أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ناظم ختاري - الهجرة المتزايدة تهدد مستقبل الأيزيديين في موطنهم الأصلي















المزيد.....

الهجرة المتزايدة تهدد مستقبل الأيزيديين في موطنهم الأصلي


ناظم ختاري

الحوار المتمدن-العدد: 5013 - 2015 / 12 / 14 - 22:53
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الهجرة المتزايدة تهدد مستقبل الأيزيديين في موطنهم الأصلي
ناظم ختاري
منذ عقود من الزمن بدأ الأيزيديون العراقيون يهجرون موطنهم ويتوجهون إلى أوروبا طلبا للأمان والاستقرار والرفاهية ، ولكن رغم ذلك كانت هجرتهم فردية وكانت تعد أمرا طبيعيا ، إذ لم ترتق إلى الشكل الجماعي إلا في العقدين الأخيرين اللتين تحقق فيهما حدثين كبيرين مترابطين .
الأول – انسحاب إدارات النظام الدكتاتوري من مدن إقليم كوردستان وسقوطه النهائي في 2003
والثاني – ظهور تنظيم الدولة الأسلامية "داعش" وتمكنه من المناطق التي يسكنها الأيزيديون
فبعد انسحاب إدارات النظام الدكتاتوري من مدن إقليم كوردستان أثر انتفاضة آذار في 1990 وعدم زوال تهديداته الموجهة لكوردستان رغم حمايتها دوليا ، شعر الأيزيديون بدق ناقوس الخطر ، وهو يهدد استقرارهم إلى جانب الأوضاع الاقتصادية المزرية التي كان يعاني منها العراق كله بسبب الحصار الاقتصادي الدولي علاوة على وجود مدن ومجمعات سكنهم في منطقة التماس بين ذات السلطة المركزية وسلطة الإقليم الجديدة التي امتدت إلى العديد من بلداتهم ، والتي حرمت من الخدمات تماما وعدم وجود أي أفق واضحة بان المرحلة الجديدة ستنصفهم وتوفر لهم بعض ما يستحقونه من حقوق في المجالات المختلفة ، مما دفع بأعداد كبيرة من الأيزيديين إلى ترك مناطقهم والهجرة نحو أوروبا على غرار أقرانهم من أيزيدي تركيا وسوريا ، ورغم إن هذه الهجرة لم تتخذ الشكل الجماعي ، إلا أنها استمرت بوتائر أكبر بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003 وذلك لنفس الأسباب المذكورة في أعلاه ، إضافة إلى فقدان الثقة بكل من السلطتين اللتين اهملتا كل طموحات الأيزيديين في مختلف المجالات بما في ذلك عدم الجدية في حمايتهم من تهديدات قوى الإرهاب التي قتلت منهم الكثير قبل أحداث سنجار الأخيرة ، وأمثلة تهميشهم وإقصاءهم وقتلهم كثيرة ومتنوعة ومنها ( منع العديد منهم من المشاركة في التصويت عند الدورة الأولى للانتخابات البرلمانية العراقية – عدم إشراكهم في صناعة القرار السياسي حتى بما يخص مصيرهم وإبعادهم عن مراكز القرار - إهمال ترشيح الأيزيديين إلى مجلس النواب العراقي وبرلمان اٌلإقليم – حرمان المناطق الأيزيدية من الخدمات العامة والتخلف الواضح في هذا المجال عن باقي المناطق - أحداث سيبا شيخ خدر وكر عزير الدموية في 2007– مقتل 24 عامل من عمال معمل النسيج في مدينة الموصل في نفس السنة – ممارسة التسلط والتشدد بحقهم وغيرها من الأمور التي تحدث عنها مثقفوا الأيزيدية عبر المنافذ الإعلامية لسنوات طويلة في وقتها ) .
وارتباطا بهذا وأثر اشتداد قبضة تنظيم الدولة الإسلامية" داعش" على العديد من المدن العراقية أثر لعبة قذرة يشارك فيها العديد من القادة السياسيين المتنفذين في الداخل وفي المحيط الإقليمي والدولي وبتواطئي مشبوه استطاع هذا التنظيم الإرهابي من احتلال مدينة سنجار وتحويلها إلى ساحة مفتوحة لممارسة القتل العام بحق أبناء الديانة الأيزيدية وسبي نساءهم ونهب ممتلكاتهم وحرق بيوتهم تحت "راية الله أكبر "التي تعد الراية الأكثر رعبا في العالم بعد هذه المجازر التي وصمت جبين من ينتمون لها بالعار والتوحش .
ناهيك عن احتلال بلدات ومدن أخرى تعرضت إلى نهب كل شيء فيها ، وهذا ما دفع بالأيزيديين إلى اختيار النزوح نحو المناطق الأمنة ومنها الهجرة إلى أوروبا ولكن هذه المرة بشكل جماعي لم يسبق له مثيل .
إذا كانت هذه الهجرة ناجمة عن ما تعرض له الأيزيديون على يد تنظيم الدولة الإسلامية ، فإن الكثير منهم اعتقد إنها يمكن أن تتوقف بعد تحرير مدنهم من " رافعي رايات ألله أكبر " ولكن يبدو إن الأمر لم يكن كذلك ، فالايزيديون ما عدا المسؤولين منهم والذين انتفخت بطونهم من أموال التملق والمتاجرة بقضية أبناء جلدتهم ، أمامهم العديد من الأسباب التي تدعوهم إلى المزيد من القلق وعدم التراجع عن اندفاعهم لمواصلة الهجرة الجماعية إلى أخر إمرء فيهم .
ومن بين هذه الأسباب يمكن التطرق إلى التالي .
1-لم يقتنع الأيزيديون إن سنجار تحررت بفعل إرادة صارمة ومواجهة حقيقية لتنظيم الدولة الإسلامية ، وإنما بفعل مسرحية مفتعلة ضامنة لمصالح كل الأطراف المشاركة فيها ،علاوة على الطمطمة على أطراف مساهمة وفاعلة في إرتكاب المجازر وجرائم خطف النساء الأيزيديات أثناء الغزو في 3.آب.2014 وثم بعد ذلك .
2- لم يعد السنجاريون ولا أي أيزيدي آخر ، مقتنعا وقادرا على العيش إلى جانب من أرتكب بحقه أفظع الجرائم في ظل نفس الأوضاع السابقة وبغياب الحماية الدولية .
3- إهمال تحرير بقية المناطق الأيزيدية مثل بعشيقة وبحزانى وتلك المختلطة مع المسيحيين ، يعتبر مؤشرا مخيفا حول إمكانية منحها إلى غيرهم في خضم احتمالات إعادة تقسيم وترسيم "الحدود " .
4- التطرف الديني الذي يجد له أرضية خصبة في كوردستان ، إلى جانب وجود أحزاب إسلامية قد تتحول بين لحظة وأخرى إلى ارتكاب ممارسات شبيهة بممارسات داعش ، وهذا ما يرتعب منه الأيزيديون بلا حدود .
5- العلاقة السلبية بين الأطراف الكوردية في سنجار تنذر بعواقب لا يحمد عقباها ، فيخشى الأيزيديون من تحويلها إلى عداء مسلح يصبحوا فيه وقودا رخيصة .
6- لا يشعر الأيزيديون كما بقية أبناء الشعب العراقي والشعب الكوردي بأنهم السكان الأصليون في هذا البلد أو جزء من الشعب له حقوقه ، فكل السلطات تتعامل معهم على كونهم جالية أجنبية تعيش في العراق ، وكل الثروات التي تحت الأرض وفوقها هي ممتلكات تعود لعدة عوائل متنفذة في المركز والإقليم ، وما يحصلون عيله يعتبر هبة من هذا المتنفذ أو ذاك ، يمكنها منعها عنهم متى ما شاءوا أو حتى طردهم .
7- الأيزيديون فقدوا ثقتهم بشكل مطلق بالأحزاب السياسية الكوردستانية المتنفذة ، وفقدوا ثقتهم بما يسمى قياداتهم الدينية والمدنية الذين تحولوا إلى أذيال وأبواق لمن يدفع لهم .
8- كل المتدخلين في الشأن العراقي ، هم في الواقع أعداء كل مكونات الشعب العراقي ، وتدخل الجيش التركي في الآونة الذي يرمز إلى التخلف والتطرف والدعشنة تاريخيا ، يعد أمر مخيفا للأيزيديين .
ولهذه الأسباب مجتمعة يواصل الأيزيديون الهجرة عبر أكثر الطرق مخافة للوصول إلى أوروبا حيث المجتمعات المسالمة والبيئة الأمنة لبناء مستقبلهم هناك ، ومن الجدير قوله هنا إذا ما استمرت هذه الهجرة وبهذه الوتيرة ستشهد السنوات القليلة القادمة نهايتهم في موطنهم الأصلي المستباح من قوى التطرف والتوحش وأصحاب النفوذ والمصالح .
والأمر المخيف والصادم هنا ، هو سكوت الكل عن هذا الأمر ، وكانه لا يعني أحدا ، لا الحكومة ولا الأحزاب والقوى السياسية ولا الشعب العراقي .



