى حرّية مطلقة أبدا ؛ و ثانيا إلى صيغة ماركس " جعل الطبيعة تحت السيطرة " ، سيطرة الإنسان ، و ينسى آجيث الدغمائي أن هذا غير ممكن ببساطة لأنّ الإنسان مادّيا و واقعيّا و كحقيقة موضوعيّة لا ينكرها إلاّ المثاليّون و الأغبياء ، هو ذاته جزء من الطبيعة و يجب عليه إستيعاب قوانين هذه الطبيعة و حركتها و إستخدامها و التعاطي معها بوعي علميّ .
و الثورة الشيوعية ضروريّة لمعالجة تناقضات عصر الإمبريالية إلاّ أنّها ليست حتميّة مثلما إنتصارها ليس حتميّ فليس من الحتمي أن تتشكّل أدوات الثورة من أحزاب و جبهات و جيوش فى كلّ البلدان و ليس من الحتمي أن تكسب كلّ المعارك و الحروب و ليس من الحتمي أيضا أن تبلغ الإنسانيّة قاطبة الشيوعيّة . تناقضات الواقع مقروءة قراءة مادية جدليّة علميّة تبرز لنا هذه الإمكانيّات أمّا تحوّلها إلى واقع فمرتهن بالنشاط الواعي للثوريّين و إعتمادهم على فهم علمي للعالم كما هو و هدافهم وصياغة خطّ صحيح إيديولوجيا و سياسيّا و تطبيقه و تطويره فى إطار علاقة جدليّة بين الممارسة الثوريّة و النظريّة الثورية ، علما بأنّ السيرورات بقد تشهد إنتكاسات و تراجعات وهو لا تمضى فى خطّ مستقيم قط .
4- الحقيقة الماديّة الموضوعيّة أم " الحقيقة السياسيّة " أو " الحقيقة الطبقيّة " ؟
هذا موضوع عالجناها فى كتابنا المشار إليه أعلاه و لكن نظرا لأمّيته نعود إليه بهذه المناسبة فنقول إنّ المسألة المطروحة بكلمات مقال " آجيث – صورة لبقايا الماضي " هي " هل للحقيقة طابع طبقي ؟ " و يقصد بلك هنا أنّ صحّة شيء تتحدّد و ترتهن أم لا بالطبقة أو الخلفيّة الإجتماعيّة لمن يدافع عن أو يتقدّم بوجهة نظر و ثانيا بالإستعمالات الإجتماعية – السياسيّة للأفكار .
حسب فهم آجيث و أمثاله من الدغمائيّين إن كان عالما من طبقة أو من خلفيّة إجتماعيّة رجعيّة ، يكون بالضرورة كلّ عمله و إكتشافاته موضع سؤال و كأنّ الرجعيّين لا يتوصّلون إلى الحقائق الموضوعيّة ! و " أبستيمولوجيا الموقع " التى يحاجج من أجلها آجيث و أمثاله تنتهى إلى أنّ الحقيقة الموضوعيّة غير واضحة و غير موضوعيّة و " إشكاليّة " و فى نهاية المطاف لا وجود لها .
ويجعل هذا الرجل الدغمائي من الحقيقة و المعرفة العلمية تابعة للتحزّب الطبقي ففى رأيه يكون الماركسيّون أقرب إلى الواقع الموضوعي بسبب التحزّبالطبقي . و هذا بطبيعة الحال يشوّه المحكّ العلمي للحقيقة الماديّة الموضوعيّة أي تطابق النظرة مع الواقع سواء لدى متحزّبين أو غير متحزّبين ، ماركسيّين أو غير ماركسيّين .
و بينما إجتهد بوب أفاكيان فى سبيل تعميق القطيعة مع هذه " الحقيقة السياسيّة أو " الحقيقة الطبقيّة" التى عانت منها طويلا الحركة الشيوعيّة العالميّة قصد إرساء الحقيقة الماديّة الموضوعيّة ، لجأ آجيث إلى إستخدام بعض النزعات الثانويّة فى الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى 1966-1976 بالصين ( نزعات نقدها أفاكيان ) ليأتي بعكس ما أتاه أفاكيان .
