أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نورالدين الطويليع - إلى الرفيقة شرفات أفيلال الوزيرة التقدمية في حكومة بنكيران المغربية، ابحثي لنفسك عن شعب آخر غير تافه سيدتي














المزيد.....

إلى الرفيقة شرفات أفيلال الوزيرة التقدمية في حكومة بنكيران المغربية، ابحثي لنفسك عن شعب آخر غير تافه سيدتي


نورالدين الطويليع

الحوار المتمدن-العدد: 5019 - 2015 / 12 / 20 - 21:27
المحور: كتابات ساخرة
    


في زمن المسخ السياسي المغربي الذي لم يعد فيه الإسلامي إسلاميا ولا الشيوعي شيوعيا، وانصهر الجميع في بوتقة واحدة، حتى استحال إلى نسخ متشابهة لكائنات سياسية تدب على الأرض لا يميزها عن بعضها البعض إلا ما كانت تتنادى به من مرجعيات معلقة تركتها مطروحة في الطريق وهي تسابق الخطى نحو الكراسي الأثيرة الوثيرة، في انتظار أن تعود إلى امتشاقها أثناء رحلة العودة.
في هذا الزمن الممهور بالتحول الجيني على المستوى السياسي أطلت علينا ممثلة الحزب الشيوعي في الحكومة اليمينية الرفيقة أفيلال من شرفتها العاجية العالية لترمقنا بعين شازرة وبنظرات الازدراء، وترمينا بعبارات السباب والاحتقار باعتبارنا كائنات شعبوية تافهة تفتقد إلى الحد الأدنى من الوعي، وتعاني من سوء التغذية الفكرية لإدمانها على النقاشات الهامشية وانسياقها وراء ترهات الخوض في "طابو تقاعد البرلمانيين" الذي لا يتعدى "جوج فرانك"، ولا يرقى إلى مستوى تضحياتهم الجسام وبذلهم الغالي والنفيس لسواد عيون هذا الوطن.
نعم أيتها الرفيقة، نحن نفتقد إلى الوعي الطبقي الذي نَظَّرَتْ له مرجعيتك، والذي مر بعملية الصقل وإعادة الإخراج وفقا للخصوصية المغربية التي تعني قبول طبقة التافهين لوضعهم ولزوم الهامش هامشه، دون أن يسمح لخياله المريض باقتحام جنة أصحاب الشرفات والأسطح السامقة، وإلا حشر في دائرة المتطاولين الفاقدين حس لباقة الإيمان بالقدر السياسي المغربي الذي وطن الأسياد في جنة النعيم، وأسبغ عليهم نعمه الظاهرة والباطنة، ورمى السواد الأعظم في جحيم الفقر والتهميش والصراع اليومي المرير مع شظف العيش وخشونته، ومنحك الكلمة لتقولي لهم نيابة عن طبقتك المميزة: "اخسؤوا فيها ولا تتكلمون عنا، لأننا نحن الراضون المرضيون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأنتم حطب جهنم التي نسعرها في مواسم حملاتنا الانتخابية ونخمدها لتصبح نسيا منسيا فيما دون ذلك".
لك كل الحق،سيدتي ، في أن تتبرمي من مبلغ "جوج فرانك" الذي ستتقاضينه عما قريب كمتقاعدة في بدايات عقدها الخامس، لأنه لا يسد رمق حياة الرحلات العابرة للقارات، ولا يلبي متطلبات حلاوة العيش أو "الدولس فيتا" بالتعبير الإيطالي الشهير، تحتاجين سيدي وزملاءك إلى الأضعاف المضاعفة من عملة الفرانك التي تخصكم لوحدكم سيولتها، لأنكم أبناء الشرفات الذين لا تكفيهم "جوج فرانك" لقضاء قضاء يوم مميز في المنتجعات العالمية، أما نحن فربع الفرانك كاف لنا بل يزيد عن الحاجة، لأنه يلبي حاجياتنا اليومية مما تحتاجه بطوننا من "الخبز وأتاي"، وهو ما يستوجب علينا أن نتنازل لكم عن ربعه جراء ما تتحفوننا به من عروض مسرحيات العبث التي لا تنتهي والتي تتقمصون فيها عن جدارة واستحقاق أدوار اللامعقول السياسي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
قصتنا وإياك أيتها "النيو رفيقة" تشبه قصة ذلك العربي الذي طلب فدية بقيمة ألف دينار لإطلاق سراح أسير لديه، وبعدما استجاب أهل الأسير لطلبه، بادره زعيمهم مستهزئا بضآلة المبلغ المطلوب قائلا: لو طلبت مئة ألف دينار لسلمناها إياك، حينها استفاق الرجل من غفلته ورد قائلا: حسبت أن الألف هي نهاية العد.
نحن سكان السفح نرى جوج فرانك منالا بعيدا، وأنتم أصحاب الشرفات ترونه قريبا، بل أقرب إليكم من حبل الوريد، هي بالنسبة إليكم مصروف جيب لا يعني شيئا، وبالنسبة لنا، كماهو شأن العربي، نهاية العد، والحلم الكبير الذي نكد ونشقى دون أن ندركه، هو الهدف التي نسهر الليالي ونحن نتغزل به ونستدر عطفه، دون أن يرق أو يلين ويعلن الخروج من دائرة تمنعه المغلقة، غير عابئ بغزلنا الباكي وبنحيبنا المتصاعد.
لك فرنكاتك ولنا فرنكاتنا، ولك ولحكومتك المبجلة أن تسطوا على فرنكاتنا الهابطة القيمة من الطالب الأستاذ إلى الموظف البسيط إلى المتقاعد الذي ذاب شحمه ولحمه وخارت عظامه واشتعل رأسه شيبا، لكم أن تأخذوا ما شئتم من شظف عيشنا، وأن ترمموا ما كسرتموه بفرنكاتكم بكسورنا، لأن مصلحة الوطن تقتضي ذلك، وإن لم نرض سيقول لنا رئيسك "باز"، وليس لنا أن نخوض في موضوع تقاعدكم وأجوركم المنتفخة التي تستلونها من جراحنا وتقرحاتنا، ولا في امتيازاتكم لأننا وجدنا لنبقى حراسا أوفياء لرفاهيتكم بتعاستنا وشقائنا.



#نورالدين_الطويليع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوسفية المغرب، وحلم التنمية المنفلت
- هل أفلحت أحزاب المعارضة المغربية في كشف ازدواجية الخطاب لدى ...
- هل ستزحزح جمعيات المجتمع المدني باليوسفية جبل جليد التهميش و ...
- من يقف وراء تحريض شباب اليوسفية العاطل على الخروج إلى الشارع ...
- إلى رئيس المجلس الحضري لمدينة اليوسفية المغربية: سئمنا من تد ...
- رئيس الحكومة المغربية ولغة الاستيهام الجنسي
- البشارة البنكيرانية بفشل منظومة التعليم المغربية
- البقاء للصراصير بقلم نورالدين الطويليع


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نورالدين الطويليع - إلى الرفيقة شرفات أفيلال الوزيرة التقدمية في حكومة بنكيران المغربية، ابحثي لنفسك عن شعب آخر غير تافه سيدتي