أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - القرار 1636 بين الحزن على وطني والتعاطف مع الوزير الشرع














المزيد.....

القرار 1636 بين الحزن على وطني والتعاطف مع الوزير الشرع


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1369 - 2005 / 11 / 5 - 11:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سوريا باتت في أروقة مجلس الأمن إلى غير رجعة . سوريا في متاهات القانون الدولي , وأضحية على مذبح حفنة من الضباط وتجار السلطة , سيذبحونها قربانا لمقدسهم ومحافلهم السرية ,
إنها النهاية السعيدة للسوريين أم أنها البداية الحزينة لوطن تفاجئ في نفسه محشورا في نص لايتعدى صفحتين . بداية لا أحد بات يعرف أين ستكون نهايتها , ووزير الخارجية السوري كان يثير التعاطف , لأنني تأكدت أنه : مقتنع ببراءة سوريا , لكنه غير مقتنع ببراءة نظامه السياسي ! وهذا ما سبب له الحشرجة لدرجة أثارت تعاطف الكثيرين مع شخصه , حتى ردوده كانت فيها نفحة من الحزن : على نفسه وربما على سوريا وهو وزيرا لخارجيتها ..!! ربما أكتشف البارحة وفي نيويورك بالذات أنه ليس وزير خارجية سوريا : بل هو واجهة سياسية لحفنة صغيرة جدا من السوريين .. نعم أليسوا سوريين أم أنهم من كوكب آخر ؟ والمفارقة اللطيفة والمحزنة في الآن معا : أن الوزير الشرع مجبر على قول مايريده حفنة من عديمي الخبرة في السياسة , وشبان عسكر : لا أحد يكسر كلمتهم .. وكأننا في : عشيرة أو بين جمع صغير من ـ القباضايات أو الفتوات بالمصري أو الزكرتية بالشامي ـ فكيف للشرع أن يتصرف , وكيف له أن يلملم : هذه الفضيحة ؟ وهذا ما جعلني أتعاطف معه كإنسان مجبر على قول ما يريده هؤلاء .. أعتقد من الأفضل له وحفاظا على شيء من تاريخه : أن يستقيل ..وهل يتجرأ على الاستقالة .. أم أنه يخاف أن يصاب بالكآبة ولا يجد أمامه : باحثنا الكبير في شؤون المعطيات الاستراتيجية في القصر الجمهوري الدكتور عماد فوزي شعيبي لكي يعطيه وصفة نفسية تخرجه من هذه الكآبة كما حدث مع الوزير غازي كنعان ..؟ لأن القراءة المعمقة لسيجموند فرويد التي لا أحد يعرفها , لكي يعرف : داء الكآبة الذي يصيب الوزراء السوريين ..!! أطن أن الوقت لم يحن بعد كي يصاب الوزير الشرع : بالسوداوية ..ونرجو ألا يصاب بها بعد ما أصابه في نيويورك ..
القرار واضح وصريح ونشكر المجتمع الدولي الذي لم يفرض عقوبات تطال الشعب السوري : الذي لاذنب له في شيء مما حدث وسيحدث لاحقا .. والذي كان يتذكر قرارات مجلس الأمن بشأن صدام والعراق ..نشكر فرنسا وروسيا , ونشكر أمريكا لأنها وافقت على هذه الصيغة التسووية : من أجل صدور قرار لايطال كل الشعب السوري . مما يؤكد أن التوازنات الدولية يمكن لها أن تنتج قرارا إنسانيا .. رغم أنني أتمنى أن تثبت هذه السلطة براءتها من دم الشهيد رفيق الحريري .. ولكن أسأل نفسي : كيف ؟ لأن ما لفت نظري في الحقيقة هو التالي :
في أثناء مداخلة الوزير الشرع : قال أنه لن يتكلم أكثر من ذلك إلا إذا كانت الجلسة سرية ..؟ معنى القول وليس حرفيته ..بعد كل الذي جرى مالذي يريد له السيد فاروق الشرع أن يبقى سريا على الشعب السوري : لا أظن أن الشرع يطلب السرية لكي يقول للحضور في مجلس الأمن معلومات لايعرفونها .. بل يخاف أن تصل هذه المعلومات للشعب السوري : والسؤال هل يعرف الشعب السوري : من هم الذين استجوبهم ميليس من السوريين ؟ المفارقة أن الشعب السوري الوحيد الذي لايعرف بالضبط ما الذي جرى مع ميليس في دمشق ..؟ ألا يؤدي هذا للكآبة والحزن ..؟
وبالعودة للقرار , إن هذا القرار بداية لنفق من العزلة السورية , وكيف سيتصرف السوريون في حال تم استدعاء : آصف شوكت أو ماهر الأسد إلى دولة أخرى لاستجوابهم ..؟ والخوف كل الخوف أن يستدعى السيد رئيس الجمهورية العربية السورية .. ؟
لإنها النقلة التي تخيف السلطة , وأعتقد أن السلطة ربما تكون قد حصلت على ضمانات بألا يحدث هذا , أو إن حدث فليحدث بشكل سري دون أن يعلم به الشعب السوري .؟ ومع ذلك نتمنى ألا يحدث , لكن نص القرار من حيث الفعل الحقيقي لهذا النص : أنه قد استدعى رئيس الجمهورية العربية السورية إلى أي مكان يرتئيه السيد ميليس .. إن المعنى الحقيقي للنص قد تم الإعلان عنه بلا مواربة أو توريات باطنية : كالسائدة عندنا نحن السوريون .. لم يعد هنالك مواطنا سوريا له حصانة ما كي لايستدعى للتحقيق معه في جريمة قتل .. وهذا ما يجعل الوضع السوري مختلفا عن الوضع العراقي أيام صدام , لأن هذا السفاح حاولوا تفتيش منزله وكل بيت عراقي للبحث عن أسلحة دمار شامل : يعني من باب الرمزية قضية تختلف جذريا عما نعيشه نحن السوريون بعد القرار 1636 الذي يريد التقحيق معنا بجريمة قتل .. والفارق بين وواضح بين رمزية التفتيش عن أسلحة دمار شامل وبين البحث عن قاتل .. فلننعم نحن السوريون بما وصلنا إليه : متهمون بجريمة قتل ..؟ بريئون أم لا ..؟ لم يعد يهم .. نحن مشتبه بنا كسوريين في جريمة قتل .. ألا يكفي هذا كي تستقيل الحكومة كلها : ما الذي يجعل الحكومات تستقيل أكثر من أن تضع ثمانية عشر مليون سوري في قفص الاتهام يجناية القتل العمد عن سبق الإصرار والترصد .. إنها المأساة السورية في بداية القرن الواحد والعشرين .. نحن السوريون الآن في موقع الخارجين عن القانون : أو المشتبه بهم .. فلا يجب أن يبقى لدينا حكومة .. القرار واضح : السوريون جميعهم أفرادا مشتبه بهم في جريمة قتل ولايستثني أحدا منا .. ويبقى عنوانا يعبر عما نحن فيه بعد القرار : المواطنون السوريون في قفص الاتهام .. وهذه تصلح لأن تكون عنوانا لمقالة أخرى .. ولن ينته حديثنا فلا زلنا في أول الليل الذي نأمل ألا يكون طويلا علينا .. ومع ذلك
وبلا شماتة .. أكد لنا السيد فاروق الشرع أنه بخلاف المعارضة السورية التي لاتستطيع قيادة مدرسة كما صرح هو مرارا : أنه قادر وسلطته على قيادة البلاد كلها نحو الكآبة ..!!