و يقلب آجيث الصلة بين الحقيقة العلمية للماركسيّة و تحزّبها الطبقي و لسان حاله يقول " الماركسية صحيحة لأنّها متحزّبة " و هذا منافى للموقف الصائب الذى طوّره صاحب الخلاصة الجديدة للشيوعية و مفاده أنّ الماركسيّة قادرة على إستيعاب الواقع بصورة أشمل و أعمق بفضل منهجها العلمي و ليس بفضل تحزّبها . و بالنسبة للشيوعيين الثوريّين ، توفّر الماركسيّة القاعدة العلميّة للتحزّب و ليس العكس إذ هي تشرح الجذور الموضوعيّة للمشكل و تقدّم الحلّ . و المنهج العلمي للماركسيّة هو الذى يسمح بإدراك حقيقة لماذا يلتحق بالثورة البروليتاريّة المثقّفون و غيرهم من الطبقات غير البروليتاريّة لمّا يستوعبون الحاجة إلى هذه الثورة التى يتعيّن هدفها الأسمى فى تحرير الإنسانيّة قاطبة من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد .
5- الوعي الشيوعي أم الموقع الطبقي و العفويّة ؟
المهمّة التاريخيّة للبروليتاريا كطبقة هي تحرير نفسها و تحرير الإنسانيّة بأسرها من كافة الإستغلال و الإضطهاد و الإنقسامات الطبقيّة و لكي تضطلع بهذا الدور و تغيّر العالم تغييرا ثوريّا ، تحتاج إلى فهمه فهما علميّا . و واقعيّا و موضوعيّا لا تملك البروليتاريا هذا الفهم الشيوعي الثوري لأنّهابروليتاريا و لا هي ترثه و موقعها الطبقي ، كما رأينا ، لا يمتّعها بميزة أو خاصيّة فطريّة أو قدرة خارقة على إستيعاب الحقيقة و الفهم الذى تفرزه الظروف الماديّة للصراعات من أجل الإنتاج و من أجل المعرفة و الصراعات الطبقيّة . و من هنا تأتى الحاجة الأكيدة و الماسّة للحزب الشيوعي الطليعي المتسلّح بعلم الثورة الشيوعية المتطوّر أبدا ليبثّ و ينشر هذا العلم و يؤطّر البروليتاريا و الطبقات الشعبيّة لإنجاز المهام الثوريّة .
عفويّة البروليتاريا و الجماهير الشعبّة لا تفضى إلى الوعي الشيوعي كما شرح ذلك لينين فى " ما العمل ؟ " . و " مجرّد المشاعر الطبقيّة " العفويّة غير كافية لفهم المجتمع و الثورة البروليتاريّة فهما علميّا . الثورة الشيوعية فى حاجة إلى علم الشيوعيّة كي يغيّر الناس أنفسهم و المجتمع و العالم تغييرا ثوريّا .
فالفهم النظري العلمي هو القادر على الإستيعاب الصحيح للمشاعر الطبقيّة و كراهيّة الإستغلال و الإضطهاد و توجيهها بالوعي الأعمق و الأشمل الذى بعبارة لينين ياتى إلى البروليتاريا من " خارجها " نحو إجتثاث الإستغلال و الإضطهاد من الجذور ، نحو الثورة الشيوعية . هذا فضلا على كون مشاعر الجماهير و أفكارها العفويّة متناقضة دائما وهي تنزع إلى الوقوع تحت سيطرة الطبقات الرجعيّة . و ما حصل للإنتفاضات فى بلدان عربيّة دليل آخر على ذلك .
