أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - حرية الكفر في الدولة المسلمة!؟














المزيد.....

حرية الكفر في الدولة المسلمة!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5009 - 2015 / 12 / 10 - 19:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرية الكفر في دار الاسلام !؟
(نحو دولة ديموقراطية ليبرالية مسلمة ، لا سلفية ولا اخوانية ولا علمانية ولا شمولية)
*******************
لو أراد الله تعالى ان يفرض ارادته الجبربة الكونية على الناس لفعل بل ترك لهم الخيار ليكونوا مسؤولين عن خيارهم وهذا ينسحب على حرية الاعتقاد اي الايمان او الكفر ، فالله تعالى قرر مبدأ عام لا يمكن الالتفاف عليه وهو حرية العقيدة كحق من حقوق الانسان في قوله ( قد تبين الرشد من الغي فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر !) وحينما رأي ذلك الحرص الشديد لدى نبيه عليه الصلاة والسلام في ادخال الناس لدين الله قال له منبها : (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين) ، (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) !!؟؟ (ما انت عليهم بجبار)(ما انت عليهم بوكيل)(لست عليهم بمسيطر) وعلمه ان يقول لمن يخالفونه في الدين : ( لكم دينكم ولي دين) .... فكل هذه الآيات القرآنية تؤكد على ان حرية العقيدة (الايمان او الكفر) مبدأ عام من مبادئ الاسلام التي ينبغي ان تدور حولها الجزئيات والاحكام الفرعية ، فحق الاعتقاد أمر مكغول في دين الله أي في نظام الله وشريعته ، فليس من مهمة النبي محمد واتباعه ازالة الكفر بالقوة من قلوب العباد ولا من على ظهر البسيطة ، فالكفر سيبقى كالشر في الارض الى يوم الدين فهذه سنة من سنن الله الكونية في خلقه وهكذا اقتضت حكمته اي ان يبقى الايمان والكفر والخير والشر يتعالجان في القلوب والنفوس والعقول والواقع والارض الى يوم الحساب حيث يأتي الله تعالى جل جلاله بنفسه ليفصل بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون ويحاسب العباد على خياراتهم في حياتهم الدنيا ! ، بل ان الاسلام ، وهو دين ونظام الله ، يحمى حق الكفر في البقاء والتعبير عن نفسه مادام ذلك الكفر يمارس هذا الحق بطريقة سلمية ويذعن بشكل عام لنظام الله وشريعته المتمثلة في دولة المسلمين المسلمة ، فالمسيحيون واليهود بل والمجوس عاشوا يمارسون حقوقهم الدينية في ظل الدولة والحضارة الاسلامية بكل حرية وامان منذ فجر الاسلام حتى يومنا هذا وهاهي كنائسهم ومعابدهم تشهد على سماحة الاسلام ، فهم اي اهل الكتاب ومن في حكمهم ممن كفروا بنبوة النبي محمد ورفضوا دينه عاشوا يمارسون في كنائسهم ومعابدهم ما نعتقد نحن المسلمين انه كفر وشرك حيث عاش الصليب رمز التثليث وهو كفر عندنا في حماية الهلال الاسلامي رمز التوحيد والتجريد ! ، فهذا كفر وشرك عاش في حماية شرع الله والدولة المسلمة عبر القرون ! ، وهذا يؤكد ان الاصل في الاسلام هو تقرير حرية الانسان وحرية العقيدة ولكن هذه الحرية الاعتقادية في ظل المجتمع المسلم والدولة المسلمة لا تعني التطاول على رموز ومقدسات الاغلبية المسلمة في الدولة الاسلامية بالسخرية والسب والاستهزاء بدعوى حرية التعبير والاعتقاد ! ، فالحرية مسؤولية والتزام بالنظام العام وليست فشل غل وهمجية