أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف خوري لطيف - مفهوم الكتابة وحرية الإبداع الثقافي في عالم واسيني الأعرج















المزيد.....

مفهوم الكتابة وحرية الإبداع الثقافي في عالم واسيني الأعرج


شريف خوري لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 5019 - 2015 / 12 / 20 - 16:24
المحور: الادب والفن
    


« إذا أردتَ أن تعرف حضارة أُمة فاستمع إلى موسيقاها»، تلك المقولة التي تلخص فكرة الحرية في الإبداع الفني والثقافي والأدبي . فالثقافة جسد الوطن وحلم ضروري للشعوب كي تخرج من سجن الوطن للحرية والإبداع المنشود، هذا كان مضمون المؤتمر السنوي بإسطنبول ،لمنظمة « مناظرة» و مقرها تونس. هي مناظرة لمن هم في الحكم بعنوان«وهذا قولي لمن في الحكم» ، لمواجهة حكامنا و ومخاطبة الضمير المجتمعي للشعوب. و تهدف لتنمية إبداع الشباب لتحرير فكرهم من الطغيان والظلم الممارس ضد الشعوب العربية. ولأول مرة أشاهد نظرة التحدي الحارقة والباكية من الظلم والقمع في عيون شباب يطمح أن يعيش الحياة كما يجب وكما تتطلبها أبسط حرياته الفردية في التفكير والإبداع. بعثوا برسائل إستغاثة لحكامهم و لمن يجلسون على الكراسي ويتغنون بمنح شعوبهم حريات زائفة لا وجود لها واقعياً، و أنه لا قول يعلو فوق قول الثفافة والإبداع والفن، لأنهم الطريق الحقيقي للحريات، قدموا عروضهم السردية والفنية والشعرية والغنائية،شاهدت شباباً يبكي تطلعاً لمستقبل مفقود من حياته.

