أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - خالد الكرنكاوي - حزب العمال ..تنظيم يساري زلزل مصر














المزيد.....

حزب العمال ..تنظيم يساري زلزل مصر


خالد الكرنكاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 23:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


توافق في يوم 8 ديسمبر ذكرى تاسيس حزب العمال الشيوعي المصري الذي راي النور في مثل هذا اليوم عام 1969، وسجل وجوده واقعا ثوريا جديدا في مصر
قدم حزب العمال طرحا جديدا لأفكار اليسار في مصر ، حيث قدم أول معارضة يسارية متماسكة لمشروع 23 يوليو 1952 التي وصفها في ادبياته بالحركة ، كما صنف حكمها في حقبتها الناصرية بأنها "راسمالية دولة "، وذلك على عكس ما كانت تقدم به نفسها ويصفها به حلفاءها من اليسار الحدتاوي (نسبة الى حدتو ) بأنها اشتراكية او جماعة اشتراكية في السلطة ، او نمو لاراسمالي ، ووصفت الطبقة الحاكمة بانها تمثل "البرجوازية البيروقراطية" وتمسكت بتحليل أن البرجوازية البيروقراطية هي التي تقود المجتمع الراسمالي المصري حتى بعد صعود الراسمالية الطفيلية في الحقبة الساداتية
تاثر حزب العمال بافكار اليسار الجديد في العالم كله ، ولم تخل توجهاته من لمسات وجودية وملامح غير متبلورة من افكار ثورة الطلبة في اوربا ، كما تمرد على النموذج التقليدي الدائر في الفلك السوفيتي ، وقد احتارت أجهزة الأمن في تصنيفه وقتها فكانت تتصور منطقيا أن توجهاته صينية ، لكن واقع الحال ان الحزب كان رافضا للتجربتين السوفيتية والصينية
.ضم الحزب كوادر سياسية وثقافية لامعة ، كان بينها الرفيق خليل كلف (صالح محمد صالح)، والرفيق صلا العمروسي ، اللذان رحلا عن عالمنا الشهر الماضي وكان يصدر مجلة ثورية مشتعلة الحماس اسمها "الانتفاض" اسبوعيا كان يتم توزيعها مجانا في مختلف ربوع مصر
اتخذ حزب العمال موقفا جذريا في الصراع العربي الاسرائيلي ، حيث رفض الاعتراف بالكيان الصهيوني تماما ن وتحت اي صيغة معتبرا انه كيان استعماري وتوسعي ومصطنع ، ومؤمنا أن الحل الوحيد هو تفكيك هذا الكيان واقامة دولة فلسطين الديمقراطية العلمانية على اراضيه. وقد تمرد حزب العمال في هذا على التراث السوفيتي والكوريللي (نسبة الى هنري كوريل)والاممية الدولية ، وقد اجتذب بموقفه هذا تعاطف واسع ، من جهة لأنه تجاوز خطيئة الحركة الشيوعية الثانية الكبرى حين وافقت على قرار التقسيم وسارت في ذيل السوفيت والدول الاشتراكية التي اعترفت بدولة اسرائيل (وبعضهم دعمها) ، ومن جهة ثانية لأنه بلور الموقف الوطني المعادي لاسرائيل والحالم بتحرير ارضه واسترداد كرامته بعد 1967، ومن جهة ثالثة لأنه تجانس مع كل موقف اليسار العربي والفلسطيني الجديد المعادي بقوة للامبريالية والصهيونية والذي اعتبر ان شعوبنا العربية دفعت الثمن غاليا لهيمنتها وسياساتها
