أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - تأملات فى ماهية الحياة والإنسان والوجود















المزيد.....


تأملات فى ماهية الحياة والإنسان والوجود


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5014 - 2015 / 12 / 15 - 15:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- نحو فهم الوجود والحياة والإنسان (38) .
هذه التأملات تأتى كمحاولة لتصحيح مفاهيمنا المغلوطة عن الحياة والإنسان والوجود , فلن نستطيع إختراق جدران العجز والتيه إلا بعد تصحيح مفاهيمنا وتحررها من الأوهام والمفاهيم المقولبة التى تضع العربة أمام الحصان دوماً .. دعونا نقدم بعض التأملات والرؤى الجدير أن نتوقف أمامها وليعترينا التأمل والدهشة , فمن التأمل نبنى مفاهيم ومعرفة وندرك ماهية الحياة .

- كيف نأمل لمجتمعاتنا أن تتقدم وتتطور لنناهز العالم الأول فى حضارته ونحن مازلنا نعشق الأغلال فى أيدينا بل تجد الكثيرين يعشقون أغلال أفكارهم الموروثة المقولبة بل تجد بعض الحمقى يفتخرون بتلك الأغلال ويرونها تمايزاً عن الذين تحرروا من أغلالهم .

- نتعجب من إحتفاظ المصريون القدماء لمقتنياتهم ونراها كراكيب ولكننا كمعاصرون مازلنا نحتفظ بكراكيب ليس لها معنى ولا قيمة فى حياتنا سوى أنها موروثاتنا التى يجب أن نحتفظ بها تحت يافطة الأصالة والتراث والثوابت .. لماذا لا تتعجب ممن إستبدلوا المقتنيات المادية بمعنوية تتمثل فى مقدسات وصلوات وطقوس وحسنات .. كثيرون يهملون التفتيش فى هذه الكراكيب عما هو صالح للتعاطى وعما هو فاسد وما يحتاج إلقاءه فى مزبلة التاريخ .. تعالوا نعبث فى كراكيبنا .

- المعنى يُرى من خارجه لا من داخله . المعنى إنطباع الإنسان على الاشياء فليست الأشياء بذات معانى مستقلة فى ذاتها لتكون مشكلة الإنسان فى فهم الحياة والوجود أنه إنبطح أمام تابوهات معانى أنتجها الآخرون لينسحق أمامها ممجداً إياها معتبرها نهج ودستور, نحن للأسف نعيش حاضرنا بزخم ماضينا وهيمنته وحضوره , فلا نعتبر الماضى تاريخ له معانى نتاج إنطباعاتنا لنعيش حاضرنا بمنطق ماضينا .

- المعرفة رائعة لتطور الإنسان وإرتقاءه , ولكن المعرفة لمن يستطيعون تحملها فهناك بشر يفضلون أن يكونوا جهله على أن يكونوا مُدركين .. هناك من لا يفضلون أن يعرفوا خطورة المرض والخلل حتى لا تؤلمهم المعرفة .. المعرفة بقدر ما تنير العقول فهى تحتاج نفسية قوية لتتحمل الحقيقة فهى قد تنال من نفوس هادئة مستسلمة راضية .

- هل تستطع تقبل أى فكرة بدون الشك فيها , فالشك وسيلتك لقبول الفكرة بعد أن تمررها على ما تمتلكه من حجج ووسائل منطقية .. الشك آلية من آليات العقل للتعاطى مع الأفكار وإعتمادها بعد ان تمر عبر منخل الشك . للأسف هناك كثيرون فقدوا هذا المنخل أو أن فتحات منخلهم صارت واسعة تمرر كل مما يقع عليها.. يقولون الإيمان هو الفطرة بينما الشك والإلحاد هو طبيعة وفطرة العقل .

