أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - ما هو حصاد الربيع العربى ؟














المزيد.....

ما هو حصاد الربيع العربى ؟


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما هو حصاد الربيع العربى ؟
سليم نزال

محاولتنا لرصد نتائج الربيع العربى بعد كل هذه الاعوام هو لاجل ان نفهم المأل الذى وصل اليه الحال الان.و لعل قول البعض انه من المبكر الحكم الان لاننا فى مرحلة البداية هو فى راينا سعى واضح للتهرب من رؤية الجوانب الكارثية التى وصلنا لها .
و المدخل الواقعى الذى نقترحه فى هذا الصدد هو ان نقارن بين التوقعات و ما بين النتائج لانها وسيلة علمية تستخدم عادة لمعرفة نوع الحصاد الذى حصدناه بعد هذه الاعوام..
و حين نقوم بجردة الحساب هذه فاننا نضع نصب اعيننا الابتعاد عن الخنادق الايديولوجية التى تم بناءها. و التى اما ان تمدحه بلا اى نقد لبعض جوانبه الكارثية, او النظرة الاخرى التى لا ترى فيه سوى الخراب و الدمار.لا شك لدى ان الربيع العربى انطلق بعفوية اقله فى مرحلته الاولى فى بعض البلاد تعبيرا عن امال الجيل الجديد فى التغيير نحو مجتمعات متقدمة .كان ذلك قبل ظهور عاملين لعبا فى راى دورا مهما فى تدمير هذه الامال. العامل المحلى المتمثل فى دخول الاسلام السياسى ,و العامل الدولى المتمثل فى الدور الامبريالى.
.و بدخول هذين العاملين تم حرف الربيع العربى من ثورة الى حروب و تطاحنات اهلية ذات طابع دينى على وجه الخصوص, قسمت المجتمعات التى اصيبت بهذا المرض انقساما عاموديا بحيث سمح للتدخلات الامبريالية لاعادة تفكيك و تركيب المنطقة و هو امر بات واضحا الان كل الوضوح. .
و اذا كان برنامج الثورة هو الانتقال بالبلاد لمجتمعات ديموقراطية,كان برنامج الفوضى المدروسة يهدف لضرب الدولة الوطنية ,و ذلك عبر تشجيع عناصر متطرفه من كافة انحاء العالم ,و الاستيلاء على المنافذ الحدودية لتسهيل المهمة ,و العمل على تدمير كل ما له علاقه بالدولة من مؤسسات اجتماعية و اقتصادية الخ .
و بهذا المعنى انتقلنا من وضع يكون فيه الشعب بفئاته المختلفه موحدا لاجل التغيير الديموقراطى الى صراعات مناطق و اديان و عصبيات . تم تدمير الولاء الوطنى الى ولاءات اكثر تخلفا, بحيث تم على سبيل المثال استبدال منهج التعليم السورى الحديث فى بعض المناطق التى سيطرت عليها المجموعات الارهابية , بمنهج التعليم السعودى المتخلف . هذا عدا عن تدمير المجتمعات و تفريغها من السكان و من طاقاتها و تحويل المواطنيين الى لاجئيين فى كل انحاء العالم حتى فى الصومال . كما دفعت المجموعات الثقافية الاقل عددا ثمنا باهظا نتيجة لتدمير الدولة. .
لقد اصبح تعبير مثال الانتحار السورى تعبيرا مهما للتامل لدى كل الساعين للتغير .و لعل اهم دروسه معرفة الفارق بين التغيير الديموقراطى السلمى الذى تقوده معارضة تؤمن بالديموقراطية , و قوى مهووسة دينيا عملت و تعمل على تدمير الدولة و الوطن, الامر الذى استفاد من هذا الدرس بلاد مثل المغرب و الجزائر و سواهما لكى لا يتم تحويل بلادهم الى سورية اخرى. .
من النتائج الايجابية للربيع العربى هو فتح الباب واسعا امام التساؤلات و النقد و النقاشات الواسعه فى الكثير من القضايا التى لم تكن تطرق من قبل.لا شك لدى ان المواطن صار اكثر جراة فى النقد و رفض ثقافة القمع و الظلم .لكنى اعتقد ان الثمن المكلف لهذه الايجابية الوحيدة هو ثمن باهظ جدا كان من الممكن حصولة بدون هذه الاكلاف الكارثية.
و انا اعتقد ان من اهم النتائج ايضا هو الوعى العام باهمية الدولة و الحفاظ عليها من الانهيار .فقد لمس الجميع ان انهيار الدولة هو كارثة كبرى لانه لا توجد اية قوة تستطيع الحلول مكان الدولة الوطنية الجامعة للجميع .لان البديل هو دويلات متصارعة.كذلك يمكن اضافة عامل ازدياد الوعى الشعبى بخطر الاحزاب الدينية التى حصلت فى السابق على تعاطف شعبى قبل ان يتعرف الناس على عقلها الالغائى و الاجرامى . .
و اذا كان هذا الجيل قد سعى ان يناضل لاجل نظم ديموقراطية, فان الجيل الصغير القادم الذى تربى فى اجواء الدم و الاحقاد , لن ينتج على الاغلب قوى عقلانية كما كان الحال فى السابق. خاصة بعدما تمت برمجة عقله على الافكار الدينية المتطرفة, على عكس الجيل السابق الذى عاش فى ظل دولة متعددة الثقافات .ان النضال القادم سيتركز على اعادة توحيد البلاد التى ستقسم على الاغلب اما قانونيا او نفسيا او الاثنين . و بدلا من الانطلاق من بلاد جاهزة و موحدة سترث الاجيال القادمة العبء الثقيل فى اعادة توحيد البلاد و المجتمعات التى تم تقسيمها و شرذمتها ..



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الامن الثقافى او الامن الفكرى!
- من سامى ابو الروس فى غزة الى نبيلة فى المغرب و استخدام صور ا ...
- فى نظريه اطفاء الحرائق!
- لكى لا تخدم القوى اليسارية خطاب داعش الارهابى!
- ربيع فلسطين مشاهد تفرح العقل و القلب!ِ
- اكبر من لعبه شطرنج !
- عودة الروح الى فلسطين !
- كل الديانات البشرية عبر التاريخ ديانات سماوية !
- حول القراءات التاريخية!
- عن زمن الكتاب الكبار !
- عن كريستوفر كولومبس و الاباتشى و فلسطين !
- مجرد قبلة
- لقد جئت ,لقد رايت ,لقد غزوت !
- من البيتزا الى الكباب الى المكدوس الى صحن السلطه ,عالم يتلاق ...
- حول الطائفية الايجابية و الهندسه الفكريه !
- حول نظرية القطيع !
- ابن المقفع مثقف مناضل تجاهله التاريخ العربى المعاصر !
- خطوط الدم و الوهم !
- الامبراطور اكبر و خورى نيجيريا!
- فى موضوع الثقافات !


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - ما هو حصاد الربيع العربى ؟