أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - البصرة راهنا















المزيد.....


البصرة راهنا


صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5019 - 2015 / 12 / 20 - 17:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البصره راهنا
صافي الياسري
كتبت ونشرت الكثير عن البصرة ابان الحرب العراقية – الايرانية ،وكنت قد شاركت فيها جنديا وقفت على خنادق نهر جاسم والتنومة ورايت بشاعة اجرام ملالي ايران في التعامل مع الاسير العراقي وبخاصة وهو جريح ، والبصرة وهي راس الرمح الخالد حارسة العراق عبر كل تاريخه استهدفت عبر كل ذلك التاريخ من الخمينيين المستبدين وان اختلفت اسماؤهم .
وفي زمن الشاه الاخير الذي تم في عهده توقيع اتفاقية شط العرب على وفق اتفاقية الجزائر ومنحت ايران بموجبها حصة من الشط تمثلت بخط التالوك ،استبشر الشاه بالقول انه خطى الخطوة الاولى لتنفيذ وصية الشاه الوالد التي جاء فيها ( لقد امن تلك الضفة الغربية من الخليج الفارسي وعليك تامين الضفة الغربية منه ) وكان ذلك في المعنى الاوضح احتلال ابصرة ثم الانزلاق الى بقية دول الخليج على شاطئه الغربي ثم تهديد عمقه وصولا الى البحر الاحمر ،ولهذا قال الخميني بعد احتلال الفاو مخاطبا الكويت والسعودية سنحج الى مكة بالسيارات عبر اراضيكم ، وقد شهدت بعيني ووثقت ما فعلته ايران بالبصرة بعد احتلال العراق ما يؤكد ان ما يجري فيها اليوم من قتل وتقتيل وتصفيات لشيوخ الجوامع السنية ( خلال اقل من ستة اشهر قتل ما يقرب من 65 شيخ وامام جامع سني ) ورجالات عشائرها ،هو ذات السيناريو الذي بدأ مع توغل الايرانيين برفقة الدبابات الاميركية او في ظلها عام 2003 ،حتى باتت البصرة التي كانت مدينة الاغلبية السنية قبل ان يغزوها فلاحو العمارة والناصرية لا يسكنها الا 35 % من اهلها من السنة وقد تناقصت كثيرا هذه النسبة بفعل التوغل الايراني الذي ساورد تفاصيله موثقة :هنا انقل تفاصيل التغيير الديموغرافي في مدينة الزبير من خلال ايراد الحوار الذي جرى بيني وبين الاعلامي العراقي المبدع سلام الشماع ونشرته صحيفة الوطن البحرينية
فرق موت في الزبير
* معلوماتنا تقول إن إيران نفذت فعلاً عمليات تطهير عرقي في مدينة الزبير، لإفراغها من السكان، فما هدفها؟
- هذا مشروع خطر وكنت شاهداً فيه على أحداث ووقائع مؤلمة وتفاصيل خطرة، وهدف إفراغ هذه المدينة كان لجعلها مثابة للقفز على الحدود السعودية الكويتية ، والزبير واحدة من مدن العراق العريقة، حملت اسم الصحابي الجليل الزبير بن العوام ابن عمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأحد العشرة المبشرين بالجنة، الذي قتل في واقعة الجمل وقتل معه ودفن إلى جانبه الصحابي الجليل طلحة بن عبيدالله وقد رثاهما الإمام علي (عليه السلام) وأسف لمقتلهما، كما دفن إلى جوارهما الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنهم جميعاً وقبورهم قائمة إلى الآن في المنطقة، وتقع الزبير بين جغرافيا موقع المربد الأثرية التي كانت سوق الشعر العربي المعروف والبصرة، وهي لا تبعد عن البصرة (المدينة) أكثر من خمسة عشر كيلومتراً، واستوطنتها على مدى عمارها عائلات نجدية معروفة هاجرت بسبب الجفاف