أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قحطان محمد صالح الهيتي - حكايات (أبو طه)














المزيد.....

حكايات (أبو طه)


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 10:43
المحور: سيرة ذاتية
    


لم يكن يجيد القراءة والكتابة،ولم يكن كاتبا ولا شاعرا، ولا فنانا، ولاعالما، ولم يكن شيخا ولا مختارا. لم يكن ياسين إبراهيم حمادي الجمعة المحمدي الهيتي(أبو طه) واحدا من هؤلاء، ولكنه ترك في قلوب الهيتين الذين عاصروه الكثير من ذكريات ذلك الزمن الجميل؛ فله مع الأحداث قصص وحكايا ونوادر، لا يتسع المجال لذكرها لأنه كان سريع البديهة واسع الخيال، ولكني سأذكر منها حكايتين كنت شاهدا عليها.
-
في الحكاية الأولى: (حكاية عنزة غاندي وعنزة ياسين)، وفيها يثبت لنا أنه عالم ببعض أمور السياسة ورجالاتها ،وأنه معتز بنفسه وليس بمنزلة أو مكانة أقل من الزعماء والرؤوساء .
-
في يوم من أيام الصيف، دخل (أبو طه المقهى) كعادته متبخترا رافعا رأسه، ملوحا بيديه، وخلفة (عنزة).تصدر على أحد التخوت في وسط المقهى وربط عنزته به، وحين قال له المرحوم شريف عبيد:(أبو طه) هذه مقهى لراحة البشر لا للماعز، أجاب على البديهة وبصورة تلقائية ومن غير تفكير: (خو عنزة غاندي مو أحسن من عنزة ياسين؟).
-
ولا بد من الإشارة إلى أن عنزة غاندي هي اشهر عنزة في التاريخ؛ تلك العنزة التي رافقته في حله وترحاله، واعتاش على حليبها عندما قاد شعبه في مقاومة سلمية قوامها عدم التعامل مع الإنكليز، ومقاطعة بضائعهم. وما هي إلا سنوات عدة حتى رضخت بريطانيا إكباراً لهذا الرجل الذي خلّده التاريخ ، وشاع القول "إن عنزة غاندي قلّمت أظفار الأسد البريطاني".
-
أما الحكاية الثانية، فهي حكاية حبه وولعه بالأرض، وبأن تكون له واحة زراعية صغيرة.وقد صرف كل ما جناه في حياته من مال من أجل تحقيق هذا الهدف ، وازدادت رغبته في ذلك بعد أن تعاقد صديقه (المناكد له) قدوري جاسم عرب على ارض زراعية في (عين أبه) على طريق هيت-كبيسة.
-
في اليوم الذي احتفل فيه قدوري بتشغيل مضخة بئره أقام لنا- نحن من ساعدناه في مديرية الزراعة- وجبة عشاء في تلك المنطقة وكان (عگيد) الجلسة (أبو طه). في ذلك اليوم اقسم أبو طه بأن يقيم لنا وجبة أحسن من وجبة (غريمه) قدوري في مزرعته؛ فقبلنا الدعوة . و عندما دعانا (أبو طه) كانت مزرعته (ارضا) على الخارطة فقط.
-
عاونا (أبو طه) في إجراءات التعاقد ، ووقع العقد. وبدأت المعاناة، بحفر البئر، واستمر بالحفر بكل الأدوات و شتى الطرق ولم يصل الى مستوى المياه الجوفية في المنطقة ، فما كان عليه إلا أن يذهب الى المرحوم الشيخ صبحي الهيتي قائلا له:" شيخ تقول أن الأرض سبع طبقات وأنا حفرت سبعين طبقة ولم يخرج الماء، شنوأسوي؟" عندها ضحك الشيخ ودعا له بتحقيق غايته.
-
ومع هذا لم ييأس (أبو طه) فاشترى مضخة الماء، ونصبها ووفرالوقود اللازم لتشغيلها،وحيث أنه التزم تجاهنا بوجبة عشاء في مزرعته عند تشغيل المضخة؛ فقد برَّ بوعده فكانت الدعوة في ليلة مقمرة من ليالي خريف هيت.وصلنا (مزرعة) أبو طه وبدأ (بالشوي) ، وشغل (الماطور) ووخرج الماء، عندها بدأ يهزج ( بيرنا مايه حلو على عناد قدوري). انتهت الليلة بفرح غامر وذكريات جميلة لا تنسى عن تلك الليلة.
-
لم تنتهِ القصة بتلك الليلة عند هذا الحد، فبعد أيام ورد الخبر من جهينة بأن الماء الذي كان في بئر (أبو طه) يوم الوليمة ماءً فراتا وصله بسيارتين حوضيتين من سيارات بلدية هيت وأن بئره بدون ماء .
-
هذه حكايتي عن ( أبو طه)، وهناك الكثير منها أتمنى ممن يعرف منها شيئا أن يذكره ، لتبقى ذكرى هذا الرجل الطيب خالدة في قلوب من عرفه ومن أحبه.



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في وثيقة
- كرهتُ السينَ والشينَ
- ويبقى الكلام صفة المتكلم
- علم من مدينتي، جاسم محمد أمين الهيتي
- منيين جتنا هالمكينه؟
- لكي لا ننسى (عانه) و(راوه)
- فجر الگرمة وليل الإعلام
- علم من مدينتي محمود شكر محمود الجبوري
- ما لم يذكر عن كامل الدباغ
- معلمنا الإنسان حسن صالح ورشان
- هكذا قال مدني صالح: لتسقط الكتابةُ بعدَك يا صباح
- خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني
- النقطة التي قتلت رجلا
- متى نترنى كما ترنى الترنبول ؟
- تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي
- (الچلبيون)
- علم من مدينتي بديوي خلف الندا
- علم من مدينتي شريف عبيد عبد الغني
- منظمات المجتمع المدني ودورها في الرقابة السياسية في العراق
- علم من مدينتي الدكتور مهدي صالح حنتوش الهيتي


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قحطان محمد صالح الهيتي - حكايات (أبو طه)