أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سهيل حسن سرور - الانتفاضة التي تجعل حياة المعتدلين صعبة















المزيد.....

الانتفاضة التي تجعل حياة المعتدلين صعبة


سهيل حسن سرور

الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 12:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الانتفاضة التي تجعل حياة المعتدلين صعبة
ملاحظات على المقالة المنشورة في جريدة الايام الثلثاء 08/12/2015 تحت عنوان (مسؤولية المجتمع الفلسطيني في حماية الاطفال )

لولا ان المقالة المشار اليها اعلاه قد تضمنت بعض العبارات والسياقات الملتبسة لاعتبرناها مقالة عامة عامة تندرج في اطار المقالات الساعية للدفاع عن الطفولة والاطفال في المجتمع الفلسطيني الخاضع للاحتلال . ولكن للاسف تضمنت المقالة بعض الاشارات والعبارات والاسطر مما لا يخدم دوافع كاتبها في الدفاع عن الانتفاضة الراهنة البطولية وعن قضية الاطفال ايضا . فقد ورد في المقالة الاشارة اليها قيام ( الاطفال بعمليات الطعن والقتل ) و ( منازلة الجنود والمستوطنين او اي اسرائيلي باعتباره رمزا للاحتلال مستخدمين حجرا او سكينا او مقصا او زجاجة او مفكا ...) مما يشير الى انه ينتقد مشاركة الاطفال في الانتفاضة الحالية التي هي انتفاضة "السكاكين " .
مما نفهم منه انه يتوجب علينا منع وعدم تشجيع الاطفال للمشاركة في هذه الانتفاضة التي تستخدم عنف (الطعن بالسكاكين ) او غيرها من الادوات .
وحساسية المقالة انها تاتي في مناخ سلبي يسود وسط حفنة من "المثقفين " والصحافيين الداعين بصورة اكثر جراة من المقال المشار اليه الى اتخاذ موقف سلبي من الانتفاضة من خلال التشكيك بجدواها السياسية والحرص على تضحياتها التي يجب ان لا تذهب هدرا او من خلال الحرص على " الوضع النفسي " للاطفال المنخرطين بها الخ من شتى الادعاءات التي تنم عن فقدان الثقة بطاقات وكفاح شعبنا الفلسطيني وحجم الاحباط السائد وسط هذه المجموعات .
وتبرز هذه الظواهر السلبية في ظل استمرار سيادة التيار المعتدل في السلطة الوطنية الفلسطينية وضعف تاثير التيارات اليسارية المشاركة والمنخرطة في السلطة والواقفة عمليا على ارض برنامج اوسلو ومدريد مما يشل ارادتها ويفقدها اي دور او صوت مستقل حقيقي .
لقد راينا في بداية الانتفاضة حجم التشكيك في قدراتها واهدافها والمنخرطين بها من جانب اعلام السلطة الفلسطينية والاقلام التي تدور في فلكها . بل ان السلطة ذهبت بعيدا عندما ارسلت تطيمنات عديدة لحكومة العدو بقدرتها على ضبط الانتفاضة وقمع محاولات توسيعها .
هذا هو المناخ السلبي الذي يعبأ الناس بالشكوك وغياب اليقين ومراقبة الاحداث بسلبية بدلا من المساهمة والمشاركة الايجابية كل من موقعه .
ان المقال المذكور لا يطالب علنا بوقف الانتفاضة . واعتقد ان كاتبه لا يمكن ان يقول ذلك صراحة . ولكن الالتباسات السابقة الذكر تنتهي الى هذه النهاية السلبية للاسباب التالية :
1-اولا : لا يوجد هناك ظاهرة ذات خطر معين تتمثل في مشاركة الاطفال في العنف الجاري في الانتفاضة . حيث ان الفئة الاجتماعية المركزية والتي تشكل العمود الفقري للانتفاضة هي فئة الشباب من عم 16-25 سنة . ويندر مشاركة الاطفال الاصغر سنا من الفئة العمرية الاقل من 16 سنة كما تدل كافة المشاهدات والتقارير والاحصائيات عن هذه المسالة بما فيها مؤشرات اعداد الشهداء