من هضبة نجد وكانت وجهتها العراق بينما اتجهت عائلات نجدية أخرى صوب الشام وفلسطين، والزبير بموقعها على مشارف الحضر والبادية شكلت بيئة جاذبة للعائلات النجدية التي استمرت ترقى إليها من نجد ما يقرب الخمسمائة عام، وقد ازدادت هجرة هذه العائلات إليها بعد أن بنى السلطان العثماني سليم بن سليمان الثاني ضريحاً على قبر الشهيد الزبير بن العوام (رضي الله عنه) تعلوه قبة، ما حول المدينة إلى مزار، فضلاً عن كونها سوقاً وسيطاً بين الحضر المديني البصري والبادية، إذ كان البدو يألفون المدينة التي احتفظ أهلها بطابعهم البدوي النجدي لهجة وعادات وتقاليد، وكنا نعرف الزبيري من ثلاث، أولاً زيه المميز: (يشماغه الأحمر بنحو خاص ودشداشته الشكري أو البيضاء، وزبونه الأبيض الطويل) ولهجته النجدية البدوية المميزة، وعشقه للموسيقى والإيقاع والرقص، وبخاصة الهيوه التي اشتهر بها أبناء الزبير وهي رقصة ذات أصول أفريقية، كما أظن كانت شائعة بين الرقيق الذين كانوا خدماً للعائلات النجدية، لكن الفن الزبيري البديع مزج بمهارة عالية بين جذوره البدوية وتحضر المدينة التي اتصل بها عن قرب وإن ظل محتفظاً بطابعه الخاص، ولكن الزبير التي بلغ عدد نفوسها أكثر من 750 ألف نسمة منتصف العقد السادس من القرن المنصرم، وتوالت على حكمها عائلات آل زهير وآل إبراهيم والسعدون وشهدت هجرة عكسية وعودة العائلات النجدية إلى منابتها بعد ثورة 14 تموز نتيجة ما تعرضت له تلك العائلات من اضطهاد لأسباب تتعلق بالفكر الشيوعي الذي أريد له أن يعم العراق بينما ناقضه الزبيريون بتمسكهم بدينهم وبداوتهم وعراقتهم، ومن شخصياتهم التي برزت في السعودية والكويت التي هاجروا إليها: الدكتور عبدالرحمن السويلم عضو مجلس الشورى السعودي والدكتور الشهير محمد بن راشد الفقيه ورجل الأعمال عبدالعزيز سعود البابطين ورجل الأعمال عبداللطيف سعود البابطين والدكتور علي عبدالرحمن أبوحسين في البحرين، والدكتور مهندس عبدالرحمن الربيعة ووزير المالية محمد أبوالخيل ورجل الأعمال سليمان عبدالقادر المهيدب وأخوته وعبدالله خليل الجدعان المستشار وعبدالله العقيل وآخرون. وفي الحقيقة فإن هجرة الزبيريين أوائل الستينيات من القرن الماضي كانت حركة بسيطة وبأعداد قليلة، لكن جريمة التهجير الحقيقي هي تلك التي شهدتها المدينة المنكوبة على أيدي عملاء النظام الإيراني وعصاباته، وبخاصة بعد أحداث سامراء عام 2006 إذ هجمت فرق الموت على أهل المدينة ونشرت فيها عمليات القتل والتدمير وانتهاك الأعراض والخطف والتهجير والاستيلاء على الأملاك والبيوت الأمر الذي دفع أهلها إلى ما يشبه الهجرة الجماعية إلى الكويت والسعودية وبقية دول الخليج والنزوح شمالاً إلى الموصل والأنبار وكركوك، وبعض أحياء بغداد، وكردستان بأعداد قليلة حتى خلت المدينة تقريباً من أهلها الأصليين، وتقول إحصاءات شبه رسمية أجراها مجلس محافظة البصرة السابق إن أعداد سكان الزبير الأصليين لم تعد تتجاوز الـ15٪-;- مما كانت عليه!! وأغلبهم ليسو من سكانها الأصليين، الذين مازالوا يتناقصون بسبب الضغوط اليومية التي يتعرضون لها وضيق ذات اليد وإغلاق أبواب الرزق في وجوههم، وعلى الرغم من أنهم استبشروا خيراً بما سمي صولة الفرسان التي أرهصت