أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - ضد مجهول ضد الإنسانية














المزيد.....

ضد مجهول ضد الإنسانية


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5009 - 2015 / 12 / 10 - 16:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على مَن نُصوّب الرصاصَ الآن حين نودّ القصاص من سافكي الدماء على كل بقعة من أرض الله في العراق وسورية ومصر وفرنسا، ومن يدري أي أرض غدًا؟ على المجهول. لأن المجرمين أولئك لا دولة لهم يُعرفون بهُويتها؛ اللهم إلا دولة الهلاك والإرهاب والترويع، ولا لغة مشتركة يتكلمونها؛ اللهم إلا لغة الوحوش العطشى لدماء المستضعفين في الأرض، ولا عِرق موحّدًا ينتمون إليه؛ اللهم إلا عرق الضواري العاديات، ولا زيّ قوميًّا مدوّن في كتالوج التاريخ؛ اللهم إلا زي اللصوص الأسود بلون الموت، وقناع فوق الوجه كما يليق بطريدي العدالة، ولا عقيدة معروفة يتبعونها؛ اللهم إلا عقيدة الشيطان الآمر بالفحشاء والشرور والقتل، ولا فكر منتظمًا يجمعهم؛ اللهم إلا فكر الترويع والرغبة المحمومة في أستاذية العالم ووأد البراءة وقتل التراث وتشويه الجمال وإشاعة القبح، ولا ميلاد طبيعيًّا أنبتهم شأن الحضارت العريقة أو الحاضرات الجديدة، اللهم إلا ميلاد شيطاني سِفاح، ولا نسب محترمًا ينتسبون إليه أو سلف معروفًا نعود إليه لنعرفهم، اللهم إلا نسب الشيطان عدو الخير، علينا إذن أن نصوّب الرصاص "ضد مجهول”. مجهول الهوية واللغة والعِرق والزيّ والعقيدة والفكر والميلاد والنسب والسلف.
وعلى من يُصوِّب أولئك المجرمون رصاصَهم؟ على العراقيين أم على السوريين أم على المصريين؟ على الغرب أم على العرب أجمعين؟ على المسلمين؟ أم على غير المسلمين؟ على المؤمنين الأبرار أم على الملحدين؟ على المتمردين أم على المسالمين؟ على الساسة أم على المفكرين؟ على البسطاء أم على الفنانين؟ على الأغنياء أم على المعوزين؟ على الأطفال أم على النساء أم على المسنين؟ الحقُّ أن تلك العصبة الشريرة قد ألحقت الموت ومارست فصل الرؤوس عن الأعناق ضد كل ما سبق من فصائل بني الإنسان. وإذن، يصوّبون الرصاص "ضد الإنسانية" كاملة.
حينما انضممتُ لكتيبة موقع 24 الإمارات قبل عام ونصف العام، كان قد بدأ يتشكّل ذلك الكائن العشوائي المسمّى: “داعش". وكان الناس مازلوا حائرين في تلك الحروف الأربعة وكيف تكونت وماذا تعني اختصاراتها. ولهذا فكرتُ في أن أستهلّ كتابتي هنا بمقال عن ذلك الوليد الأشوه ابن السفاح. لكنني عدلتُ فورًا عن رأيي و"استخسرتُ" مساحة المقال في وليد ولِد ميّتًا، كما كنتُ أظنُّ وقتها، لفرط تفائلي وثقتي في ذكاء العالم وقوته وحتمية قضائه على الإجرام الممنهج. ويومًا بعد يوم، بدأ المسخُ الشرير في النمو والانتشار، أمام عيون العالم العمياء، وعلى مسمع من آذان الدنيا الصمّاء، ودون أن يطرف جفن للهيومان رايتس ومنظمات حقوق الإنسان حول العالم. ربما فكّروا كما فكرتُ انا في أن داعش عمرها قصير، لن تلبث أن تموت في صمت كما ولدت واستقوت في صمت وفي غفلة من يقظتنا.
كتبت بعد ذلك عدة مقالات حملت عناوين: “هل يعرف الداعشيون جبران؟"، "أستاذية العالم الداعشية”، " أيها الشيطان، قرّ عينًا"، "داعش أم دولة الإسلام أم عمعيص؟"، "-داعش أم الرسام الدنماركي؟"، "العالم في مواجهة داعش"، "ثقافة الحياة وثقافة الموت"، " أصول داعش في جذور مصر"، "قل داعش ولا تقل ISIS”، وغيرها من المقالات. لكن العالم على صمته، وقوى الشر تستفحل. والآن على كل إنسان فوق هذا الكوكب أن يعلم أن الخطر واقفٌ على ناصية شارعه وبعد برهة سوف يطرق باب بيته. على ستة مليار إنسان فوق هذا الكوكب أن يتوحّدوا ضد هذه العصبة البربرية التي تود تقويض البشرية بكاملها ركضًا وراء حلم أستاذية العالم وشهوة في ارتشاف دماء البشر. تحرّك أيها العالم، وانتفضوا أيها الصامتون. الموت يقف على أبواب الجميع.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة وخلط الدين بالسياسة
- حكاية الرجل الشرير
- في ذكراها الأولى: صباح الخير يا صبوحة
- إنهم يكرهون المادة 53
- الشاعر والبرلمان... الطيارة والقطار
- مشاهداتٌ من دفتر الانتخابات
- الشارع لنا... يا مسز نظيفة!
- خيط رفيع بين الضحية والإرهابي
- سقطة الكردوسي
- صوتُ الرئيس ونفيرُ البارجة
- طفلٌ أصمّ في الجوار
- هَدْرُه علَّمَ الجشَع
- أصل الحدوته
- مصر زعلانة منك
- شاهدْ الهرم... ثم مُتْ
- مَن كان منكم بلا إرهاب، فليضربنا بحجر
- محاضرة من القرون الوسطى
- تعليم خفيف الظل
- أيوا مصر بتحبك
- السيسي وحده لا يكفي!


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - ضد مجهول ضد الإنسانية