أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - صفر...بصفر...















المزيد.....

صفر...بصفر...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5014 - 2015 / 12 / 15 - 20:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صـــفـــر.. بـــصـــفـــر...
كتبت على صفحتي الفيسبوكية عن انتخابات المناطق الفرنسية Régionales الجديدة, والتي كانت تشبه لعبة كرة قدم.. دعاياتها غالية جدا. حيث أنها وقعت بفترة مضطربة صعبة, إثر التفجيرات والاغتيالات المجرمة التي قامت بها إحدى المنظمات الداعشية المحلية النائمة, بعد اغتيالات شارلي هيبدو Charlie Hebdo و سوبر كاشر Super Cacher بشهر كانون الأول من هذه السنة, وأحداث باريس المرعبة المجرمة والتي أدت إلى مقتل 132 بريء وحوالي 350 جريح, يوم الجمعة 13 تشرين الثاني من هذه السنة أيضا.. يعني ثلاثة أسابيع من الدورة الأولى.. وأربعة أسابيع من دورتها الثانية.. أي دورة التصفيات والمناورات والاتصالات من فوق الطاولة وتحتها.. والمتاجرات والتنازلات.. من جميع الأحزاب... وتشغيل بعبع داعش.. والتخويف من نجاح حزب الجبهة الوطنية Le Front National الذي لم يحصل على أية منطقة, ولكنه ضاعف بثلاثة مقاعد مستشاريه الذين سوف يشاركون بالمعارضة...
كتبت عن النتيجة التي أعطت خمسة مناطق للحزب الاشتراكي (والذي سوف يغير ويتنازل عن هذه التسمية) وسبعة مناطق لحزب الجمهوريين, والذي يترأسه الرئيس السابق ســاركوزي.. ومنطقة كورسيكا لحزب الاستقلال والانفصال الكورسيكي المعروف.. والذي يحظى غالبا بالأكثرية بالانتخابات المحلية... كتبت عن كل هذا بالفرنسية : ٌRégionales…Zéro partout انتخابات المناطق صــفــر بــصــفــر!!!...
حزب الجمهوريين.. بدأ عديد من كوادره المخضرمين بالاعتراض على تصريحات وسياسة رئيسه ســاركوزي...
الحزب الاشتراكي الحاكم.. نفس الأمر.. عديد من كوادره يعترضون على السياسة التي تتبعها حكومة فالس Valls وخاصة توجيهات رئيس الجمهورية وسياسته وعدم تطبيق أي شيء من وعوده الانتخابية وازدياد انحرافات حكوماته نحو سياسة يمينية, وازدياد البطالة وانعدام الأمان.. بعد تكاثر البوادر والمحاولات الداعشية على الأراضي الفرنسية.. مما اضطر الحكومة الفرنسية الحالية على ســن قوانين طوارئ تــحــد الحريات, لم يعرفها الفرنسيون منذ انتفاضة الشعب الجزائري وحصوله على الاستقلال.. والعديد من المحاولات الإرهابية التي قامت بها منظمات إرهابية إسلامية جزائرية GIA فيما بعد.. ما بين سنة 1991 و سنة 1996 من القرن الماضي... كما تعرضت بعدها إلى عديد من المحاولات الإرهابية الإسلامية الفردية, قام بها شباب من أصول جزائرية ولدوا بفرنسا وتربوا فيها وحملوا جنسيتها.. أدت إلى اغتيالات عنصرية إثنية.. كانت دوما تشجبها السلطات الباريسية, محاولة درء أخطارها وانتشارها.. وخاصة محاولة مسح آثارها الدينية والطائفية.. رغم إعلان من يقومون بها بانتمائهم الطائفي ومبايعتهم لأمير القاعدة أسامة بن لادن.. أو لخلافة داعش بعد كل عملية.. ناجحة أو فاشلة...
ولكن لدى توسع الأمور وتفاقم التهديدات وتكاثرها.. وانتشار ردود أفعالها.. بعد شارلي هيبدو وسوبر كاشر.. ومجزرة بــاريــس الأخيرة.. بدأت كل مظاهر الامتعاض من سياسة الحكومة التي كانت توصف بالرخاوة والميوعة.. والتساهل مع الجاليات الإسلامية, واتهامها بحاضنات إرهابية.. اختلطت الأوراق وضاع الحابل بالنابل.. وبدأت تظهر كل عوامل النعرات العنصرية.. لم تستطع الحكومة الحالية من جمحها.. مما أدى إلى النفور منها.. وعدم التصويت لها.. أو للأحزاب التقليدية... حتى علق المحللون السياسيون المحترفون.. وما أكثرهم بعد كل حدث.. بأن حزب المتمنعين والغائبين عن التصويت بالانتخابات الأخيرة كان 51% بالدورة الأولى و 46% بالدورة الأخيرة... كأنها صفعة احتقار لجميع الأحزاب التقليدية.. وبصقة امتعاض بوجهها... ومما أدى إلى ازدياد الراديكالية بالمنظمات اليسارية المتطرفة.. وأكثر وأكثر باليمين المتطرف... حيث تظهر تصريحات ملتهبة من هذه أو تلك على صفحاتها الإعلامية.. مما لا يدعو إلى الاعتدال.. وخاصة إلى الخشية والحذر من اعتداءات فردية أو منظمة, ضد بعض المنظمات والجمعيات أو المدارس وأمكنة العبادة الإسلامية, والتي أغلقت الحكومة المركزية عددا منها, لأنها حسب السلطات الأمنية, كانت تأوي عناصر إرهابية, وتنشر خطبا وتعاليم عنصرية طائفية, مناهضة معادية لقوانين الطوارئ الجديدة, وتحديداتها وحدودها...