بعودة هيمنة الدولة على البصرة وتوابعها والخلاص من الميليشيات ذات التبعية الإيرانية الطائفية، إلا إنهم أصيبوا بخيبة أمل مرة أخرى، إذ إن مجلس المحافظة لم ينظر إليهم إلا كما نظرت تلك العصابات وبدفع وضغوط إيرانية، وعلى وفق مخطط إيراني مدروس يهدف إلى إفراغ المدينة من سكانها الأصليين لتوفير بيئة ديموغرافية يمكن التحرك فيها بين الحدود السعودية والكويتية من دون مشقة أو عارض أو خوف انكشاف، بل وتحويلها إلى محطة تجهيز لوجستي وخط ثان ظهير للخطوط الأولى على الحدود، ومع الأسف لم تربط دول الخليج بين الاستهداف الإيراني لها وبين عملية التغيير الديموغرافي والعسكري تلك في الزبير، وفي هذه الأيام تشهد البصرة وتوابعها عودة هذه الميليشيات وبصفة أقوى مما كانت عليه سابقاً، فضلاً عن دخول المئات من المسلحين الإيرانيين الذين وافقت الحكومة المركزية وكذلك الحكومة المحلية، على منحهم إجازات حمل السلاح كشركات أمنية لها مقراتها العلنية، وهؤلاء في حقيقتهم جنود في الخطوط الخلفية، يمكنهم القفز في أية لحظة إلى مثابات الحدود، وهم مدربون على أنواع القتال واستخدام أنواع الأسلحة بما فيها الصواريخ ووجودهم لا يقتصر على البصرة، وإنما هم يوجدون أيضاً بأعداد كثيفة تقدر بما يزيد على ثمانية آلاف حارس، في بغداد وكربلاء والحلة والنجف، وهي مدن لا تبعد كثيراً عن مسالك الغربية. ومن المؤلم أنك لم تعد تعرف صاحبك الزبيري القديم، فقد خلع يشماغه الأحمر لأنه علامة فارقة تميزها عصابات وأجهزة مخابرات النظام الإيراني، كما إنك لم تعد تسمع لهجة نجد وجرسها البدوي المميز في أسواق المدينة وشوارعها التي استبدلتها العصابات الإيرانية باللغة الفارسية، واستبدلت الدشداشة الزبيرية الشكري بجبة وعمامة ومداس ملائي كريه ثقيل الظل كتم أنفاس أهل الزبير الأصليين، ولم تعد تسمع غناءهم ولا تشاهد رقصاتهم المميزة، بل ستجد شوارع ترابية وأسواقاً مقفرة وأجواءً مكفهرة يخيم عليها شبح الموت، وأعترف أني بحكم عملي كإعلامي شهدت حملة تطهير طائفي ولن أصدق أن الذين نفذوها من العراقيين، وبخاصة من أهل البصرة الذين تربطهم بالزبيريين وشائج وعرى لا تنفصم اجتماعياً وتاريخياً، ولن أتهم غير أولئك الوافدين موجات دفع بها النظام الإيراني إلى البصرة والزبير، بعد احتلال العراق ففجروا ضريح الصحابي الجليل الزبير بن العوام، وزمر ولاية الفقيه مشهورة بعدائها للصحابة الذين يجلهم العراقيون، أيما إجلال، ولم نعرف في تاريخنا حادثة واحدة قبل الاحتلال الأمريكي الإيراني تجرأ فيها عراقي على سب خليفة راشد أو صحابي، بينما يثقف الملالي على هذا النهج ويعدونه طقساً دينياً، نعم أشهد أن تطهيراً طائفياً شهدته الزبير ومازالت، فقد كانت جثث المغدورين تلحق بها جثث ذويهم الذين يراجعون دائرة الطب العدلي لتسلم جثث أبنائهم، وكانت دائرة الطب العدلي بيد الميليشيات الإيرانية التي تسلمت جميع دوائر وزارة الصحة وسخرتها لارتكاب جرائم التطهير، ولا أدري أهي مصادفة أن تستهدف عصابات النظام الإيراني أيضاً المستشفيات في البحرين، أم أنه مخطط واحد جرى تنفيذه في البصرة والزبير وأريد له أن ينفذ في البحرين لولا حكمة البحرينيين وشجاعتهم إذ تصدوا له تحت لواء قيادتهم وأفشلوه.. وكان