أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - التحالف السعودي الجديد ومحاربة الإرهاب















المزيد.....

التحالف السعودي الجديد ومحاربة الإرهاب


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5015 - 2015 / 12 / 16 - 22:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التحالف السعودي الجديد ومحاربة الإرهاب

في ظل وضع سياسي عالمي مضطرب في جزءه الشرق أوسطي وتلبد الأجواء بغيوم وقائع وأحداث قد تنفلت في لحظة ما من عقالها لتتحول إلى مأساة عالمية كونية جديدة ,نتيجة الإصطفافات العالمية وأختلاف وجهات النظر في قضية لا تحتمل الخلاف أصلا وهي قضية مكافحة الإرهاب , تلك الفزاعة التي أنتجتها مختبرات السي أي ئي أبان نهاية الحرب الباردة وأستثمرتها في مواجهة الروس في أفغانستان ,من خلال تعاون حقيقي ومتواصل بين المؤسسات المخابراتي وأجهزتها وبين المؤسسة الدينية الوهابية السعودية تحت رعاية مملكة أل سعود وأذرعها المنتشرة في كل مكان تحت عناوين ويافطات مختلفة , نتج عن هذا التعاون بروز مفهوم الجهاد التكفيري ضد الاخر حتى لو كان مسلما خاصة إذا كان هذا المسلم خارج الطاعة والولاء للمشروع الأمريكي بكل تفاصيله ومسمياته .
من قبل برزت القاعدة كأكبر تهديد إرهابي عالمي من وجهة النظر الأمريكية لكنه بالمقابل كان مدعوما فكريا وعقائديا ولوجستيا وماليا من أطراف سعودية عديدة رسمية منها أو دينية أو حتى على مستوى الأفراد والمسميات الخاصة , الغريب في الأمر أن هذا الوضع الواضح والمعلوم لم يشكل قلق ولا إدانة ولا إنزعاج من قبل الإدارة الأمريكية وبأعتبارها الحليف الإستراتيجي لأل سعود ونظام دولة الدين الوهابي , والملفت أن التعاون العسكري والمعلوماتي الذي يربط بين الطرفين كانت تستفيد منه القاعدة في توجيه أعمالها العدوانية ضد الشعوب والأمم من خلال روافد عديدة أو من خلال تسريبات من أواسط سعودية على مستويات عليا وخاصة من شخصيات بارزة وحساسة ضمن نظام المملكة وكلنا لا ينسى دور بندر بن سلطان المسئول الأول عن أجهزة المخابرات السعودية والمشرف على توجيه الكثير من المفاصل المهمة من سياسة المملكة .
هذا التاريخ الإرهابي الذي ساد بشكل واضح للسياسة العربية والإسلامية للملكة العربية السعودية منذ أوائل الخمسينات من القرن الماضي ووقوفها بوجه حركات التحرر العربية في حينها وتأمرهم على عبد الناصر والثورة المصرية ومن بعدها ايام الوحدة العربية وأستخدامها كل أشكال التعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل والأنظمة الرجعية العربية , تؤكد حقيقة واحدة لا تقبل الجدال أن المملكة مسخرة فقط لتكون أداة تدخل تخريبي في كل الشرق الأوسط لتشكل جدار لحماية المصالح الغربية وخاصة الأمريكية والبريطانية وتشكل بوابة مهمة من بوابات حفظ الأمن القومي الإسرائيلي عبر أستخدام العامل الديني التكفيري والمال السعودي في ضرب أي توجهات عربية وإسلامية سواء في المجال الأقتصادي أو السياسي الذي يقود للإستقلال والتحرر من التبعية والإستعمار الغربي .
لقد سعت الولايات المتحدة في العام الحالي وبعد أن أستنفذت الأهداف التي كانت وراء أنتشار تنظيمات داعش في المنطقة وتأمين الأسباب السياسية والفنية للتدخل والتأثير في مسارات الصراع الكائن بين مجتمعات كانت أمنة وإن كانت تعاني من مشكلات سياسية مع أنظمت حكم كانت ترتبط معها بأواصر وعلاقات على مستويات متنوعة , شجعت هذا الإضطراب السياسي ليتحول إلى واحدة من فضائع القرن الحادي والعشرين برعاية ودعم امريكي غربي في ما يسمى دعم الربيع العربي , وأطاحت بأنظمة سياسية وأخرى صمدت في شكل فض وغير مقبول في القانون الدولي والعلاقات بين الدولة بحجة دعم الديمقراطية لتصل في النهاية إلى إيجاد عدو دولي يسيغ لها من الأسباب ما يمكنها من إعادة التدخل العميق في هذه الدول والأمم تحت عناوين إعادة رسم الخارطة الإقليمية والجيوسياسية بمشروع الشرق الأوسط الجديد , وبناء نظام إقليمي يتيح لإسرائيل أن تكون المتحكم والمسيطر الأول على كل الحركات والتحركات فيه بعد أن فقدت بقدرة الأنظمة الموالية لها ومنها المملكة السعودية في أن تقدم المزيد .
