أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - من مطرودين الى -قادة- احتجاجات!














المزيد.....

من مطرودين الى -قادة- احتجاجات!


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5012 - 2015 / 12 / 13 - 22:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كل شيء مثير للسخرية في المشهد السياسي العراقي، التضارب في الانباء والتصريحات عن اجتياح عدد من عناصر القوات التركية للحدود العراقية حتى الوصول الى حدود مدينة الموصل. فمنهم من يقول التوغل التركي تم بعلم العبادي واخر يدلي بدلوه ويؤكد أنها كانت موجودة في السابق، واخر يتمم مع نفسه على انه تنسيق بين الحكومتين الامريكية والتركية في اطار الحرب ضد داعش. وهناك من يهدد بضربة عسكرية واخر يدرك بأن لا حول ولا قوة لا للجيش العراقي ولا لحكومة العبادي، فأعلن عن مقاطعة البضاعة التركية. اما الميليشيات وبخلاف ادعاءاتها وادعاءات الحكومة بأنها تأتمر بأوامر مكتب لقائد العام للقوات المسلحة، اعلنت وتحت اسم المقاومة الاسلامية في بيان لها بأعطاء مهلة للقنصل التركي في البصرة لشد الرحال من العراق..الخ من تلك التصريحات وكأنهم نسوا او بالاحرى تناسوا وجود داعش والوجود الامريكي الذي يعزز نفسه في العراق اضافة الى علنية تنقل الحرس الثوري الايراني وقادته في العراق.
الا ان المشهد الاكثر سخرية في هذه الايام الذي يحاول ان يفرض نفسه على المشهد السياسي العراقي لاسباب سنذكرها هو ظهور موظفين مقالين او بالاحرى مطرودين من مناصبهم الحكومية، سواء من قبل حكومة العبادي او من قبل الادارة الامريكية عشية تشكيل الحكومة المذكورة احدهم نوري المالكي وهو القائد الفعلي لمليشيا الحشد الشعبي وهادي العامري رئيس منظمة بدر الذي شغل منصب وزير النقل سابقا، لينظموا الى صفوف المتظاهرين ويهتفوا "الموت لتركيا" محل "الموت لامريكا"، وليختموا الاحتجاجات التي خرجت ضدهم وضد فسادهم ونهبهم منذ 31 تموز من هذا العام بنهاية كوميدية اقرب من ان تكون تراجيدية.
المالكي الذي كان احد مطالب المحتجين في ساحة التحرير هو محاكمته على فساده الاداري والمالي والسياسي وارتكاب جرائم طائفية في سنوات حكمه الثمان، يتحول الى احد قادة المحتجين رغما على انف المتظاهرين ويرفع شعارات منددة بالحكومة التركية. اما العامري يلوح في شن عمليات عسكرية ضد القوات التركية. وكلاهما يحاولان اعطاء درس في حب الوطن والوطنية، لانهم بهذا الحب ولوحده يستطيعان التملص والافلات من قبضة الجماهير التي تطالب بالنيل من رؤوس الفساد والجريمة المنظمة في العراق. فلا صوت اعلى من صوت الدفاع عن الوطن في اوقات الازمات الاقتصادية والسياسية، فأنه افضل سلاح لحرف انظار العمال والكادحين والمحرومين في المجتمع عن لصوصية الطبقة الحاكمة، وفي العراق عن لصوصية الاسلام السياسي. فنجد الجميع يعزفون على وتر واحد لمواجهة اطماع العدو العثماني الجديد كما يصفه عدد من شخصيات التحالف الشيعي العراقي، من المرجعية وحكومة العبادي ومليشيات الحشد الشعبي. وعندما تجد كل اولئك في خندق واحد للدفاع عن عراق لا ناقة ولا جمل لأحد فيه سوى للاسلام السياسي، في حين ان "العراق الجديد" لا يجد فيه العمال والموظفين غير الجوع والتشرد والنزوح والافقار وانعدام الامان واغراق بيوتهم بمياه الامطار، فستدرك فورا هناك خطر محدق على امتيازات ونفوذ لصوص الاسلام السياسي الشيعي من توغل القوات التركية، التي تحاول اعادة صياغة المعادلة السياسية الاقليمية والمحلية تحت عنوان محاربة داعش.