- أيهما المحرك للسلوك الإنسانى إيفاء الغريزة أم خلق الغايات , أو بصيغة أخرى هل الغريزة تخلق الغايات أم الغايات فكر متحرر من الغريزة .. هل نحن نأكل لنبنى أجسادنا ونقويها أم نأكل لأننا نريد إشباع جوعنا أولاً لنجد فى سياق سعينا نحو الإشباع أن الطعام يفيد أجسادنا , فالمواد السكرية والنشوية تمنحنا الطاقة والبروتينات تبنى الجسد .. هل نمارس الجنس للحفاظ على النسل والتكاثر أم نمارس الجنس لإيفاء الغريزة والرغبة فى التفريغ للحصول على الراحة لنجد هذا الفعل يأتى لنا بنسل فنستحسنه ونصدره فى الواجهة .

- how is care ؟
نحن نخط فى الحياة خطاً سيُمحى , فهل لنا أن نسأل ماذا بعد ومن يهتم .. how is care لقد خلقنا من يهتم ليجعل لخطنا معنى .!

- ما المغزى من الحياة ؟ وما الغاية من الوجود؟ هذا السؤال إنبثق من فكرة الذات البشرية ولا علاقة له بفكرة الحياة ذاتها .. أي هذا السؤال ليس له أصل طبيعي فى كينونة الحياة بل هو مجرد صدى لفرضية فكرية , لكن هذا السؤال أصبح واقعًا يفرض نفسه لتبنى عليه مذاهب فكرية ومعتقدات دينية ونظريات اجتماعية بينما أساسه افتراضي ناتج عن ذهنية متوهمة تبحث عن معنى وغاية .

- سؤال يتردد ولا يجد إجابة لماذا وُلِدت , فالجواب عليه يطلب غاية , والغاية لم تتواجد بعد ولكن يمكن الإجابة على هذا السؤال أنك وُجدت لكي تموت ! وكل ما بين الحياة والموت هو مجرد أنواع مختلفة من الحشو لملأ هذه المساحة , فمهلاً أصحاب فكرة أن كل ما فى الحياة مُسخر لنا فأنت تعيش المساحة الفاصلة بين الموت والحياة كأى كائن حى آخر , ولكن مشكلتك أنك إنفصلت عن الطبيعة لتعيها من خارجها بالرغم أنك جزء منها .

- سؤالان شكلا سر ومحور الحياة وعليهما جاءت كل الفلسفات والأديان والأفكار لماذا جئنا ؟ وأين سنذهب ؟ لتتم الإجابة عليهما بما يروق جهل وغرور الإنسان لتبدد حيرته وتخلق معنى وغاية وهمية ترضى غروره .. نحن جئنا من الطبيعة وسنذهب للطبيعة وكفى ... فلا يوجد معنى ولا غاية ولا إعتناء ولا إحتفال فهل نعقل هذا ؟! هذه الإجابة لن يتحملها الجميع ولكنها الحقيقة فهل شاهدتم وجود انسانى واحد لم يجئ من مكونات الطبيعة ولم يذوب فيها ثانية .

- فى ظل إحساس الإنسان الباطنى العميق بعدمية الحياة فقد أراد أن يتجاوز هذا الإحساس القاتل بأن يعيش الحياة بصخب كأنه يريد تحدى العدمية فى داخله ,ليكون الإنسان الكائن الوحيد الصاخب ومن هذا الشعور يستمتع بالحياة ويبلعها فى ظل عدم معناها .. هناك كثيرون توقفوا عن الصخب ليرضوا أن يبددوا حياتهم فى الإستكانة للعدمية متوهمين أنهم أصحاب غاية ليشتروا العدم مقابل الحياة .!

- الإنسان كائن نفعى برجماتى يلهث وراء إشباع حاجاته وإيفاء رغباته ويمتلك فى الوقت نفسه رؤية نرجسية وغرور متعال متوهماً أن النباتات والحيوانات التى يستفيد منها ويتطفل عليها تواجدت خصيصاً من أجل وجوده فهى مُسخرة لخدمته وإشباع حاجياته الذاتية بينما الأشياء تتواجد بذاتها غير مُتعمدة أو مُجهزة أن يكون مصيرها فم الإنسان , فما نراه مناسبا للتعاطى معه من خلال التجربة سنتعاطى معه , ومن نجده ضار وغير مفيد سننصرف عنه , فالأشياء تواجدت هكذا , ولنسأل انفسنا ما معنى وجود نباتات قبل وجودنا بملايين السنين , وما معنى سقوط الأمطار على البحار وعلى الأرض قبل الإنسان , وما مغزى الزلزال والبراكين الأعاصير على كوكبنا قبل الإنسان وعلى كواكب أخرى لا توجد بها حياة , وما معنى ونهار على كواكب خربة .

