أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - اليسار .. وذلك الدرس المؤلم















المزيد.....

اليسار .. وذلك الدرس المؤلم


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5007 - 2015 / 12 / 8 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك أن الإنتخابات البرلمانية الأخيرة لم تضبط متلبسة بالفعل السياسى، أى أن تلك الإنتخابات جاءت خالية من السياسة تقريبا برامجا ودعاية ومهرجانات، كما أن ما هو ثابت بالفعل هو عدم التدخل الإدارى المباشر فى عملية الإقتراع والتصويت وجاء دور الحكومة محايدا بشهادة الجميع داخليا وخارجيا ولعل أهم أسباب ذلك الحياد هو عدم وجود حزب حاكم يسعى لتزوير الإنتخابات إجرائيا، كما أنه من الصدف السعيدة أيضا خلوها من تيار الإسلام السياسى إلاّ من حزب وحيد فقد مصداقيته فى الشارع ولدى بقية هذا التيار، كل ذلك كان يوحى بإمكانية تحقيق قوى اليسار أكبر فوز ممكن فى تاريخه ولكن النتائج جاءت صادمة بل وكارثية.
لقد لعب اليسار المصرى "منذ نشأته قبل قرن تقريبا" دور الطليعة الثورية على مدار الموجات النضالية المتتالية ولعل أهمها إنتفاضة الخبز 1977 ولكنه لم يشكل يوما تيارا مجتمعيا عريضا لأسباب كثيرة من بينها إلتصاقه تاريخيا بالطرح الليبرالى والقومى والحركات الوطنية والدينية السائدة بالإضافة لعدم تحديث أفكاره ورؤاه والإكتفاء بالدورالتابع للحركة الشيوعية العالمية ناهيك عن الإنقسام والتشرذم التنظيمى حيث بلغ عدد تنظيماته 35 تنظيما بعد عقدين فقط من نشأته التاريخية يضاف الى ذلك إعتماد ذلك اليسار بشكل أساسى على تنظيرات ضخمة لرواده الأوائل لا تجيب على أسئلة الواقع الحالى مما أدى الى ذلك النوع من التضخم الذاتى وإعتبار أى مجموعة من عدة أفراد نفسها حزب الطبقة العاملة الطليعى.
جاء تحول حزب التجمع من منبر الى حزب عام 1976 علامة فارقة بالإعتراف به كحزب يسارى شرعى لأول مرة وضم بين صفوفه "فى بداياته" أعدادا ضخمة من كافة أطياف اليسار من شيوعيين وناصريين وتيار إسلامى مستنير وديموقراطيين مستقلين ..الخ، وقد ضم الجناح الناصرى قيادات هامة على رأسها كمال رفعت ومحمد صبرى مبدى وفريد عبد الكريم ومحمد خليل وعبد العظيم المغربى ولطفى الخولى وغيرهم، بينما ضم الجناح الدينى قامات سامقة ممثلة بالشيوخ محمد سعاد جلال ومصطفى عاصى وزين السماك ومحمد عراقى ومفكرين وباحثين دينيين كخليل عبد الكريم والدكتور محمد رضا محرم ومحمد أحمد خلف الله، وضم التيار الماركسى مجموعة من قيادات الحلقة الثانية كالدكتور فؤاد مرسى وإسماعيل صبرى عبد الله ومحمد سيد أحمد وأبو سيف يوسف وإنجى أفلاطون وعشرات غيرهم، وإستطاع هذا الحزب الوليد بعد سنة واحدة أن يكون طرفا رئيسيا فى إنتفاضة يناير 77 لتضم المعتقلات المئات من كوادره ويتهمهم السادات على شاشة التليفزيون ويهددهم بالويل والثبورويقمع بشدة نائب التجمع "قبارى عبد الله" لمجرد أنه وصف ما حدث بالإنتفاضة الشعبية، ولكن التجمع (ولأسباب لا مجال لذكرها) تخلى عن دوره التحريضى والثورى ورضى من خلال مناورات سياسية ضيقة بأن يتذيل الحزب الوطنى ويقنع بالفتات الذى يسمح له به من مقاعد فى البرلمان أو تعيين فى مجلس الشورى، وإستمرت مسيرة الحزب فى الإنحدار والبقرطة حتى وصل الأمر الى خروج قيادات رئيسية وفاعلة مثل عبد الغفار شكر وأبو العز الحريرى وآخرين لينسقوا مع تيار صغير منشق عن التروتسكيين هو "التجديد الإشتراكى" وبقايا حزب العمال الشيوعى لتشكيل "حزب التحالف الشعبى الإشتراكى" الذى بدأ واعدا ثم سرعان ما إنطفأ وهجه بخروج الكثيرين وعلى رأسهم تيار التجديد الإشتراكى مكونا تنظيما آخرا صغيرا هو حزب " العيش والحرية" ليتسع جرح اليسار.
