أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - التغييرات الوزارية ومدى الحاجة إليها















المزيد.....

التغييرات الوزارية ومدى الحاجة إليها


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 5014 - 2015 / 12 / 15 - 20:19
المحور: القضية الفلسطينية
    



تقدم بالأمس السيد الرئيس بتغييرات وزارية عى حكومة الدكتور رامي الحمدلله، وهي خطوة يلجأ إليها معظم الرؤوساء في المنطقة العربية لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية بالمقام الأول، ولكن معظم الخطوات التي تتم في واقعنا الفلسطيني غير مفهومة للجمهور ولكنها محسوبة في العرف الساسي، وحسب الحالة الفلسطينية التي لا يمكن قراءتها في ضوء الانقسام وملحقاته، وما أكثر ملحقات هذا الانقسام الذي حدث فجأة بمقدمات بسيطة طغى عليها الصراع على السلطة، لكن تجلياته وأحداثه أعمق بكثير صراع على سلطة، ربما من أهم مكونات هذا الانقسام حقيقة ثابتة أو مؤكدة ترتبط بأبعاد التنظيم الدولي لحركة الإخوان المسلمين التي تعتبر من أقدم التنظيمات العربية على الإطلاق، ولذلك كان لها فوز حركة حماس شعرة معاوية للقفز على هرم السلطة الذي تسعى إليه، ولم تفلح أن تقبض عليه بأي منطقة إلا بغزة، حتى تجاربها بالأردن فشلت وكذلك باءت بالفشل في الجزائر، فكانت الفرضية الوحيدة غزة لتطلق يدها بحكم مطلق لا يشاركها به أحد تشكل منه قاعدة أساسية واستراتيجية لمنطلقاتها السياسية، وتقدم منه نموذج يمنحها جغرافية أخطأت حسابات الجماعة كليًا عندما لم تضع نصب أعينها الظروف العامة السياسية والاقتصادية بل والتنوع الأيديولوجي لبقعة صغيرة مثل غزة، وكذلك استبعدت من هذه الصورة الذهنية سياسات الاحتلال التي تستهدف إفراغ القوى والفصائل من قوتها ومضمونها، ورغم أن الواضح قراءة حماس لكل التجارب والأساليب المحيطة إلا إنها أخفقت في قراءة تجربة حركة فتح والسياسات التي إتبعها الاحتلال مع هذه الحركة، أو أن حماس والإخوان المسلمين تجاهلوا هذه الفرضية لأنهم يريدوا الغاية والوسية معًا دون الهدف.
عليه فإن الرئيس والسلطة الوطنية منذ احداث الإنقسام وهما يحاولات الحد من تمدد حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين من خلال قرارات وسياسات لا يمكن الاستناد إليها قانونيًا أو دستوريًا بما أن الدستور الفلسطيني لا يتم تطبيقه إلا بفرض الضرائب فقط، وتم انتهاك شرعيته من كل الأطراف على حد سواء، لذلك فالحالة العامة توحي بتخبط شديد من كل الأضلاع السياسية أو من مكونات النظام السياسي الفلسطيني، التي تحولت لحالة تبارز في فرض كل قوة وجودها بالقرارات الجبرية على الأرض، وخلق اشكاليات معقدة للطرف الآخر مع غياب الإرادة الحقيقية لمبدأ المصالحة.
واستجابة لمتطلبات الولاء التي يحاول الرئيس استقطابها في مواجهة حركة حماس من جهة وحركة التفسخ في حركة فتح من جهة اخرى، وخاصة بعد حكم القضاء الفلسطيني بقرار تعيين على مهنانائب عام وهو ما اعتب انتصار للطرف الآخر في حركة فتح الذي أصبح يشكل تيار قوي ومزعج في داخل الحركة. ورغم كل القرارات والخطوات التي اتخذتها الحركة داخليًا، وفصل العشرات من عناصرها الدحلانيين – حسب الوصف- إلا إنها تفشل في تفتيت هذا التيار وتمدده، أو الحد من تأثيراته في القرار الداخلي. وعليه فإن الخطوات التي تتخذ من أعلى الهرم السياسي في حركة فتح تستهدف العديد من الأهداف.
