أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نادية فارس - ناهدة الرماح .. أسيرة ً للإحباط














المزيد.....

ناهدة الرماح .. أسيرة ً للإحباط


نادية فارس

الحوار المتمدن-العدد: 1369 - 2005 / 11 / 5 - 11:24
المحور: حقوق الانسان
    


دعوة مني ورجاء للأرواح العراقية ِ الجميلة التي تعيش في مدينة الضباب .. أن يقرؤا هذا النص لناهدة الرماح .. فالضوء ُ المُستلبُ من عينيها يتركها في عزلة ٍ عما نكتب .. وإن كان لها أو عنها .

نادية فارس



لست ُ أ ُخاطب ُ الحكومة َ العراقية َ .. التي سقطت من جيبها معايير ُ التنظيم والتنسيق والوجدان والضمير أثناء عبورها الشارع المؤدي الى دهاليز السلطة ِ والمصارف وعائدات النفط .. ومعدلات الدخل والأرقام وحمى التعلق بالكراسي .



ولست أتوسل ُ السياسيين المهرولين من أزقة مباني الفضائيات .. الى صناديق الأقتراع من أجل ِ التصويت العشوائي المبرمج .. أو التصويت المنظم المؤدلج .



لكنني أأمل ُ أن يقرأ مقالي هذا رجل ُ سياسة ٍ عراقي ٌ يحسن القراءة َ والكتابة َ ولديه الرغبة َ في أن يقرأ مايكتبه ُ المنفيون المراقبون للصورة ِ بكل أبعادها ..والرافضون للتعامل ِ مع جزيئات ٍ مقتطعة خاضعة ٍ للبرمجة ِ القومانية أو الطائفية ِ أو الجندرية .. أو الأنسانية .



وليكن في علم الجميع .. أنني لم ألتق ِ السيدة ناهدة الرماح إلا من خلال شاشة التلفزيون .. ولم ألتق جلال الطالباني وبرزان التكريتي إلا كما التقاهما معظم العراقيين.. عبر القنوات السياسية.



لكن

ناهدة الرماح .. الفنانة الكبيرة .. نثرت على مسرح الحياة الثقافية أريجا ً وضوع محبة!!

وبرزان ..زرع مؤسسة ً لتدمير ِ روح الأنسان وعفوية المواطن المسحوب الى حتفه بآخر ما استجدت صناعته من وسائل التعذيب النفسي والجسدي !!



ناهدة الرماح .. عشتار ٌ عراقيةتحدٌت مواسم الخريف الحضاري واستفحال آفة فن الغجر والكاولية .. لتشرق على المسرح العراقي دون أن تضطر الى قتل أحد .. أو تعذيب إنسان.. أو التآمر .. أو الأختلاس ,..أو التوقيع على حكم إعدام !!



بالغت كثيرا ً في عراقيتها .. في زمن بالغ فيه الكثيرون بإجرامهم الذي زرعوه في رحِم ِ العراق !
لكنها فقدت النور َ الي يدلها الى قراءة النص المسرحي .. والقصيدة ِ ..ولون الوردة!

فقدت الخيط الذي يربط نظرها .. بنظرتها للأشياء والشخوص والحدث وخلفية المسرح الدامي وماوراء كواليس الدهشة الممزوجة بالألم!



ناهدة الرماح .. عظيمة ُ المسرح العراقي .. تذوي كما ذوت الوردة العراقية الأخرى .. زينب!

فالحكومة في العراق .. لاتؤمن بأن للسياسة ِ باب ٌ آخر يؤدي الى حضارة الأنسان ورُقي الوطن .

أعلام ُ الحضارة في العراق .. يموتون عادة ً في عوالم من الأحباط والأهمال وشظف العيش الذي يمنعهم حتى من تأمين علاج أمراضهم .. أو دفنهم .. أو ايجاد قبر ملائم لهم!



أما برزان التكريتي .. الطرف الاخر السالب من قطبي الحضارة .. فيجد ُ كل الرعاية والشفقة والرحمة من لدن الحكومة العراقية الأنسانية جدا ً!

هو الذي لايستحق حتى أجرة َ نقله من سجن الى اخر.. تنقله طائرةٌ الى أحسن المستشفيات .. ويعالجه أمهر ُ الأطباء .. وتقوم على خدمته .. أجمل الممرضات !!



