أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 25















المزيد.....

ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 25


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5015 - 2015 / 12 / 16 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 25
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
أواصل الكلام عن أولئك المُسمَّين بالمبلغين أو الدعاة، أي المحاضرين الدينيين، الذين كانوا يتوافدون علينا في ألمانيا.

عبد الحميد النجدي (أبو زهراء)، وهو ابن خالة علي العماري (الإيراني العراقي الأهوازي العماري)، ذي الولاء المزدوج؛ لمحمد الشيرازي والمدرِّسَين (محمد تقي وهادي) من جهة، وللخميني، وخامنئي من جهة أخرى، حيث حاول النجدي أثناء زيارته أن يقنع ابن خالته العماري أن يعيد النظر في ولائه للشيرازية، لكونه يتقاطع مع ولائه للخميني، مع العلم إن النجدي كان آنذاك ما زال في حزب الدعوة، فإنه كان (داعية) قبل ما يسمى بقرار الحذف (حذف مادة فقيه الدعوة من النظام الداخلي للحزب)، وخروج الحائري منه، وتأسيس ما سُمِّي بـ(حزب الدعوة الإسلامية - ولاية الفقيه)، الذي مثل النجدي أحد رؤوسه الأساسيين، بل لعله الرأس الأول، لكنه بقي اسما بلا وجود حقيقي.

وعلي التميمي (د. أبو شيماء) كان هو الآخر أحد الذين ترددوا على ألمانيا، وزيارته الأخيرة كانت بعد اختلافه مع التنظيم في سوريا، وإقصائه من مسؤولية عمل الحزب هناك، واستبداله بنوري المالكي، بينما الذي كان قبل التميمي عبد الزهرة البندر (د. أبو نبوغ)، الذي انتهى به المطاف في التسعينيات معمما، وخطيبا للمنبر الحسيني وجزءً من المشاريع الإيرانية، وبالذات من مؤسسة الأراكي ممثل خامنئي في لندن. عودا إلى التميمي، فإنه جاء موطنا نفسه على البقاء في ألمانيا ممثلا للحزب، إلا أن الحزب كما يبدو لم يستجب لرغبته، إذ كان آنذاك الجعفري يخطط للانتقال من إيران إلى لندن، ليتولى مسؤولية أورپا، بما في ذلك ألمانيا. على أي حال كان لنا مع كل منهم ثمة قصة، أو قصص، فيها ما يُسجَّل للواحد أو للآخر منهم، وفيها ما يُسجَّل على الواحد أو الآخر منهم، وبتقديري الـ(على) تفوق الـ(لـِ) بكثير. ولكن أذكر هنا إننا كنا معجبين بالتميمي بشكل كبير ومنبهرين به أيما انبهار، لأنه كان عندما يحاضر، لا نفهم أكثر ما يقول، وهذا غالبا هو مقياس التميّز والتألق عند السذج أمثالنا آنذاك. [ولعل الأمر لم يكن مختلفا كثيرا مع النجدي والجعفري.]