هذا التجاذب المتعدد يشابه لعبة " عض الأصابع" التي تأتي على حساب مقومات ومقدرات الشعب الفسطيني وقضيته الذي لم يعد له صديق، وإن حاولت بعض القوى والأطراف أن تطرح نفسها كصديق للشعب الفلسطيني إلا إنها تعمل لمصالحها الإقليمية والدولية فقط.
منذ تسع سنوات ونحن نشخص الحالة العامة، ونبدع في تشخيصها ولم نترك شاردة أو واردة دون الإستفاضة في شرحها وتحليلها، وكذلك هناك عشرات المحاولات والأوراق والمؤتمرات والمقترحات التي قدمت بعض الحلول العامة أو المبادرات العامة التي يمكن البناء عليها إن توفرت الإرداة الحزبية لإحقاق المصالحة الفعلية والعملية، ولكن كل شيء مهيء ومستعد إلا إرادة الفصائل الفلسطينية المتناحرة بما فيها فصائل المعارضة، فهي لم تتهء بعد أو تستعد للعودة إلى سنوات للخلف، وتوفير إرادة فاعلة للتقدم نحو المستقبل، بل الكل يتربص والكل مستفيد مما هو عليه الوضع الحالي، لأنه لا يمتلك الإرادة والمفاتيح والمدخلات التي لا توجد بيد المكون الفلسطيني الداخلي، بل إن المعضلة تحتاج لمعالجة ملفات أخرى قبل معالجة الملف الأساسي " الفلسطيني" فهناك الملف النووي الإيراني الذي أجاد ويجيد اللعب بالملف الفلسطيني لتحقيق مصالحة الإقليمية، واستطاع أن يحقق جزء منها مستغلًا عدة ملفات قوية مثل الملف الفلسطيني، الملف اللبناني، الملف السوري، الملف العراقي. وكذلك تركيا التي بدأت أقوى بعد اعادة الانتخابات وفوز حزب العدالة والتنميية بالأغلبية مجددًا، ومحاولته اسغلال الملف الليبي، والملف السوري، والملف العراقي، والملف الفلسطيني وبدأ يفرد عضلاته وإرسال رسائل باسقاط الطائرة الروسية سوخوي مؤخرًا. كذلك الخليج العربي باقطابه السعودية، والإمارات، وقطر فلكل دولة حساباتها، وسياساتها، واعتباراتها تحاول أن تستغل الملف المصري، والملف السوري، والملف اليمني في مواجهة إيران. هذه الأحلاف أو القوى جميعها تصب في صالح القوة الأكبر" إسرائيلط التي تمسك بخيوط المسرح والمشهد معًا في المنطقة، وتحرك الدمى كيفما تريد وتشاء، بل أنها استطاعت أن تسخر بعض القوى للتدخل السريع والضغط على الفلسطينيين كلما تعرضت لأزمة. والقارئ لأحداث ومحدثات حرب عام 2014 ضد غزة يُدرك هذه الصورة اذهنية الحية، حيث سارعت بعض القوى الصديقة للتدخل وقتما انتهت " إسرائيل" من تحقيق اهدافها، ودفعت قيادة المقاومة للقبول باشتراطاتها وتصوير المقاومة بالتعنت والتلاعب بشعبها ومصيره، وحرضت الرأي العام افلسطيني ضد مقاومته التي استسلمت لهذه الضغوط ووافقت على الهدنة من أجل الهدنة، وهو ما صور للجميع أن المقاومة عبثية وأن الضحية الشعب الفلسطيني، أي أن الصورة أو اللوحة التي يمكن الخلوص لها أن هذه القوى الصديقة لا تتدخل إلا بإشارة أو ضوء أخضر من " إسرائيل" فقط، مع اضافة عنصر داخلي يساندها إننا كفلسطينيين دائمًا نطالب لالأدنى ونهبط بسلم أولوياتنا لأدنى مستوياته، مما لا يحقق لنا أي شيء مقابل كل شيء للعدو، وهو نفس الأسلوب بدأت ممارسته ضد الهبة الشبابية في الضفة الغربية حيث بدأت محاصرتها رويدًا رويدًا، وبدأ التحريض ضدها شعبيًا لسحب البساط من تحت أقدام الشباب وإعادتهم للمربع الأول.
