أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خضير اللامي - الأبجران : نصان في دلالات المقاربة والتباين لجمعة اللامي















المزيد.....

الأبجران : نصان في دلالات المقاربة والتباين لجمعة اللامي


خضير اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5020 - 2015 / 12 / 21 - 00:29
المحور: الادب والفن
    



خضير اللامي : قراءة مقارِنة
نشر جمعة اللامي قصتين قصيرتين أولهما " أحوال أبي علي الأبجر وما رآه شايع الشرقي في دكان روبين اليهودي ." في ملحق ادب لجريدة الصباح الصادرة في 7/1/2015 ، كتبها في نقرة السلمان 1963 - 1964، حين كان رهين السجن ، والأخرى " الأبجر " 1970 – 1971، نشرها في مجموعته الأعمال القصصية الثلاثية الثالثة في بغداد ، وهي سابقة للأولى بسبع سنين تقريبا .
ويتهيأ لي أنني قرأت ما يشبه اجواء القصة القصيرة الأولى تحت مسمى آخرهو" الأبجر ." والتي علقت في ذاكرتي حتى الآونة ؛ وذلك لغرائبية شخصيتها المحورية واحداثها واسلوب سردها ، كما أكد الناص ذلك من جانبه في مستهل الجملة الأولي من قصته الابجر : الذي حدث لا يمكن أن انساه ". بيد أنني لا أتذكر دقائق تفاصيل احداثها وشخوصها بإستثناء اسم شخصيتها الرئيسة الأبجر؛ والأبجر هذا هو شخصية اسلامية عظيمة ترعرعت وعاشت في بيت النبي محمد " ص " بداية صدر الاسلام. وعند اعادة قراءتي لقصة الأبجر، بدأت استعيد تدريجيا شيئا من اجواء تلك القصة التي وإن اختلفت مضمونا وزمانا وشخوصا واداءً مع القصة الأخرى "أحوال أبي علي الأبجر وما رآه شايع الشرقي في دكان روبين اليهودي ." بيد أن اجواءهما متماهيان الى حد ما ، وكلتا القصتين القصيرتين قابلة للتأويل واستنباط دلالتها .

