أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - من الدعم الى الطرد














المزيد.....

من الدعم الى الطرد


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5019 - 2015 / 12 / 20 - 21:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ان فشل فيما كان يخطط و يصرف جل ما عنده من اجل نجاحه، و هو يفكر في مجد يسجله من خلال منفذ العثمانية كسلطنة و امبراطورية كاعادة التاريخ، و بعدما انتفت حاجة و موجبات بقاءها و عادت الى حدودها، فحاول اردوغان اعادة عقارب الساعة بحركة ليس لها اية ارضية للنجاح . و كما اكدته الايام و فشله فعاد الى طوره السابق بعد حركات بهلوانية امام قوى المنطقة و بالاخص اسرائيل، و ما قام به كحركة طفولية و تمثيلية مكشوفة امام بيريس في المنتجى الاقتصادي . و اليوم يعود خائبا الى مسلاخه مكروها مذموما . انه اعتبر نقسه منقذا للامة الاسلامية وقائدها، كاد ان ينجح في خدع الناس، لولا التغييرات على ارض الواقع التي كشفت زيفه في هذا الامر، و بين للجميع ان الحركات التي يقوم بها ليس الا لاسباب و اهداف ذاتية سياسية يريد بها مد ارجله ازيد من البساط الذي يحمله و يمدها عليه، فاراد ان يوضح انه ناصر الضعفاء و المغدورين، و لم يجد لنجاحه اسهل من ذلك الا من خلال علاقاته و دعمه مع حركة الحماس، لكسب استعطاف الناس، على الرغم من علاقاته القوية مع اسرائيل . فاستغل الحصار على الغزة في سنة ،2010 و اراد بحركة ما ان يبين بانه البطل المغوار الذي لا يوجد في المنطقة من يناطحه من العراب و المسلمين و كما عرض عضلاته لمرات و اقتنع به العرب قبل الاخرين . اما اليوم بعد نكسة قوية، خضعوا جميعهم للامر الواقع و لامر اسرائيل، وهو السلطان الذي لا يمكن ان يقهر . فارسل ست سفن لكسر الحصار على غزة، و صدتها اسرائيل تواجهت بضرب قاتل من قبلها و عادت الى مواقعها مخذولة بعد ما اوقعت فيها خسائر بشرية عديدة .
و بعد ان وقع اردوغان في المطب الذي لم يحسب له فعاد مضطرا الى قالبه، و لم يجد منفذا الى العودة راضخة الى احضان اسرائيل في اتفاقية من موقعه الضعيف، و فرضت عليه ما لم يكن في الحسبان لدى المراقبين .
فبعد ان كان يدعي انه المدافع عن حركة حماس و راعيهم، اليوم وقع على طردهم من تركيا كاحد النقاط التي فرضته اسرائيل عليه مجبرا، و انه بهذا التنازل و الخضوع كشف ما كان ينويه من تحركاته السابقة . و الا ان الحصار لازال باقيا على الغزة . و لازالت عملية السلام تتراوح مكانها، بل يقتل يوميا من الفلسطينيين اكثر من اليوم الذي ادعى اردوغان انه ظهرهم و يدافع عنهم بكل قوة، و اكثرنا علم بانه يدعي ذلك ليس الا من اجل منافع ذاتية و يصرح ما يهمه فقط ،والا لا تحتوى التصريحات على متن صادقة و نوايا تهم الفلسطينيين، الا بشكل مظهري .
بهذه الاتفقاية المخزية لتركيا مع اسرائيل اثبت اردوغان للعالم مدى براغماتيته و حركاته ليس الا لاستعراض و خطوات مكشوفة الهدف، و اراد ان يستغل حركة الحماس و يدعي غير ما يضمن، ولكنه يهدف الى ان يعيد امجاد العثمانية، و باسم الاسلام كما فعلوا من قبل . اي اراد اردوغان استغلال الدين الاسلامي في بروز عرقه و و تحقيق نواياه الضيقة و ليس من اجل عيون الفلسطينيين . و هكذا هو هذه القادة الضيقي الافق النرجسيين . و الا هل من المعقول بعد كل هذه السنين العجاف على الفلسطينيين و الادعاءات الفارغة، و اخيرا تخضع لامر النقاط المفروضة عليك من قبل من ادعيت انك تعاديه من اجل مبدئك و عقيدتك .
من هذا العمل و التوجه كشف اردوغان زيف اداعائاته الاخرى من الانسانية و العقائد الدينية التي يدعي الاستناد عليها من خلال حزبه العدالة و التنمية . و لا يمكن ان يمرر ما يهدفه فيما بعد على اي ساذج في المنطقة .
بعد ان عزل اردوغان نفسه في زاوية حرجة جراء فعلته الطفلانية الساذجة من اسقاط الطائرة الروسية، لم يستفد منه الا انه اوقع نفسه في موقع اضعف مما كان عليه قبل ذلك الحادث . و بعدما تاكد ان الموقع الذي كان يخطط لاحتلاله في سوريا لم ينجح فيه، اقدم على الدخول الى الاراضي العراقية في الوقت الذي كان يتفاوض في سويسرا مع اسرائيل متنازلا عن كل ما كان يرفضه من قبل و قبل به هو صاغرا راكعا على ركبته . هذا هو اردوغان و افعاله و ما يحمل من الافكار وا لعقلية البراغماتية باسم الدين لمن لا يعرفه . و هذه هي تركيا التي تتنازل عن حتى كرامتها و كل ما تملك من اجل منفعتها دون اي مبدا او اسس عقيدية التي تدعيها .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي ننصف الاجيال القادمة بما سجلناه في تاريخنا
- تاسيس الدول الجديدة هو توقعات ام مخطط في طور التطبيق ؟
- انه حمير من مسلاخ انسان
- التعتيم الاعلامي على ما يحدث في كوردستان الشمالية
- هل بالامكان ان يعيش الشعب العراقي بسلام و امان ؟
- هل روسيا وامريكا ترحّلان الاسد من سوريا ؟
- بقاء التاريخ مرتبط ببقاء الصراع الطبقي
- هناك البعث الجديد يقف ضد الكورد في العراق الان ؟
- هل العراقي يتحاور ام يتجادل ؟
- اليسار الكوردستاني و الموقف من مستجدات المنطقة
- ما بين الكبت و المواضبة في الحياة
- ألم تحارب روسيا داعش ام يدعمه الاخرون ؟
- استمرار تركيا في استفزازاتها !
- الهدف الرئيسي لتركيا هو عزل اقليم كوردستان عن كوردستان سوريا ...
- تنسيقات متناقضة بين اطراف محاور الشرق الاوسط الجديد
- ما يحدث في سوريا بداية للتوجهات العالمية الجديدة ؟
- عدم احتراز اقليم كوردستان لاي احتمال مستقبلي
- لماذا يخافون الاعلام اكثر من اي عدو؟
- حادثة البعشيقة و ما وراءها
- الهدف الغاء البعض لاكتساح المنطقة مستقبلا


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - من الدعم الى الطرد