ديموقراطية؟ يابتاع الديموقراطية انتو؟

إنسانية؟

وفاء لصداقاتكم؟ .. يامن ضحكتم على عقول الناس؟



كيف يمكن لكل هذا التناقض أن يمُرٌر َ علينا .. ونحن نتفرج ونلعق جراح بعضنا البعض؟

كيف يمكن لرئيس دولة ما أن يعلن تفضيله لأصدقائه الشخصيين وإن كانوا من المافيويين .. على ابناء شعبه وإن كانوا من بناة حضارة العراق؟



ناهدة الرماح .. لايمكن بأي حال ٍ أن توضع في كفة ميزان ٍ يتربع على كفته الأخرى .. رئيس مخابرات !!



فهي ضوع ٌ من قصب البردي .. وسنابل محبة ٍ .. وابتسامة ٌ تنث ُ ندى سومري.

وهو رعب ٌ .. وجذورٌ شائخة أسٌست لجمهورية الخوف والجريمة والسرقة المنظمة الرسمية .. والأغتصاب .. ودموع الثكالى .. ولوعة اليتامى.



هي .. عشقت العراق واحترمته .. وأفنت روحها إجلالا ً لخدمة ِ إرثه ِ الحضاري.

وهو عشق خضرة الأموال في بنوك سويسرا .. وحمرة َ دم الأبرياء في دهاليز جهاز المخابرات .. ومناظر الأظافر والعيون المقلوعة من محاجرها.



هي القوية ُ .. التي تكابر في منفاها!

وهو الهزيل ُ الجبان .. أمام مرضه ! السرطان الذي فتك بالاف الأطفال .. وماتوسلوا!

كيف لنا أن نحترم من كان صديقا لبرزان التكريتي .. والأصدقاءُ يُعرفون بأصدقائهم؟



**********



ناهدة الرماح .. لاتتوسل أحداً!

ولاتبعث برسائل تناجي فيها أعضاء مافيا سياسية!

فهي لم تنتم ِ الى المافيات !! بل انتمت الى عراقها وعراقيتها .. والى ضميرها .. والى نخيلها وفراتيها .. والى عالم ٍ مشرق بالمحبة الندية !



هي رمز ٌ من رموز الحضارة العراقية .. وصنو للفنانة العظيمة المرحومة زينب !!



هي تجسيد ٌ لحالة الأنحطاط في الوضع السياسي الذي يتناقله ُ الأصدقاء المافيويون فيما بينهم .. ويروح ضحيته الشعب المستثنى من الأجندة .. والحضارية العراقية المُهملة!



لكننا .. نحن الموضوعون قسرا ً خارج دهاليز المؤتمرات والأجتماعات والصداقات .. السرية!

نحن من يُذكر ومن يطالب!

وقد طالب الكثير من أبناء العراق الغيارى حكومتهم غير الشفافة بأن تكرٌم ناهدة الرماح.. فنانة ورمزاً ! فهل استجابت دولة الصداقات المافيوية السرية للندءات ؟

كلا!!

لربما لأن حكومتنا لاتحسن القراءة والكتابة!

أو .. لربما لاتحسن الفهم!!

أو .. لربما لاتملك فائضا ً تصرفه ُ على ناهدة الرماح في غمرة أم الحواسم وأم المهازل .. وأم المنزلقات اللا إنسانية واللا ديموقراطية



#نادية_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء في مهب الريح 12 خذلوا المرأة العراقية
- نساء في مهب الريح -11- ساقوهن .. الى حتفهن
- من أجـل دســــتور مــدنـي ...ويســـتمر الاعـتـصــام
- نساء في مهب الريح (10) الدستور العراقي ---أم المهازل
- وظائف شاغرة في ايران
- نساء في مهب الريح (9) وهبَ الأمير ُ .. مالايملك
- نساء في مهب الريح (8) إن كانت تلك خطيئة ٌ-- فهي خطيئة ُ الرج ...
- نساء في مهب الريح 7 النسبة -- وعدم التناسب
- إفرازات ُ الحرب ِ الباردة
- نساء .. في مهب الريح (6 ) الدراسات ُ النسوية ُ في العراق
- نساء في مهب الريح 5 وداوني .. باللتي كانت هي الداء
- نساء في مهب الريح 4 الرجال ُ قوّامون على النساء
- نساء في مهب الريح 3 حربٌ -- من أجل ِ النفط
- نساء في مهب الريح 2
- نساء -- في مهب الريح: (1) دستور إسلامي من أجل ِ عيونهم


المزيد.....




- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نادية فارس - ناهدة الرماح .. أسيرة ً للإحباط