- قلت للناص جمعة اللامي : إنني كنت قد قرأت قصة الأبجر في حينها .
- قال لي : لا ، هذه غير تلك . ويعني بهذه قصة أحوال علي الأبجر وما رآه شايع الشرقي في دكان روبين اليهودي .
لكن ، ما اثارتساؤلي حقا ، هو أنّْ قصة " احوال علي الأبجر وما رآه شايع الشرقي في دكان روبين اليهودي " سبقت كتابة قصة "الأبجر" بسنين عديدة . فإنْ اردنا أنْ نتحدث عن ربط القصتين سيرويا ، لقدّمنا قصة الأبجرعلى القصة الاولى زمنيا بوصفها تتحدث عن مرحلة طفولة وفتوة السارد مع اقرانه ، في مدينة العمارة وضواحيها وبدايات ظهور شبح الأبجر، وتحذير امهات وآباء الفتيان من مغبة أن يسرقهم الأبجر ، ثم تأتي قصة احوال على الأبجر وما رآه في دكان روبين اليهودي بوصفها تتحدث عن مرحلة ما بعد فتوة مرحلة الشباب والنضج السياسي والفكري لجمعة اللامي .
وتنتمي قصة "أحوال أبي علي الأبجر وما رآه شايع الشرقي في دكان روبين اليهودي" وسردها عموما ، فضلا عن فيض الجدل والتأويل وسيميائية النص الى ما يسمى الأثر المفتوح أو النص المفتوح في سرديات أدب ما بعد الحداثة ؛ وإنْ عدنا الى تاريخ كتابتها 1963 - 1964، فإنّ الناص جمعة اللامي يكون قد سجل في استخدامه لهذا المصطلح أولا ، سبقا على اقرانه الستينيين وما زال ، حسب قراءتي لبعض اعمالهم ، فضلا عن تأهيلة للنص ؛ كي يكون القاريء كذات أنْ يكون مؤهلا له هو الآخر. وكما يقول امبرتو ايكو في كتابه " النص المفتوح والنص المغلق . " ومن ثم فإن التأهيل المطلوب لا يكون للمتلقي وحده حسب ، وإنما يكون للمؤلف قبل المتلقي . " "انفتاح النص وحدود التاويل ، عبد العزيز السراج ".. ويثني تودوروف على ايكو بقوله ، "النص نزهة يقوم فيها المؤلف بوضع الكلمات ليأتي القاريء بالمعنى . " انفتاح النص وحدود التاويل ، المصدر نفسه . " وهنا ، لا ننسى كتاب رولان بارت " لذة النص ." الذي يغوي فيه القاريء ليكون شريكا في النص . بمعنى آخر، ينبغي أنْ يكون المتلقي لهذا النص المفتوح ، مؤهلا ايضا لتفكيك سيمائية النص ودلالته ، كما يجب أنْ يكون مؤهلا لتفكيك ما يطرحه السارد في ثنايا نصه من احداث وشخصيات وتناول اسلوبي الخ .. وثانيا ، ولأنه ، أي جمعة اللامي سجين سياسي ، لابد وأنْ يحمّل قصته هذه دلالات ولمسات سياسية وفكرية يسقطها على الشخصيات وبالذات شخصيتها الرئيسة أبي علي الأبجر . وبهذا الصدد ، فإنّ مواقف جمعة اللامي معروفة لدينا مع الحزب الشيوعي ، خاصة ما يسميها ستالينية وجدانوفية الحزب حينذاك . ونلاحظ كثيرا في اعماله من قبيل هذا التوجه وبالذات قصته المنشق ومن قتل حكمة الشامي .
إنّ مَنْ يمارس هذا الاسلوب كتابة ومَنْ يقرأه نصا عليه أنْ يكون مدركا لما يريد أنْ يقوله الناص في نصه ، كما على القارئ بوصفه ذاتا أنْ يكون شريكا في هذا النص وأنْ يمتح نصه إيّاه . ومن هنا تبدأ اللعبة في عملية التناص بين الطرفين ناصا وقارئا .
ومن هنا ، أزعم لنفسي ، بوصفي قارئا، أنني مؤهل للتعامل مع ذيْنك النصين ، الأبجر ، واحوال ابي علي الابجر وما رآه شائع في دكان روبين اليهودي. وأرى فيهما أنّ الأبجر هو الأبجر ، فهو المنقذ أو المخلّص أوالمنتظرصاحب الزمان والأوان للناس جميعا في تيْنك القصتين بدلالات حوارالشخصيات وسيميائيات نصيهما فضلا عن حدثها. وأرى ايضا أنّ لَبَسَ التخييل في تلك الحقبة الزمنية ، حقبة السجن ، في الواقع الآني الذي تسوده المواكب الحسينية في عاشوراء وسيميائيتها وغيرها من المناسبات هو ربما انصراف ذهن القاريء الى أنّ اللامي اراد أنْ يتناول الواقع الحسيني في العراق بطريقة ابداعية جديدة ، وربما جاء نشرها متزامنا في هذا الوقت ... لكن ، مع كل هذا وذاك ، ثمة دلالات تشير الى غير ذلك . فالرجل ثبت تواريخ لها دلالات سياسية وفكرية ، وخاصة في حقبة السجن التي عانى منها الأمرّين سجن السلطة وسجن ذوي القربى ، كما ابو علاء المعري رهين المحبسيْن فقد البصرأولا ، وملازمته داره واعتزاله الناس ثانيا ، كما المحت الى ذلك في بداية حديثي عن علاقة جمعة مع الحزب وهو أمر أمرّ من السجن . ولهذا فأنا أرى أنّ قصة "احوال ابو علي وما رآه شايع الشرقي في دكان روبين اليهودي " ، حاولت أنْ تعّبر عن تأسيس بديل تخييلي منذ تلك الحقبة وحتى الآونة من خلال هذه القصة الى بديل سياسي وفكري :
