أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - اميرة مهيوب - مذكرات عنيدة ( الجزء الثاني )














المزيد.....

مذكرات عنيدة ( الجزء الثاني )


اميرة مهيوب

الحوار المتمدن-العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 13:43
المحور: سيرة ذاتية
    


ها هي في أول أيام إجازتها السنوية تجلس خلف مكتبها و النافذة أمامها في الفجر الباكر بعد أن قضت يوم أمس بالتفكير العميق والإنتظار الطويل لكن بلا فائدة.

تمسك هاتفها الذي بات جزئاً منها وهي شاردة، لم تعرف طعم للراحة في الأيام الستة الماضية، منذ أن تركتها معشوقتها على أمل و ذهبت.
تدخل عليها نفحات الهواء الباردة وكأنها حجارة ترجُمها فتأخذ نفساً عميقاً محاولة إيقاظ جسدها به لكن ذاك الهواء لم يعد اكثر من سم يستقبلة جسدها المُنهك.

تفتح مجلد الأغاني، يلفت نظرها أغاني جديدة قامت بإضافتها منذ ستة إيام، لم تكن من عشاق الأغاني الشعبية خاصة تلك التي لم تكن تفهم معاني جميع كلماتها لإختلاف اللهجات بينهما، للكنها الأن بعد عشرة طويلة أصبحت مغرمة بها بلا شك. كل ماينقصها في هذه اللحظات هو سيجارة إعتادت تدخينها في أشهر الإنقطاع الأخيرة لكن الورقة الملصقة على الحائط أمامها وقد كتبت فيها " لستة تحسين الذات" تأخذ بها إلى ذاك اليوم الخريفي قبل عام ونصف حين عاودتها رغبات التدخين بعد إنقطاع طويل دام مايقارب العام وحين أخبرت صديقتها ومعشوقتها سرعان ما نجحت في إقناعها بالتخلي عن هذه الفكرة بل حتى انها حولت تلك الافكار الضارة إلى رغبات جميلة وهكذا شكرت العاشقة حبيبتها بقبلة مقدسة تركتها على شفتيها الطاهرتين.

ها هي الشمس تشرق. لطالما عشِّقت الإستيقاظ قبل طلوع الشمس. حتى إنها أصبحت تُصاب بما يشبه الإكتأب إن سبقتها الشمس بالطلوع.
بدا ضوء النهار مُنهك و حزين تتسائل إن كان حقاً هكذا أم هي عيناها أنهكتهما أحلام الليلة. هل يمكن أن تكون الشمس ايضاً مثلها! تقيدها أغلال مايسمونة الواقع.

تفتح هاتفها وتكتب :

كيف يصبح الوهم واقع في مخيلتك وانتِ على يقين من أن مامضى حقيقة وهذا الذي تحمليه بين اضلعك أيضاً حقيقة وما افعلة حقيقة، هل هو الخوف؟ هل أصبحت معشوقتي تخافني أم هو فقط ما أسميتية الواقع، "السجن" الذي تحاولين صناعته، أنتِ تصنعينه لكنك لا تُتقنيه ولن تتقنيه لأنه ياحبيبتي ليس إلا ما يصنعة غيرنا هو فقط مايليق بهم، هو معادلة لاتنطبق إلا عليهم.
إنتظرت طويلاً حتى تعي ذلك، تمنيت أن تعرفي أن سجنك لي ليست إلا محاولة منك لحشر ثقافتهم في ماقمنا ببنائه السنين الاربع الماضية، بنيناه سوياً و انتهينا به كاملا بلا باب، إكتفينا بالأمان في قلوبنا وشعرنا به وأيادينا متشابكة. قضينا فيه سنين طويلة والأن ها أنتِ تسمحين لهم أن يأخذوا بيديكِ، يشدونك بقوة بعيداً عني وأنا لطالما رفقت بيديكِ، شعرت بالألم كما شعرتِ به صدقيني.
هاهم قد صنعوا بمقايسهم قضبان لي وتركوك وحيدة خارج هذا المكان الجميل الذي تحول بواقعهم إلى سجن.

لست اعرف لم قد تريدين الزج بي خلف قضبان هذا السجن لكني بحظورك أكتفي بسرقة اللحظات القليلة التي تجمعنا. أبقى صامتة، اُمسك بيديكِ عبر القضبان، تتلامس أيادينا مجددا بعد غياب بالشكل ذاته وكأنهما خُلقا لتشتبكا ببعضهم، احادثك و في عينينا حب واشتياق وخوف.


تمسح بيدها عينيها المشتعلتين بحرارة غريبة وتغلق الهاتف.



#اميرة_مهيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات عنيدة
- المرأة على أرض المساواة الحالية و حق التعليم
- 50 درجة من اللون الرمادي والحقيقة في السادية
- الاختلافات في التوجة الجنسي


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - اميرة مهيوب - مذكرات عنيدة ( الجزء الثاني )