أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حميد طولست - هيبة الدولة من هيبة مؤسساتها !!














المزيد.....

هيبة الدولة من هيبة مؤسساتها !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5012 - 2015 / 12 / 13 - 14:42
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


هيبة الدولة من هيبة مؤسساتها !!
المجلس الأعلى للحسابات نمودجا
تطالعنا وسائل الإعلام بكل أنواعها المسموعة والمشاهدة والمكتوبة الورقية منها والإليكترونية ، بالكثير الكثير من أخبار الفساد ، وقصص المفسدين ، ومغامرات الاختلاسات التي يكون أبطالها -في الغالب الأعم- من مسؤولي الدولة بجناحيها التنفيذي والتشريعي ، وتكرر على أسماعنا ، وبشكل مستمر ، القصص المثيرة وروايات الغريبة ، التي يرتكبها كل من تولى منصبا بمرفق من مرافق الدولة ، التي يطلق يداه ، وربما رجليه ، كلما تمكن من الوصول إلى صناديق مالية مؤسساتها العمومية وشركاتها الوطنية ، فيعيث فيها فسادا ، وكأنها أموال "سائبة" ، ويتحول بين عشية وضحاها ، من فقير معدم ، إلى ثري مثخن بالمليارات وما لا يحصى ولا يعد من ممتلكات البلاد، دون أن يعي أو يهتم للآثار المدمرة والنتائج السلبية لفعلته المقيتة ، التي تأخذ أبعاداً واسعة تتداخل فيها عوامل مختلفة تسيئ لكل مقومات حياة عموم أبناء الشعب، من إهدار الأموال والثروات والوقت والطاقات وعرقلة أداء المسؤوليات وإنجاز الوظائف والخدمات، ما يتسبب في مزيد من التأخير في عملية البناء والتقدم ليس على المستوى الإداري والمالي فقط ، بل في الحقل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، وكل ما يتعلق بالتنمية الشاملة ، ناهيك عن مؤسسات ودوائر الخدمات العامة ذات العلاقة المباشرة واليومية بحياة الناس.
وتبقى المفارقة المضحكة المبكية ، أن ذلك يتم "على عينيك يا بن عدي " ودون أن نشاهد أو نسمع عن أن أحدا من هؤلاء المخالفين قدم للمحاكمة أو خضع للمساءلة والتحقيق ، أو استردت منه أموال المنهوبة أو جزء منها على الأقل ، وحتى إذا حصل و خضع أحدهم للمساءلة والتحقيق ، فسرعان ما يبرأ من التهمة ، أو تؤجل محاسبته ومحاكمته إلى آجال طويلة ، كفيلة بأن تنسي الناس في أمره ، ما جعل ظاهرة اختلاس أموال الشعب والغش والتزوير والرشوة والصفقات الوهمية متفشية وبكثرة. في الكثير من مؤسسات الدولة ، .رغم خضوعها تلك المؤسسات لمراقبة المجلس الأعلى للحسابات ، كهيئة رقابية فعّالة مستقلة، مهمتها الإشراف ومتابعة الممارسات التي تتم من قبل الموظفين العاملين في كل وزارة ومؤسسة عمومية بالمملكة ، الموكول لها مراقبة وتنفيذ ماليتها ، والتحقق من سلامة العمليات المتعلقة بمداخيلها ومصاريفها ، وكل حساباتها وكيفية قيامها بتدبير شؤونها ، وتدعيم وحماية مبادئ وقيم الحكامة الجيدة والشفافية والمحاسبة بها ، وأخذ، عند الاقتضاء، عقوبات عن كل إخلال بالقواعد والقوانين السارية.
فكيف يمكن تبرير كل هذا الفساد الذي نسمع عنه في كل المؤسسات الحكومية ، مع وجود الرقيب ، وكيف يغض الطرف على مظاهر الانحرافات المالية ومخالفة الأحكام والقواعد المعتمدة في تنظيمات الدولة ، وخاصة في الجهات والجماعات الترابية وهيئاتها .
