أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انور الموسوي - تجارة الكبار.....روسيا تطلب المزيد















المزيد.....

تجارة الكبار.....روسيا تطلب المزيد


انور الموسوي
مهندس كاتب وصحفي

(Anwar H.noori)


الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 08:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في 23/10/2015 كان للرئيس الروسي خطابا امام منتدى فالداي في سوتشي. حقيقة هذا الخطاب استوقفني كثيرا لدرجة اني نسخته ووضعته في ملاحظاتي لأرجاعه بين الحين والآخر اكثر ما اسوتقفني في خطابه والذي سأصوغ مقالي وبحثي حوله هو: 

قال (( ان انتهاء الحرب الباردة ادى الى نهاية الايدلوجي لكن الجدل الجيوسياسي لم ينته، لأن لكل الدول مصالحها الوطنية القومية))


(( مازلنا نرى اليوم محاولات لفرض الهيمنة العالمية، بما يؤدي الى الإخلال بالتوازن الدولي، وهذا يعني ان المنافسة العسكرية يمكن ان تخرج عن نطاق السيطرة، مما يعني تزايد النزاعات الحدودية، حيث تتصادم مصالح الدول الكبرى او التحالفات الكبرى)).

(( كما حذر....ان المناعة ضد الحرب التي اكتسبتها الإنسانية بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية قد بدأت تتلاشى.....وللأسف فقد صار شائعا استخدام المصطلحات العسكرية في شتى المجالات الاجتماعية، فهناك الحروب التجارية حرب العقوبات وغيرها مما يتم تداوله في وسائل الإعلام)).

قال ايضا 

(( نرى ايضا كيف تجري عملية تشكيل تحالفات اقتصادية غير شفافة.وبسرية تامة، وذلك لغرض واضح، وهو اعادة هيكلة الاقتصاد العالمي لتعزيز الهيمنة وفق المعايير الامريكية التجارية والاقتصادية وغيرها محذرا [من ان تشكيل هذه التحالفات الاقتصادية من قبل اللاعبين الأقوياء لن يجعل العالم اكثر امانا، بل سيزرع الغاما، وتربة خصبة للنزاعات القادمة] انتهى كلامه.))

بعد هذا الخطاب يظهر جليا التلويح الروسي على عدم ترك خارطة التقسيمات دون محاولة فرض الوجود على الساحة من الجانب الروسي واظهار دور النفوس الرحيمة ورسل السلام للدول التي يتم الان تقاسم ارثها.دون التوغل بالنص التفصيلي او التحليلي للخطاب ولكل جملة وقفت عندها اود ان استرسل بالقراءة الموضوع بصورة شمولية وبطريقة عكسية اي بطريقة الرجوع للوراء لأن في خطاب الرجل ذاكرة تحمل الماضي في قراءته للوقائع الآن ولم يكن مخطئ بها بل تكلم عن وعي ودراية في ظروف الواقع الراهن وانعكاس التشابه للماضي مع واقع ازماة اليوم ففي ذاكرة بوتين خزين استرجاعي لماحصل سابقا واعادة انتاجه الان.

الاستراتيجية الأمريكية الواضحة في التعامل مع دول المردود المالي وطرائق استخدامها في ابقاء جزء من النبض يعمل دون اعطاء كامل الحياة كما دون التخلي واعلان حالة وفاة الدولة التي تحت رعايتها. هكذا تعمل امريكا دائما مع شركائها كما يشير بوتين في نص اخر ليقول (( ان امريكا تفرض العقوبات والغرامات حتى على من تسميهم حلفاءها ، متسائلا: هل يمكن التعامل بهذه الطريقة مع الحلفاء ؟ كلا بهذه الطريقة يمكن فقط التعامل مع التابعين الذين خرجوا عن نطاق السيطرة ويعاقبون لهذا السبب)).

اضعاف المناخ العسكري والبنية الاساسية للعراق وسوريا على ايدي تجار الصفقات ادخل بوتين مرغما في وضع نفسه كشريك بالعمل مع المتنافسين كي لاتضيع حصصه بين الحصص كدخول القوة الروسية ابان ضعف الإمبراطورية العثمانية الطامحة الى مواقع استراتيجية لها في تلك الدولة. والتي اجبرت العثمانيين على توقيع اتفاقية ( كوجك كنارجي) عام 1774 والتي اسست للنفوذ الروسي في منطقة البلقان التي كان من نتائجها 

* اسست للنفوذ الروسي في منطقة البلقان.

* تنازلت الدولة العثمانية عن شبه جزيرة القرم لروسيا. 

هنا دخلت الدول الأوربية لمنع روسيا للانفراد بالدولة العثمانية كما يحصل الآن لكن بطريقة تلائم الصدام الحضاري وبشكل معكوس بالتدخل الروسي وليس الأوربي. 

هنا تظهر بشكل جلي وواضح طبيعة الصراعات الدولية او مايسمى سياسة الحفاظ على التوازن الدولي وهو مايريده بوتين فعلا من خلال عملياته الحالية.


لعبة التقسيم الحديثة القديمة كما كثرة الدعوات في اوربا على اقتسام الدولة العثمانية وانهاء حالة التنافس والصراع على اراضيها. بعد استحالة هذا التقسيم وامكانيته الان. ونتيجة لسياسة توازن القوى الذي يشير اليها بوتين مرارا في خطابه بل حتى في جوهر عملياته سيكون التنافس شديد بالحصول على مزيد من الامتيازات والطرف الرابح هو الطرف الذي يستطيع اقناع اصحاب الويلات بالقبول بالعروض! وهنا تبرز مشكلة العراق دون سوريا اذ ان امريكا لم تترك العراق دون ضمانات ضعف ولا وثائق هيمنة فأتفاقية الإطار الاستراتيجي التي صفقنا لها جميعا ولم نكن نعرف ابعادها ضمنت لامريكا حق التسيد بالقرار دون الدخول بالتفاصيل وامكانية تقويض خيارات العراق العسكرية والسياسية الى ابعد الحدود عكس الوضع السوري المختلف شكلا ولكن ليس مضمونا. 