- و جائت كلمة الإفتتاحية للروائي الجزائري واسيني الأعرج، الذي أثرى المؤتمر بمفهوم الكتابة والثقافة وأنهما البُعد الحقيقي والخالد للإنسان وما يتركه من إرث حقيقي للأجيال القادمة و لمن سيحتاجون لهذا الإرث ليحيون دائما كياناً ثقافياً جوهرياً لا يموت كي لا تموت حياة الشعوب المقهورة. حيث النصوص الثقافية والأدبية تبقى خالدة لأن الفعل الثقافي لا يموت .. فجائت مداخلته يقول فيها:
«منذ أربعون سنة وأنا أكتب، و أحاول أن أتعلم لأن الكتابة تعلُّم، و ما تنتجه الكتابة تعلُم أيضاً، ما تنتجه الكتابة هي الحرية، ولهذا عندما كتبت راهنت على الحرية لأنها بالنسبة لي هي الخيار الأساسي. أن يفقد الكاتب حريته، معناه أن يتحول إلى هُلام بدون معنى، والكتابة ترفض اللامعنى، ولهذا أقول دائماً منذ أربعين سنة و أنا أتعلم كيف أكون حُراً، لأن لديّ إيمان قوي بأن الحرية هي الرهان الأساسي في أي فعل إبداعي، الفعل الإبداعي يفقد قيمته عندما يخسر هذه الخاصية لأن هي البناء الأساسي في جسده. تعلمت أيضاً في الأربعين سنة الأخيرة من الكتابة أن غوبلز وزير الدعاية الألماني في الفترة النازية عندما قال: «كلما سمعتُ كلمة ثقافة تحسست مسدسي» . بعد أربعين سنة أدركتُ بأن هذه الكلمة لم تكن كلمة بسيطة. لأن واحد مثل غوبلز وما أكثرهم عندنا في الوطن العربي، عندما قال هذه الكلمة، كان يعرف أن الفعل الثقافي فعلاً كبيراً و ليس فعلاً بسيطاً، لأن الثقافة هي الجسد الأساسي الذي عندما نخسر كل الحيطان المختلفة وتتساقط اليقينيات يبقى الفعل الثقافي هو الفعل الذي نتشبث به وهو الفعل المقاوم. اليوم عندما أرى في مكتبتي سواء في باريس أو في الجزائر، أرى سلسلة الأسماء المرصوصة من الكُتاب والعلماء الذين مرّ على ذهابهم قرون كثيرة، أتأمل هذه الأسماء وأقول سبحان الله، هؤلاء آخذ كتبهم وأقرأهم وكأنهم أحياء بيننا، ماكثين بيننا ولم يموتوا، الساسة يموتون ، المفكرون أيضاً يموتون، ولكن النصوص تبقى خالدة لأن الفعل الثقافي لا يموت أبداً، ولهذا أكرر دائماً أن الثقافة ليست كياناً ضافياً ولكنها كيان جوهري وأساسي في حياة الأمم. هذا قولي لمن هم في الحُكم : « الثقافة ليست عدواً، الثقافة ليست فعلاً كمالياً، الثقافة جوهر أساسي في حياة الأمم». إذا أدركنا بأن الفعل الثقافي مسألة جوهرية عرفنا لماذا الإصرار على هذا الفعل لأنه كما قلتُ هو فعل الخلود. نتعلم في أوطاننا العربية الكثير من العناصر الثقافية. لكن إذا كانت لديّ كلمة أقولها لمن هم في الحكم، أقول الثقافة بالدرجة الأولى هي فعل إنساني، وعندما تفقد الثقافة العنصر الإنساني تتحول إلى أداة قتل وأداة خطيرة، ولهذا على الثقافة أن تربينا كيف نكون إنسانياً .لأن الفعل الثقافي هو صانع لهذه الإنسانية، الثقافة التي تربي الضغينة ليست ثقافة على الإطلاق. كلمة أخيرة أقولها لمن هم في الحكم، آخذها من النص الأخير الذي كتبته ويحمل عنوان: «حكاية العربي الأخير / 2084 »: « هل ترى هذا المدّ يا آدم، يستطيع الإنسان أن يحتل و يروض بعض الأمكنة لصالحه، ولو للحظات ليشعر بنفسه أنه عظيم وقوي و إله صغير بحجم اللعبة، ولكن ماذا يستطيع أمام هذه القوة التي ليست فقط أرضاً وتربة ونفطاً ويورانيوم ولكنها أيضاً رياح عاصفة، لا أحد يعرف متى تتحرك عواصف تحمل كل شيء».. إذا كان لديّ شيء أقوله لمن هم في الحكم، هو أن يتعظوا بما كُتب».

- وعن آخر إصدارات الروائي، سألته مذيعة الحلقة عن روايته العربي الأخير/ 2084: « عن هذه الرواية ربما تشكل إنهيار فكرة التحول العربي، لماذا كل هذا التشاؤم، وهل يمكن إعتبار هذه الرواية هي صرخة لمن هم في الحكم» ؟
فأجاب: نعم هي صرخة لمن هم في الحكم لأن كلمة 2084 هي توقع لما سيحدث من هنا لستين سبعين سنة، إذا بقيت الأوضاع على ما هي عليه، هذا يعني بأننا آيلين إلى الزوال، ولكن لو إستمعنا إلى هذا النشيد الداخلي وهذه المأساة الداخلية إستطعنا أن نقول بأنه لا أقدار ثابتة، نستطيع أن نغير الأقدار لأن الإنسان يملك من القوة ما يسمح له بذلك. إذن هي صرخة، وإن كنت أتمنى ألا يحدث هذا، كما هو موجود بالنص،و أنا على يقين بأن الذين هم في الحكم ربما سيكونون آخر من يسمع هذا الكلام ولكن يجب أن يسمعوا هذا الكلام.