لعب حزب العمال دورا رياديا في صفوف الحركة الطلابية في السبعينات ، ورفعت كوادره في مظاهرات الطلبة وفي المجلات الحائطية بجامعات القاهرة وعين شمس و الاسكندرية واسيوط وبعض المدارس الثانوية ، ولمع في صفوفه قادة طلابيين تاريخيين مثل الراحلين صلاح يوسف (جامعة اسيوط) وعبد الحكيم تيمور الملواني (جامعة الاسكندرية) شعارات الدعوة الى حرب التحرير الشعبية طويلة المدى على النمط الجيفاري (امريكا اللاتينية) او الفيتنامي ، واتخذ موقفا ثنائي من حرب اكتوبر ، فقد حيا الروح الوطنية النبيلة وتضحيات الشعب المصري في الحرب ، لكنه تنبأ منذ يومها الأول بانتهاءها الى تسوية امريكية اسرائيلية مذلة ومفروضة عل الشعب المصري ، وتبلور موقف الحزب في مقال كتبه الرفيق صالح محمد صالح (خليل كلفت) بعنوان (ليس كل مايلمع ذهبا) ، ونشره في الايام الاولى للحرب
واصل الحزب معارضته الشرسة لكل فصول التسوية الامريكية الاسرائيلية مع مصر ، بدءا من مباحثات الكيلو 101 ومرورا بفك الاشتباك الأول والثاني وزيارة السادات للقدس ونهاية بكامب ديفيد والمعاهدة المصرية الاسرائيلية عام 1979
، على الصعيد الاجتماعي ، التحم الحزب بالحركة العمالية وقاد نضالات اضرابية ومطلبية في حلوان وترسانة الاسكندرية والمحلة ومجمع الالومنيوم
وتبني شعار ان الثور القادمة في مصر يجب ان تكون اشتراكية (عكس مدارس يسارية اعتبرت الثورة القادمة برجوازية وطنية ديمقراطية) ، وتبني فكرة تشييد تحالف مع البرجوازية الصغيرة
مثل الحزب ، الكتلة الاكثر تماسكا في حركة اليسار الجديد ، اوما يسمى بالحركة الثالثة ، وتعرض بوضعه هذا ككمثل للتيار الرئيسية فيه لحملات بوليسية متواصلةحيثلى تخطي ، اعتقل المئات من كوادره بشكل دوري ، كما تعرضوا للفصل من الجامعات واماكن العمل المؤثره ، وكان الحزب هدفا دائما للترصد والمتابعة الأمنية
اختفى الحزب من المشهد السياسي بشكل تنظيمي وفعلي في نهاية الثمانينات لعدة اسباب ، منها تاثير الحملات الأمنية المكثفة عليه بمالايتناسب مع حجمه المحدود وعدم قدرته على تخطي ظروف الولادة، ومنها صعود اليمين الديني الجارف والذي كانت اولى مهامه استئصال اليسار من الجامعات بالسنج والمطاوي وزجاجات المياه الحارقة بدعم من الاجهزة الأمنية الى الحد الذي وصل الى قيام الجماعات الاسلامية بمحاولة لاغتيال الراحل صلاح يوسف ورميه في الشارع بعد تلقيه عدة طعنات ، وايضا بسبب تكتيكات الحزب الانعزالية والتي تركز على انكفاءه التنظيمي وتبالغ في التحرز الأمني بما اعاق تفاعله مع الشارع



#خالد_الكرنكاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- متى تتوقعون الهجوم على رفح؟ شاهد كيف أجاب سامح شكري لـCNN
- السعودية.. القبض على شخصين لترويجهما مواد مخدرة بفيديو عبر و ...
- مئات الغزيين على شاطئ دير البلح.. والمشهد يستفز الإسرائيليين ...
- بايدن يعلن فرض الولايات المتحدة وحلفائها عقوبات على إيران بس ...
- لماذا تعد انتخابات الهند مهمة بالنسبة للعالم؟
- تلخص المأساة الفلسطينية في غزة.. هذه هي الصورة التي فازت بجا ...
- شاهد: لقطات نشرها حزب الله توثق لحظة استهدافه بمُسيرة موقعًا ...
- ألمانيا تطالب بعزل إيران.. وطهران تهدد بمراجعة عقيدتها النوو ...
- مهمات جديدة أمام القوات الروسية
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - خالد الكرنكاوي - حزب العمال ..تنظيم يساري زلزل مصر