أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - مفاوضات بلا اساس














المزيد.....

مفاوضات بلا اساس


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5009 - 2015 / 12 / 10 - 19:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مفاوضات بلا اساس
بقلم : الأسير امجد أبو لطيفه
منذ أن أصبح خيار التفاوض مع الطرف الاسرائيلي ممكنا لأجل إمكانية التوصل لحل للصراع العربي الإسرائيلي لم يتم اعتماده كخيار أوحد لا بديل عنه.. . في أوج الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في السبعينات من القرن الماضي بدأ الحوار مع جهات يسارية في الطرف الاسرائيلي تقبل بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وزوال الاحتلال... فكانت قاعدة الحوار مع أي جهة في اسرائيل سواء كانت أشخاص ام أحزاب تستند لقبول تلك الجهة بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.... وظل هذا الأسلوب في الحوار مع تلك الجهات وسط رفض من قبل المستوى الرسمي في اسرائيل على اعتبار أن منظمة التحرير الفلسطينية هي منظمة إرهابية لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود وتسعى لتدميرها وفي نفس الوقت لم تكن تلك الحكومات تعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وفي نفس الوقت رفضت جهات مهمة في الجانب الفلسطيني هذا الحوار واعتبرته سلوكا استسلاميا. لكن الرؤيا الفلسطينية الرسمية استندت إلى ضرورة استثمار النضال الفلسطيني سياسيا من خلال جهد دوبلوماسي يؤدي إلى تجنيد قوى إسرائيلية وعالمية لصالح حق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وعلى قاعدة أساسية تقول بالمقاومة نزرع وبالسياسة نحصد واعتمد أسلوب العمل الديبلوماسي المدعوم بالمقاومة على الأرض. واستمر هذا النهج السياسي لحين اندلعت الانتفاضة الشعبية نهاية العام 1987 والتي شكلت أقوى وأوسع حركة مقاومة شعبية للاحتلال قادت إلى مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 لتشكل بداية مفاوضات مباشرة بين الطرف الفلسطيني وحكومة الاحتلال... هذه العملية التي قادت إلى اتفاق أوسلو الشهير والذي بموجبه عادت السلطة الوطنية الفلسطينية لأرض الوطن على أن يتم الخوض في مفاوضات جادة في مرحلة انتقالية لا تتجاوز الخمس سنوات تؤدي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة . خلال تلك الفترة الانتقالية لم يسقط الزعيم ياسر عرفات خيار المقاومة ابدا... ففي كل مناسبة كان يؤكد أنه في حال فشلت المفاوضات فإننا جاهزون لكل الخيارات وكان باستمرار يؤكد جاهزية الشعب الفلسطيني للانتفاضة. وبالفعل حين فشلت مفاوضات كامب ديفيد عاد ياسر عرفات لأرض الوطن ووضع الجماهير أمام حقيقة الرفض الإسرائيلي لمتطلبات السلام... فكانت انتفاضة الأقصى عام 2000 ردا على التعنت الإسرائيلي... ودفع ياسر عرفات ثمن مواقفه الوطنية وحوصر حتى استشهد رحمه الله. ومنذ استشهاده اصبح خيار التفاوض خيارا وحيدا لإنهاء الصراع... فمنذ أحد عشر عاما ونحن ندور في حلقة مفرغة... مفاوضات عبثية تنشب أحيانا وتتوقف أحيانا أخرى والنتيجة على الأرض استمرار الاحتلال في تهويد القدس والاستيطان والقتل والتدمير اليومي لكل ما تطاله أيديهم. لماذا نفاوض إذا؟؟ حكومة الاحتلال ترفض الالتزام بحل الدولتين كأساس للتفاوض... ترفض وقف الاستيطان... تؤكد أن القدس عاصمتهم الموحدة... ترفض عودة اللاجئين... ترفض علنا وأمام العالم اجمع أي مرجعية دولية او قانونية للمفاوضات... كل ما يريده الاحتلال مفاوضات بلا أي ثمن تمكنهم من كسب الوقت لصالح استكمال مشروعهم الاستيطاني في فلسطين... والنتيجة بقاء الاحتلال بأقل كلفة. لماذا نفاوض إذا؟؟؟ أمريكا الراعي الوحيد للمفاوضات من الناحية العملية... تؤكد باستمرار دعمها المطلق لإسرائيل وفي كل المجالات وفي ما يتعلق بالمفاوضات لم تمارس ولو لمرة واحدة ضغطا جديا على إسرائيل لتدفعها بالقبول لاستحقاقات السلام... وكل ما تفعله أمريكا هو المحافظة على عملية سياسية شكلية تضمن من خلالها مصالحها ومصالح إسرائيل الأمنية والسياسية. لماذا نفاوض إذا؟؟؟ الموقف العربي الرسمي عاجز... وكل قطر عربي غارق في مشاكله الداخلية والحروب المذهبية التي انتشرت في المنطقة وتستنزف طاقات العرب السياسة والاقتصادية والعسكرية... وخطر التقسيم المذهبي أصبح يهدد دول المنطقة... وقضية فلسطين لم تعد من أولويات العرب. لماذا نفاوض إذا؟؟؟ بعد خمس وعشرون عاما من عملية سياسية أثبتت فشلها أصبح الوضع الفلسطيني الداخلي في أسوأ حالاته... انقسام فلسطيني لا يبدو أنه سينتهي... حصار إسرائيلي... وضع اقتصادي متدهور... والفجوة ما بين الشعب وقياداته تتعمق أكثر وأكثر... الوضع على الأرض وإجراءات الاحتلال جعلت غالبية الشعب الفلسطيني تفقد الأمل إمكانية تحقيق أي شيء من خلال تلك المفاوضات. أن قانون التفاوض في الصراع العربي الإسرائيلي يعتمد دائما على موازين القوى... فسلاح الإيمان بالحق وحده لا يكفي فالحق بحاجة إلى قوة تسانده وتحميه... والقوة التي امتلكها الفلسطيني دوما لحماية حقه هي سلاحه للمقاومة التي جرد المفاوض الفلسطيني نفسه منها فأصبح ضعيفا. فكل تجارب الشعوب الشهيرة التي تحررت من ظلم الاحتلال والاستعمار فاوضت مدعومة بقوة المقاومة والرفض الشعبي على الأرض مما مكنها من التفاوض بقوة الحق المدعوم بشرعية المقاومة على الأرض... الفلسطيني عاصر كل تجارب حركات التحرر في القرن الماضي واحتك بها ودرس تجاربها جيدا ويعلم أن الحق بدون قوة لن يعود... لذا وبعد كل سنوات التفاوض الطويلة والتي عرفنا نتائجها الكارثية على الارض علينا إعادة النظر وبشكل جدي وجذري في أسلوب التفاوض وكيفية إدارة الصراع مع الاحتلال... بالتأكيد سيتبين لنا أن مسيرة التسوية بشكلها الحالي قد فشلت بل وأكثر من ذلك شكلت بيئة آمنة للاستيطان وسياسات الاحتلال ومشروعه على الأرض... وأن استمرار التعويل على الموقف الأمريكي لن يؤدي إلا للمزيد من التدمير لمشروعنا الوطني. ان الطريق الأنسب هو العمل على تبني الانتفاضة الشعبية وتصعيد المقاومة ضد الاحتلال وبكل الأشكال... مستندين إلى حق الشعب الفلسطيني في المقاومة حتى يسترد حقه بالكامل.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا خسر البوليفاريون الإنتخابات في فنزويلا...؟؟؟
- تجربة مخيم شعفاط...إمكانيات ومعيقات التعميم
- امريكا والغرب يريدون إستدراج روسيا نحو الحرب
- مخيم شعفاط.....واهمية الحاضنة الشعبية
- الشهيد الفتى ابو خضير يحرق نفسه ...؟؟
- التطبيع الإماراتي مع -اسرائيل- جائزة مجانية لدولة الإحتلال
- تداعيات وسيناريوهات ما بعد اسقاط الطائرة الروسية
- حرب بوتين على الإرهاب
- إخراج الحركة الإسلامية عن القانون.....لماذا الان ..؟؟
- السيد حسن نصر الله ....وواد الفتنة
- الإرهاب واحد ...... الأدوات مختلفة ولكن المعايير مزدوجة
- أمريكا عارية بلا رتوش
- حملة -لنغني موطني معاً وحدت الشعب في الوطن والشتات
- -إخصاء- الوعي والتوعية والتثقيف في التنظيمات
- سايكس - بيكو الجديد تقسيم المقسم
- السلطة والفصائل تلاحق الحدث ولا تصنعه
- زيارة الأسد لموسكو دلالات كبيرة ورسائل متعددة
- -اسرائيل- تختنق بعنصريتها
- القدس....تطهير عرقي وليس عقوبات جماعية فقط
- المتصهين كيري لا شيء في جعبته إلا الضغط على الفلسطينيين


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - مفاوضات بلا اساس