أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جعفر البوهلاله - حروب الغاز وتطور الصراع والربيع العربي















المزيد.....

حروب الغاز وتطور الصراع والربيع العربي


جعفر البوهلاله

الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 08:19
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بعد تراجع الاحياطي النفطي العالمي ولجوء دول العالم الى استخدام الطاقة الغازية وتطبيق الدول الأوروبية لإجراءات حازمة للحد من تلوث الجو، تضاعف إستهلاك أوروبا للغاز. ومن المتوقع أن يزداد هذا الإستهلاك بأكثر من خمس مرات في السنوات القليلة المقبلة، في ظل قرارات بإغلاق العديد من المفاعلات النووية المولدة للطاقة. اصبح من المهم استخدام الغاز بدلا عن النفط وتعتبر روسيا اكبر دول العالم من حيث الاحتياط الغازي وتليها ايران كثاني اكبر احتياطي ثم تليها قطر ثالثا وتركمانستان رابعا وهناك دول اخرى تمتلك احتياطي صغير ولكنه مفيد من حيث الاحتياط ومن هذه الدول هي اسرائيل والسعودية ومصر.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عرفت روسيا ان القوة ليست بالتسلح وانما بالسيطرة على منابع الطاقة وقد تعلمت أن لغة الطاقة الآتية إلى القرن الواحد والعشرين على الأقل هي لغة الغاز لذا فقد قامت بتأسيس شركة غاز بروم عام 1996 وقامت بانشاء خط الغاز الى اوربا الشرقية عن طريق اوكرانيا وبطريق شمالي عبر بحر البلطيق الى المانيا وطريق جنوبي عن طريق البحر الاسود الى جنوب اوربا حيث اليونان وايطاليا والنمسا.
ولكن امريكا استشعرت الخطر الروسي بالهيمنة على منابع الغاز فقامت بالتحالف مع تركيا وانشاء مشروع نابوكو والذي تم الاتفاق عليه عام 2009: ومركزه آسيا الوسطى والبحر الأسود.. فيما موقعه المخزِّن هو (تركيا) ومساره منها إلى بلغاريا فرومانيا ثم هنغاريا فالتشيك وكرواتيا وسلوفينيا فإيطاليا. وكان من المقرر أن يمر باليونان.. إلا أنه تم غض الطرف عن هذا اكراما لتركيا.
وكان مشروع نابوكو يستهدف انشاء خط انابيب غاز من تركمنستان الى تركيا عن طريق بحر قزوين ثم الى اذربيجان ليخزن في تركيا دون المرور بالاراضي الروسية ومنه الى جنوب اوربا ليقطع الطريق امام خط الغاز الروسي الجنوبي لكن روسيا استطاعت ان تمنع هذا الطريق وذلك بعد ان أثارت روسيا موضوع الصفة القانونية لبحر قزوين وتبنت تعريف حوض قزوين على أنه بحيرة متجددة بمياه أنهار الفولجا وبناء على ذلك فالقانون الدولي يعطيها الحق بتقاسم مياهه وثرواته بالتساوي بين الدول المحيطة به كما ينص القانون الدولي على ذلك، هذا المحور من الاستراتيجية الروسية جعل من المستحيل، ليس فقط إنشاء خط أنابيب الغاز عبر حوض قزوين، بل حتى تطوير تركمانستان أو أذربيجان لأية حقول غاز على سواحل حوض قزوين في ظل هذا التعريف، إلى أن يتم الاعتراف به كبحر. اضافة الى ان تركمانستان تعتبر ملحق روسيا اما ايران واذربيجان فيعتبران قريبين من المحيط الروسي والتحالف معهما سهل.
ومما زاد الطين بلة أن سوريا كانت قد أبرمت مع العراق وإيران ولبنان اتفاقاً مبدئيا على مد حزمة بديلة للغاز الطبيعي لمنافسة أنابيب «نابوكو» تبدأ من بحر قزوين وتنتهي عند السواحل اللبنانية،يزيد طولها على خمسة آلاف كيلومتر، لذا فأن المرحلة الراهنة تقضي بوجوب قيام أمريكا باكتساح النظام السوري، بحيث تضمن الاستحواذ على خطوط الغاز القادمة من مصر وفلسطين ولبنان، وتتمكن من ربطها بخطوط «نابوكو» عبر سوريا الواقعة الآن تحت الضغط التركي، واستكمالا لهذه الخطوة وافقت حكومة إقليم كردستان العراق على ربط أنابيب تصدير الغاز في شمال العراق بقناطر «نابوكو» من دون الرجوع إلى الحكومة المركزية في بغداد.