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناشدة إلى الشعب المصري من سجين سوري سابق أقطعوا الطريق على ...
- ما العمل الآن سيدي الرئيس..؟
- إسرائيل الشعب اليهودي بين السلام والدولة الدينية وجهة نظر
- تداعيات تقرير ميليس على أمريكا
- رسالة إلى مثقفين سوريين في باريس نتمناكم جميعا في إعلان دمش ...
- إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي لحظة توافقية ناقصة التباسات
- حزب العمل الشيوعي في سوريا نغمة ضيقة وأفق رحب
- أمريكا في الشرق الأوسط الجديد
- على السلطة أن تدعو لمؤتمر وطني عام ..
- رسالة إلى إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي
- موت كنعان وولادة اليقين ..كآبة الوزراء ترسم مصير سوريا
- التجمع الوطني الديمقراطي في سوريا بين أمريكا السلطة في الداخ ...
- الهوية العربية بين حقوق الإنسان وحقوق الأقليات القومية والدي ...
- ما الذي تريده حماس؟ رأي
- إلى الشعب اللبناني الجار تيمنا بجبران تويني
- الأمركة والنموذج العربي
- لماذا تيسير علوني بالذات .. ؟ كان الأجدى الدفاع عن القاعدة
- السنة العرب في العراق بين الدم الشيعي والفتوى الزرقاوية
- إيران السؤال الصعب على العرب ألا يخافو من إيران كثيرا
- الأخوان المسلمين في سوريا الجماعة بأل التعريف أم بدونها دع ...


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - القرار 1636 بين الحزن على وطني والتعاطف مع الوزير الشرع