بالنسبة لي هذا انتصار لما تبغيه داعش.. يعني متابعة روح العداء والتكفير لدى الجاليات الإسلامية المحلية.. وقوقعتها على نفسها وعاداتها وتقاليدها التي تتنافى مع كل مبادئ العلمانية.. ومن الملاحظ أن من يرتدون الزي السلفي والوهابي من رجال ونساء.. قد ازداد عددهم بشكل اعتراضي مجابه واضح.. مما قد يـؤدي إلى صدامات بين السكان المحليين وسكان المناطق الزنانيرية, بعاداتها وتقاليدها الإسلامية السلفية التي تتجاوز تقاليد وعادات المدن السعودية.. أو مدن المغرب العربي... تــحــديــا ومعاداة ظاهرة للقوانين المحلية... وهذا ما تريده وتسعى إليه داعش.. وبهذه الجاليات تجند العدد الأكبر الذين يقاتلون بكل من سوريا والعراق واليمن وليبيا..........
كلي أســف وخشية أن جوا داعشيا يبدو ويتظاهر ويظهر ويتكاثر بالبلد.. يقابله جو فــاشــي يميني متطرف.. يهمهم ويستعد ويغلي ويتحضر ويتكاثر... ويزداد غليانا وشعارات متطرفة.. مهيمنا على اليسار واليمين.. طاردا كل مظاهر الاعتدال والتعايش السلمي الطبيعي.. أو المفتعل الاضطراري.. حتى أنني أتساءل هل كانت مظاهر التعايش السلمي الطبيعي.. ظاهرة حقيقية بهذا البلد... أم أن الانفجارات الأخيرة.. أدت إلى كشف الستائر المصطنعة.. وظهور الضغائن المخبوءة.. ما بين الكفار والمكفرين.. وإمكانية " لــبــنــنــة " بهذا البلد الذي تخلى عن عديد من مبادئه وقوانينه العلمانية.. لتغطية تشققات التعايش السلمي المتكاثرة سنة بعد سنة.. بسبب تزايد الهجرات الإسلامية إليه بالخمسين سنة الأخيرة.. وعدم حذره من تفسخ قوانينه وجذوره... معتقدا مرتكزا واثقا بأن العلمانية والجمهورية والديمقراطية. تستطيع هــضــم كل هذه الهجرات التي حملت معها عاداتها وتقاليدها وتعاليم ديانتها التي ترفض العلمانية, وترفض الجمهورية.. وخاصة ترفض الديمقراطية.. ولا ترضى ولا تقبل أية شريعة.. غير الشريعة الإسلامية... حيث تتعقد وتتجنزر وتختفي كل الحلول!!!...
إني أحب هذا البلد, رغم كركباته وتناقضاته.. وأخشى عليه من لبننة.. تفجر أركانه وجذوره العلمانية والديمقراطية... أحب هذا البلد ولا أبدله لقاء الجنة الحقيقية على الأرض.. وهي عندي أصدق جــنــة .. وأحلى جنة.. هي البلد التي أعطتني العلم والمعرفة والحرية والفكر المنطقي الصحيح.. لهذا لا أريده أن يتفسخ.. ولا أن يرتخي ويتفتت ويميع ويتجزأ.. وأن تهيمن عليه أفكار دينية غريبة.. لا تتطابق مع الحريات التي خلقتها الثورة الفرنسية.. ونشرتها بالعالم الحديث.. لا أريد له انطواءات دينية عجيبة غريبة مستوردة.. ولا تساهلات مخزية للحفاظ على تعايش هيتروكليتي غير طبيعي.. معاد للمدنية والحضارة والعلم والتطور.. أريده دوما بلد العلم والاكتشافات والحريات الجديدة.. لا بلد الانزواء والانطواء والتخفي والحجاب والمراضاة.. أريــدهـا أن تبقى فــرنــســا قلب العالم وصورة الجمال والنور والبهاء الدائم.. وخاصة منارة الحريات الديمقراطية الحقيقية.. لا بلد قوانين الطوارئ!!!...