بوتين الان امام خيارات داخلية صعبة ويريد فرض فقط سياسة التوازن الدولي في الاستحقاقات في الاراضي الرحبة للتنافس الدولي. كحال الدولة العثمانية سابقا اذ لا مسيطر وحيد على الساحة هذا مايريده بوتين الان وادامة صراع المعركة يصب بمصلحة جميع المتنافسين فيما اذا نصبت الطاولة الدبلماسية السرية لأقتسام المشروع واخذ المستحقات. بلا داعش الوهم كما يعبر عنه بوتين او مع داعش فهذا الصراع لايعنيه بقدر ماتعنيه الآن سياسة التوازن للاعبين الكبار.شركاء التأريخ يعيدون نفس سيناريو الامس والغرابة انه متشابه جدا في التصرفات والمفاوضات والتقسيمات الفرق فقط في الآليات المتبعة.فلا امريكا ستسمح بانهيار العراق بالجملة من قبل اي اي طرف وستحافظ على وضع الرجل المريض دون موته لاستمرار ادامة زخم التنافس القسري ولا روسيا ستسكت عن عدم شمولها بصورة اكبر بالربح الدولي الرائج على هذه الاراضي. 

اي تدخل روسي سيصحبه تدخل امريكي غير مباشر مساوي له بالشدة مغاير بالاتجاه لكبح جماح التمدد الروسي كما حصل في معاهدة ( سان ستيفانو) وتدخل الدول الأوربية لمنع انهيار الدولة العثمانية عند توقيع معاهدة برلين 1878 ولا الجانب الروسي سيقف مصطفا مع المترقبين حول التقاسم الحاصل والذي نتائجه ضئيلة المورد بسيطة العوائد عليه كبيرة الكلفة باهضة الثمن ان استمرت الدول الاوربية كلاعب وحيد بقيادة امريكية دون تحقيق شرط التوازن للقوى. 

صراع الكبار بات اكثر احتداما وكلما بانت اوجه اللاعبين بدت اشارات النزيف والانهيار والضعف لسيادة الدولة اكبر. 


ستلعب روسيا بأوراق ذات ضغط كبير بالقادم من الايام وعليها ان تبدي جدية وفعالية ذات جهد يفوق الجهد الامريكي ( الدولي).لتسرع من الجلوس على طاولة المفاوضات لتطرح أهدافها وتصوراتها بطريقة المفاوض الذي يفاوض ويضرب. الى الآن المكابرة الدولية الأمريكية تلعب على وتر المفاجأة للجانب الروسي واسقاط هيبته من خلال زج الجانب التركي الخليجي في سوريا والجانب الكردي التركي والخليجي في العراق في محاولة منها لتقويض طموح بوتين عند الجلوس على طاولة الحوار والخروج بأقل مايمكن من المكاسب.

السؤال الذي يصيغ نفسه الان ليس بالشكل المتداول والذي اعتبره سطحيا. 

ليس كما يظن الجميع 

هل تستطيع روسيا ان تقوض وجود داعش وتقضي عليه؟ 

بل سيكون السؤال بالطريقة التالية: 

هل تستطيع امريكا ان تقوض خيارات الروس بالمنطقة لتخرج روسيا بأقل المكاسب ام سينجح الجانب الروسي في فرض نفسه كمنافس ناجح لايستهان به وترضخ اوربا والتحالف الدولي لسياسة التوازن التي تريدها روسيا؟ 

بشكل استقرائي مبسط للتاريخ الروسي وللواقع ودون الدخول في تعليلات الإجابة اقول لن تفلح روسيا بما تطمح له وستحدد امريكا هيبة الجانب الروسي بالمنطقة وفق مناطق جغرافية معينة وضمن ظروف جيوسياسية اكيدة.اجد في القادم رد روسي سيقرأ على انه عنيف في ضرب مصادر القوة الامريكية في سوريا يقابله رد امريكي اعنف ( تركي...كردي...عراقي). وهكذا ستستمر صراعات الكبار بايدي دول الجوار.



#انور_الموسوي (هاشتاغ)       Anwar_H.noori#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذ لا ضمانات بحب الحسين
- اذ لاضمانات بحب الحسين
- الثقافة الامية
- اسقاط دولة ام تحقيق مطالب؟
- مذكرات ليست ببعيدة / اليوم الطويل
- جدلية الاصلاح السياسي والتظاهرات
- المعركة المضادة ح1 ارعاب داعش
- المعركة المضادة ارعاب داعش ح1
- المعركة المضادة : ارعاب داعش ح3
- المعركة المضادة ارعاب داعش
- المتطورون :
- بدائية التسلط
- مابين خط النار والتقشف العراق سينتصر
- ياعبادي هل ستكون فرانكلين روزفلت ؟؟
- هل سيصبح العراق كالمكسيك عام 1982 ماذا لدينا بعد العجز؟؟
- لا افهم شيئاً مما تدعون!!!
- إشكالية الترقيع السياسي
- إشكاليات الترقيع السياسي
- إيقاف ألقصف بداية لأمل أم أتفاق سياسي ؟
- بين السطور الواجب والممكن


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انور الموسوي - تجارة الكبار.....روسيا تطلب المزيد