و عوض النظر إلى البروليتاريا كطبقة لها مهمّة تاريخيّة ، ينحو آجيث إلى تجسيد البروليتاريا بمعنى جعل كلّ فرد بروليتاري يساوى الطبقة ككلّ و لا يمكن إلاّ أنيكون ثوريّا و هذا يجافى الحقيقة التى نراها حولها . فالتجربة و الظروف المباشرة لا يفرزان آليّا الوعي الشيوعي الثوريّ . لكسب الوعي الشيوعي تحتاج البروليتاريا إلى القيادة و التسلّح بعلم الشيوعيّة و بمساهمات لينين الحيويّة فى قضايا الوعي الشيوعي و النضال ضد العفويّة و الإقتصاديويّة و الإصلاحية و التحريفية و القوميّة إلخ من أجل البروليتاريا الواعية شيوعيّا كطبقة المية و من أجل الأممية البروليتارية والهدف الأسمى ، الشيوعية على نطاق عالمي .
لقد كان ل " تجسيد البروليتاريا " تبعات سلبيّة و ضارة على المرحلة الأولى من الثورة البروليتاريّة العالميّة ذلك أنّه ، على سبيل المثال ، فى الإتحاد السوفياتي زمن ستالين ، جرى اعتقاد أنّه طالما أنّ التقنيّين و الإداريّين من صفوف العمّال و الفلاّحين ، الطابع البروليتاري للدولة مضمون و ستتمّ معالجة التناقضات بين العمل الفكري و العمل اليدوي و بين العمّال و الفلاّحين و بين المدينة و الريف . و كذّب ما جدّ من إنقلاب تحريفي بزعامة خروتشوف ذى الأصول العمّاليّة هذه المزاعم . ففى الواقع ، لم تكن الخلفيّة الطبقيّة لوحدها متراسا ضد التحريفيّة لا فى التجربة السوفياتيّة و لا فى التجربة الماويّة فى الصين . هناك دائما و بالأساس و رئيسيّا ضرورة النضال من أجل صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي المحدّدة فى كلّ شيء كما لخّص ماو تسى تونغ حقيقة عميقة و شاملة مستقاة من عقود من تجارب البروليتاريا العالمية و صراعات الخطّين صلب الأحزاب الشيوعية ذاتها .
6- إيلاء الأهمّية للنظريّة أم الإستهانة بها ؟
يمثّل ظاهر الشيء أو الظاهرة أو السيرورة و بطنه / باطنها وحدة أضداد جدليّة . و من اليسير التعرّف على الظاهر أو المظاهر الخارجيّة بما أنّ الحواس قادرة على إكتشافها إلاّ أنّه كما قال ماوتسى تونغ إكتشاف الجوهر أو الباطن يقتضى البحث و الدراسة و التمحيص و هذا ما تقوم به العلوم .
و بينما يُفرّق أفاكيان على خطى ماو تسى تونغ بين المعرفة الحسّية و القفزة نحوالمعرفة العقليّة أو المنطقيّة ، يُنكر آجيث بل يرفض التمييز بين الظاهر و الباطن فيجد نفسه بإسم البحث عن الحقيقة فى الوقائع إلى جانب الوضعيّين و التجريبيّين الذين يكتفون بالملاحظة التجريبيّة للحواس الخمس وحدها كمصدر للمعرفة .
و ينزع آجيث و أمثاله إلى تضييق مفهوم الممارسة إلى الممارسة المباشرة للفرد أو المجموعة بدلا من النظر إليها مثلما يفعل أفاكيان على أنّها تعنى كلّ النشاط الإنساني و كلّ التفاعلات مع الطبيعة الخارجيّة وتفاعلات المجتمع الإنساني العالمي . و تكون نتيجة المنطق الأخرق لآجيث و أمثاله تقسيم البروليتاريا تقسيما قوميّا ومهاجمة إعتبار أفاكيان لسيرورة الثورة البروليتاريّة العالميّةسيرورة عالميّة واحدة .