- الكيانات الحية تمارس وجودها دون أن تنتظر الوقت الذى يستفيد منها الإنسان فهى تنمو وتتكاثر وتتصارع من أجل الحياة , ولكن ليس معنى تصادف وجودنا ووجدوها أنها تواجدت من أجلنا ..المطر والبركان والرياح منتجات طبيعية خضعت لظرفها الموضوعى المادى وغير معنية بوجود الإنسان , فأن تمطر السماء فلأن هناك ظروف مناخية أنتجت المطر فكونك تستفيد من المطر أم لا فالطبيعة غير معنية بذلك .. هناك رياح وأعاصير تهب فإما تقتلع بيتك أو زرعك أو تستخدمها كطاقة فليس هناك خطة وراء ذلك فهى رياح تهب أما كونك تضار أو تستفيد منها فهو لأنك تواجدت أمامها فعانيت من فعلها وعرفت كيف تروضها .

- الأمطار والرياح تواجدت قبل ظهور الإنسان على وجه الأرض بل قبل وجود الخلية الحية الأولى فهى تواجدت ومارست فعلها الوجودى بدون خطة مسبقة وليس لصالح أحد .. الماء تواجد قبل بناء الخلية الأولى ولكنه مساهم بقوة فى نشوءها ولكن الماء غير معنى بنشوء خلية ولا الخلية معنية بوجود الماء .. عندما توافر الماء والمواد الطبيعية تكونت الخلية .

- دوران الارض حول محورها أمام الشمس كسبب لحدوث النهار والليل .. هذا المشهد ليس ذو إعتناء وترتيب من الأرض أو الشمس أو إله يمد يده ليحركها حول محورها , فحركة الأرض حول محورها هو لإتزان الأرض ذاتها وكون هذه الحركة واجهت الشمس لتنتج الشروق والغروب على وجهى الكرة فهو أتى هكذا , فلو لم تدور الارض فلن تكون مكاناً يستقبل الحياة ولن يأتى من يقول أنظر إنها تدور حتى تنتج لنا النهار والليل .. الغريب أنه لم يسأل نفسه لماذا كانت تدور قبل وجود الحياة على الأرض .. هى حركة وظاهرة كونك إستفدت منها وخلقت لها معنى فهى غير معتنية بمعناك فأنت تواجدت فى المشهد فقط وكونت إنطباع .

-الواقع المادى ينتج مشاهده بدون سبب ..أى أن الأشياء تكون فى إطار وجودها المادى لنستقبلها بوعينا فلا نتعامل مع الوجود كصور تمر أمامنا بل نوجد علاقات مع المشاهد المادية حتى تجد لها مكان فى الوعى فنربط هذه المشاهد ببعضها من خلال إيجاد علاقات خاصة هى السببية , فتبلد الغيوم نذير لسقوط الأمطار فلا تكون الغيوم فى ذهننا كمشهد مستقل ولا الأمطار كذلك ليتكون الوعى الإنسانى من خلال عمليات الربط تلك .. أى أننا نوجد العلاقات بين الأشياء من خلال السببية وفقا لإدراكنا وحظنا من المعرفة والذكاء بل نمتلك قدرات خيالية تسوقها حالة نفسية تجاه الاشياء مثل مسببات التفاؤل التشاؤم .

- النمل يخزن طعامه للشتاء من منتصف الصيف .. النمل عندما يتحرك لتضع أصبعك فى طريقه فسينحرف ويقصد مسار آخر , ليحشر الإنسان ذاتيته متوهماً أن هذا السلوك هو من أجل أن نتعلم الحكمة فى التخطيط المستقبلى وإيجاد طرق بديلة عند المصاعب .! للأسف هناك من وصلت به الذاتية أن يتوهم بأن هناك دروس من السماء لكى نتعلم ولم يفكر لمن كان النمل يقدم دروسه قبل وجود الإنسان عندما كان ينحرف امام حجر .. النمل يتصرف بطبيعته ونحن نتصرف بطبيعتنا وفقا لمعطيات الحياة وتحدياتها .