" إمتلأت الحافلة الهرمة بأجساد الحجاج ، عند تمام الساعة الرابعة بعد الزوال ، ولم يتبقّ أمام الحاج شايع الشرقي ، سوى ظهورالأبجر على ظهر راحلته وضحاء ، ليبخّر الحافلة بشميم العود الكمبودي ، ويقرأ عليها دعاء السفر الشهير، ثم يرشّ خشبها اليابس ( هي باص قجماء موديل 1943 ) بنثار من حُق يخرجه من عبّه يطلق رائحة حامضة، لتنهض وضحاء ، ويتجه وحهها شطر كربلاء ، فتتبعها قافلة الحجيج والمودعون يرفعون الرايات الخضر ويضربون على الطبول حتى راس جسر الكحلاء ."
ويظهرالأبجر في قصة الأبجر وإنّ اختلفت الى حد ما - في قصة احوال شايع الشرقي وما راه في دكان روبين اليهودي– في طريقة الروي العياني عن ظهوره للفتيان، وتكاد تكون الحكايات فيها قصا اسطوريا رغم إنّ الشخصيات لحما ودما وروحا هي شخصيات واقعية عاش السارد طفولته وفتوته معها ويستطيع أنْ يقول لنا بأسمائها الحقيقية ؛ بما في ذلك شخصية الأبجر الذي وضع الناس هالة اسطورية حوله في تداول حكاياتهم أسطرها وانطقها إيّاهم السارد وبلغة اجاد اتقانها الناص جمعة اللامي . .
واذا كان الأبجر في قصة "احوال ابي علي الشايع وما راه في دكان روبين اليهودي" هو المنقذ اوالمخّلص أوصاحب الزمان والأوان للعالم ، فإنه في قصة الأبجر هو الراعي والحاني على الفتيان رغم ما تدور عنه من حكايات لتخويف وارهاب الاطفال على افواه بعض شخصيات الآباء والأمهات .. فالأبجر قد يتخذ اي صورة ويظهر لكم اكثر من وسيلة للغواية .. وما تدور من حكايات اخرى هي عكس ذلك ، وهي الأهم التي اراد السارد الفتى أن يثبتها لنا لينتشلهم الأبجرمن واقع البؤس والتعاسة والفقر الى عالم الاحلام والخيال والطفولة ، حيث عالمهم الحقيقي .
فغليّم الحوش مثلا، وهو عمّي من أم اخرى لأبيه يقول: الأبجر لا يخطف الفتيان . إنّه يغويهم .. إنّه يظهر عندما يكون القمر بدرا ويقترب من الفتيان . "
ويقول آخر : يظهر مثل كرة خضراء ملتهبة تستجرخلفها خيطا غليظا من ضياء ابيض .
الكانزون الذهب والفضة يعاقبهم الله في الاخرة ويسلبها الابجر منهم في الحياة الدنيا .
وهذا هو السارد الفتى الذي تهيأ له أنه رأى الأبجر حين جمح خياله في وصفه ... وفاجأتني تلة شاهدت عليها كرسيا ... وخلفه ممالك الطير والشجر والحيوان والبشر والجماد ، وهناك رأيت الاف الناس .. بل مئات الملايين يطلقون يطلقون اصواتهم للريح ويحدون السيوف .
وما اشبه هذا الوصف عن الابجر- رغم الفارق الزمني بين كتابة القصتين - بما قاله لنا السارد في قصة احوال ابي علي الابجر ومارآه شايع الشرقي في دكان روبين اليهودي . وهو مسك الختام لمقالنا هذا ... وكان الفتى محمد المشرّح يقف خلف الأبجر ويبدو مثل عمود نوراني شاهق . عاين شايع الشرقي الفضاء النوراني الأشهب الممتد في كل الجهات ، ورأى سماوات لا حصر لها وشهباً تولد وأخرى تموت وحيوات تبعث من جديد ، وسمع اصواتاً تتقدم نحو مجلسهم من دهور ابيدة ، بينها صوت رخيم كان يقول:" مرحبا بأ أولادي".



#خضير_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنسنة الأشياء في قصة - الليل في غرفة الآنسة - م - لجمعة اللا ...
- الفن القصصي القصير جدا .. حنون مجيد إنموذحا ..
- احمد خلف : الحلم العظيم والانكسارات النفسية ..
- حنون مجيد .. مملكة البيت السعيد ..اربع وعشرون لوحة سردية تحك ...
- حفيد ال(بي بي سي) رواية ساخرة عن نكد هذا الزمان..
- فصل من رواية إمبرتو إيكو - مقبرة براغ-
- البابا دستويفسكي
- ارنست همنغوي بطل الحرب .. والحب .. وصيًاد اللعبة الكبيرة ..
- التجليً يهبط على هاروكي موراكامي ويحوَله إلى روائي ..
- المفكر الأمريكي كريستوفر هيتشنس يكتب عن ثورات الربيع العربي
- فرجينيا وولف: سخاء الطبيعة والمهمة الشاقة..


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خضير اللامي - الأبجران : نصان في دلالات المقاربة والتباين لجمعة اللامي