أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق جباري - الجمهورية تهتز ..














المزيد.....

الجمهورية تهتز ..


مشتاق جباري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5010 - 2015 / 12 / 11 - 01:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اهتزت الجمهورية الفرنسية على وقع الهجمة الارهابية التي اوقعت اكثر من مئة قتيل وكانت نتائجها تمهد لهزات فرنسية اخرى قد يهتز معها العالم لان فرنسا هي رائدة حقوق الانسان والملهم لقيم العدالة والحرية والتعددية. تخيل ان شخصية مثل (ماري لوبين ) زعيمة حزب الجبهة الوطنية يمكن ان تكون سيدة (الاليزيه) الجديدة بعد ان استطاع يمينها المتطرف ان يحقق فوزآ جيدآ محتلآ موقع الصدارة في ستة اقاليم من اصل ثلاثة عشر .ويبدو ان ارتدادات الانتكاسة الامنية التي وقعت في باريس كانت نافعة جدآ للجبهة الوطنية حيث قرر الفرنسيون معالجة التطرف الاسلامي الذي يهدد فرنسا بتطرف اوربي ,وربما بدأت تلوح العلامات الحقيقية لما اسماه صموئيل هنتغتون ب(صدام الحضارات او صراع الثقافات ) وكأنه قرار شعبي بعدم التصالح مع العالم الاسلامي لذلك صوتت الجماهير لما تعتقده حلآ مناسبآ .ورد الفعل هذا لايتناسب مع القيم الايجابية التي تؤمن بها اوربا والتي تدعي تصديرها لشعوب العالم الاخرى ,ولو قرر العالم ان المتطرفين الاسلاميين يمثلون الاسلام فعلآ فاننا سنشهد صراعآ ايدلوجيآ خطيرآ طرفاه الاسلام (الوهابي ) والتطرف اليميني الاوربي, وستبقى رؤى وقراءات هارالد موللر وغيره من المتفائلين ب (حوار ثقافات ) امر يصعب تحقيقه في واقع لايميز فيه بين الضحية والجلاد ,وليست الفوارق الطبقية او الفوارق الاقتصادية هي العوامل التي ستعجل بهذا الصدام كما توقع هنتغتون بل ان العوامل السياسية واخطاء الدول الاوربية وانسياقها الاعمى وراء الطموحات والافكار الامريكية هو الذي قد يعجل بألانحدار نحو الاسوأ ,وهذه الاخطاء الاوربية تجلت في سماح اوربا للفكر الوهابي بألتمدد في بلدانها عبر مساجده المنتشرة بكثرة مع ان الدوائر الامنية لهذه الدول تعلم جيدآ ان هذه المساجد هي التي تغذي عقول الشباب بألفكر المتطرف , والجماهير هنا تعاقب ساستها وفي نفس الوقت تندفع بمخاوفها نحو هكذا خيارات صعبة ,وقد تكون الانتكاسة الفرنسية بداية لتهاوي الحصون الاوربية الاخرى ,ولابد ان نتذكر ان موجة اللجوء العارمة التي اجتاحت اوربا مؤخرآ قد ساهمت بشكل رئيسي في ازدياد مخاوف شعوب اوربا وحكوماتها وقد شهدنا الكثير من حالات الرفض الشعبية والنخبوية لهذا التدفق الانساني والذي يسميه البعض (تدفقآ اسلاميآ نحو الحصون الاوربية ) ويبدو ان انفعالآ شديدآ في طريقه لتعطيل لغة السياسة والحوار والاعتدال يجعل المؤمنين بألقيم والمباديء الانسانية وبتعايش الحضارات يرمون بأيمانهم هذا في اعماق البحر,وهؤلاء المؤمنون بألاعتدال والوسطية غير قادرين على اقناع الاخرين بأن ما يحدث لاعلاقة له بهذا الدين او ذاك ,وان تحول التهديدات المتطرفة الى نوع جديد من الارهاب (حرب شوارع يسقط فيها المئات كما حدث ذلك فعليآ ) امر افزع الشارع الاوربي وجعله يرتعد خوفآ ,ونتيجة لذلك قد نشهد نوعآ جديدآ من تصدير التطرف الاوربي نحو شعوب العالم الاخرى التي تعيش هي الاخرى هاجس الخوف من التطرف الاسلامي .وبأنتظار مرحلة الحسم الانتخابية الثانية التي ستكون الاسبوع القادم لابد ان نقول ان فرنسا توشك على الدخول في عصر التطرف المخيف الذي قد يتسبب بمشاكل كثيرة تهدد الذات الاوربية قبل ان تهدد غيرها ,وان هكذا قراءات قد يعتقدها البعض مجرد قراءات متشائمة غير مبنية على رؤى سليمة وانا اعتقد انها قراءة واقعية تدعمها الكثير من المعطيات على الارض ويساعدني في طرح هذه الرؤيا بثقة هو فشل عالمنا الاسلامي في احتواء موجات التطرف الشديدة وعدم التعامل معها بجدية مما جعلنا ننزلق نحو الفوضى وقد كان مصدر هذا الانحدار نحو التشدد هو الخوف ورد الفعل العنيف تجاه الكثير من التدخلات السلبية التي حصلت في عالمنا العربي مما جعل التيار الديني المتشدد يحضى بمقبولية شعبية كبيرة في بداية انطلاقته وربما لاتزال الكثير من التيارات المتشددة تحضى بهذه المقبولية وهي تيارات اجادت اللعب على حبل المخاوف والمظلومية الجماهيرية ومثلها ايضآ يفعل اليوم اليمين المتطرف في فرنسا محاولآ استغلال مخاوف الجماهير الفرنسية وهذا الواقع هو الذي جاء بألتطرف الاسلامي وجعله فاعلآ ومؤثرآ في واقعنا وهو ايضآ الذي سيأتي بألتطرف اليميني الفرنسي , وقد تقع دولآ اخرى خارج حدود اوربا في نفس الخطأ وتلجأ الى خيار التطرف بفعل الخوف الشديد وعدم مقدرتها على التحكم بردود افعالها ان لم يتم السيطرة على الارهاب والتشدد وهي مسؤولية عالمية .



#مشتاق_جباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موعد مع القمر
- عقاب رومانوف
- خريف الحلول المؤجلة
- الذئاب المنفردة
- ليلة سقوط الداعية
- معالم على الطريق
- ثم اهتديت
- هذه الارض لاتشيخ
- حين يعتزل القلم
- العودة الى الذات
- العالم يشيخ مبكرآ
- سياسة الانبطاح الايرانية
- لاتحلموا ...
- والصبح اذا تنفس
- امتي الشريدة
- الامبريالية الاسلامية
- العشاء الاخير
- حوار العبيد
- قرن الشيطان
- دولة الانسان


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق جباري - الجمهورية تهتز ..