وعنتقسيم الممارسة و البروليتاريا قوميّا جرّاء التجريبيّة ينجم تقسيم غير مباشر للنظريّة و إستهانة بها إذ هي تستند إلى الممارسات الخاصة و العامة فى آن معا و ليس إلى جيوب متفرّقة منعزلة قوميّا . قاعدة تطوير النظريّة الثوريّة الصحيحة هي الممارسة الثوريّة المباشرة غير المباشرة و الممارسة الإجتماعيّة الأوسع عبر العالم قاطبة .
و تثبت مؤلّفات ماركس و إنجلز أنّ تطويرهما للماركسيّة لم يكن دائما نتيجة ممارستهم المباشرة إذ هما طوّرا الماركسيّة فى إطار صراع نظريّ فى ميادين الفلسفة والإقتصاد السياسي و الإشتراكيّة ( مكوّنات الماركسيّة و مصادرها الثلاث ) و قدإستفادا الإستفادة كلّها من نظريّات هيغل و فورباخ و ريكاردو و سان سيمون و داروين إلخ فكانت الماركسيّة إفرازا لخلاصات ماركس و نقده لوجهات نظر مدارس القرن التاسع عشر فى الميادين المذكورة أعلاه ثمّ لإضافاته و رفيق دربه إنجلز .
و هكذا أقام ماركس و إنجلز تحزّبهما على أساس الحقيقة ، حقيقة ضرورة الثورة الشيوعيّة لتجاوز الإنقسامات الطبقيّة و الإستغلال و الإضطهاد وليس العكس كما يدّعى آجيث . و لن يفيد التحزّب دون المسك بالحقيقة و لن يتقدّم بالقضيّة الشيوعيّة فكم من الأحزاب والمنظّمات التى تزعم تبنّى الماركسية أخطأت أو إنحرفت أو تحوّلت إلى أحزاب و منظّمات تحريفيّة أي برجوازية لعدم إمتلاكها لخطّ إيديولوجي وسياسي صحيح تمّ تشييده على الحقائق لا الأوهام و المغالطات .
ومجدّدا يحيلنا هذا على الحاجة الأكيدة لإدراك مدى عمق و شموليّة مقولة ماو تسى تونغ " صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي هيالمحدّدة فى كلّ شيء " و ضرورة خوض النضال بلا هوادة من أجل هذا الخطّ الصحيح . ونكرّرها مع أفاكيان: " كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية."
و قد كانت دروس " الحقيقة السياسيّة " والتهاون فىالبحث و الدراسة لبلوغ الحقيقة الماديّة الموضوعيّة مكلفة جدّا على سبيل فى تجربة الحزب الشيوعي البيروفي و خطّ " إتّفاق السلام " و من يقف وراءه و " نظريّة الخدعة " التى ما إنفكّ آجيث يروّج لها إلى جانب عديد الآخرين .
7- الفلسفة و العلم : وصل أم فصل ؟
يجعل الدغمائي آجيث الفلسفة فوق العلم و يمنحها قوّة تفسيريّة أعلى و أشمل ف حين أنّ أفاكيان شدّد مرارا و تكرارا على و شرح بعمق مقولة ماو تسى تونغ ومفاده أنّ " الماركسيّة تشمل ولا تعوّض " العلوم الطبيعيّة و مجالا ت النشاط الفكريّة و الثقافيّة المختلفة الأخرى . فالماديّة الجدليّة ذات طابع شمولي ، عمومي تلخّص حصيلة معرفة العالم الواقعي بكلّ مكوّناته الطبيعيّة و الإجتماعيّة . و بالتالى على الشيوعيّة كعلم أن تستوعب ما يتمّ إكتشافه فى المجالات العلميّة الأخرى حتّى تستطيع التوّر و تواصل الفلسفة النهوض بدور صياغة الأفكار والمفاهيم وتوضيحها و تنظيمها و ليس التحكّم فى بقيّة العلوم أو الوقوف فوقها .
و منهنا تظلّ الفلسفة متّصلة بالعلم لا منفصلةعنه و صحّة أفكارها ونظريّاتها تتحدّد هي الأخرىبتناسبها مع الواقع المادي الموضوعي . لا تستثنى من ذلك المعيار على عكس ما يرغب فيه آجيث .
