أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بقلم كامل حسن الدليمي - بين عملاق وزاحف















المزيد.....

بين عملاق وزاحف


بقلم كامل حسن الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 5011 - 2015 / 12 / 12 - 22:58
المحور: الادب والفن
    


بين عملاق وزاحف
كامل حسن الدليمي
أليس الغاية من الإبداع الحقيقي نفع الناس وتقديم ترجمة حقيقية لمعاناتهم مع تحري الحلول لها وتخفيفها ..؟ ، وإذا كان همّ المبدع بهذا الإطار فلا غرابة من الاحتفاء به والإشارة لمنتجه وتسليط الأضواء على ما حقق متفاعلا مع وجع الإنسان .
والمتعارف عليه أن هناك تنازع لرغبتين في ذهنية المبدع ينصهرا معا أحيانا حتى لا تكاد أن ان تفصل الذاتي الخاص عن الموضوعي العام وما أسوء من ان يطغى الذاتي وتتسيد الانوية بل تتورم إلى حد يهدد وجود المبدع ضمن فضاء تخصصه وينسف كل ما أنتجه، وليس ما أقول تنظيرا جديدا أو طرحا متخيلا أو سهما قصديا أحاول إطلاقه نحو حصان يكاد ينفق بل لمعالجة حالة في كل عام تصادفنا من خلال مجريات الأحداث في معرض بيروت الدولي للكتاب.
نعم تتكرر صورا متضادة " مضيئة تبعث على الرجاء والأمل ومعتمة تثير القرف تجبرك على الإشارة إليها علها تكون درساً لما يعتري بعض النفوس من تورم خبيث" ففي الدورة التاسعة والخمسين لعام 2015 ، انقل صورتين متضادتين مفادهما أن العمالقة في المعطى الإبداعي والفكري كل عام يتعملقون ويزدادون تواضعا ويحاولون جاهدين ردم الهوة بينك وبينهم لو حاولت إجراء المقارنة منهم عالميون تجاوز معطاهم الحدود العربية لتترجم أعمالهم لمختلف اللغات بينما تجد الزاحفون بلا قوائم يحثون الخطى نحو ارض اليباب وصولا لواحات الإبداع الغناء بلا جدوى لانهم يتعكزون على ماض نفخ اوداجهم فتكبروا واصيبوا بالغرور والكبار يتصاغرون أمامك ليزدادوا رفعة وتألقا وإبداعا ففي حديث اقصر من القصير مع الروائي العالمي "واسيني الاعرج" الذي حفر في الرواية حتى صار رمزا من رموز الإبداع العالمي ولا يحتاج الرجل لتعريف في الأوساط الثقافية فهو أستاذ في السربون وأستاذ في جامعات الجزائر وفي بلدان أخرى روائي أعماله انتشرت في مختلف اسقاع الأرض تجده ذلك الرجل الوديع المتواضع المبتسم وهو يلقي التحية على محبيه وأصدقائه ويعرف من التقاه ولو لمرة واحدة في حياته وأنا أهديه نسخة من مجموعتي الشعرية بادرني بأن اهداني روايته لهذا العام .
قلت : أستاذ واسيني تصفحت بعناية رواياتك وحاولت أن أدون وجهة نظري لكني خشيتك وأنت قامة شامخة في سماء الإبداع السرد الروائي.
قال: لا يا رجل ماذا تقول انا أتشرف بأي رأي وأصغي لوجهات النظر ، فانا مازلت لم أعط الشيء الذي أريد وما دمت عراقيا فانا أحب العراق بلد البطولات والكرم إنكم أوفياء انا أحب العراق وأهله الطيبيون وهذه روايتي فيها عن معاناتكم الكثير " حكاية آخر عربي" فاكتب ما شئت ومع ابتسامة عريضة التقطت معه الصور التذكارية ومضيت.
