أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن حسن - طنش تعيش تنتعش














المزيد.....

طنش تعيش تنتعش


محسن حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1368 - 2005 / 11 / 4 - 12:03
المحور: كتابات ساخرة
    


ذهب رشيد المنفلوطي إلى طبيب الأمراض النفسية شاكياً باكياً مقهوراً مذعور, فهو يعاني من ضغوض كبيرة تجعله في حالة من الشعور الدائم بالقلق, والمزاج الغائم بالحزن فالراتب لا يكفي عشرة أيام هذا في حالة التقتير فما بالك بالتبذير وكيف لك أن تبقشش على نفسك بعض الدراهم في المقاهي والمطاعم..
أظن وان بعض الظن إثم, انجق يكفيك اخو الشليتي أربعاً وعشرين ساعة, سيما والأولاد يصرخون ويولولون نريد كذا, والزوجة تريد مزا, لذا آثرت يا دكتور أن تكون الشرفة مقهى, والمطبخ مطعم, والأولاد شماعة, والنادل زوجتي حفيظة, التي مافتئت تأتي وتذهب بصحون الفول وكاسات العرق, وأنا أعب منها دون حساب علّه يبدد ذا اللون الأبيض المكسور بماء الفيجة شيئاً من تلك البلاوي التي تربض فوق صدري كأنها جبال الهملايا...
هذا غيض من فيض ما أنا فيه يا دكتور ولك أن تصدق بأنّ ما أسلفته ليس سوى البداية
كان يحكي وهو مضجع على أريكة مريحة يحدق في سقف العيادة, لكأنه يستحضر تلك الكلمات المحصورة في زاوية عقله المتبلد, ليطلقها قنابل انشطارية في وجه العالم, والطبيب يسمع ويهز رأسه إن استمر يا رشيد, فضفض يا ابن الغربة, ولسان حاله يقول: صحيح بعض البلدان عدوّة أبنائها...
ورشيد لديه من الفضفضة والكلام المكبوت ما يعبئ جرائد ومجلات الأنظمة الشمولية مجتمعة دون أن ينتهي, وبعد إن أعياه السرد وروكب لسانه على كلمة, مغبونٌ أنا اخشيني, انتصب واقفا وقال: يا دكتور أما من دواء يجعلني اقل قلقاً وأطول بالاً, فأنا اضرب أولادي بذنب أو بدون ذنب, افتعل مع واحدهم مشكلة لا علاقة له بها يا ولداه, فقط لأصفعه طيارة على قفاه, أفرّغ شحنة كبيرةً من حمقي على نقرته البريئة, فليس هناك من يتحملني سواه وذنبه الوحيد انه ابني..
فما تراك فاعلاً لي وأنا على شفير هاوية سحيقة
نظر الطبيب مليّاً في عينين غائرتين وانف طويل مشدود كأنه نشم صاحبه للتو واللحظة حبة فياكرا من العيار الثقيل وقال له: لا أظنك تحتاج إلى أية حبوب سواء كانت للمعالجة النفسية, أو حتى من نوع المهدئات الفوستانية, فأنت سليم ولست بسقيم لكنك بحاجة ماسة إلى نصيحة, سوف أقدمها لك مجاناً, نظراً لحالتك البائسة , وربما تكون يائسة إن لم تعمل بها, مفهوم؟...
المهم بلا طول سيرة أخذا الطبيب ورقةً بيضاء وكتب عليها (طنش تعيش تنتعش) وناولها لرشيد المنفلوطي قائلا عليك أن تقرأ تلك الجملة جيدا وتعمل على تطنيش كل شيء يعكر مزاجك, خاصةً نخرات الأشباح عفواً نشرات الأخبار, علاجك الوحيد يا بني هو التطنيش,(اسأل مجرب ولا تسأل حكيم) وربما تفوق خبرتي في هذا المضمار تحصيلي العلمي بما لا يقارب, فكيف لك أن تعيش وتنتعش دون أن تنضوي تحت مظلة التطنيش, في بلد التنبيش والتهبيش .
عاد رشيد المضغوض بقنينة سينالكو إلى المنزل يحمل وصفته على كفوف الارتياب وأخذ يتناول حرفاً واحدا من حروف تلك الوصفة بعد كل صحن فول وقدح عرق مثلث حتى أتى على آخر حرف من حروفها شعر بإيقاع راقص يحرك عضلاته اللا إرادية ويتلاعب بلسانه على نحو ما.
لذا كنت ترى وتسمع المنفلوطي يرقص و يهز أكتاف ما فتئت تهتز على أنغام جاي تقاقي وارايي زيغا وانا الشلفوني
و يدندن كلمات بصوت مسموع للشاعر المصري المخضرم فطوطة غانم (أنا اليّ طول عمري ما طنشتش نهار ما جيت اطنش ما عرفتش)



#محسن_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية العصى لا الجزرة
- قفشات 6
- تيتي متل مارحتي جيتي
- ماذا تراني أقول بعد ذلك
- البصل ؛؛؟؟يا شباب
- اللقلوق؛؛؟؟
- أمثال لا محل لها من الأعراب
- ثرثرةٌ في مقهى
- قفشات5
- قفشات 4
- غفلة
- السر الباتع
- تأوهات ببغائية
- أفواه مغلقة
- استغفر الله سيكس
- شعرك عورة يا ميساء
- الخيبة
- فرمان جديد
- قفشات 3
- فتيات للعرض


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن حسن - طنش تعيش تنتعش