وهذه العقبة السورية الكئود تفسر أيضا سر ذلك الحقد القطري في محاربة سوريا ودعم قطر اللا محدود للمتمردين في سوريا للإطاحة بنظام الرئيس الأسد،، فسوريا بكل بساطة هي العائق الرئيسي ، بل والوحيد ، أمام تدفق الغاز القطري إلى أوروبا.
ومن هذا نعلم سر التحول الامريكي والانفتاح على ايران لانها تعتبر الطريق المثالي لتجمع اكبر محطة غاز في العالم فايران ثاني اكبر مصدر للغاز وقطر ثالث وتركمنستان رابع عندما يتجمع غازها عبر الاراضي الايرانية يمكنه ان يمر بسهولة الى تركيا وينعش مشروع نابوكو وعلى الرغم من ان روسيا طلبت من ايران ان تصدر غازها الى اسيا الا ان ايران ترى ان اوربا هي المستقبل الافضل لتصدير الغاز اليها واما بالنسبة لاسرائيل التي تمتلك احتياطي لا بأس به فقد نصحها الخبراء الامريكان ان أسهل طريق بالنسبة لها لكي تبيع ثروتها الطبيعية إلى الخارج هو بناء خط أنابيب يمر على طول شواطئ لبنان وسوريا، ويصل إلى تركيا في نهاية المطاف وفيها يلتقي مع الخط القطري ليتم توجيه الأثنان بعدها إلى العمق الأوروبي، لكن وجود النظام السوري الحالي هو أيضا ما يعوق تنفيذ هذا المشروع الطموح. وكذلك وجد ان سوريا تمتلك كميات هائلة من الغاز وقد قيل أن من يملك سورية يملك الشرق الأوسط حيث ان جل الغاز الموجود في البحر المتوسط فان منابعه هي في سوريا ما يمكن ان تصنف سوريا على انها تمتلك ثالث احتياطي غازي بعد روسيا وايران.
اما الغاز السعودي والمصري الذي يفترض ان يمر الى تركيا يجب ان يمر عبر الاراضي السورية ولهذا تعتبر سوريا هي اكبر العوائق امام خط نابوكو فحاولت تركيا وقطر والسعودية واسرائيل الاطاحة بنظام بشار الاسد فتدخلت روسيا لحماية نظام الاسد من السقوط واليوم تحاول تركيا وامريكا وحلفائها ان تختار خط جديد لنفطها يمر عبر العراق ولان العراق لا يرغب بمرور الغاز القطري عبر ارضيها حاولت استقطاع بعض الاراضي العراقية كمناطق لا تخضع لنفوذ بغداد ومنها اقليم كرستان وانشاء اقليم سني يمتد من الانبار والموصل ويكون خاضعا لتركيا وبالتالي يمكن ان تمتد خطوط الانابيب في المستقبل من قطر والسعودية عبر الاردن ثم الى الاقليم السني ومنه الى تركيا ولكن لكون البرزاني يعلم بهذا الطريق فقد حاول ان يسيطر على مناطق سنجار لتمر الانابيب عبر كردستان ومنه الى تركيا ولهذا نفهم شدة تعلق مسعود البرزاني بتركيا وترحيبه بدخولهم للاراضي العراقي ورفضهم للحكومة الاتحادية العراقية.
ولهذا فان تركيا اعلنت قبل ايام انها مستعدة للتفاوض مع حكومة بغداد وانسحابها من الاراضي العراقية وزيارة حصتها من المياه مقابل الموافقة على انشاء خط الانانبيب القطري عبر اراضيها. فقطر لا ترغب ان يكون لايران الدور الاكبر في مشروع نابوكو.
وعليه ،تبدو المصادر الرئيسية المغذية لهذا الخط العملاق في صورته النهائية ممثلة في قطر وأذربيجان وتركمانستان والعراق واسرائيل – وربما إيران - ، بينما تمثل سوريا معبراً هاما له ، في حين نجد تركيا تمثل عقدة الغاز لهذا الخط الأسطوري (نابوكو) الذي يعتمد على مد قناطر أنبوبية عملاقة، صممت لتنبعث من حقول الغاز في أواسط آسيا.
ترى لمن الغلبة في النهاية وما هو مستقبل العراق وسوريا ازاء هذا الاحداث الشرسة والدموية وهل سيكون لحكومة بغداد دور سياسي ذكي للتخلص من الازمة والوقوف مع تحالفات مفيدة تضمن لها الاستقرار والانفتاح على الاسواق العالمية لا سيما ان العراق يمتلك ايضا احتياطي غازي لا بأس به.



#جعفر_البوهلاله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جعفر البوهلاله - حروب الغاز وتطور الصراع والربيع العربي