يا الله بهذه اللغة الشفيفة وبهذا الأسلوب المعبر عن تحرر السريرة ونقاء القلب وسلطة الإبداع الحقيقي التي اذا ما هيمنت على المبدع فإنها ستفيض عليه من النقاء ما يجعله ملاكا نعم فلا منافع مادية من روايته لان ريعها لكل المصابين بمرض السرطان في الوطن العربي تحرر الأعرج فصار قويم قلبا وقالبا والغى عقد مازالت تلازم المبدع العربي مثل الانوية التي افرغ قاموسه منها فما قال الا نحن وترفع عن الماديات فصار ريع منتجه للمرضى والمحرومين عشقت وجهه الابتسامة فلازمته معبرة عن نقاء روحه وعلى مسؤوليتي أنا أقول : الأعرج واسيني ليس ابن الجزائر وحسب انه ابن العرب هو ابن العراق ومصر والشام وسليل تلك الأمجاد التي نالها العرب قبل التشرذم هو الرائي الذي يستكنه بواطن الأمور فيعلنها للناس محذرا من مكامن الخطر دالا على مواضع النفع انه نفع شرائح معنويا وماديا فكم هو كبير ؟
مقابل هذه الصورة الماطرة خيرا ومحبة وتواضعا ونفعا صورة أخرى في غاية القرف الثقافي والسوداوية الإبداعية إنها عشعشت في ذهنية عربي أخر من جنس الزواحف سجل في قائمة الروائيين في غفلة من الزمن وأغلق أبواب الرزق الحلال إلا باب التسول والاقتيات على فتاة ترميه له أيدي المتخمين صدقة ، لقد حضر التظاهرة الثقافية العريضة والتي ضمت بين طياتها خيرة المفكرين والشعراء والروائيين والتشكيلين والمطربين وووو...وشتى صنوف المبدعين وهو يتمطى ذاته صعودا ونزولا فمرة يتفاخر بما صنع فينظر إلى السماء كأنه مبتكر نجومها وأخرى يهزّ ذيله لكأس من الخمر أو لغانية لعوب أو لوجبة طعام مجانية عادا ذلك مغنما.
أما أناه فكانت تتقدمه ببضعة خيبات تبشر بوجهه الكالح ، ورغم انك تعرف كم هو وزنه الثقافي في ميزان العطاء وتعرف شخصه من الرأس حتى القدمين فبالأمس القريب عمل بوقا لريح أحد الفاسدين وكم كان الثمن بخسا إلا انه يشيح بوجهه عنك ولا يلقي التحية بل ترى في عينيه رغبة عارمة لان تبادره أو تبادروه ولو كنتم جمعا بالتحية بعد أن تسمعوه جمل الإطراء والمديح على حسن سبك روايته التي لم تنل إلى الآن قبرا يليق بها بين كم الروايات الميتة ، بيد أني سجلت له سبقا ومن باب قول الحق كان ودودا مع من يجد عندها أو عنده الماء والكلأ والمجاملة الفارغة ويتخلف لمجالس لا يعرفه فيها أحد لكي لا يجد رادا لادعاءاته التفرد في العطاء ملغيا بذلك أي جهد للآخرين .
لمحته للمرة الأولى في الشارع المؤدي لمعرض الكتاب وكان يسير بمفرده مقبلا غير مدبر ولم أكن بمفردي فقلت في سري أن الرجل يعرف الأصول وهو مسلم الجنسية من غير المعقول أن أبادره بالتحية بهذا الوصف إلا انه حدق في وجوهنا ومضى لشأنه فحملته محملا حسنا وتلمست له العذر " الأضواء كانت في مواجهته ولم يبصرنا " ا وان بصيرته كانت في عالم آخر لكن سرعان ما بطل عذري فقد تزاحمنا معا على أحدى الدور بحثا عن ضالة وفعل مثلما ما فعل في المرة الأولى عندها قلت لصاحبي هل انتم على خصام مع (س) قالوا لا والله فقلت ولا أنا فلماذا لم يلقي التحية وهي من ابسط الآداب الإسلامية هل أبدل الرجل دينه فصار تجاهل الآخرين ديدنه .
وأقول هنا الأدب مظهر من مظاهر الحياة وهو عقار لتطهير النفوس ومتى ما انعكس على الخلق تحول الأديب لشعلة يستضاء بها بل صار طبيب يعالج من إصابتهم الحياة بشررها والبون بين الصورتين شاسع مسافته من الثريا إلى الثرى ورسالتي لكل المبدعين تواضعوا لله ولخلقه تكونوا كبارا كواسيني الأعرج وكالجواهري العتيد ولا تكونوا كـ (...) الذي إن كررها فسأصرح باسمه ويكون هو من جنى على نفسه .



#بقلم_كامل_حسن_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسس التكفير من الوهابية الى الداعشية
- الزندقة معناها ومبناها
- السرد الروائي بين الحقيقة والخيال


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بقلم كامل حسن الدليمي - بين عملاق وزاحف