أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الشدادي عزالدين - خميس أسود بوزرة بيضاء














المزيد.....

خميس أسود بوزرة بيضاء


الشدادي عزالدين

الحوار المتمدن-العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 21:51
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    




وأنا أدرس تلاميذي محور ~ دور الإنسان في التاريخ ~ وقف بي العقل كثيرا للتأمل في دور هذا الكائن الذي يعد جزءا لا يتجزأ من التاريخ ، وفي تأملي استوقفني أمر في غاية الأهمية مفاده أن هناك من يصنع التاريخ وهناك من يرمى في مزبلة التاريخ ليصبح قمامة تاريخية لا محل لها من الوجود . وأثناء شرحي وبعد خروجي من الفصل أثارتني تلك الصورة المشرقة التي رسمها الأساتذة المتدربين في مدينة الرباط بشكلها وعنفوانها وتنظيمها المتقن الذي بالفعل يليق برجل شاءت الأقدار أن نسميه رجل التعليم ، صورة تحكي عن حالها بدون مسائلتها وتقول لك وبلسان صارخ " كفى عبثا وكفى ظلما وعدوانا " ، وتسرد لك واقع غريب الأطوار من إيجابياته أنه لم شمل الأسرة التعليمية بآبائها وأبنائها ، ليخرج الكل موحدا ومنظما مما أضفى على الخميس لون البياض .
لكن الرباط ستكتب هذا التاريخ وتحدد اسم الإنسان الذي صنعه وهو الأستاذ المتدرب ابن الطبقة الكادحة التي لا تمتلك منزلا ولا سيارة وتقطن حيا شعبيا ، الأستاذ الذي يقطن الهوامش ويحاول عبثا صنع تاريخه الفردي مطبقا درس الوجودية " الفرد يوجد أولا ثم يحدد ماهيته من بعد " ، وتأتيك الصور تباعا وكأن المشهد سرياليا ، سلسلة منظمة وألوان زرقاء تنظم المسيرة وألوان ليمونية تردد الشعارات فيعود بك الحنين إلى أيام الجامعة والنضال وأيام العز المصاحب بدريهمات معدودة لا تكفيك حتى للحصول على قطعة خبز ودرهم زيتون أسود يشفي غليل بطنك ، ومع ذلك تناضل إما في الرباط أو خارجها ، لكن أهم ما ميز النضال هذه المرة هو أن التاريخ كتب بألوان الأمل وكأن الأنشودة تحكي :
سوف نبقى هنا كي يزول الألم سوف نحيا هنا ، سوف يحلو النغم
ولن يحلو النغم إلا وأنت تردد من وراء سليمان صاحب الصوت الحديدي الصداح :
رجاء ً...رجاءً ، ويبدأ في العد :
واحد ، اثنين ، ثلاثة ، أربعة ، خمسة
ويحدث الاسترسال وبصوت موحد " حرية ، كرامة ، عدالة اجتماعية " ، وترفع من بعدها شارة النصر والنضال .
إن هذا المشهد ليس هوليوديا ولا حتى بوليوديا ، ليس فيلما ولا حكاية ، بل حقيقة عاشتها الرباط بالأمس وكأن هذه المدينة كتب لها أن تكون شارعا لقهرنا وهمنا وظلمنا وحزننا في ساحة عرفناها أكثر من ابائنا ، وقبة نام فيها نوابنا قبل أن يجدوا الحلول المناسبة لمشاكلنا التي لا تنتهي بسبب العبث في التدبير والتسيير ، وبعد هذا الظهور تعود الصورة من جديد لرسم لك ما لم تراه عينك المجردة ، أطفال ونساء وأمهات وشعار موحد مكتوب على الجبين قبل القلب " لا للمرسومين المشؤومين والملعونين "
من يلتقط هذه الصورة إذن أيها السادة ؟
قد لا يلتقطها المسؤول ، لكن التاريخ وضعها في أرشيفه وكتب فوق محياها يوم وزمن الحدث حتى يظل شاهدا على صنع المعلم للتاريخ ، وصنع أب المعلم للتاريخ وصنع أم المعلم للتاريخ ، وصنع الطالب للتاريخ ، ليفهم التاريخ بعدها أن أجمل الثورات كانت بيضاء بنكهة العلم والمعرفة .



#الشدادي_عزالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - كاد المعلم أن يكون مقتولا -
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
- الفلسفة ومعيقات التفلسف
- على خطى زرادشت
- ضرورة الفلسفة
- محنة إبن رشد
- نيتشه وتلميذته
- نيتشه مرحا...
- الفلسفة درس في الوجود


المزيد.....




- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الشدادي عزالدين - خميس أسود بوزرة بيضاء