حــريــاتــهــا وعــلــمــانــيــتــهــا فكري وحياتي.. وكل ما أريده لأولادي وأحفادي.. وأبناء أحفادي.......
*************
عـــلـــى الـــهـــامـــش :
ــ تصريح من وزير الخارجية السعودي
صرح هذا اليوم, وزير الخارجية السعودي الحالي السيد أحمد الجبير, إثر المؤتمر الذي جمع دولا ومعارضات هيتروكليتية سورية, وتشكيلات مختلفة تعلن اهتمامها بالمسألة السورية, واهتماماتها الرئيسية لم تكن طبعا الشعب السوري ورغباته الحقيقية أو مصيره.. إنما كانت الإصرار ــ بإرادة أمريكية طبعا ــ رحيل الرئيس السوري السيد بشار الأسد... صـرح السيد الــجــبــيــر بأن السعودية سوف تشكل قوة حربجية, مؤلفة من أربعة وثلاثين دولة إسلامية.. الــغــايــة؟... محاربة داعش... وهنا أســائل سيادة الوزير, والذي كانت السلطة التي يمثلها.. وما تزال الممولة والمسلحة الأولى لجميع المنظمات الإسلامية الإرهابية في العالم.. ماذا سوف يفعل هؤلاء القاتلون الإسلاميون من مختلف الجنسيات المختلفة.. إذا قوبلوا من قبل داعش بالفتوى التي تقول " أنــصــر أخــاك ظــالــمــا أو مــظــلــومــا ".. أو " المسلم لا يــكــفــر مسلما آخــر "... هل سوف يوجهون أسلحتهم نحو مقاتلي داعش, وأبناء داعش, وحلفاء داعش, وحاضنات داعش؟؟؟... أم أن العديد منهم سـوف ينضم إليهم بأسلحتهم وعتادهم الأمريكي الحديث, ويقدم لهم جميع التقنيات التي باعتها لهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا... دون أن ننسى أن الباكستان مثلا سوف تكون عضوا رئيسيا بهذا التشكيل.. ولا ننسى كل ما قدمته المخابرات الباكستانية ــ من تحت الطاولة ــ كل المساعدات لمقاتلي طالبان وبن لادن... ومنظمة هذا الحلف نفسها, والتي كانت عاصمتها وما تزال, وكر الدبابير الذي انطلق منه وما يزال.. لدعم داعش.. عن طريق تركيا, وهي العضو الآخر, بهذا التشكيل الحربجي الجديد.. لمقاتلة داعش... يا لــلــغــرابــة...
مسخرة جديدة إضافية.. على طاولة الاقتراحات, والتي لا غاية إيجابية حقيقية جدية لــهــا.. سوى إطالة الحرب ومآسيها وموتاها وتفجيراتها.. على الأرض السورية.. وخاصة ضد الشعب السوري.
يا سيادة الوزير... نتائج تصريحاتك؟؟؟...أيضا... صـــفـــر... بـــصــــفـــر!!!...
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. هـــنـــاك و هـــنـــا.. وبكل مكان بالعالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة عاطرة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديقتنا... المملكة الوهابية... وتجارات أردوغان...
- أبناء جلدتي.. كالعادة صامتون.. غائبون!!!...
- رسالة إلى زوجتي.. وأصدقائي... وخواطر انتخابية فرنسية...
- خمسة سنوات مضت...
- مرة أخرى.. إسمعوا هذه الصرخة.. يا بشر.
- خلاافات عائلية صغيرة وكبيرة.. محزنة.
- هل تربح - داعش - المعركة ضد الديمقراطية؟؟؟!!!...
- تفجيرات... وتحديات... وقرف من السياسة...
- الموت... موت الآخر... وسياسة الأرض المحروقة...
- ماذا بعد يوم الجمعة 13 نوفمبر تشرين الثاني 2015؟؟؟...
- خواطر فرنسية... بعد الجرائم الداعشية...
- إرهاب داعش.. يتحدى ويخترق أمن وحريات العالم...
- كلمة تعزية إلى رفيقة من اللاذقية... إثر التفجيرات الآثمة على ...
- رسالة إلى صديق إنتاج - باب الحارة -... وعام الغش يتوسع...
- الواقع كما هو...
- تهديدات ضد قناة -الميادين-... وضد السلام والاستقرار في العال ...
- عودة إلى صديقي -الغاندي-... تفسير و توضيح...
- رد بسيط إلى الصديق الطيب - الغاندي -*
- إسمها ريحانة جباري...وماركة لاجئ سوري...
- عودة إلى اعتذار وتوبة طوني بلير... وهامش حقيقي حزين آخر...


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - صفر...بصفر...