 -;-
تجربة المخيم الصيفي
سبق وذكرت كيف بدأت فكرة المخيم الصيفي. «المخيم الصيفي» نشاط سنوي اعتمدناه منذ 1986 ولغاية 2002، وهو عبارة عن أسبوع نختاره أثناء الصيف، نستأجر خلاله بيوتا سياحية في قرية سياحية. المشاركون فيه كانوا أشخاصا أو أسرا، على الأعم الأغلب من المتدينين، ويكونون عادة من العراقيين، وإن كان أحيانا يشارك فيه كذلك بعض غير العراقيين. القائمون على النشاط كانوا من الناشطين الإسلاميين، وبشكل خاص من حزب الدعوة الإسلامية، أو من مؤيدي وأصدقاء الحزب، أو على الأقل من الذين لم تكن لهم حساسية من حضور نشاط، معروف عنه أن (الدعاة) هم المنظّمون له. التمويل له كان ذاتيا من خلال اشتراكات المشاركين، والتي لم تكن تغطي كامل النفقات، ولذا كان هناك متبرع عراقي ميسور الحال مؤيد للدعوة [عبد الأمير شبر (السيد أبو مهدي)]، ومن المنبهرين حتى الغيبوبة والذوبان والوله في شخص الجعفري، ومن القريبين مني شخصيا آنذاك. ثم أضيف إليه في السنوات الأخيرة متبرع عراقي ثان [حق الحكيم]، ذو علاقة تنظيمية بالحزب من خلالي حصرا، بناءً على رغبته. المحاضران الأساسيان الدائميان كان كل من إبراهيم الجعفري وكاتب هذه السطور، وشارك أحيانا ضيوف آخرون [ممن أتذكرهم: موفق الربيعي، عبد الحليم الزهيري، محمد باقر الناصري، ...]. البرنامج كان عبارة عن محاضرات دينية، يلقيها المحاضرون الأساسيون، أو بمشاركات من غيرهم، وإقامة الصلاة جماعة بإمامة الجعفري أو إمامتي، وفي حالات نادرة للمعمم الذي يشارك، علاوة على برامج ترفيهية، كلعب كرة القدم للذكور، والسباحة للذكور، وللإناث، طبعا منفصلين. حيث كنا نتفق مع إدارة القرية السياحية أن تكون هناك ساعات محددة مغلقة لنا، دون دخول آخرين، تارة خاصة بالذكور، وأخرى خاصة بالإناث. وهنا لا بد أن أسجل أني أنا الذي كنت صاحب فكرة جعل ساعات خاصة لسباحة النساء والصغيرات، لأنهن كنَّ محرومات من هذه المتعة، فنسقت مع إدارة القرية السياحية، فتعاونوا معنا بشكل جميل، حتى في تثبيت الشراشف على الجدران الزجاجية المطلة إلى الخارج، كي لا تُرى النساء أثناء السباحة، بل وصل تعاونهم معنا أنهم كانوا يغلقون مطعما صغيرا إضافيا مع بار مطلا على المسبح. طبعا: متدينون، نخاف الله، ونطيع أحكام الشرع، خاصة في مثل هذه الأمور التافهة، أما في الأمور الجوهرية، فيما هو عدم الصدق، والغش، والاختلاس، وعدم مراعاة حقوق وكرامات الناس، فللكثير من المتدينين، لاسيما الإسلاميين مخارجهم وأعذارهم الشرعية، وإتقانهم لفن استخدام العناوين الثانوية، دون أن أعني هنا أحدا من القائمين على هذا النشاط، إلا من تبوأ المناصب وأفسدته السياسة، أو أفسدته (دنيا هارون الرشيد) على حد تعبير محمد باقر الصدر [في محاضرته «حب الله وحب الدنيا» قبل إعدامه بأشهر قليلة، إذ سأل المستمعين من طلبته المعممين بما مضمونه، أنتم تلعنون هارون الرشيد لأنه سجن موسى الكاظم، فيا ترى هل عُرضت عليكم دنيا هارون الرشيد، كي تتيقنوا أنكم ما كنتم ستسجنون موسى الكاظم، لو شعرتم أن وجوده يشكل خطرا على دنياكم؟]. وهذه المفارقات الأخلاقية ظهرت بشكل خاص لاحقا، عندما ذاق الإسلاميون طعم السلطة، ومعها الامتيازات، والجنس الشرعي غالبا، وعند البعض غير الشرعي أحيانا، والمال غير الشرعي غالبا، وعند البعض الشرعي أحيانا.
الشهادة الثالثة في الأذان والإقامة
(الشهادة الثالثة) مصطلح خاص بالشيعة، وهي قول «أشهد أن عليا ولي الله» بعد ما يعرف عند المسلمين بالشهادتين؛ الشهادة بتوحيد الله، والشهادة بالرسالة لمحمد، ويضيف الشيعة شهادة الولاية لعلي. وقد تناولت الموضوع مفصلا في كتابي «الله .. من أسر الدين إلى فضاءات العقل»، الذي سيصدر بإذن الله في وقت قريب بعد صدور هذا الكتاب، أو في نفس الوقت[صدر في صيف 2015]. ولكني أتناولها هنا بإيجاز، وبمقدار ما له علاقة بهذا الكتاب. شخصيا ومنذ تحولي من الإلحاد إلى الإيمان بالله وبالدين الإسلامي في شباط 1977، لم أذكر ما يسمى بالشهادة الثالثة في إقامتي للصلاة، لكني كنت أذكرها في الأذان، مع هذا على نحو لا يجعلها ركنا، بل بصورة التعقيب على الشهادة الثانية، بقول «صلى الله عليه وآله» بعد المرة الأولى للأذان بـ«أشهد أن محمدا رسول الله»، وقول «وأن عليا ولي الله وحجته» بعد المرة الثانية. بينما كان الجعفري مثلا