أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد عبدول - الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اعلان الثورة (الحلقة السادسة)















المزيد.....

الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اعلان الثورة (الحلقة السادسة)


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 5009 - 2015 / 12 / 10 - 19:29
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لا أحد يشك بمقدار ذلك الظلم والحيف الذي طال أوساط الجماهير آبان الحكم الأموي البغيض فقد كان ذلك الحكم يقوم على اسس الجور وامتهان كرامة الفرد المسلم ومصادرة إرادته وإعتماد اساليب البطش والقتل والتنكيل والمطاردة لكل من تسول له نفسه أن يفكر مجرد تفكير أن يتعرض للحكم ولو بشق كلمة ، ولقد بلغت مثل هذه الحالة مبلغا لا يطاق خلال حكم (هشام بن عبد الملك ) وهو شخصية يصفها اليعقوبي بقوله (وكان بخيلا حسودا فظا ظلوما شديد القسوة بعيد الرحمة طويل اللسان )(اليعقوبي 2/393 )وفي رواية الطبري (انه رجل محشو العقل )وكان هشام لا يتقيد بالعهود والمواثيق ومن ذلك انه نقض وصية اخيه يزيد بن عبد الملك والذي أوصى بأن يكون الخليفة من بعد هشام الوليد ،غير ان هشاما أرغم الوليد بن يزيد على ان يخلع نفسه ويبايع لمسلمة بن هشام .فلما رفض الوليد بن يزيد ذلك حرمه هشام ما كان له ولمواليه من العطاء (الأغاني 6م99 ).وهذا (غيلان الدمشقي )يعبر خير تعبير عن واقع بني امية فيقول (فمن يعذرني ممن يزعم ان هؤلاء كانوا ائمة هدى وهذا المال يتآكل والناس يموتون جوعا )أما الشعبي فكان يقول (فوالله ما أعلم قوما على بسيط الأرض أعمل ولا اجور منهم في الحكم )(الطبري 8/21 ).وكان (سعيد بن المسيب )يقول (ما اصلي صلاة الا دعوت عليهم )(ابن سعد في الطبقات 5/95 )ومما يجدر ذكره في هذا الصدد ان ائمة الدين واهل الورع كانوا من حيث العموم ،يرون وجوب قيام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكنهم كانوا يختلفون في السبل التي يسلكونها لتحقيق هذا الغرض .
عرفنا فيما سبق بأن النظام الأموي الحاكم كان يرى في شخص الإمام زيد خطرا يهدد كيانه ويقض مضجعه لذا فأن ذلك النظام قد عمد الى استفزاز زيد كلما وجد الى ذلك من سبيل . فقد كان يبعث من حول تحركاته العيون والأرصاد تحسبا لأي عمل قد يباغتهم به الإمام عبرخلق وإفتعال ألوان من المؤامرات التي كانت تأخذ اشكالا متباينة ولعل أبرز تلك المؤامرات وأشدها وقعا على نفس الإمام هي تلك المحاولة الخبيثة التي دبرها الخليفة هشام شخصيا عبر عامله على الكوفة (يوسف بن عمر ) للانتقاص من زيد والنيل من منزلته المرموقة اجتماعيا ودينيا . والمؤامرة هي إن هشام بن عبد الملك أختلف مع عامله على العراق (خالد بن عبد الله القسري )وهو من النصارى وولى من بعده (يوسف بن عمر )حتى إذا ما استقر يوسف على ولاية العراق أرسل في طلب (خالد القسري )وأودعه السجن بحجة تبذير الأموال وطالبه باستعادتها وقدرها عشرة ألاف ألف درهم وقيل ستة وثلاثون ألف ألف درهم فلم يستطع خالد أن يردها فأخذ أبن عمر يعذبه عذابا شديدا ثم أخذ يطالب الخليفة بأن يشخص له زيدا بدعوى إنه من أخذ المال من خالد وهكذا أبرق هشام إلى (محمد بن هشام )عامله على مكة والمدينة وأمره بتسيير زيد إلى الشام فذهب زيد من مكة إلى الشام وتمت المقابلة بينه وبين هشام وقد أنكر زيد علاقته بخالد والأموال التي اتهم بأخذها منه غير ان الخليفة أرغمه على الشخوص إلى العراق فغادر الشام متوجها إلى الكوفة حيث جرت مقابلة بينه وبين يوسف بن عمر وفي هذه المقابلة قال يوسف بن عمر لزيد (ذكر خالد ان له عندك ستمائة إلف درهم )فأنكر زيد قائلا (كيف يودعني مالا وهو يشتم إبائي على منبره )عند ذلك احضر يوسف بن عمر خالد القسري وجمع بينه وبين زيد وقد أنكر خالد ان تكون هناك وديعة لدى زيد وقال ليوسف (أتريد ان تجمع إثمك في إثما في هذا ،كيف أودعه وانأ اشتمه واشتم إباءه ) ثم قال (مالي عنده قليل أو كثير وما أردتم بإحضاره إلا ظلمه )وهكذا خرج زيد سالما من هذه المؤامرة المدبرة . يبدو ان تهمة أخذ المال كانت تنطوي على مؤامرة كبرى يراد منها معاقبة (خالد بن عبد الله القسري )وذلك بسبب سياسته الزراعية والتي كان قد أتبعها في بيع غلات الأرض التي كان يمتلكها بأسعار أقل مما كانت عليه غلات الخليفة وهذا ما ساء الخليفة ،هذا من جهة ومن جهة أخرى كانت هذه المؤامرة تستهدف زيدا بجعله أحد أطرافها ،ويبدو ان هشاما قد اتفق مع يوسف بن عمر على أن يتم تعذيب القسري أشد التعذيب لغرض انتزاع ما يمكن انتزاعه لإدانة الإمام زيد بن علي ،لكن شيئا من هذا لم يحصل ولو ان القسري كان قد أتهم زيدا لكان مشروع هشام وابن عمر قد حققا مؤامرتهما التي ستطيح بخالد من جهة وزيد من جهة أخرى.
على اثر هذا الفصل المؤلم فان زيدا بات متيقنا كل اليقين ان بني امية قرروا تصفيته في كل الأحوال كما في حال جده الإمام الحسين الذي انتهى الى ذات النتيجة من قبله ، حتى اذا ما خرج زيد من محبسه أخذ أهل الكوفة يلحون عليه بعملية التسريع بأمر مبايعته عندها لم يجد مناصا من الاصغاء لمطالبهم وفق منهاجه الثوري المعد مسبقا . أقام زيد في الكوفة بضعة عشر شهرا ، قضى شهرين منها في البصرة فكان ان أخذ يعمل على تحديد موعد متفق عليه لثورته المباركة، فكان يوم الأربعاء أول ليلة من صفر عام 122هجرية بداية لثورته بعد أن أكمل تنظيم جبهة عريضة من الدعاة الذين كان يبثهم في مختلف الأمصار والأقطار ومنهم عبدة بن كثير الجرمي وعطاء بن مسلم والحسن بن سعد الفقيه وسالم بن أبي الحديد ويزيد ابن أبي زياد وعثمان بن عمير أبو اليقظان الفقيه ، هذا وتعد ثورة زيد بن علي أول ثورة تتخذ من النهج السري طابعا لها لتحقيق أهدافها المنشودة .