والجرحى والمعتقلين . اي ان عمود الانتفاضة ومركزها ليس الاطفال . والاطفال ما زالوا عمليا خارج دائرة المشاركة الحقيقية في اعمال المقاومة الجارية .
2- العبارات والاسطر الواردة في المقال تخلط بين الاطفال والشباب لتنتهي الى موقف سلبي من المشاركة في انتفاضة "السكاكين " كما هو واضح في المقتطفات اعلاه . ولو كانت القضية هي قضية الدفاع عن الاطفال لركز الكاتب على اهمية دعم الانتفاضة التي يقوم بها الشباب عمليا لانها وغيرها من اوجه الكفاح الوطني الفلسطيني ستوفر شرطا جيدا لحماية الطفل الفلسطيني . ولكن السياق السياسي كما قلت ينطوي على سلبية ما من هذه الانتفاضة . ربما لانها " عنيفة" ولا " تتناسب مع المواجهة غير المتكافئة مع المحتل " الخ ؟؟
ولا بد هنا من تذكير الكاتب بالملاحظات التالية :
1-فئة الشباب هذه كانت دائما وفي كل الانتفاضات السابقة الفئة الاكثر مشاركة في الاعمال والانشطة الوطنية ضد الاحتلال بغض النظر عن خصائص وسمات كل انتفاضة بعينها .
2-شكلت هذه الفئة وعلى مدار التاريخ الطويل للثورة الفلسطينية المعاصرة بما فيها الكفاح المسلح منذ 1967 وحتى اتفاقيات اوسلو ومدريد الفئة الاجتماعية الاوسع مشاركة في صفوف العمل القتالي والجماهيري . وشكلت بالتالي النسبة العددية الاكبر في عضويات كافة الفصائل والمنظمات الفلسطينية . بل يجب تذكر ان اعمار قادة الفصائل الفلسطينية عن انطلاقتها بعد 1967 كان ضمن الفئة الشبابية 20-30 سنة .
3-لعبت هذه الفئة الاجتماعية دورا محوريا مميزا في بعض المعارك الوطنية والعسكرية . واحيل الاخ مهند الى الدور البطولي الحاسم لمقاتلي مخيم عين الحلوة بعد اجتياح 1982 والذي تميز بصغر سن المقاتلين 12-18 سنة والذين استخدموا سلاح الار بي جي كسلاح اساسي لمقاومة الدبابات الاسرائلية التي انسحبت على عقبيها بعد قتال شرس وضار .
4-ان مشاركة هذه الفئة في اعمال المقاومة ضد الاحتلال واللجوء للعنف كما هو حاصل اليوم من خلال حرب الطعن بالسكاكين والدهس وغيره من الاشكال العنيفة انما ينبع اساسا من حجم الاستفزاز وتراكم ردود الفعل على السياسات والممارسات الوحشية والدموية الاسرائيلية . انظر الى وحشية اسرائيل في العدوان على غزة او في حرق عائلة دوابشة واعمال المستوطنين المنفلته من عقالها والاستفزات ضد الاقصى والتدابير الخصوصية ضد سكان القدس . هذه السياسات العدوانية اليومية والمستمرة هي التي راكمت لدى الشباب هذا المخزون الكبير من العنف . وهي التي ادت وتؤدي الى الرد العنيف على الاحتلال في ظل عدم امكانية استخدام الاساليب العسكرية بسبب توازن القوى الحالي . وبسبب اتهاء مسيرة التسوية السياسية الى هذا المستنقع الرهيب من الذل والهوان .
ان الاعمال الجماهيرية العفوية هي رد فعل على العدوان والظلم والقهر . وحال يستمر الاخير تستمر الانتفاضة ورد الفعل الوطني حتى ولو لم تكن هذه الاعمال مسلحة بالوعي والتنظيم . الاحتلال يولد المقاومة . ولن يستطيع احد ان يوقف هذه الاعمال التي تنبثق كالبركان . فسياسة العدو القائمة على الاستمرار في ادارة الظهر للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وغياب اي استعداد من اي نوع كان لتقديم اي تنازلات مهما تكن للشعب الفلسطيني بل وتوسيع قاعدة السياسات العدوانية بمزيد من الاستيطان ومصادرة الاراضي والبيوت واقتلاع الناس من مدنهم وقراهم وبيوتهم سوف يعني اننا امام مرحلة طويلة من الكفاح واعمال المقاومة بكل الاشكال المتاحة .
5-ان الاحتلال لوحده هو المسؤول الرئيسي عن تدمير وتشويه المجتمع الفلسطيني . وهذا التدمير يشمل كافة الطبقات والفئات الاجتماعية الخاضعة للاحتلال بما فيها فئة الاطفال . ومن الطبيعي ان يكون هناك مؤسسات ومراكز ومنظمات متخصصة ومعنية بالدفاع عن الاطفال والطفولة والاستفادة
من كافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية الخاصة بالاطفال . الا ان هذه القضية الخاصة لا يمكن نزعها عن السياق العام للكفاح الفلسطيني من اجل حل المشكلة المركزية والاكثر محورية وهي سبب هذا الدمار والتشويه اي الوجود الاحتلالي نفسه . وبدون توجيه ضربات مؤثرة وتعديل موازين القوى ضد الاحتلال لا يمكن الحديث عن حماية الطفولة وغيرها من القضايا التي تتبع القضية الام .
ولذلك قلت في البداية ان تطوير الانتافضة الحالية ودعمها بكل الاشكال سيوفر شرطا موضوعيا للدفاع عن قضية الطفل في المجتمع الفلسطيني .
6-ان الواجب الوطني اليوم ازاء الانتافضة العظيمة هو دعمها وتطويرها وتوسيع قاعدتها الاجتماعية والشعبية وتسليحا بالوعي والتنظيم . الواجب الوطني يقتضي تعزيز الثقة بالمقاومة البطولية وبتضحيات ابناء شعبنا التي تزلزل اليوم الارض تحت اقدام المحتلين .
فهذه الانتفاضة رغم عدم شموليتها الا انها اربكت العدو سياسيا ووضعت علامات استفهام كبرى حول قوة اجهزته العسكرية والامنية ودبت الذعر داخل المجتمع الاسرائيلي . ومن المبكر الان رصد كامل التاثيرات العميقة لهذه الانتفاضة العظيمة على المجتمع الاسرائيلي بسبب استمراريتها وتفاعلاتها .
وما يجب ان نعترف به هو تاثيرات هذه الانتفاضة على الوضع الفلسطيني الداخلي . ونشير هنا الى جانب هام من هذا الموضوع هو حجم الارباك الذي تعيشه السلطة الفلسطينية جراء استمرار اعمال المقاومة وفشلها في وضع حد لها . فقد حاولت تهدئة الاوضاع بل ولجأت في بعض الاحيان الى قمع الداعمين والمتعاطفين معها . لا شك ان استمرار الانتفاضة يجعل حياة المعتدلين صعبة والحال ان السلطة بقيادة ابو مازن قد ذهبت الى اكثر من الاعتدال . وبات جميع من تبقى ممن يؤيدون خط ابو مازن داخل السلطة وخارجها في مازق كبير . ان الانتفاضة تعنق هذا الفرز الداخلي بين خط الكفاح الوطني الديموقراطي الساعي لدحر الاحتلال وبين خط الاعتدال المتهالك الايل للسقوط .
ان دعم الانتفاضة يعني دعم الامل والثقة بقدرات شعبنا ومساندة المنتفضين الابطال الذين باعمالهم وتضحياتهم يحفرون مجرى حقيقي للامل الوطني واللكرامة الوطنية ولنيل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني . انهم يدافعون عن كل واحد منا . فلا اقل من ان نقدم لهم الدعم والمساندة بدل السلبية والتشكييك ببطولاتهم .
وحتى لا ياتي يوم ينقض فيه هذا الفصيل او ذلك على نتائج هذه الانتفاضة ليضع ثمارها في رصيده الخاوي يتوجب اعلاء الدعوة لمزيد من الوعي وتنظيم الصفوف خلف هذه المقاومة الباسلة .
ان الوحدة الحقيقية للشعب الفلسطيني تنبثق في اتون هذه المعارك . فلتتكاتف الايدي لتعزيز مثل هذه الوحدة وكفانا جريا وراء اوهام الوحدة الفصائلية الفئوية التي تجاوزتها الاحداث وكشفت عقم محتواها السياسي كاطار للمحاصصة الفصائلية الدائرة في نفس الخط السياسي خط اوسلو ومدريد . خط التخلي عن الميثاق الوطني الفلسطيني والاعتراف المجاني المذل بشرعية اسرائل . لتكن هذه الانتفاضة مقدمة لاعادة الاعتبار للخط الثوري للكفاح الوطني الفلسطيني . فاذا كانت اوسلو ومدريد قد دمرت اسس الميثاق الوطني الفلسطيني ودمرت معها منظمة التحرير الفلسطينية فالواجب يقتضي استخدام سلاح النقد لتصفية الحساب مع كامل المرحلة التي سيطر فيها الفكر والسياسة الانهزامية ومن اجل رد الاعتبار لوهج الثورة والقها وشهدائها وجرحاها واسراها .



#سهيل_حسن_سرور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاضة الراهنة وللاسئلة المتكررة
- من اجل حملة عالمية لانقاذ غزة
- تقييم حرب غزة


المزيد.....




- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سهيل حسن سرور - الانتفاضة التي تجعل حياة المعتدلين صعبة