لا يعدو الأمر هنا ، واحد من اثنين ، إما أن يكون ما نسمع من أخبار الفساد التي تقض مضاجعنا ، مجرد هوس إعلامي تبغي من ورائه وسائل الإعلام الديوع والانتشار على حساب من تلفق لهم الأكاذيب من المسؤولين والسياسيين ، وأن مسؤولينا أناس مخلصون ، ولا أحد منهم يستخدم منصبه للحصول على منفعة ، أو يستعمل سلطته لإعطاء ميزة لأقربائه، وأن ما نسمعه هو محض خصومة عابرة ما بين كتلتين أو بين شخصين ، يبادر المتخاصمان إلى وسائل الإعلام لينال كل منهما من خصمه بما يختلقه من أكاذيب وتهم فساد ملفقة ،
وإما أن الهيئات المكلفة بالمراقبة والتتبع والمحاسبة ، ما هي إلا مؤسسات صورية سرابية ، لا ترى ولا تسمع ما يجري ويدور في البلاد من سوء استخدام السلطة لتحقيق المكاسب الخاصة في الكثير من المؤسسات العامة ، أو أن المجلس الأعلى للحسابات فاقد لإستقلايته ، ويعاني من ضغوطات جهات معينة تمنعه من فتح بعض الملفات التي يرصد فيها الخروقات ، وتغل يديه أطراف قوية ، عن أداء واجب المتابعة والمساءلة ، كما في ملفات بعض الجماعات المحلية ، حسب تصريح لبونو النائب البرلماني عن العدالة والتنمية .
الأمر الخطير وغير المقبول في البلاد الديمقراطية ، لما فيه من تهديد للدولة بل ويهديد لوجودها، والذي إن استمر على هذا المنوال ، فإنه سيلحق الضرر الكبير بالمجلس الأعلى للحسابات ، ويضيع هيبته ، وإن ضياع هيبة مؤسسة من مؤسسات الدولة ، هو ضياع لهيبة الدولة نفسها ، وضياع هيبة الدولة لهو اكبر من الفساد الذي نسمع به ولا نراه ..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لرؤية البصرية هي أساس التصديق !!
- لا شك أنه ثمة ما يستحق فعلا أن يُعاش في هذه الحياة!!
- كيفما تكونوا يكون إشهاركم !!
- إن للأحداث الكبيرة ذيولاً ليست في الحسبان
- وفاة فاطمة المرنيسي رزء فادح للمغاربة .
- مليونا قارئ شهادة إبداع أعتز بها ..
- المرأة وقدرها في المجتمع ؟
- أحوال المسلمين في فرنسا بعد 13 نوفمبر !!
- مجتمع مريض وبحاجة إلى إعادة تنظيم !!
- حادث باريس تشويه لصورة الإسلام الوضاءة
- إلى طاحت البقرة ، كيكثروا الجناوا-..
- عندما تستهدفك الأعداء!!
- هاجس الرحيل !!
- رتباط الموسيقى والأغاني بالشعب ومشاعر الناس .. أغنية - صوت ا ...
- روعة الشتاء في- فاس الجديد -
- المسألة أكبر وأخطر من مجرد لحية !!
- نظرية نكيران حول الزوجات والصاحبات !!
- قدرة الروائح على استدعاء الذكريات ..
- محاربة الفساد مسؤولية لا تقبل التأجيل ..
- لماذا لم أكتب عن السنة الهجرية كعادتي !!


المزيد.....




- وفد روسي في تونس لبحث تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية
- ممر الملاحة الشمالي الروسي يسجل عبورا قياسيا
- -الشوكولاتة مهددة-.. أزمة غير مسبوقة في سوق الكاكاو العالمي ...
- أبوظبي تستهدف استقطاب 39 مليون سائح بحلول 2030
- 1.4 مليار دولار أرباح -أو.سي.بي- المغربية في 2023
- الجزائر تغرق الأسواق بمنتجات مدعمة لسد النقص في شهر رمضان
- -بروج- الإماراتية توزع أرباحا بـ 1.3 مليار دولار عن 2023
- زيادة مخصصات التعليم والصحة.. ماذا تعكس الموازنة المصرية؟
- صندوق أبوظبي للتنمية يحقق إنجازات استثنائية خلال 2023
- سوزوكي: -المضاربات- وراء انخفاضات الين وجاهزون للتدخل


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حميد طولست - هيبة الدولة من هيبة مؤسساتها !!