لقد كان زيد يستقطب كسب وتأييد الجماهير ، بعد أن يبعث لهم دعاته حتى إذا ما استوثق منهم أخذ يلتقي بهم ويجتمع بوجوههم وفي أحيان آخرى يكتب لهم الكتب والرسائل التي كان يذكر فيها جور بني أمية وظلمهم للرعية وهو يقول (لا تقولوا خرجنا غضبا لكم ولكن قولوا خرجنا غضبا لله ودينه )(أنساب الأشراف 3/202 )وكان دعاته ينتشرون في خراسان والرقة والبصرة وواسط والموصل والري وجرجان بالاضافة الى الحجاز . وكان زيد حريصا كل الحرص على أن تتم ثورته في موعدها المقرر سلفا ،الا ان عيون وأرصاد بني أمية استطاعت أن تكتشف أمر مبايعته سرا داخل الكوفة بعد ان وصل الخبر إلى هشام بن عبدالملك الذي بعث بدوره الى والي الكوفة ( يوسف بن عمر ) موبخا مؤنبا حاثا إياه على تتبع آثار زيد وضرورة وضعة تحت طائلة المراقبة والتشديد وقد استطاع (يوسف بن عمر )أخيرا أن يكتشف مكان زيد عبر أحد مخبريه الذين تظاهروا بالولاء لأهل البيت وكان مملوكا خراسانيا بعد ان أمده يوسف بن عمر بالمال الوفير فذهب ودخل على زيد وبين له أنه من أنصاره وأشد المخلصين له حتى اذا ما خرج سارع للابلاغ عن مكان تواجده، لتتم مهاجمة المقر من قبل مجاميع من الشرطة ، لكن زيدا استطاع أن ينتقل الى مقر آخر في أزقة الكوفة ، ويبدو من منطق الحدث ان زيدا لم يطمئن لهذا المملوك الخراساني فتعجل الانتقال الى مكان آخر ، وهكذا أخذت محاولات القبض تتكرر، حتى استطاع أحد الجواسيس وهو (سليمان بن سراقة البارقي ) أن يضبط زيدا وهو يهم بدخول أحد البيوت ليلا فاخبر (يوسف بن عمر) بذلك عندها أرسل يوسف بشرطته الى ذلك المكان فلم يجدوا لزيد اثرا إلا إنهما القيا القبض على رجلين من أنصاره فعذبوهما أشد التعذيب حتى أدليا بأسرار خطيرة عن مجمل تفاصيل الثورة وموعدها المحدد سلفا مما حدا بيوسف بن عمر أن يقوم بجملة من التدابير الأمنية والعسكرية لمواجهة الموقف بعد ان قام بزج كل من يشتبه بولائه لزيد داخل السجون فأخذ يشحن الكوفة بالجند والشرطة ،ثم أمر نائبه على الكوفة (الحكم بن الصلت )بأن يجمع له أهل الكوفة داخل المسجد ليشل تحرك الجماهير التي كانت في معظمها موالية لتحرك زيد الثوري ولما رأى زيد تأثير مثل تلك الأجراءات على مسار تحركه قرر أن يقدم موعد إعلان الثورة فتم الأتفاق على ليلة الأربعاء لسبع بقين من المحرم عام 122 هجرية بدلا من الموعد السابق ،وهذا مما يدلل على وعي زيد ومعرفته بالظروف المحيطة به وتفعيل دور عامل الزمن وعنصر المباغتة .
وهكذا خرج زيد في ليلة شديدة البرد محاطا بأصحابه وقد أعلنوا بدء الثورة تحت صيحات شعار الشيعة (يا منصور أمت )فحاولوا أن يسيطروا على المدينة غير ان عددهم كان قليلا وفي الصباح أخذوا يدعون الناس للالتحاق بالثورة لكن جند الشام حالوا دون ذلك عندما زج بهم يوسف بن عمر بأعداد كبيرة بقيادة (جعفر بن العباس )،هذا وتختلف الروايات في عدد من وافى زيدا ، ففي حين ان بعض الروايات تذكر انهم بلغوا مائة وخمسين رجلا و تذكر روايات اخرى ، إن عددهم كان مائتين وثمانية عشر رجلا ، لكن مثل هذه الروايات تعد غير واقعية وذلك بسبب سيطرة أنصار زيد على الكوفة لمدة يومين وهذا مما يدلل على كثرة من وافاه حينها ، لقد بدأ القتال في أزقة الكوفة وشوارعها وكان زيد يوجه أصحابه أن يقاتلوا جماعات جماعات ، إلا إن محاصرة الكثير من أتباعه داخل باحة المسجد كان قد شكل أول بادرة سلبية على انتكاسته ميدانيا لذلك فانه أتجه صوب المسجد بنفسه لغرض فك الحصار عن الجماهير بمساعدة عضده الأيمن (نصر بن خزيمة )لكن (عبد