و فى إرتباط بهذا نلفى مقاربة آجيث للمبادئ الأساسيّة للماركسيّة مقاربة شبه دنيّة ذلك نّه على النقيض من أفاكيان ، يرى أنّ هذه المبادئ لا تتغيّر و لا تتبدّل و ليست قابلة للخطأ و التصحيح والإستبعاد مع تطوّر الممارسة و التنظير الثوريّين والتجريب العلمي و الصراع الطبقي و تقدّم فهمنا للطبيعة و المجتمع و تعمّقه . و عندئذ يطمس الدغمائي العلاقة الجدليّة بين الحقيقة النسبيّة و الحقيقة المطلقة و التقدّم فى المعرفة .
و وفق نظرة آجيث للمسألة ، لن تتطوّر مبادئ الماركسيّة ، حينما يتنازل و يتحدّث بخداع عن التطوّر و الخلاصة الجديدة للشيوعية ، إلاّ بعد المزيد من إفتكاك السلطة السياسيّة من قبل البروليتاريا و يتغاضى عن الدروس الإيجابيّة و السلبيّة التى يمكن إستخلاصها من تجارب الحركة الشيوعية العالميّة فى القرن العشرينوالقرن الواحد و العشرين و من القوانين العلميّة فى الممارسة العمليّة فى شتّى مجالات النشاط الإنساني . و أحيانا تسبق النظريّة الممارسة العمليّة المباشرة على غرار صياغة ماركس لنظريّة دكتاتوريّة البروليتاريا و تقدّم ليين فى فهم هذه الدكتاتوريّة فى كتابه " الدولة و الثورة " الذى ألّفه قبل ثورة أكتوبر 1917 .
8- التنوير : تقييم مادي جدلي أم تقييم مثالي ميتافيزيقي إحادي الجانب ؟
لمهاجمة لأبوب أفاكيان بتعلّة العلماويّة التى مرّ بنا التعريج عليها صلة بتقسسمه السلبي الإحادي الجانب للتنوير .
درس أفاكيان تنوير القرن الثامن عشر المتناسب مع الحقبة المعاصرة و نمط الإنتاج الرأسمالي . و الجدال الذى دار و يدور حوله ، حول طبيعته و نقائصه و خاصّة الهجمات التى يتعرّض إليها التنوير على أيدى الرجعيّة الدينيّة و كذلك على أيدى ما يسمّى بتيّار " ما بعد الحداثة " و هما تيّارن يلتقى معهما آجيث فى نقاط عدّة . و بيّن صاحب الخلاصة الجديدة للشيوعيّة أنّ الظلاميّين يسعون للنيل من التنوير أساسا لدعوته للتعويل على العلم و العقل عوضا عن المفاهيم الدينيّة الظلاميّة ، كأساس للإيديولوجيا و السياسة ، بينما يرى تيّار محدّد فى الفكر البرجوازي الليبرالي التنوير أداة " إيجابيّة " للإستعمار و الهيمنة الإمبرياليّة .
و فى الوقت الذى تقف فيه الماركسيّة إلى جانب مفهوم التعويل على العلم و العقل لبلوغ الحقيقة فهي من ناحية لا تكتفى بالحقيقة و لا تعتبر أنّ هذه الأخيرة لوحدها تسمح بتغيير العالم بل تفسّر العالم من أجل تغييره و تقود البروليتاريا و الجماهير الشعبية فى خوض النضالات الطبقيّة على كافة الجبهات لتغييره ثوريّا بإتجاه الشيوعية على النطاق العالمي ، و منناحية ثانية وقفت و تقف بوضوح ضد الهيمنة الإمبريالية و الإمبرياليّة ذاتها وإستغلال التنوير ليسط النفوذ الإستعماري . و هكذا تمثّل الماركسيّة قفزة و قطيعة مع الآفاق المحدودة للتنوير المرتبطة بظهور نمط الإنتاج الرأسمالي .