وعندما يتحول المالكي والعامري ومن لف لفهما الى قادة في ساحة التحرير، تلك الساحة التي كانت رمزا لاحتجاجات 25 شباط 2011 وهددت عرش المالكي، الذي سرعان ما اغلق الطرق اليها بقواته القمعية واتهم المتظاهرين بأن القاعدة والبعثيين يقفان ورائهم، وفي 31 تموز من هذا العام 2015 تجدد الاحتجاجات مطالبها في محاكمة المالكي وزمرته الحكومية، يطل المالكي برأسه في نفس الساحة كي يبعث برسالة بأنه رغم اقالته من منصبه الحكومي كنائب الرئيس الجمهورية وبالرغم ايضا من انه لم يعد "مختار العصر" كما وصفوه متملقيه عندما كان رئيسا للوزراء، فما زال لديه القدرة على احتكار ساحة التحرير سواء بقمع المتظاهرين فيها او في ان يكون احد قادتها.
وعليه ان تعرف الجماهير من العمال والموظفين ومحرومي المجتمع الذي تحاول حكومة العبادي في سرقة معاشاتهم بنسبة 40% وفرض السياسة الداعشية على المجتمع، التي هي سياسة الاسلام السياسي وبغض النظر عن محتواه الطائفي سواء كان شيعيا او سنيا، بأن لا تنطلي عليها لعبة العزف على وتر الوطن والوطنية. فالوطن ليس وطنها، بل وطن العبادي والمالكي والعامري والمرجعية، وطن النجيفي وعلاوي والجبوري، وهم اول من سمحوا بأنتهاك سيادته. وساحة الاحتجاجات الحقيقية اليوم هي في المصانع والمعامل والدوائر والجامعات ومناطق معيشتهم وسكنهم. فاذا المالكي والعامري نجحوا في اختطاف الاضواء من ساحة التحرير، فعلينا ان نشعل الاضواء، ونزيد من وهجها في كل مكان باصوات احتجاجاتنا ضد فساد وجرائم الاسلام السياسي وحكمه المتعفن، فسيكون حينئد اعلان بأن المقالين من مناصبهم لا يمكن ان يكونوا الا اصوات نشاز ويلفظهم المجتمع، وقادة كاريكتوريين يثيرون الشفقة والسخرية معا.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيادة المفقودة والسيادة المفضوحة
- الانحطاط الطائفي
- هذه هي حقيقة الحكومة وقواتها القمعية
- ما بين المالكي امس والعبادي اليوم
- بطاقة الخزي والعنصرية
- الهة الفيضانات وقطع الرواتب
- ما هكذا يؤكل الكتف يا أحمد عبد الحسين ويا جاسم الحلفي
- حركتان احتجاجية ويوم عاشوراء
- حكومة العبادي تعتاش على الضريبة ام على الخاوة
- عمار الحكيم افشى بسر لصوصيتهم
- لا عزاء للافاقين: اوباما وكاميرون وهولاند واردوغان
- مواجهة الطائفية هي في مواجهة الاسلام السياسي
- سلطة الاسلام السياسي الشيعي والهروب الجماعي
- العلمانية بين الطبقات وتياراتها السياسية
- الاحتجاجات الى اين؟
- الاحتجاجات بين فكي قم والنجف
- قانون حظر الاحزاب والطريق الى الاستبداد السياسي
- تقديس العفوية ومعاداة التحزب، سياسة تبغي من ورائها خدمة السل ...
- رسالة مفتوحة... مهدي الحافظ ومشروعه الكاريكتيري
- مقتدى الصدر.. القوة الأحتياطية المعادية للأحتجاجات الجماهيري ...


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - من مطرودين الى -قادة- احتجاجات!