- لا يوجد معنى للأشياء بعيداً عن وعى الإنسان .. الطبيعة تقذف بمشاهدها فى المشهد الوجودى بدون أن يكون لها أى مدلول أو معنى , فالزلازل والبراكين والأعاصير والأمطار بلا معنى .. نحن من نسقط المعنى والإنطباع على الأشياء وفق إحساسنا بالألم أو اللذة .. لا تخرج أى فكرة عن وعى الإنسان وإنطباعه , ومن الاهمية بمكان أن نعى هذا الأمر فقد شط الإنسان كثيرا وجعل المعنى قبل المشهد مستقل عنه بل هناك من جعل الإنطباع خالق للمشهد . فهل لأصحاب الصدور المنتفخة بالهواء أن يهدأوا قليلا ويفرغوا ما فى صدورهم من غرور أجوف , فالوجود ليس من أجل سواد عيوننا وليس بذات معنى وغاية .. نحن من نخلق المعنى والغاية حتى يصبح لوجودنا معنى .

- الحقيقة التى نبحث عنها هى توصيف الوجود المادى ولن تخرج حقيقة الوجود إلا من خلال الوجود المادى ولكننا فى كثير من الأحيان نتيجة جهلنا وخوفنا وذاتيتنا نستعين بوسائل خيالية تمنحنا أجوبة ليست فى الوجود المادى بل أجوبة ترضى جهلنا وهلعنا ورغباتنا لنخلد لنوم مريح .

- عدد النجوم فى الجزء المرئى من الكون يبلغ عشرة اضعاف عدد حبات الرمل فى جميع شواطئ وصحارى العالم .!
http://news.bbc.co.uk/1/hi/sci/tech/3085885.stm
هل لك تخيل قيمة وجود الأرض فى هذا الكون الهائل ..هل من المنطق والعقل أن يكتفى صاحب هذا الكون الهائل إذا كان له صاحب فى إقامة الحياة على الارض وترك كل هذا الوجود خربا !.. هل من المنطق أن يقام كل هذا الكون الهائل من اجل ذرة غبار تافهة !.. هل من العقل والمنطق أن يرسل ملاك بأجنحة من ريش من على بعد مليارات السنين الضوئية ليحل مشكلة عاطفية وموقف حرج لنبى !..هل من العقل أن ينظر إلى حبة الرمل التى إسمها الأرض ليتأمل الفطريات التى تعيش فوق سطحها فيقدر لها ويرتب ويرصد ويدون ويسجل لهذه الصغيرة التى تختلس قطعة من الحلوى وذاك المراهق الذى يقبل فتاته .

- فى أعماق البحر الأحمر توجد فى جهة ما من القاع مجموعة من الشعاب المرجانية تعيش حولها مجموعة من الاسماك الرائعة , الأسماك تنمو .. تأكل .. تبيض .. تموت دون ان تشكل دورة حياتها أى اهمية .
http://www.youtube.com/watch?v=MhA1DrlWtlY&feature=related
إذا كانت هذه الأسماك وُجدت من أجلنا , فماذا يعنى ان تعيش وتنمو وتموت دون أن نعى بوجودها .. نحن نولد ونأكل ونتناسل ونموت ولكننا جعلنا دورة حياتنا ذات أهمية .. الطبيعة التى إحتضنتنا نحن والسمكة لن يعنيها من وضع لدورة حياته أهمية و معنى .!

- هناك 5 مليون نوع من العناكب على ظهر الارض تشكل ربع عدد الكائنات الحية المتنوعة .. ما السر فى إهتمام الإله وعشقه للعناكب لتحظى بكل هذا التنوع .. نظرية التطور تجيبنا وتبدد فكرة الآلهة العاشقة للعناكب , فالعناكب أكثر الكائنات الحية على التأقلم والتكيف لتتعايش فى كافة الأجواء والظروف لذلك تأقلمت وتنوعت وعاشت وهذه هى القصة .