الله بن العباس الكندي )وكان على جند الشام اعترض زيدا ، فنشبت معركة حامية استطاع زيد أن يهزمه فيها بعد ان كبده خسائر فادحة ليصل إلى المسجد ويخاطب من فيه بأعلى صوته قائلا (ياأهل الكوفة اخرجوا من الذل الى العز اخرجوا الى الدين والدنيا فإنكم لستم في دين ولا دنيا )فلم يفلح في استنهاضهم ولم يستجيبوا له وقد تزامن هذا مع توافد أعداد كبيرة من جند الشام ومع كل ذلك فقد استبسل انصار زيد في القتال والمواجهة حتى قاربوا أن يهزموا جند الشام على قلة عددهم وعدتهم لكن استعانة (العباس بن سعيد ) بيوسف بن عمر تمخضت عن وصول (سليمان بن كيسان) في سرايا من القيقانية والبخارية وهم من النشابة الذين يمكنهم حسم المعارك في مثل هكذا موارد عندها أخذ هؤلاء يرشقون زيدا وأصحابه بالنبال وكان هذا في اليوم الثاني من الثورة فلما جن الليل وهم على ذلك الحال وإذا بسهم يصيب زيدا في جبهته اليسرى ليحمله أصحابه الى دار يقال لها دار الجوارين بالسبخة وطلبوا طبيبا لأنتزاع السهم ،فما إن أنتزع السهم حتى فاضت روحه الكريمة ، وقد اختلف المؤرخون في مكان دفنه فبعضهم يرى أنه دفن بموضع من دار الجوارين حيث أجروا عليه ساقية من ماء السبخة كي يعفوا قبره وبعضهم الاخر يرى ان أصحابه انطلقوا به الى العباسية فحفروا له في ساقية ثم أجروا عليها الماء فرآهم عبد نمطي يسقي زرعا فلما أصبح اتى الحكم بن الصلت فاخبره بذلك ودله على مكانه فاستخرجوه فجيء به فصلب هو ونصر بن خزيمة ومعاوية بن اسحاق الانصاري وزياد الهندي وبعث بالرأس الشريف الى هشام بن الحكم فأمر به فنصب على باب دمشق ثم ارسل الى المدينة حيث نصب عند قبر النبي يوما وليلة ثم ارسل الى مصر حيث طيف به هناك بعد تعليقه ثم سرقه أهل مصر ودفنوه ولم تزل جثته مصلوبة حتى أيام الوليد بن يزيد فلما ظهر يحيى بن زيد في خراسان عام 125 هجرية كتب الوليد بن يزيد الى يوسف بن عمر (إذا أتاك كتابي هذا فانظر عجل العراق فأحرقه وأنسفه في اليم نسفا والسلام )(مقاتل الطالبيين ص147 ).
لقد كان لثورة زيد أعظم الآثر في زوال حكم بني أمية وان أخفقت الثورة عسكريا فقد حققت أهدافا ومكاسبا كان من شأنها التعجيل بازاحة الكابوس الجاثم على صدر الأمة الإسلامية لعقود عجاف ، لقد سقط الإمام مضرجا بدمائه الزكية أسوة بجده الحسين وكما بقي الحسين ثلاثا ملقى في العراء بلا غسل ولا كفن بقي الحفيد مصلوبا معلقا على جذع نخلة لسنوات حتى عشعشت الفاخته في جوف قلبه ، وإذا كان الإمام السجاد قد استطاع أن يلملم شيئا من بقايا جسد أبيه الحسين ، فان الإمام زيدا لم يبق من جسده الشريف شيء يذكر، سوى رأسه الذي القي في حجر اخته (زينب بنت علي بن الحسين )فقد انزل هيكله الشريف فيما بعد ليوضع في زورق وتضرم بجوانبه النار وتذروه الرياح .
ان تمثيل هؤلاء الطغاة بجسد الإمام وجسد جده من قبل يدلل على مقدار الحقد والكراهية التي كان يمتاز بها الامويون لا سيما مع أولئك الثوار البارزين من أئمة أهل البيت فسلام على أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وسلام على سائر الأئمة ما بقي الليل والنهار .