المخطوفون في الزبير ينقلون إلى سراديب خاصة بسيارات الإسعاف، تماماً كما جرى استخدام سيارات الإسعاف في البحرين لأغراض غير الأغراض الطبية!! الأمر الذي جعلني أحكم أن اليد الفاعلة واحدة! يستجوبهم فيها محققون تابعون إلى المخابرات الإيرانية، بل إن بعضهم نقل إلى إيران لاستجوابه هناك، وبعضهم مات تحت التعذيب وخلال عام 2008م تم العثور على عدد من المقابر الجماعية لضحايا العنف الطائفي من أهالي مدينة الزبير، كما إن ما سمي بـ صولة الفرسان التي تم فيها إلقاء القبض على العديد من المجرمين الذين شكلوا فرق الموت، وكانت الزبير إحدى ساحات نشاطهم الإجرامي، كشفت اعترافات مرعبة لهؤلاء المجرمين الذين أكدوا أنهم كانوا يتلقون أوامرهم ومكافآتهم من النظام الإيراني، بل إن بعضهم أكد أنه كان على اتصال بالقنصلية الإيرانية في البصرة، ومنها كان يتلقى أوامره بالقتل والخطف، في مناطق عديدة من البصرة من بينها أبوالخصيب والزبير، وقد أطلق سراح العديد من هؤلاء المجرمين وعاد آخرون من رفاقهم ممن هربوا إلى إيران ليجدوا الملاذ ومكان التدريب وإعادة التأهيل وليعودوا أشد إصراراً على معاقبة الذين أفلتوا في السابق من عملياتهم الدموية، واختفى تاريخ أسر وبيوتات زبيرية عريقة مثل الذكير، والمنديل، والعون، والعوجان، والزهير، والدغمان.. والأمر على جلال رزئه لم يتوقف عند التطهير الطائفي الإيراني للزبير، فقد حولها النظام الإيراني إلى محطة استخباراتية متأخرة لمحطاته المتقدمة في الصحارى المتاخمة للسعودية والكويت وهو يعترف بذلك علناً على ألسنة معمميه، وهنا يحضرني تصريح تحت عنوان طائفي لخّصه المعمم محمد علي الشيرازي أستاذ الحوزة العلمية في مدينة مشهد لجريدة القبس الكويتية في عددها 11262 السنة 33 بتاريخ 15,10,2004 في الصفحة الرابعة من الجريدة إذ قال: إن من حق إيران أن تتدخّل في شؤون الشيعة في كلّ مكان لأنها هي ولية الشيعة ووجود عناصر استخبارات إيرانية في العراق ليس جريمة سياسية لأن العراق بلد شيعي وتوجد به العتبات المقدسة والمرجعية الدينية !!!!! ولعمرك هل سمعت أوقح من هذا كلاماً؟؟

الأمريكان أهملوا الحدود
* ما المصادر التي يمكن الاعتماد عليها لإثبات ما ذكرته للمشككين؟
- سأطلعك على هذا التقرير الذي يحوي أخطر المعلومات عن التوغل الإيراني المخابراتي في المنطقة والمعلومات الواردة فيه مصادرها شتى، فهي تستقى من ينابيع المعارضة الإيرانية، ومن العراقيين في ديارهم وقراهم وتجمعاتهم على الحدود الإيرانية العراقية، والعراقية العربية، ومن المحافظات الجنوبية، إذ يتأكد التوغل الإيراني لبناء مثابات إيرانية على الحدود العراقية السعودية والعراقية الكويتية، انطلاقاً من الزبير، واستغرقني وقتاً طويلاً وإثر نشر بعضه حصدت تهديدات عدة من واجهات اطلاعات الإيرانية، ومنها منظمة هابليان التي نشرت هذه التهديدات على موقعها علناً، ويمكن قراءتها حتى الآن بمجرد الدخول إلى الموقع المشار إليه، وعرف بها مكتب رئيس الوزراء ونشر خبرها قسم الرصد الإعلامي فيه، من دون اتخاذ أي إجراء ولا حتى التحقيق معي حول صحة المعلومات التي نشرت!!