- نظرة بسيطة لحجم الأرض مقارنة بحجم المُشترى تثير في النفس التساؤل التالى : لماذا لم تتواجد الأرض في حجم المُشترى ويكون لها 63 قمرا بدلا من قمر واحد في حين أن المُشترى لا يحتاج لكل هذا الحجم والأقمار لعدم وجود حياة به .. إذا كنت تسأل هذا السؤال مفترضاً أن هناك صاحب غاية فستحتار وسيظل سؤالك حائراً معلقاً ينتقد صاحب الغاية أما إذا كنت ستنزع الغاية والتدبير فلن تحتار.

- سبب حضارتنا ورقينا وبؤسنا هو إكتشافنا لبعد الزمن وعلاقته مع المكان وتعاملنا معه أو قل هذا هو سر تطور الانسان وإنسلاخه عن الحيوان فنحن إمتلكنا وعياً يجعلنا ندرك اللحظة الماضية لنختزنها فى أرشيف الدماغ كما ندرك اللحظة الحاضرة ونتفاعل معها , ونعرف أن هناك لحظة قادمة مُحملة بالمجهول والغموض .
كل أفكارنا وفلسفاتنا وخرافاتنا هى نتاج وعينا بالزمن وطريقة تعاملنا معه فإذا إكتفينا بكونه تاريخاُ فسنحظى على التطور من الإستفادة به كتاريخ , أما إذا ثبتنا التاريخ ليعيش فى الواقع بنفس صوره فإعلم أننا نتمرغ فى التخلف , ولو نزعنا وعينا بالزمن سنرتد لكائنات بيولوجية محضة , ولو أسقطنا التاريخ على الواقع فلن نختلف كثيرا .

- أى لحظة فى حياتنا هى لحظة واحدة من بين ملايين اللحظات المحتملة ولكننا نريدها بوعينا لحظة نظامية متوقعة مأمولة لذا نحن نخاف اللحظة القادمة أن تأتى خارج ماهو مأمول .. ذقنا الألم وعرفنا الخوف وأدركنا أن هناك مستقبل ما , ومن هنا جاءت الآلهة لترتب اللحظة القادمة بدون ألم .

- كل البشر يبحثون عن قيمة لأنفسهم سواء إمتلكوا بعض القدرات أم لا , ليبحث حتى المفلس عن قيمة زائفة لإثبات ذاته فيتحول إلى مجرم أو إرهابى أو طاغية لتحقيق قيمته الزائفة على حساب أمن وأرواح الآخرين , عندما ينتبه الغافلون بزيف كل ما يجري ويقرون بأنه لا قيمة لهذه الحياة ولا غاية من هذا الوجود إلا ما نعرفه ونراه لنتأقلم معه حينئذ سينتهي كل ما نراه من مآسي وصراعات .

- الحياة هى كيمياء عضوية فكل وظائفنا وحتى مشاعرنا كيمياء , وعندما تختل وظائفنا الحيوية والنفسية نعالجها بكيمياء , وعندما تعجز كيمياء البناء أمام كيمياء الهدم تتولى كيمياء التحلل تفسيخ أجسادنا لتتكون دورة كيمياء عضوية جديدة فى مكان آخر .

- نحن نخلق شهوتنا ,نرسمها نؤججها ,فما معنى شهوتنا لتضاريس جسد المرأة فجسدها من لحم وجلد وعظام مثلنا فلماذا نشتهى النهد والأرداف والأفخاذ .. هل لو تحقق العرى فى الحياة هل ستكون رغباتنا وشهوتنا متأججة تجاه المرأة؟!
الرجل غطى المرأة ليس لحماية جسدها من المناخ فهما عاشا عاريان فترات طويلة من الزمن ومازلت قبائل افريقية تعيش عرايا حتى الآن .. تغطية الجسد ليس لحماية الجسد من المناخ وليس للعفة كما يظنون وإنما لتأجيج الشهوة وتصعيدها فى الفضول الباحث فيما وراء الرداء ليصبح الجلد واللحم شئ مثير .