#ناظم_ختاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتهاك الجيش التركي لسيادة العراق ليس جديدا ...!
- جينوسايد والحماية الدولية والإدارة الذاتية
- لما يزل الأيزيديون في جبل سنجار وبقية مناطقهم مهددون بالمزيد ...
- لا لعودة غير آمنة
- رسالة قصيرة ومفتوحة إلى ...السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كو ...
- تسليم سنجار إلى داعش جريمة كبرى
- الفتاوى الدينية تزيد من الشحن الطائفي .. نعم للوقوف الشعبي م ...
- لماذا سقطت الموصل ..؟ وماذا بعد ذلك ..!!
- يرفضون المالكي ويصرون على النهج الطائفي..!!
- الانتخابات البرلمانية بعد يومين
- أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت ..الحلق ...
- أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت ...الحل ...
- وما هو القبض .. ؟
- أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت - الحلق ...
- أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت .الحلقة ...
- أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت .الحلقة ...
- اختطاف طفلة قاصرة .. قضية صراع بين قوى الظلام والحقوق المدني ...
- أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت . الحلق ...
- آخر الكلام في 2012
- أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت .الحلقة ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ناظم ختاري - الهجرة المتزايدة تهدد مستقبل الأيزيديين في موطنهم الأصلي