يذكر اليعقوبي( انه لما استشهد زيد بن علي تحركت الشيعة بخراسان وكثر من يأتيهم ويميل معهم وجعلوا يذكرون الناس أفعال بني أمية وما نالوا من آل الرسول حتى لم يبق بلد إلا فشى فيه هذا الخبر وظهرت الدعاة ورؤيت المنامات وتدورست الملاحم ) (اليعقوبي 2/392) وأما المقريزي فذكر انه لما أستشهد زيد سودت الشيعة أي لبست السواد وكان أهل خراسان يعرفون بحبهم وولائهم لزيد وابنه يحيى الذي واصل مسيرة البذل والتضحية والتحدي بعد استشهاد والده زيد عندما قاد حركة مسلحة في خراسان وكان ان أستشهد وصلب في خراسان حتى إذا جاء أبو مسلم الخراساني وأنزله من على خشبته . وحينما استشهد يحيى ظل أهل خراسان يصلون الليل بالنهار بكاء عليه .لقد أحترقت الأرض تحت أقدام بني أمية جراء ثورة زيد بن علي ، حتى انهم لم يلبثوا بعدها إلا كريثما يركب الفرس صاحبه حسب تعبير الإمام الحسين في واقعة كربلاء .لقد شكلت ثورة زيد عامل دفع أساسي نحو عملية الدفع باتجاه إعلان الثورات والحركات المسلحة التي أخذت تتعاقب على بني أمية تعاقب الليل والنهار
فقد قامت ثورة عيسى بن زيد بن علي بن الحسين ضد أبي جعفر المنصور حتى كادت أن تطيح بحكمه .كما قامت ثورة محمد بن عبدالله بن الحسن المعروف بالنفس الزكية عام 145 هجرية .وكان محمد أحد المشتركين قي ثورة زيد وكان أبناء زيد عيسى وابراهيم ضمن المشتركين مع النفس الزكية (ذرية بعضها من بعض). ولما أجهز المنصور على ثورة النفس الزكية، قام من بعده أخوه إبراهيم في البصرة كما ثار محمد بن ابراهيم بن طباطبا في عهد المامون داعيا كذلك إلى الرضا من آل محمد فغلب على بلاد العراق وفرض سيطرته على الحجاز حتى ان الحسين بن علي المعروف بالافطس كان يدعو له في المدينة ، ولما مات محمد بن طباطبا بايع الناس محمد بن محمد بن زيد بن علي وكان من آثار ثورته ان ظهرت دولة شيعية في اليمن وقامت أخرى في طبرستان كما وظهر الحسن بن زيد بن محمد بن اسماعيل بن زيد بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب أيام المستعين .
الذي يقلب صفحات التاريخ وسير المؤرخين القدامى فيما يتعلق بنهضة الإمام زيد بن علي يجد ان مفردة (الشيعة) ترد في رواياتهم وتعليقاتهم المرة تلو الآخرى فهم يقولون تحركت الشيعة وسودت الشيعة وبايعت الشيعة ولا يقولون تحركت الزيدية وهذا الأمر إن دل على شيء فأنما يدل على إن مفردة الزيدية تبلورت بعد استشهاد الإمام عبر عقود من الزمن ثم أخذت مع مرور الأيام تأخذ مدلولات شتى حتى صارت تطلق على فرقة من الفرق الاسلامية التي لها مميزاتها الفكرية والعقائدية والتي تقترب من مميزات مدرسة الأئمة المعصومين تارة وتبتعد عنها تارة اخرى في بعض الفروع والتفاصيل .لم يكن الإمام زيد ومن تبعه من أئمة أهل البيت ليمثلوا خطا مستقلا بدعوتهم الى الثورة وإعلان الجهاد فدعوتهم إنما كانت تقوم على اسس ومبادئ اتفق أهل البيت جميعا على العمل بها وفي مقدمتها الرضا من آل محمد وإحلال العدل الاجتماعي والمساواة وإنصاف المظلومين .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اضواء على العمل ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الاحاديث الوارد ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الاثار العلمية ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )الحلقة الثانية ...
- الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )
- الرحيل المفاجىء لعراب الاجتثاث ...النائب احمد الجلبي
- من قتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب ؟
- وماذا عن ديكتاتورية الاخرين ؟
- اكذوبة العصر الجاهلي
- هل تتوافق الديمقراطية مع الزعامات الدينية والقومية ؟
- هل سينجح السيد العبادي في اتمام مهامه الاصلاحية ؟
- من مصلحة من يتهم المالكي في سقوط الموصل ؟
- العمامة في قفص الاتهام مرة اخرى
- ملاحظات عامة للمتظاهرين الكرام
- تحية من الاعماق لمقام المرجعية السامق
- احزاب الاسلام السياسي والتظاهرات الاخيرة
- من اخطاء العراقيين القاتلة
- هل تكمن مشاكل العراقيين في طبيعة النظام السياسي الذي يسوسهم
- ساحة العزة والكرامة بنسختها الوطنية الشاملة
- تأويلات العراقيين لظاهرة ارتفاع درجات الحرارة


المزيد.....




- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...
- النيجر: آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع نيامي للمطالبة برحي ...
- تيسير خالد : قرية المغير شاهد على وحشية وبربرية ميليشيات بن ...
- على طريقة البوعزيزي.. وفاة شاب تونسي في القيروان


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد عبدول - الثورة المهمشة (الثائر زيد بن علي بن الحسين )اعلان الثورة (الحلقة السادسة)