-هل يمكن ان نعتبر العرى افضل حالا من الملابس فالرغبة ستكون طبيعية رغبة فى المرأة ذاتها ككيان وليس فى تضاريس اللحم المتلهف عليه نتيجة جوع وحرمان .. هل الإنسان القديم كان مفتوناً بجسد إمرأة عارية أمامه ليل نهار أم مارس الجنس كحاجة للإرتياح بتفريغ خصيتيه من حيواناته المنوية .. نحن نبدع فى الإحتفاء بالجنس ونتفنن فى خلق حالة متوهجة بالرغم انه حاجة إنسانية طبيعية .. إنها عبقرية الرجل وشبقه الجنسى الذى جعله يغطى المرأة ليخلق فى داخله حالة من الشبق والشهوة المتلهفة المستمرة دوما ً ليتخيل ويتشوق ما وراء الرداء .أسأل سؤال لنتأمله هل الحيوانات والطيور تمارس الجنس من شهوة كشهوتنا .

- البشر ليسوا بحاجة للدين لتنظيم حياتهم , فغرائزهم وحاجاتهم المشتركة كفيلة بذلك, لكنهم بحاجة للدين لخلق التمايز وتبرير إستغفالهم واستعبادهم لبعضهم البعض , فلم يَشذ يومًا دين من الأديان عن تكريس ذلك .

- سذاجة الإنسان أنه تصور أن المتعة الممتدة بلا حدود وبلا ألم هى أعلى قيمة للمتعة كذلك الألم الممتد بلا راحة هى قمة الألم , بينما هذه أو تلك العبثية بعينها .. فلا يوجد معنى للمتعة بدون وجود الألم ولا قيمة لألم بدون أن نمر بالمتعة , ومن هنا تأتى سذاجة وسخافة فنتازيا فكرة الجنه والجحيم .

- الإنسان هو الكائن الوحيد الذى يحس بالجمال ولكن مهلا فليس الجمال موجود والإنسان من يكتشفه , بل الجمال هو تقييم وإنطباع وعلاقة الإنسان مع الأشياء .. لايوجد شئ جميل أو قبيح فى حد ذاته .. فأليس الجمال والقبح توصيف وليس وجود , فنحن من نطفى على الأشياء الحُسن والقُبح ونمنح الأشياء الجمال وفقاً ما تمنحه لنا من حاجة .. أليس الجمال هو قدرتنا على منح الأشياء توصيف لنتوهم بعد ذلك أنها جميلة فى ذاتها .. من الأهمية بمكان بحث ووفهم ماهية الجمال فهى إحدى أوهامنا العتيدة .

- يقول ستيفن هوكنج:إن التجارب الحديثة في علم الأعصاب تدعم التوجه القائل بأن أدمغتنا الفيزيائية والتي تتبع القوانين العلمية الطبيعية , هي التي تقوم بأخذ قراراتنا وليس وكالة ما موجودة خارج نطاق هذه القوانين , فعلى سبيل المثال بينت دراسة لمرضى تحت عمليات فتح الدماغ بدون تنويمهم , أن التأثير الكهربي على أماكن معينة في الدماغ يجعل المريض في حالة يشعر بها بالرغبة في تحريك يده أو ذراعه أو قدميه أو شفتيه حسب المكان المثار . ويُستنتج من ذلك أنه من الخطأ القول بحرية الاختيار إذا كانت تصرفاتنا مقيدة بالقوانين الطبيعية , فحرية الاختيار مجرد وهم .

- حيرة الإنسان الوجودية أنه يهفو إلى الحرية بالرغم أنها وهم فهو ملتصق بإغلاله عاشقاً لها لا يريد ان يبارحها لتتفاوت هذه الرؤية لدى البشر على مر العصور والأمكنه ولكن لن تستطيع القول بأن هناك من تخلص من أغلاله أو نال الحرية التامة , فالإنسان يمكث فى جسده متقيدا به أسيرا له كأكبر قيد فلا يريد ان يغادره بل يحرص كل الحرص على البقاء فيه فقد إستعذب أسره وتماهى فيه لذا اختلق فكرة البعث ليعيش بجسده ثانية , ولتستغرب من قصة البعث هذه ليس من استحالة حدوثها فحسب ولكن لتقيدها بالجسد الذى يطلب الحضور واللذة والألم .. أرى شئ قد يكون شديد القسوة أن المنتحر إمتلك اكبر قسط من الحرية فى تعامله مع شرنقته الجسدية .