أمّا آجيث فينظر إلى التنوير كما لو أنّه " الحقيقة الطبقية للبرجوازية " و من هنا نعت نظرته بالإحادية الجانب . فيرمى تقسيم أفاكيان المادي الجدلي ( الذى قسّم بشكل صحيح التنوير و القيم و التقاليد المرتبطة به إلى إثنين – إزدواج الواحد / التناقض / وحدة الأضداد ) بسهام الإنتهازيّة و يدّعى لتشويه أفاكيان أنّه يبرّر " قيم التنوير " . كما يزعم أنّه لم يُولِ عناية للمدارس الأخرى للتفكير و البحث " غير العلمية " ولإرث المضطهَدين و ما قُمع بإسم " التعصير" وحتّى بإسم " العلم ". و تخدم كلّ هذه المزاعم و التشويهات طبعا موقف آجيث المساند للأصوليّة الدينيّة كما سنرى .
9- مدارس ما بعد الحداثة : نقد علمي أم سقوط فى أحضانها ؟
فى النقاط السابقة ، أنف لنا التطرّق لمسألة الحقيقة الماديّة الموضوعيّة و قابليّة تطبيق العلم على المجتمع الإنساني و إعتبار الماركسيّة علما . و كما فسّرنا كانت إجابات آجيث تضع الماركسيّة خارج إطار العلم وتنكر قابليّة تطبيق العلم على المجتمع الإنساني و تضع الحقيقة الماديّة الموضوعيّة موضع السؤال . و بهذا يجد آجيث نفسه مدافعا عن مواقف وأطروحات مشتركة له مع تيّارات ما بعد الحداثة التى يعتبر بصريح العبارة أنّها قدّمت " مساهمات هامّة فى هذا الصدد".
ليس لإنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة مشكل مع دراسة تلك التيّارات دراسة نقديّة لتشخيص ما يمكن أن يكون صائبا و إعادة صياغته ماركسيّا و كشف ما هو خاطئ و نقده ونبذه ، بل هم ينادون بلا تردّد بذلك و طبّقوا و يطلّقون ما نادا به إلاّ أنّ ما يصرّح آجيث بأنّه " خطوات نظريّة متقدّمة " ( لم يشرح ما يقصد بها على وجه التحديد ) هي فى الواقع خطوات تيّارات مثقّفين يبتعدون عن نقد النظام الرأسمالي كنظام إستغلالي و إضطهادي و يهاجمون العلم و العقل فبالنسبة إليهم لا يمكن الحصول على الحقيقة الموضوعيّة و كلّ محاولة لتأكيد القول بالحقيقة الماديّة الموضوعيّة يفضى إلى الشموليّة و الحقيقة فى نظرهم نسبيّة بمعنى عدم وجود حقيقة ماديّة موضوعيّة و إنّما عدّة تأويلات للواقع أو عدّة " روايات شخصيّة " لكلّ واحدة حقيقتها النسبيّة . و فى هذا يلتقون مع " الحقيقة الطبقيّة " لآجيث كما شرحنا أعلاه .
و حينما توجّه تلك التيّارات سهام نقدها للرأسماليّة تنقدها من ناحية أخلاقيّة رومنطيقيّة " تحنّ " إلى " الأصالة " و تتجاهل عمليّا الماركسيّة و نقدها العلمي للرأسماليّة .
و يشترك آجيث مع مدرسة فرانكفورت فى إنكار الأساس العلمي للماركسيّة و الماديّة التاريخيّة و فى الهجوم على التنوير على أنّه أصل الفظائع فى ظلّ الرأسماليّة . ( و آجيث يندّد " بالوعي العلمي " للتنوير ).