وعنصرية وتوجيه اهانات للآخرين ! ، فمن شاء فليؤمن بعقائد الاسلام ومن شاء فليكفر ممن يعيشون في دار الاسلام كمواطنين ، هذا حق مكفول ، ولكن من شهر سيفه ضد الاسلام في دار الاسلام او تطاول على رموز الدين الاسلامي ومقدسات المسلمين فهو قد وقع في المحظور وسيقع تحت طائلة القانون وربما تحت طائلة الغضب الاجتماعي والشعبي العام ! ، وهذا لا يعني تكميم الافواه وعدم حرية التعبير فالمبدأ الأساسي اي حرية الاعتقاد الشخصي امر مكفول ولكن حرية التعبير في كل المجتمعات الديموقراطية تكون في حدود المعقول والمقبول وحدود النظام الاجتماعي العام ، فمثلا في الدولة الديموقراطية المسلمة المعاصرة ، التي ندعو اليها ، يحق لمن الاصل فيه انه مسلم بالتبعية والوراثة او غير المسلم ان يعبر بطريقة فلسفية وفكرية حضارية راقية عن شكوكه الوجودية بما فيها شكوكه في وجود الله والغيب والبعث ...الخ ، وشكوكه في صحة الاديان ، ويظل هذا الامر في نطاق النقاش الفكري والجدل الفلسفي للعقلاء المتحضرين بين المؤمنين والمتشككين والملحدين حتى في ظل الدولة المسلمة ولكن هذه الحرية في الاعتقاد وهذه الحرية في التعبير عن الراي والشكوك لا ينبغي ان تتحول في المجتمع الديموقراطي الى حرية اعتداء على مشاعر الاغلبية ولا حتى الاقلية والنيل من مقدساتهم ورموزهم الدينية وشتم هذه الرموز والسخرية منها ، فهذا امر مرفوض حتى في المجتمعات الديموقراطية الغربية الليبرالية فكيف بالدولة الديموقراطية المسلمة !؟؟ .
أقول لو اتفق وتوافق عقلاء الاسلاميين (محافظين ومتحررين) والعلمانيين (ليبراليين ويساريين) على هذا المفهوم العام للحرية في ظل الاسلام والمجتمع المسلم فإنه يمكننا التقدم خطوات كبيرة الى الامام في طريق بناء دولة ديموقراطية ليبرالية مسلمة معاصرة لا سلفية ولا علمانية ، دولة مسلمة غير شمولية تحترم حقوق الانسان ويتسع صدرها لتعدد الاراء والمذاهب والمعتقدات بل وتعدد الاجتهادات في فهم الدين والدنيا وفي ظل التزام جميع المواطنين بالنظام الاجتماعي والقانوني العام الذي يدور حول محور الاسلام باعتبره اساس هذا النظام العام ودين المجتمع القائم ! ، هل يمكن الالتفاف حول هكذا خطوط عريضة ام ان هذا مستحيل ويظل المختلفون يحاول كل منهم فرض رؤيته بالقوة ولو على حساب أمن ووحدة وتقدم مجتمعاتنا العربية والمسلمة !؟.
********
سليم الرقعي
28 صفر 1437 هجري/عربي/قمري
10 ديسمبر 2015 ميلادي/غربي/شمسي



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية والوجودية محاولة للفهم !؟
- لماذا فشل الليبيون ونجح الاماراتيون !؟
- اليهود العرب !؟
- من هم الليبيون !؟
- المرأة والعنف والاحتباس الحضاري !؟
- التباس !!؟؟
- الاسلام ومشكلة الفقر!؟
- في قبضة الدواعش (2)!؟
- في قبضة الدواعش (1)
- العقل عندنا وعندهم !؟
- طيور لم تذق طعم الطيران !
- حذاء يطير !!؟
- النشيد الأخير !؟
- وطنيتنا ووطنيتهم !؟
- جماهيرية القذافي مصحة نفسية أم معتقل سياسي!؟
- نواح الذئاب!؟
- أكثر شئ خدم نظام الأسد في سوريا !؟
- الديموقراطية لا تعني حكم الشعب نفسه بنفسه!؟
- بين التوصيف العلمي والتوصيف الأدبي للاشياء؟
- أكبر وأخطر آفات الديموقراطية !؟


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - حرية الكفر في الدولة المسلمة!؟