أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - اربعون عاما لانتصار الجبهة في الناصرة















المزيد.....

اربعون عاما لانتصار الجبهة في الناصرة


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5013 - 2015 / 12 / 14 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اربعون عاما لانتصار الجبهة في الناصرة
نبيل عودة
*رجاء لا تزيفوا التاريخ - لا تتجاهوا ابطال حققوا الانتصارات*لماذا اسقط اسم مؤسس جبهة الناصرة وقائدها غسان حبيب من ذكرى 40 عاما لانتصار الجبهة * الناصرة أنجزت تحولا سياسيا هائلا برز فيه قادة جبهويين وعلى رأسهم طيب الذكر توفيق زياد *
نحتفل بذكرى هامة جدا في تاريخ الناصرة والجماهير العربية في اسرائيل، وهو انتصار جبهة الناصرة الديمقراطية في 09 - 12 -1975.
كان تأسيس الجبهة الديمقراطية في الناصرة عملية سياسية إبداعية أشبه بثورة بيضاء. لا يمكن إنكار دور سكرتير فرع الحزب الشيوعي في الناصرة المرحوم غسان حبيب، وأتحدى أي رفيق شيوعي او جبهوي ان ينكر دوره الحاسم في تأسيس الجبهة وقيادة النشاط البلدية وفرض الانتخابات على وزارة الداخلية في وقته.. وتحقيق أهم انتصار سياسي في تاريخ الجماهير العربية بانتصار الجبهة في الناصرة وايصال القائد الشيوعي الجبهوي توفيق زياد لرئاسة البلدية، الأمر الذي احدث ما يشبه الثورة البيضاء التي غيرت كل مفاهيم النضال السياسي للجماهير العربية .
بناء الجبهة كان إستراتيجية سياسية أشرك فيها الحزب الشيوعي مجمل أبناء الناصرة، من الأكاديميين، الطلاب الجامعيين والتجار والحرفيين.. لمن لا يتذكر ذلك التاريخ لا بد من الاشارة ان هذه الهيئات نشطت سياسيا واجتماعيا في الناصرة ، وخاصة تنظيم الجامعيين الذي وصل عدد اعضائه الى 600 – 700 عضو ، والطلاب الجامعيين (400 طالب جامعي كما أذكر) قام الجامعيون بنشاطات ثقافية وسياسية هامة من ابرزها في وقته المحاكم الشعبية التي حضرها الاف من ابناء الناصرة.
ما لفت انتباهي وجعلني اكتب هذا المقال ان موقع الجبهة نشر مقالا واشاد بقادة جبهويين نحبهم ونحترم تاريخهم وادوارهم .. وسجلهم النضالي والوطني والبلدي.. ولا توجد قوة قادرة على تغيير هذا التاريخ المجيد.
لكن كاتب المقال ، موقع الجبهة وجريدة "الاتحاد" ، تجاهلوا اسماء كثيرة كان لها دورا حاسما في تشكيل الجبهة وتحقيق الانتصار الكبير للجبهة.
لا اريد الحديث عن دوري الشخصي كسكرتير للشبيبة الشيوعية في الناصرة وما قمنا به ككوادر شبابية من عمل النملة لبناء الجبهة واسقاط الادارة القديمة والادارة المعينة.. ولا عن اسماء مركزية اساسية نشطت وقدمت طاقات كبيرة وساهمت بدور هام جدا في خلق جسم سياسي تبنته بعد نجاحه الباهر مختلف البلدات العربية في اسرائيل ، وصولا الى تشكيل الجبهة الديمقراطية القطرية.
ما احزنني واشعرني بالألم على مصير هذا التنظيم الجبهوي وحزبه الشيوعي هو تجاهل ابرز شخصية سياسية ، وابرز قائد سياسي في وقته، الذي بدونه لما قامت الجبهة ولما تحقق هذا الانجاز الوطني السياسي والبلدي بمثل هذه القوة وهذا البريق ، وأعني سكرتير فرع الناصرة للحزب الشيوعي في وقته، الرفيق غسان حبيب، خالق وباني الجبهة الحقيقي، مجند الأكاديميين والتجار والحرفيين والقائد الذي خطط وقاد اسقاط البلدية الخنوعة واسقاط اللجنة التي عينت لادارة البلدية وبناء الجسم الجبهوي وقيادته نحو الانتصار نفس الأمر جرى في قرانا وبلداتنا العربية، أقيمت روابط الجامعيين ونشطت سياسيا وثقافيا واجتماعيا.