و قد أجلينا فى النقاط السابقة مدى تمسّك آجيث ب" الحقيقة الطبقيّة " و كانطمعشوق مدرسة فرانكفورت يحاجج بأنّه لا يمكننا معرفة الظواهر إلاّ كما تبدو " لنا " و فى حال آجيث " لنا " ، أو العنصر الذاتي فى بناء المعرفة لدى الكانطيّة ، هو " الطبقة " . و من هنا تبرز الثنائيّة الكانطيّة و محاولة التوفيق بين الماديّة و المثاليّة ( عنصر ذاتي و عنصر موضوعي ) .
وهكذا يسقط آجيث فى أحضان ما بعد الحداثة و أطروحاتها .
10 – التقدّم بطريقة أخرى ، شيوعيّة ثوريّة أم تجميل الأصوليّة و التذيّل لها ؟
ومن نقاط الإلقاء الأخرى بين آجيث و ما بعد الحداثة معالجة مسألة الدين والأخلاق التقليديّة فى المجتمع الإنسانيّ .
فى الواقع ، يرفض آجيث أن تصنّف القوى الأصوليّة الإسلاميّة على أنّها " أعداء " للشعوب و النساء و لا يجد مشكلا فى أنّ ما يسمّيها مقاومة فى العراق و أفغانسان على سبيل المثال تقودها إيديولوجيا دينيّة و برامج سياسيّة رجعيّة و يتوهّم أنّ بوسعها أن تعبّر عن مضمون وطني و ديمقراطي . و حالئذ بمثاليّة لا يحسد عليها يهيل آجيث التراب على الواقع المادي و الحقائق الماديّة الموضوعيّة الصارخة بجوهر الأصوليّين الإسلاميّين الرجعيّ و تكريسهم على أرض الواقع و فى أطروحاتهم الفكريّة و الثقافيّة لكافة أشكال الفظائع القروسطيّة و الظلاميّة و كذا صلتها بالقوى الإمبريالية و الطبقات الرجعيّة المحلّية و خدمتها لأجنداتها عموما و إن حصل أحيانا صدام بينها فهو بين قوى رجعيّة و يخصّ تقاسم السلطة و كيفيّة مواصلة النهب و الإستغلال و الإضطهاد و ليس القضاء عليهم .
و فيما كان موقف ماركس و إنجلز لا أوضح منه فى " بيان الحزب الشيوعي " و مفاده أنّ الثورة الشيوعية تقطع مع علاقات الملكيّة التقليديّة و الأفكار التقليديّة ، يُنشأ آجيث و أمثاله شيوعيّة مسخ خاصة بهم تدافع عن علاقات الملكيّة التقليديّة و الأفكار التقليديّة بتعلّة مواجهة الإمبريالية . و الدين ماركسيّا جوهريّا و بصورة عامة أداة وإيديولوجيا بيد الطبقات المضطهِدة و قيد و عائق أمام فهم العالم فهما علميّا وتغييره تغييرا ثوريّا .
و فى السياق عينه ، يُغفل آجيث عمدا و ليس سهوا إضطهاد و إضطهاد و إهانة و إخضاع نصف السماء ، نصف الإنسانيّة ، النساء على أيدى الظلاميّين و الأديان التى ينافح عنها . و هذا الإغفال يتنزّل فى إطار تجميل القوى الأصوليّة وهو عنصر من مجمل الصورة التى يرسمها لها آجيث .
و يتذيّل آجيث الذى لا يقطع مع الأفكار التقليديّة و علاقات الملكية التقليديّة ، فيحقّ نعته باللاشيوعي ، للثقافة القوميّة إعتبارا منه لأنّ الدين عنصرا و تعبيرا عنها و كذلك إدّعاءا منه بأنّ الحركات القوميّة المناهضة للإمبرياليّة لا تزال تتغلّف بغلاف ديني ( وفى الواقع لم تعد هناك ثورات ديمقراطيّة من النمط القديم فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية كما دلّل على ذلك ماو تسى تونغ منذ " حول الديمقراطية الجديدة " ).