في معرض هذه الاستفاضة في تناول الحالة العامة بكل تجلياتها لا يتبقى إلا الحديث عن استشراف المستقبل، وتقديم حلول منطقية عقلانية للمستقبل وهو الأمر الذي كما أسلفت تم استنزافه خلال التسع سنوات السابقة ولم يعد هناك الجديد الذي يمكن أن نقدمة أو نقترحة أو نضعه بين أيدي القارئ وشعبنا بما أن التشخيص السليم يؤكد أن الحلول لا تتوافر بإرادة فلسطينية، ولا يمكن لها أن تتوافر بإرادة فلسطينية دون مطالبة جماهيرية عريضة وواسعة تستعد لأن تقدم التضحيات في سبيل ذلك، وهي لا تلوح بالأفق في الوقت الحالي، حيث كان يمكن لقوة المعارضشة وخاصة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن تطلق شعار انطلاقتها الأخير من " انطلاقة انتفاضة مستمرة" إلى " انطلاقة انهاء انقسام ووحدة" وتطالب عناصرها ومحبيها وأبناء شعبها أن يفترشوا ساحات الوطن في شطريه للمطالبة بانهاء الإنقسام كتعزيز للإنتفاضة وهو الشعار الذي كان يمكن له استقطاب الآلاف بل كل جموع شعبنا الفلسطيني، وإحداث اختراق في جدار التعنت الحزبي، ولكن بما أن ضجيج وبريق الشعار هو المسيطر على ذهنية قادتنا بكل أطيافها فإن الفعل يعتمد على الشعار.
إذن فلا زالت الفرصة سانحة لدى قوى المعارضة الفلسطينية الممثلة بالجبهة الشعبية وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الديمقراطية وحزب الشعب والمبادرة ولجان المقاومة الشعبية والعديد من جيش الفصائل أن تطرح هذا الشعار وتشكل ائتلاف مدعوم بانتفاضة وهبة الشباب وأبناء شعبنا الفلسطيني لوضع المقترح الأنجع والأفضل لإنهاء الانقسام دون النظر للقوى المنقسمة. ولكن الإشكالية أن الجميع مأزوم ولا يريد وضع الحلول والبراهين لإنهاء أزمته.
د. سامي الأخرس
[email protected]



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاضة الشبابية ومستقبلها
- انتفاضة ثالثة ما لها وما عليها
- خطاب الرئيس بين الفعل والتنظير
- قنبلة الرئيس وحماس غزة
- الفكر طارئ والوطن ثابت
- غيروا الأسماء ليغيروا التاريخ
- أوسلو2 أم فض اشتباك
- افطارات جماعية همجية
- حكومة فلسطينية ادمة ما هي آفاقها
- مقاطع الحالة الفلسطينية
- مشروع أوسلو 2
- مواراة الثرى... نكبة بعد سبعه وستين عام
- العلمانيون أشد كفرًا
- المقاومة والواقعية السياسية
- حزب الله واستراتيجية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الرد
- حدود الفساد من العام إلى الخاص
- أزمات غزة بين العاجل والآجل
- أحداث فتح تعبير عن الكل الحزبي
- عباس ما بين رسائل فتح - دحلان- وحماس
- قرار التقسيم ترسيخ لوعد بلفور


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - التغييرات الوزارية ومدى الحاجة إليها