أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى حمدان - حالة احتضار














المزيد.....

حالة احتضار


مصطفى حمدان
كاتب وشاعر

(Mustafa Hamdan)


الحوار المتمدن-العدد: 5011 - 2015 / 12 / 12 - 21:44
المحور: الادب والفن
    


أنتَ .. مَنْ تكونَ أنتَ
أنتَ أيها الفارِس الأخير في زمن الظلام وزحمة العتمة
تبحث عن حبيبتك المسبية وعن سيفك المفقود في صحراء مجهولة بعيدة
عنيدٌ انتَ .. كنخيل هذه الصحراء العارية
قاسٍ أنتَ كحَرِ هذه الصحراء الفارغة
بسيطٌ أنتَ كنبات هذه الصحراء العشوائية
جئتَ تبحث عن حاضِرك بين الرمال .. خلف السراب
فلَمْ تجِدْ إلا أنتَ .. والفراغ
ومِنْ خلف الأفق يأتي صدى صوتُك ..وصراخك ..فيرُد عليك العدّمْ
أنتَ تقف في بقعة الفراغ الخالية مِن كل شيء
لا أحد هنا يسمعك .. لا أحد هنا يسألك
فانشُد ما رغِبتَ مِن كلمات ..واوصِف الأشياء كما تشاء
اشتُم مَن شئت وقُلْ كُل الجمل الممنوعة والجريئة
لا أحدٌ هنا سيعاقِبُك .. يتعقبك .. يقاضيك ..يتهِمُكَ بجريمة
امشي خلف السراب وفي عمق الرمل
واهذي تعويذاتك ..وشجونك للفراغ الواسع مِن حولِك
وأبح اسرارك للمكان .. وابكي بكل صوتِك
فلن ترى خلف السراب وفي الأفق سوى وجهُك
ولن تسمع سوى صدى صوتُك
فهذه الأرض متشابهة .. دون علامات .. دون علاقات .. دون تضاريس
أنتَ حلمٌ سينتهي عند الصحوة
أنتَ مهرة تعدو في معتقل
فراشة رشيقة على لوح زجاج
اصحى يا رفيقي واستيقظ
انتَ معتقلٌ هنا في هذه الصحراء
وكلماتك لم تخرُج خارج الواح السجن
فلا تنسى مَنْ أنتَ .. وأين أنتَ
لأنك تقرأ .. تكتُب .. وتحلم بالمستحيل
***
تسرِق الضوء مِن ثقبٍ صغير في ظلمة الزنزانة
اسمعُك داخل مكعب الاسمنت ..تصرخ
انا يا رفاقي نبيٌ .. انا مصلوبٌ على شجرة
اشعاري .. وكلماتي ثقيلة على صدري
ولَمْ أعُدْ استطيع أن أمشي
فهل يأتي أحدٌ يقاسمني جرحي .. ونعشي
تعدو الكلمات كغزالة في الأفق وتختفي خلف السراب
يسألُك الجلاد .. ان تكُف عن الكلام عن الأحلام
يجيبه جرحك النازِف .. لَمْ اقُلْ شيء غير ما علمتني أمي
وما قرأته في كتب الزمان
ولَمْ افعل شيء غير ما صنعه الأبطال في كتب ومعارك الأجداد
تصرُخ في وجه الحارس
لماذا انا هنا .. مكبلٌ .. ولماذا سياطكم تجلدني وتحذفني
خذوا الكلمات اذا شئتم .. وصادروا كل أحلامي المبعثرة
ولكني لن أغيِر لوْن جلدي هنا .. سأحتفظ بالعذاب وحيداً
وساضيف كلماتٍ أخرى لأشعاري
وبعد منتصف الليل سمعناه يهذي ويصرُخ
يا شجر تريّم يا شجر .. ما هكذا سينمو الثمّر يا شجر
وعند الصباح لَمْ نعُدْ نسمع صوته .. واختفى
ربما غفى .. ربما مات
ربما أخذوه بعيداً ليعلموه .. صمت الكلام
***
أي قديسٍ أنتَ .. لتحمل صليبك .. موتُك ..وتمضي بهدوء
أيُ فارِسٌ عنيد أنتَ .. تقاتِل دون سيف .. دون فرَس .. دون حدود
لا يوجَدْ طواحين للهواء هنا داخل السجن
وسانشو خانك وتبع المحققين
وبقيتَ أنتَ مجهول المكان والمصير
بعدَكَ تبدو الحياة بحجم زنزانة .. والذاكرة بلوْن الضوء
ألَمْ أقُل لكَ أن هذه الكلمات .. وهذه القصائد
لا تُطعِم خبزاً في زمن الصمت والسرعة
فهل ما زلتَ تحلُم .. وما زالت ذاكرتك خصبة
أما زالَتْ قامتَكَ تجيد السفر البعيد .. والرحيل المفاجئ
ربما لَمْ تصحو بعْدْ مِن الحلم الجميل
ربما سيوقظك يوماً صوت رحيل السفن ..ورحيل الطيور
فتبقى أنتَ في المرفأ .. وحيداً .. دون سفر .. دون حقائب .. دون إتجاه
أبعدُ مِن الشاطئ وربما أكثر
وخلف تلك الأمواج العالية
ينبُتُ ألف مدينة طروادية
فيحترِق الحصان عند أول خطوةٍ على باب أول مدينة
أبعدُ مِن الأرض .. وربما أكثر
تبني النوارس بيوتها .. وأحلامها
وعلى شواطئ المدن .. تبقى تنتظر .. تموت وهيّ تنتظر

مصطفى حمدان



#مصطفى_حمدان (هاشتاغ)       Mustafa_Hamdan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعيداً عنكِ .. قريباً منكِ !
- (عشوائيات)عن الحُب الحرب والوطن
- مَن يُرثي موْتُنا وسقوط مدننا ؟!!
- في القلب حزنٌ
- إلهة المقاومة
- وطن أمْ دولة ؟!
- اللاجئ والبحر
- الحنين الى الذاكرة
- أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض
- الى جندي إسرائيلي ؟!
- قارة أسمها (غزة)
- أين نحنُ منكِ؟!
- خُذني حبيبي هناك !!
- انتِ حُلْمي البعيد .. وأنا العاشق القريب !!
- ماذا بَعْد !!
- الثالوث المُحرّم
- نشيدُ المِعْوّل
- ملحمة السجن والسجان
- موانئ بعيدة عن الوطن
- القصيدة .. الشاعر .. والوحي


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى حمدان - حالة احتضار