و اليوم أكثر من أي وقت مضى ، ما تحتاجه الشعوب لإنشاء عالم آخر ، عالم شيوعي ضروري و ممكن و مرغوب فيه، هوالموقف النظرة و التحليل و المنهج العلميّين ، علم الشيوعيّة . العالم يصرخ من أجل الثورة الشيوعيّة ، من أجل البديل الشيوعي الوحيد القادر على قيادة عمليّة لتحرير البروليتاريا و الشعوب و الإنسانيّة جمعاء من كافة ألوان الإضطهاد و الإستغلال الجندري و الطبقي و القومي .
و للتعمّق فى قضيّة القوميّة و الأمميّة البروليتاريّة و الردّ على آجيث ردّا مفصّلا ، دقيقا و قيّما ، نقترح عليكم وثيقة منظّمة الشيوعيين الثوريّين – المكسيك " الشيوعيّة أم القوميّة ؟ " الواردة ضمن كتاب شادي الشماوي " من ردود أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية على مقال " ضد الأفاكيانيّة " بمكتبة الحوار المتمدّن .
ختاما نقول إنّ هذه النقاط و غيرها كثير فى مقالات و كتب أخرى تدلّل بلما لا يدع مجالا للشكّ بأنّ آجيث و أمثاله صورة لبقايا الماضي و أنّ الخلاصة الجديدة للشيوعية هي الإطار النظري الجديد للموجة الجديدة من الثورة البروليتاريّة العالميّة و أنّ على الشيوعيّين الحقيقيّين ، الشيوعيّين الثوريّين حقّا ، قولا و فعلا ، أن يكونوا لا أقلأّ من طليعة للمستقبل و محرّري الإنسانيّة .
=================================



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليقا على بعض النقاط فى - عاشت اللينينيّة ! - و - إقتراح حو ...
- تحرير الجماهير الشعبيّة الفلسطينيّة و تحرير الإنسانيّة و ضرو ...
- خوض الصراع ضد التحريفية يوميّا 2/2- شارو مازومدار فى مواجهة ...
- خوض الصراع ضد التحريفية يوميّا 2/1 - ملاحظات حول فصلين من كت ...
- مقدّمة كتاب - لا لتشويه الماوية و روحها الشيوعية الثوريّة : ...
- تفاعلا مع تعليقات على مقالنا - هنيئا للسيّد فؤاد النمري و أم ...
- هنيئا للسيد فؤاد النمرى و أمثاله ببلشفيّتهم التى أوصلتهم إلى ...
- تأبيد الإضطهاد و الإستغلال أم الثورة عليهما ؟ - عبد الله خلي ...
- الديمقراطية القديمة و الديمقراطية الجديدة - عبد الله خليفة ي ...
- مزيدا حول الأصوليّة الإسلامية و الإمبرياليّة و النظرة الشيوع ...
- ماو تسى تونغ منظرّ ماركسي لامع أم - صاحب فقر نظري - ؟ - عبد ...
- الماوية و الدين - - عبد الله خليفة يشوّه الماوية و يقدّم الن ...
- من مكاسب الثورة الماويّة فى الصين - - عبد الله خليفة يشوّه ا ...
- ماو تسى تونغ قومي أم أممي ؟ - عبد الله خليفة يشوّه الماوية و ...
- دور الفرد فى التاريخ بين الفهم المثالي و الفهم المادي -- عبد ...
- فيما يشترك مقال السيد عبد الله خليفة و مقال السيد فؤاد النمر ...
- مقدّمة و خاتمة - عبد الله خليفة يشوّه الماوية و يقدّم النصح ...
- تحرير البروليتاريا و الإنسانيّة جمعاء : إن لم تناضلوا من أجل ...
- كيف يسيئ - الستالينيون - / البلاشفة / البلاشفة الجدد الخوجيي ...
- من الخلافات التاريخية بين ستالين ماو تسى تونغ ( تشويه فؤاد ا ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - تلخيص نقاط جدال حول الخلاصة الجديدة للشيوعية : طليعة المستقبل و الشيوعية و العلم والحتمية والضرورة و الوعي و النظريّة و التنوير ...