التاسع من كانون الثاني 1975، تاريخ لا ينسى. استطاعت مدينة الناصرة ان تؤسس اكبر تحالف حيث عرف فيما بعد باسم "جبهة الناصرة الديمقراطية" وانجاز أكبر انتصار اجتماعي وسياسي في تاريخ الأقلية العربية في إسرائيل.. بالفوز برئاسة بلدية الناصرة وأكثرية أعضاء المجلس البلدي، في معركة انتخابات حامية استقطبت اهتماما محليا ودوليا كبيرا، في أوساط القوى الديمقراطية اليهودية واهتماما دوليا واسعا بمعركة فاصلة واجهت فيها الأقلية العربية للمرة الأولى منذ النكبة، بوحدة نادرة واجماع وطني لا سابقة له، سياسية الحكومة الشرسة بكل أجهزتها ورجالاتها.
المعركة كانت صعبة جدا، طويلة جدا، لكن في مرحلة معينة استطاع فرع الناصرة للحزب الشيوعي الذي كان يقوده المناضل المرحوم غسان حبيب ( مؤسس الجبهة وقائدها بجدارة) ان يبني اطارا وحدويا جمع كل مواطني الناصرة تقريبا، من تجار، حرفيين، مقاولين، عمال، طلاب جامعيين، اكاديميين ، نساء ، رجال ومثقفين ..
تلك المعركة أحدثت نهضة اجتماعية سياسية غير مسبوقة، خرجت الناصرة كلها لتنجز تحولا سياسيا هائلا برز فيه قادة جبهويين وعلى راسهم طيب الذكر توفيق زياد .. وعدد من الجبهويين الذي لا يمكن شطب تاريخهم ونفيه. اثر الانتصارعلى تحقيق تحولات سياسية في جميع البلدات العربية داخل الخط الأخضر، بإقامة جبهات محلية واندماج المثقفين والأكاديميين والتجار في العمل السياسي والبلدي بشكل لا سابقة له، إنما امتد التأثير وقتها الى ابناء شعبنا تحت الاحتلال في الضفة الغربية، حيث انجز شعبنا هناك ايضا بانتخابات سمحت بها اسرائيل بوهم ان رجالها من عملاء تنظيمات عميلة قادرة ان تسيطر وتظهر الوجه الديمقراطي للاحتلال الاسرائيلي الذي "يسمح بانتخابات ديمقراطية"، النتائج كانت على طريق انتصار الناصرة، انتصرت القوى الوطنية الفلسطينية لتغير المناخ السائد وتقوم قيادات وطنية محلية معادية للاحتلال. من ابرز شخصيات تلك الفترة السيد بسام الشكعة الذي حاولت سوائب المستوطنين الفاشيين قتله بتفجير سيارته ولكنه بقي حيا رغم فقدان ساقيه.
انتصار الناصرة افشل سياسات مخططة للسلطة العنصرية، على رأسها مصادرة المزيد من الأراضي العربية، ولم يكن بالصدفة ان الجبهة وعلى راسها توفيق زياد كانت القوة المحركة والقائدة لإضراب يوم الأرض الخالد في 30 آذار 1976 الذي صار يوما نضاليا لكل ابناء الشعب الفلسطيني. انتصار الناصرة احدث روحا جديدة من التعاون والتحالف واصبحت الناصرة محط انظار الفلسطينيين من داخل اسرائيل ومن المناطق المحتلة بعد 1967، حين قررت ادارة البلدية التي كان يرأسها المناضل والشاعر المرحوم توفيق زياد، تنظيم مخيمات العمل التطوعي ، التي تحولت الى جانب تنفيذها عشرات المشاريع الهامة لمدينة اهملت خلال عقود طويلة، الى اعراس وطنية سنوية للعمل والتحدي السياسي للسلطة العنصرية ورسالة دعم واضحة لمدينة الناصرة المنتصرة.. وليس بالصدفة ان يكون غسان حبيب هو المنظم والقائد لهذه المخيمات.