يضيف إضافات كثيرة على الإقامة بالصيغة المطولة بالصلاة على النبي، والصيغة المطولة لما يسمى بالشهادة الثالثة المطولة. في المركز الإسلامي في هامبُرڠ-;-، ومن زمن المعتدلين والمنفتحين، مثل بهشتي وشبستري، ومن ثم خاتمي ومقدم، ولكون المركز كان يستوعب المسلمين بمختلف مذاهبهم، لم يكن يؤذن بالشهادة الثالثة، وكان إمام المركز محمد مقدم يقيم من غير الشهادة الثالثة، وهكذا كان الأمر عندما كنت أصلي أنا إماما للجمعة والجماعة. بينما كان في جلسة مساء الخميس الخاصة بالإيرانيين، يُؤذَّن بالأذان الشيعي التقليدي، ومع هذا كان مقدم لا يذكر الشهادة الثالثة في الإقامة. وكذلك كان المسجد خاليا مما يسمى عند العراقيين بـ(التُّربة)، وعند اللبنانيين بـ(السَّجدة)، وعند الإيرانيين بـ(المُهر)، أي الختم، وهي قطعة من التراب المجفَّف والمسكوب في قالب، لوجوب السجود عند الشيعة على الأرض، أو ما تُنبت الأرض، مما لا يؤكل ولا يشرب، وتفضل مادة التراب على غيرها، ويفضلون أن يكون التراب من كربلاء، بما يسمى بـ(التربة الحسينية). ففي زمن بهشتي وشبستري، ومقدم، لم تستخدم هذه (التُّرَب)، بل من أجل أن يصح السجود عند الشيعة، تفرش قطع من الحصير الطبيعي. وعودا إلى موضوعة الأذان فإني كنت أحرص على أن أقوم برفع الأذان لصلاة الجمعة، خشية أن يبادر شخص آخر من الشيعة، فيؤذِّن بالشهادة الثالثة. بعد محمد مقدم جاء أئمة جامع من إيران من أصحاب التشيع المحافظ والتقليدي الشعبي، فأدخلت الشهادة الثالثة، ووضعت قطع التُّرَب (السجدات)، كما في حسينيات المناطق الشيعية في إيران والعراق ولبنان وغيرها. وعندما لبست العمامة عام 1997، فكنت أصلي أحيانا إماما في الحسينية الحيدرية التابعة لحزب الدعوة، فكنت كالعادة أقيم من غير ذكر الشهادة لعلي بالولاية. وكان (الدعاة) المشرفون على العمل السياسي والديني يتحرجون من ذلك، لأنهم بالرغم من تقليد معظمهم آنذاك لمحمد حسين فضل الله الذي يقيم أيضا من غير ذكر لعلي، [العادة السارية عند الشيعة أن يقيم إمام الجماعة نفسه، بينما عند السنة غالبا أحد المأمومين من الصف الأول] فوكلاءه من (الدعاة) كانوا يخشون من الجمهور الذي يصلي خلفهم، فيمارسون (التقية)، بأن يقيموا [أي يرددوا ألفاظ الإقامة] بصوت خافت غير مسموع من المأمومين خلفهم، حتى يصلوا إلى القول بعبارة «قد قامت الصلاة»، فيرفعوا صوتهم بها وبما بعدها. فلنتصور كيف أن التشيع الشعبي العاطفي يفرض نفسه على عقلاء ومعتدلي الشيعة، فيُضطَرّون لممارسة (التقية) أمام جمهورهم. أما بالنسبة لي فلم يكن للتقية مكان عندي في حياتي. وصدق مرتضى مطهري، إذ قال إن الفرق بين علماء الدين السنة، وعلماء الدين الشيعة، أن (العلماء) السنة ارتبطوا بالسلطة، بينما (العلماء) الشيعة ارتبطوا بالجمهور، فكان أن خضع أولئك لرغبات السلطة، حتى لو خالفت قناعاتهم، وهؤلاء خضعوا لرغبات الجمهور، حتى لو خالفت قناعاتهم.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 24
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 23
- تركيا - روسيا - فرنسا - سوريا - داعش
- مع مقولة: «الدولة المدنية دولة كافرة»
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 22
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 21
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 20
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 19
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 18
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 17
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 16
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 15
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 14
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 13
- داعش وما قبله وما بعده: الإسلام هو المشكلة
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 12
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 11
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 10
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 9
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 8


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 25