أتاح لها الإضطراب الشرق الأوسطي ونتائج الربيع العربي الأسود وظهور داعش كقوة عسكرية مرعبة لا تتقيد لا بقواعد ولا أنظمة قتالية غير القتل والدمار والتخريب ,صاحب هذا ضخ أعلامي وتثقيف سياسي كوني أن هذه الحركات الإسلامية الأصولية تمثل خطر عالمي محدق لا يمكن محاربته إلا من خلال تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال سقف زمني يمتد لمدة عشر سنوات , تكون كافية لترسيخ وبناء وترتيب البيت الشرق الأوسط الجديد بعد أن عصفت الفوضى الخلاقة الأمريكية في كل أركانه , تداعت الكثير من الدول في الإنخراط بهذا التحالف ومنها المملكة السعودية وحلفائها بالمنطقة , ومضت أشر وأسابيع من فعاليات هذا الحلف العسكري فيما يشهد الواقع تمدد وإزدياد قوة داعش العسكرية وتمددها في بقاع وأماكن أخرى مما يؤكد عدم جدية الولايات المتحدة وأعضاء التحالف في مشروعهم العسكري .
روسيا وبأعتبارها من القوى العالمية التي لديها تجربة مرة مع الإرهاب الوهابي الإسلاموي وخوفا من تأثيرات التمدد الداعشي على أمنها القومي وكذلك إيران الهدف المعلن القادم كانا طرفين مهمين يملكان الكثير من الأسباب والمبررات التي يمكنهما من المباشرة في عمل دفاعي نوعي مثل في تحالف بصيغة تعاون دولي لتنظيم عملية دفع أستباقي للخطر القادم من وجود داعش , وأيضا أستجابة للروابط والألتزامات مع حلفاء أساسين لهم في المنطقة يتعرضون لاعتداءات رهيبة ومميته من قبل تنظيم داعش خاصة بعد فشل أمريكا وحلفائها في إثبات جدية التحالف ,كانت الأسابيع والأيام القليلة الماضية كافية لإثبات فاعلية وجدية التدخل الروسي وبداية خلط الأوراق على أمريكا والمؤسسة الوهابية في السعودية والحلفاء الإقليمين في المنطقة , لتظهر على العلن دعوات من الكهنوتية الوهابية السعودية الكثير من الفتاوى لمحاربة روسيا الكافرة بدل داعش المسلمة لتكشف السعودية عن وجهها الداعشي الحقيقي وإعادة لرسم مسار جديد لدعم داعش بإعلان التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي اعلن عنه يوم أمس في الرياض دون مقدمات ولا تمهيد ولا حتى مفاوضات بين الدول المشاركة فيه .
أسباب كثرة وراء هذا الحلف والكثير الغير معلن عنه يمتد إلى فكرة أل سعود عن حقيقة وجودهم الأساسي في المنطقة وإنسجاما مع الراهنية التاريخية التي تمثلت على طول تاريخهم من أنهم مجرد أدوات تستخدم لتبرير كل ما هو غربي وإعطاءه المشروعية كما يظنون من خلال تسمية التدخلات والخطط الغربية باسم الإسلام وتسويقه والدعوة له من خلال مؤسسة خرافية مخرفة تدعي تمثيل الله في الأرض , القراءات الأولية لهذا الحلف وأهدافه لا تحتاج إلى كثير من التفكير والتأمل فقد أعلن قبل أشهر أعضاء في الإدارة الأمريكية عنه ومضافا له نسبة العشرة بالمائة من القوات الأمريكية لغرض أعادة مسار بناء الشرق الأوسط الديد إلى الطريق المخطط له خاصة بعد صمود سوريا الدولة وعدم نجاح اللاعبين المحليين في تقسيم العراق وشرذمته وبعد فشل عاصفة الحزم أن تحد من ظهور قوى سياسية جديدة تناصب خط المملكة وسياستها العداء.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وطن العراقيين
- كل الحكاية ..... أولا . 6
- كل الحكاية ..... أولا . 4
- كل الحكاية ..... أولا .
- الفقر ظاهرة أخلاقية أم مرض أجتماعي
- حوار من نوع أخر _ قصة قصيرة
- سياسات الأزمة .... وأزمات السياسة
- الواقع الرهيب
- لماذا لا يجب ان يتكلم الصغار ....
- أختلالات البناء والعمل في هيكلية السياسة العراقية بعد عام 20 ...
- فهم الحداثة ح2
- فهم الحداثة ح1
- الدين نصيحة
- أفراس صغيرة .... فاطمة منصورة ... عندما تتمرد القرية
- تخاريف ليبرالية
- الدين الأجتماعي ونظرية الدولة
- تخاريف وتعاريف
- سوريالية الهروب بين الماء والنهر
- إبراهيم العراقي ....خطيئة أباء أم كذبة الأبناء قراءة في كتاب ...
- الزمن بين المفهوم والحقيقة


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - التحالف السعودي الجديد ومحاربة الإرهاب