- وأخيراً من كلماتهم لحكامهم و التي تركت بصمة في نفسي ونفس جمهور الحاضرين: « وطني ينزف دم.. لاحكم بدون الحق ..نرفض أنواع العبودية والديكتاتورية.. الوطن ليس إرثاً لكم.. الشعب يتضور جوعاً وفقراً وألماً وضياعاً للحق والحقوق.. لا للعنصرية لا للطائفية لا للمذهبية هذا البلد واحد من زمان، فالدم نفس الدم حتى ملامحنا .. ألا تؤرقكم لعنة الضمير.. أين ستهربون من رِدّة الغضب.. الفكر المستنير هو الخلاص من العتمة.. إستغلال الأديان هو العبث.. الثقافة هي ما تمنح الإنسان السعادة والجمال والإبداع.. الإبداع والأمان هما أقصى درجات الإبداع والحرية فلا تقتلوا أحلام الشباب المتبقية على قيد الحياة.. الوطن العربي أصبح سجناً كبيراً .. نحن الفقراء لكي تنعموا.. هرمنا ولم يعد في وسعنا سماعكم.. فمتى يقول الحاكم فهمتكم..سنقاتلكم بأحلامنا ونقتل فيكم الطغيان ولن تقتلوا فينا كرامة الإنسان..هل عدلتم؟! » .. وغيرها من كلمات الإستغاثة التي نطقت بها حناجرهم المكتومة والتي تجسد مأساة الشعوب العربية التي تحلم بأبسط حرياتها الإبداعية والثقافية.

- ولي تعقيب صغير أنا كاتبة هذه السطور لأقول كم آلمني الشباب اليمني المشارك بوجه خاص و الذي كان حاضر بقوة، لما لمأساة شعب اليمن الذي لم يعد اليوم سعيداً، ويعاني الموت اليومي. أيقنت أنه لا بديل عن « الثقافة والفكر الإبداعي التحرري لمقاومة الفكر الظلامي المتشدد». فالثقافة السبيل الوحيد الذي لاتختلف عليها المجتمعات أو الشعوب أو الأوطان. لتكسر الشعوب قيود سجنها الكبير الذي فرضه عليها طغيان الحاكم فتتحرر، فالحرية لا تأتينا على طبق من فضة بل تُنتزع نزعاً من أفواه الطغاة.
#‏وهذا_قولي_لمن_في_الحكم



#شريف_خوري_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى صديقي المسلم؛ المذنب البرئ
- اترك إيمانك وكنيستك يا قبطي، فالمسيح كان يهودياً !
- الإنتحار الإستشهادي المقدس، بصمة وراثية عربية إسلاموية
- حلمي الصغير
- نبوآت الأيام الأخيرة عن مصر، هل بدأت تتحقق ؟
- واسينيات؛ ورشة تكوين للإبداع الأدبي، و قراءات من « إِمرأة سَ ...
- عزيزي العروبي، لا تكن داعشياً معتدلاً !
- أدب الثيؤطوكية؛ العذراء والدة الإله «2»
- دعشنة نوبل !
- أَدَب الثيؤطوكية؛ العذراء والدة الإله «1»
- الإجابة ليبيا !!
- اليوم سوريا؛ و غداً الدور جايِّ عليكم
- واسينيات؛ قراءات من « إِمرأة سَريعة العَطَب» (3)
- ما بين تخصيب اليورانيوم وثقافة البول رانيوم !
- أيها العرب؛ ألا تخجلون !
- متى تترك مؤسسات الدولة معاملة الأقباط بمنهج القبلية؟!
- واسينيات؛ قراءات من «إِمرأة سَريعة العَطَب» (2)
- واسينيات؛ قراءات في «إِمرأة سَريعة العَطَب» (1)
- الطلاق؛ و الزواج الثاني« زواج الشهر العقاري»
- حَجَر «رؤية جبرائيل»، و موت و قيامة المسيح في الفكر اليهودي


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شريف خوري لطيف - مفهوم الكتابة وحرية الإبداع الثقافي في عالم واسيني الأعرج