التغيير في الناصرة لم يكن استبدال قديم بجديد ، لم يكن استبدال شكلي. كان تغييرا على مستوى استراتيجي عميق للغاية، كان تغييرا استنهض همم المجتمع العربي لإحداث التغييرات في مجمل البلدات العربية، مثل هذا التغيير لا يحدث لأن بعض الطامعين بكرسي رئاسة البلدية طرحوا شعار التغيير. التغيير هو عملية تاريخية نضالية وفكرية تحتاج الى تنظيم طليعي يطرح رؤية جديدة ، يملك الامكانيات الانسانية في توفير قوة دفع اجتماعي وسياسي لإحداث ما يشبه الثورة الاجتماعية. هذا ما احدثته جبهة الناصرة عام 1975.
احتراما لهذا التاريخ ، احتراما لشخصياته كلهم الأموات والأحياء ، يجب عدم تجاهل أي جهد وأي انسان ساهم بهذا الانجاز، حتى لو كان اليوم بعيدا عن الجبهة وتنظيمها السياسي، أصلا الجبهة اليوم هي استمرار بالاسم فقط لجبهة 1975. وهذا الأمر يجب ان يراجع بدون حساسيات، بدون تشنجات، لا احد يرفض تاريخ الجبهة النضالي - تاريخنا جميعا!!
انتصار الجبهة في الناصرة كان انتصارا للنهج والنشاط السياسي والبلدي الذي قاده غسان جبيب ومجموعة من الرفاق والجبهويينمن مختلف تنظيمات الجبهة التي اختفت اليوم وتحولت الجبهة الى حزب سياسي تسيطر عليه الشخصانية والفردية!!
بامكانكم تجاهل العشرات..لكن تجاهل هذا الأسم (غسان حبيب) لا يكسب الجبهة شرفا ولا كرامة .. وارى بذلك استمرار لنهج لا يبني ويؤسس للعلاقات بل يهدمها.. هل بالصدفة الانحسار المقلق لمكانة الجبهة في البلدات والقرى العربية وصولا الى الناصرة؟
ماذا استفدتم من عدائكم لنائب رئيس بلدية جبهوي قضى عشرين عاما في النشاط البلدي قبل ان تحاولوا التخلص منه بطريقة مهينة، لكن شعب الناصرة رفع لكم الكرت الأحمر، وانتخبه بأغلبية ساحقة لرئاسة بلدية الناصرة، أغلبية غير مسبوقة الا بالفوز الأول لطيب الذكر توفيق زياد، ، وها يواصل طريقه الجبهوية (بدون الجبهة التي فقدت منطقها السياسي)في التطوير واعادة الترابط الاجتماعي بين مواطني الناصرة.
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلدية الناصرة تبني الجسور مع الأهالي ولا تحفر خنادق العداء
- تعريفات حرة
- تحديات للغة العربية في اسرائيل !!
- مهزلة صحفية... !!
- قصص فلسفية ليست قصيرة جدا
- فلسفة مبسطة: المضمون والصورة
- سوريا بين نظام انتهت صلاحيته وواقع يثبت أقدامه
- النكبة الفلسطينية – الحقائق بمواجهة التزوير!!
- تناقض البنيان النظري للماركسية والواقع القائم
- ماركسيون بلا ماركسية!!
- اوباما وصل الى حينا
- انجاز إسرائيلي : كيف تُشغّل الدولة كلها؟
- مقابلة صحفية نادرة في برلين مع مفتي فلسطين عام 1945
- غياب المفاهيم الجمالية عن النقد الأدبي
- لم أعرفك بشكلك الجديد!!
- قبل ان تفقدوا آخر ما تبقى لكم
- انتصار علي سلام اعاد الناصرة لأهلها
- هتلر نفذ اوامر المفتي الحسيني بابادة اليهود؟!
- لن تفرش الورود أمام المحتلين!!
- -حمام الطرف الاغر- لسامي ميخائيل تبدأ من حيث انتهت -عائد الى ...


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - اربعون عاما لانتصار الجبهة في الناصرة