، والمنظمة مازالت تعمل بحرية وتتلقى جميع التسهيلات في العراق!! وتتعدد أساليب بناء محطات التجسس والوثوب وتجنيد العملاء وتوطيد النفوذ لتحقيق أغراض آنية ومستقبلية تتراكم من دون أن يتصدى لها جهد رسمي عراقي أو عربي، فالعراق ساحة مفتوحة، والحدود العربية معه منشغلة باهتمامات أخرى، وحيث انعدم الجهد الأمني العربي والعراقي، فتحت الأبواب أمام حلقات أجهزة المخابرات الإيرانية ووزارة اطلاعات، ليس بالنشاط على الأرض العراقية وحسب، وإنما على أراضٍ تطل مراصدها الاستخبارية على الأراضي السعودية والكويتية كمنافذ إلى الجزيرة العربية ودول الخليج كلها، من على الأرض العراقية. وعلى الرغم من أن المثابات التي أوجدتها أجهزة النظام الإيراني في عمق الصحاري والبيد العراقية، وعرة وصعبة المسالك والاستيطان، إلا إنها استغلت هذا الواقع لترسيخ مجال حيوي لحرية الحركة مستفيدة من تعاون عملائها الذين اخترقوا أجهزة الجيش والشرطة العراقية والحكومة المركزية والحكومة المحلية بصفة واسعة ومؤثرة جداً، وإغفال الأمريكان والبريطانيين قبل انسحابهم حدود غرب العراق لأسباب تتعلق بجهلهم بالجيوبوليتيكيا العراقية العربية الإقليمية، ومفرداتها المفصلية التفصيلية في المواضيع المخابراتية والنشاط على جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية أخرى، أو عدم اهتمامهم ولا مبالاتهم والاستهانة بسيادة البلد وأمنه. مافيات تبعد البدو؟ سألتك عن مصادر المعلومات وأخذنا الحديث إلى مسار آخر.. طبعاً هذه المعلومات كلها مهمة وقيمة.. - صحيح، مصادر المعلومات كثيرة منها إفادات العراقيين والمعلومات الأخرى التي أوردتها وثائق غير رسمية، لكنها معبرة، وهي في مصاف الوثائق الرسمية بما تحويه من معلومات باتت تحديداتها الجغرافية، غائبة عن السلطات العراقية المشغولة بأزماتها الداخلية، وعن الأرشيفات التي كانت تحويها والتي أتلفت بفعل تسلل عناصر من أجهزة المخابرات الإيرانية وتمكنها من الاستيلاء على هذا الأرشيف وإتلاف محتوياته أو مصادرتها، وتصفية عناصر الأمن والمخابرات العراقية الخبيرة والعارفة بها. وعلى هذه الخلفية فليس غريباً علينا أن نعرف خرائط جديدة -مصورة- لطرق صحراوية وعرة تمتد من كربلاء إلى النخيب، ومن السماوة والنجف والناصرية إلى المنطقة نفسها -النخيب- ثم رأس الشنانة فالبريت وهي خرائط مرسومة ومكتوب عليها شروحات بالفارسية ترجمها لنا أصدقاء، لطبيعة الأرض بين البريت والأراضي النجدية، مروراً بمحطة الزبير وما حولها وأسماء العملاء وأرقامهم، والبنوك التي يتقاضون رواتبهم منها، ونوعية المهام التي يقومون بها، والتي تتغطى بغطاءات عدة منها - تهريب المخدرات، مافيات عدة لتهريب السلاح والذخيرة والتكنولوجيا والبشر-نساء وأطفال- وأعضاء بشرية، والتظاهر بصيد الطيور والحيوانات النادرة، مافيات أبعدت حتى البدو من رعاة الإبل عن مواقع رعيهم وربيعهم وبيدهم، ولم تعد اللهجة البدوية هي السائدة في المنطقة، فثمة لغة أخرى هي الحاكمة اليوم الفارسية إذ تتوغل قوافل الإبل إلى جانب طرقات اللاندكروز الرباعية الدفع عبر الخطوط الحمر المرسومة على أوراق (ظهور نجد) جنوب غرب الزبير امتداداً إلى السعودية ونزولاً إلى الإحساء والقطيف، وأسماء مشايخ القرى والعيون والواحات هناك، وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، وكيفية الانطلاق نحوها -خبيئة- أوخفية أو بالمستور وبالمكشوف الآن، من محافظات كربلاء والنجف والسماوة والناصرية والبصرة والزبير، كما إنك تجد أوراقاً مطبوعة على -برنتات- المولدات في الخيم الموزعة على الطريق بين النخيب وجديدة عرعر، وهي تصف لك من ستلتقي وكيف؟ وتجد من يخبرك خلال مسارك عن أصدقاء في -واكعنة والشيحة والحوارة والصفاوي والشبكة والسلمان وعيدها- يملكون خياماً خاصة تزودك بالماء والوقود وتوفر لك الطعام والمبيت والحماية والمعلومات، وتخفي الأجهزة والأشخاص والأسلحة وما تريد أن تخبئ شرط أن تحمل هوية تؤكد انتماءك إلى أحد أجهزة النظام الإيراني، أو أن يتلقون أوامر منها بخصوص التعاون معك.. وثمة طريق يمتد من الزبير إلى -الركعي- وهو موازٍ لظهر الباطن عبر وديان وظهور البرجسية - البرتك - الهليبة - جريشان - ثم طريق البصية واتجاهه نحو شمر في وادي الباطن ثم إلى عذيبة والرحيل، في حين يتجه طريق آخر إلى برك الحبارى والشكاية والعبيد والعرجة ومن ثم إلى خرجة المقابلة للركعي في نجد ومن الركعي يمكن التوجه مباشرة إلى الرياض!! نعم إلى الرياض! وتزودك وريقات الصحراء هذه بمعلومات كتبت بالعربية والفارسية عن عدد الساكنين في هذه المناطق وطموحاتهم وانتماءاتهم العشائرية والمذهبية وعدد حيواناتهم وقدراتهم المالية واستعداداتهم ومدى تعاونهم وأسماء شيوخهم ووجهائهم، بل إنك يمكن أن تجد أقراصاً مدمجة مسجلاً عليها دروس تعلمك اللهجة البدوية السائدة ومفرداتها الشائعة، ويقول الكاتب الأمريكي مايكل ليدين في وصف مافيا الصحراء الحدودية العراقية العربية الغربية -إنها تستطيع أن تمرر إلى الخليج جيشاً كاملاً مزوداً بالدبابات والمدرعات أوله في الأراضي السعودية وآخره في الزبير، وإن ما يسمى بفيلق القدس، هو الذي ينشط بصفة رئيسة في المنطقة. هل من سامع ندائي؟؟ هل يعلم سكان المنطقة بذلك كله، وأين يخبئ هذا الجيش أسلحته في هذه الصحراء الجرداء البيداء المحلاء الجدباء؟ - في الحقيقة فإن سكان وعمار هذه المناطق يعلمون أن فيلق القدس نشر مثاباته وقواعده وثكناته فيها منذ الأيام الأولى لاحتلال العراق. ويمكن القول الآن إن هذه الصحاري وكهوفها، وهي مليئة بالكهوف والمغارات، والشقوق التي تصلح مخابئ، من خلال استفادة أجهزة المخابرات الإيرانية من الخبراء بها، قد تحولت إلى مواقع لخزن الأسلحة، لتجهيز الخلايا النائمة التي يدعمها النظام الإيراني بما تحتاجه في ساعة الصفر التي يحددها، بل إن هذه المثابات يمكن أن تركب فيها وعلى عجل أجزاء الصواريخ المفككة وقواعد الإطلاق لتطلق على أي مكان في الجزيرة والخليج، من دون أن يتحمل النظام الإيراني مسؤولية إطلاقها، وثمة أمر آخر هو أن بعضها تحول إلى مدافن لإخفاء الأسلحة ومغادرتها مع وضع علامات على أماكنها لا يعرفها إلا المتخصصون بجغرافيا المنطقة من عناصر اطلاعات، وهذا، في الحقيقة، موضوع خطر يلغم مستقبل أمن السعودية والكويت، بل والخليج كله، إذا لم يلتفت إليه وتجري معالجته، فأين نقف من هذا نحن العراقيين وما الذي يتوجب علينا فعله أمام صمت الجهات المسؤولة؟؟ إن المأساة الرمزية لليشماغ الأحمر الزبيري الذي مزقته العصابات الإيرانية لم تعد تخص الزبيريين ولا العراقيين وحدهم أمام المعلومات التي أدرجتها، بل تخص كل عربي بدءاً من أهل السعودية والكويت والخليج إلى أهل تطوان بالمغرب العربي، فهل من سامع ندائي؟؟ أو هل من عربي قارئ فاعل؟؟ غسل الدماغ؟ والمثابات الداخلية الإيرانية.. ما الذي يمكن أن تخبرنا عنها؟ - يمكنك تخيل نقاط حمر منتشرة ما بين الأحواز وبوشهر والمحمرة وعبادان والخفاجية وتوغل صعوداً إلى طهران، وحتى شمال إيران وانزل إلى شط العرب، ثم اعبره إلى أبوالخصيب وانتقل إلى الزبير وإلى الحدود التي ذكرت، وارسم خطوطاً توصل بينها ونوعها من معسكرات تدريب إلى مخازن لوجستية إلى كراجات إلى ما يلزم وما لا يلزم مثل السبح والترب ومفاتيح الجنة، تكون الصورة واضحة أمامك باختزال. ومهامها ووظائفها تتنوع بتنوع الحاجة والغاية والهدف، في المنطقة التي تنشأ فيها، أو بعيداً عنها وتأخذ أشكالاً عدة هي الأخرى، تجنيد الميليشيات الطائفية ذات الهوية العربية للتمويه على جنسيتها وليسهل عليها التحرك في بيئة عربية، وهؤلاء خليط من الأقطار العربية ـ العراق والكويت من غير الكويتيين الأصلاء ومن السعودية والبحرين- في الخطوة الحالية بسبب مستلزمات تجانس أو تقارب لهجات هذه الدول، ولأن المطلوب وضع الخطوة فوق الأرض على ترابها، وهي هدف سهم عنق السعودية فضلاً عن الكويت، الذي نتحدث عن أدواته، ولهؤلاء ديوان عملهم المتضمن بعد مرحلة التجنيد، الإعداد وبضمنه صفحة غسل الدماغ ثم التمويل والتدريب والتجهيز والنقل والإيواء والاتصال والتوجيه حسب الخطط بأوامر مشفرة أو مكشوفة، مع تنويع مهماتهم بحسب كفاءاتهم، وفي أعلاها مهمة الاستكشاف والتجسس ثم إعداد مثابات القفز، تليها المهمات الأخرى بحسب أهميتها في ظرف العمل، ثم قوة الضربة، وتعضيدها وإدامة زخمها، وتنويع سيناريوهاتها، وإعداد الخطط البديلة تحسباً للفشل، وبعض الصفحات تتضمن قتل العناصر العاملة ضماناً لعدم الانكشاف في حال التعثر، وطرق إعادة التنظيم، وإعادة الانتشار، وكل ما يدخل في حرب العصابات، مع تبني إعداد تشكيلات للمهمات القذرة. هذا هو المسرب الشمالي إلى دول الخليج أو كعب أخيل الخليجي في قبضة إيران وإن لم يكن كعباً في الجسد الخليجي وإنما هامة.
للحديث صله



#صافي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوثيقة القادريه
- دولة خميني وبداية النهايه
- هل من السنية فرانكوفونيه على وشك الولاده
- الامم المتحدة وساكني مخيم العبور المؤقت (ليبرتي )
- جمهورية الرعب الشيعية السريه
- في بيتنا مصيده
- الاحتلال الايراني عاريا
- اوراق متناثره
- ايران وتعويق الحراك السياسي الشعبي العربي
- هل الاسلام دين جميل
- الان روب غرييه والرواية الفرنسيه
- الارهاب والتطرف الاسلامي بين روبيو وترامب واوباما
- في اليوم العالمي لحقوق الانسان
- في يوم الطالب الايراني السابع من ديسمبر
- على هامش مؤتمر المناخ العالمي بباريس
- لعبة التدخل التركي وابعادها المحلية والاقليمية والدولية
- اميركا وقانون حماية المعارضة الايرانية في العراق
- الجمعية الاوربية لحرية العراق في البرلمان الاوربي
- الفولكلور العراقي مصدر الهام للفنانين التشكيليين.. الفن الشع ...
- زمن الملوك العراقي


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - البصرة راهنا