- لماذا هذا الرعب من الموت .. لماذا هذا الإهتمام به للدرجة أننا خلقنا الآلهة والأديان لتخلق لنا معادلة معه .. لماذا يعترينا الحزن والضيق عندما نتذكر الموت , فماهو الغير طبيعى عندما نعود إلى الوضع البدئى فنحن مكثنا ملايين السنين فى حالة موت وعدم أو بمعنى أدق فى حالات وجودية مادية أخرى والموت هو عودة للوضع البدئى حيث نتجلى فى موجودات أخرى .. حياتنا هى وضع إستثنائى وعابر فلما الإنزعاج ولماذا نتمحور داخل اللحظة .

- ما نعتبره وعيًا يُميز البشر عن غيره من الكائنات الحية ما هو إلا مجرد إفراط في الإحساس بالألم والتوجس منه قبل حدوثه، مما أوجد لديهم رُهابًا وفوبيا من الألم حتى دون وجود مؤشرات على إمكانية حدوثه , وهذا ما جعل البشر مستعدين لاعتناق الوهم .

- إحتاجت الحياة البشرية أن تقضي آلاف السنين من البدائية , قبل أن يخرج حاضرها من عتمة التخلف وترى نور الكهرباء وتنعم بما ترتب عليها من إنجازات ويبدو أن حاضرها مضطر لقضاء مئات السنين الدامية قبل أن يخرج آخرها من عتمة المعتقدات والافكار الثابتة لتنعم بما يترتب على ذلك من حياة خالية من الأوهام والعذابات .

- رائع من يمتلكون الأمل والحلم والأروع من يصنعون الأمل ولا يهم أن يكون الأمل والحلم قوى أو واهى أو فى حيز التحقيق أم لا .. فبدون الأمل سيظهر قبح وجفاء الوجود المادى .. نحن نتحايل بالأمل لخلق معنى لوجود بلا معنى , فبدون الأمل سنصبح نحن والعدمية واللامعنى على المحك ولكن فلنحترص من أن نجعل آمالنا وأحلامنا أصنام أو نستعير آمال وأحلام الآخرين .

دمتم بخير .
لو بطلنا نحلم نموت .. طب ليه ما نحلمش .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الشماته والتشفى-الدين عندما ينتهك انسانيتنا
- مراجعة لأقوالنا وإيماننا العتيد – خربشة عقل
- الناسخ والمنسوخ تردد إله أم موائمات نبى
- قضية للنقاش: انتفاضة السكاكين إرهاب أم نضال
- ثقافة الإزدواجية القميئة-لماذا نحن متخلفون
- ألهذه الدرجة دمائنا ولحمنا رخيص-مواجهة لثقافة الإرهاب
- هل يصح سؤال من خلق الكون-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- أسألك : كيف ترى الله – قضايا فلسفية 2
- زهايمر أم مواقف سياسية-تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء14
- سؤال : لماذا تعيش الحياة, وما معناها وما جدواها
- مفاهيم مغلوطة عن الحياة والإنسان والوجود
- موائمات و تدخلات وإقتراحات وما يطلبه الجمهور
- تأملات مسلم معاصر فى تاريخية النص-جزء ثان
- تأملات مسلم معاصر-إن الله يسارع فى هواك
- خمسة وخمسون حجة تُفند وجود إله
- فى ماهية الوجود-نحو فهم الوجود والحياة والإنسان
- شيزوفرانيا-تناقضات فى الكتابات المقدسة–جزء13
- عاوز أعرف – مشاغبات فى التراث 8
- إستنساخ التهافت-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- الماركسية السلفية وعلاء الصفار


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - تأملات فى ماهية الحياة والإنسان والوجود