مع بداية الألفية الجديدة بدأت بعض قوى اليسار فى لملمة صفوفها والعودة الى الحركة ضمن بعض الحركات الإحتجاجية التى تكونت كرد فعل للحروب الإمبريالية فى أفغانستان والعراق والعدوان الإسرائيلى المتكرر على لبنان وغزة وتأييدا للإنتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية من خلال "الجبهة الشعبية لمناصرة القضية الفلسطينية" و "حركة كفاية" و "الجمعية الوطنية للتغيير" وغيرها وإن بقيت أشكالاممثلة للنخبة السياسية ولم تستطع الإلتحام بالجماهير التى تتوق للإنعتاق من الإستبداد وسيطرة رأس المال ورجال الأعمال على السلطة والتى تجلت فى تزوير إرادة الشعب وخاصة انتخابات برلمان أحمد عز، وتكررت محاولاتها الخجولة للإرتباط بالحركة العمالية المتصاعدة وتصاعد الدعوات لتشكيل نقابات عمالية مستقلة، وبزغت حركات يسارية حاولت التأثير فى الجماهير كحركة التغيير الديموقراطى و 6 إبريل وشباب من أجل الحرية والعدالة وكلنا خالد سعيد وغيرها تلك التى تبلورت على صفحات التواصل الإجتماعى وإستطاعت ضم المئات من الشباب المتمرد الممتلك للجسارة النضالية وحضور الحس الإجتماعى مع تدنى الخبرة العملية فى التنظيم والوعى الثورى والتى دعت وإلتحمت بالجماهير الغاضبة فى ميدان التحرير وأيام الثورة المجيدة، وأثناء تلك الأيام وفى أعقابها عاد الشباب الى التشرذم فى عشرات الإئتلافات التى سرعان ما تناقضت وتصارعت متبادلة الإتهامات بالتخوين والعمالة، بينما سعت بعض الحلقات الشيوعية التى ظهرت بعد الثورة ومعها من كان له تواجد قبلها مثل"الحزب الشيوعى المصرى" وحزب التجمع الى تكوين بعض التحالفات اليسارية ك"جبهة القوى الإشتراكية" و"التحالف الديموقراطى الثورى" ولكنها لم تنجح حتى الآن فى إعادة توحيد قوى اليسار ويرجع السبب فى ذلك الى عوامل شخصية فى المقام الأول.
بعد فشل اليسار بصورة فاجعة فى تحقيق نتيجة تذكر بالإنتخابات البرلمانية الأخيرة مقارنة بذلك العدد من المقاعد التى حصلت عليها أحزاب يمينية حديثة النشأة فلابد من التساؤل حول أسباب وصول اليسار الى تلك الحالة؟، لقد إنتهى التعلل بالقمع والمطاردة والحصار التى لم يعد لها وجود، وحتى التحجج بدور المال السياسى "رغم أنه حقيقة" فإنه كان موجودا فى السابق بشكل أكثر فجاجة ولم يمنع بعض كوادر اليسار من الوصول الى البرلمان، حتى الحديث عن عزوف الجماهير فهو غير مبرر أيضا مقارنة بالحضور الجماهيرى الضئيل قبل الثورة، وربما أيضا فإن قضية وحدة اليسار قد تصبح بلا معنى إذا لم يمتلك اليسار برنامجا ثوريا يستطيع تحويل الرفض الجماهيرى الواسع والمتنامى الى قوة ثورية ضخمة تستطيع إدراك حلمها فى العدالة الإجتماعية، وبالرغم من إعلان أربعة تنظيمات يسارية هى التجمع والحزب الشيوعى والتحالف الشعبى والحزب الإشتراكى عن خوض الإنتخابات مجتمعة تحت راية "التحالف الإشتراكى" وقررت الدفع ب 40 مرشحا فقط والإعلان عن عقد مؤتمر صحفى للإعلان عن التحالف وتوزيع البرنامج المشترك للإنتخابات وللأسف لم يعقد المؤتمر ولم يتم طباعة البرنامج.
ختاما فإن إدعاء البعض عن التمثيل التعويضى لبعض اليساريين المستقلين أو الموجودين فى أحزاب صديقة كالمصرى الإجتماعى أو الناصريين فإن ذلك محاولة لتخفيف الصدمة، ونعلم أن هؤلاء لا يتعدون بضعة أفراد ليسوا يساريين بشكل جذرى، وحتى من يضعونه فى مستوى عال كهيثم الحريرى فإننا نعلم أنه إنشق عن والده المناضل الصلب أبو العز الحريرى منذ نعومة أظافره وإنضم الى أحزاب أخرى أقل ما توصف به التذبذب والميوعة ...علينا أن ندرك حجم الكارثة وأن الخروج منها يتكلف جهدا ضخما وعملا حقيقيا بين صفوف الجماهير..فقد إستبانوا الأمر قبل ضحى الغد ...ولا يوجد حل آخر.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرابطون .. تنظيم القاعدة فى المغرب العربى وشمال إفريقيا
- عن داعش ودابق وأحاديث آخر الزمان
- خليل كلفت .. كيف تحمّل الجسد الضئيل كل كل ذلك العناء؟
- العلاقات المصرية الأمريكية..سكة اللى يروح ميرجعش
- على هامش نتائج الجولة الأولى ..هل بدأ عصر أفول الإسلام السيا ...
- سوريا .. بين المستنقع ولعبة المصالح
- روسيا .. الأكثر جذرية فى مواجهة داعش
- نظام سلطوى بملامح فاشية
- قراءة جديدة لإتفاقية كامب ديفيد
- بعد إنتخاب -جيرمى كوربين-.. حزب العمال لليسار در
- تحليل دور الإسلام السياسى واليسار والقصر فى الإنتخابات البلد ...
- أردوغان يعالج أزماته الداخلية خارج حدوده
- هل تحولت روسيا الى دولة إمبريالية؟
- دعوة للمراجعة
- بين داعش والصهيونية .. مقاربات أيديولوجية وممارسات وحشية
- تلك الأعمال الدرامية عن يهود مصر
- اليمن والمنطقة وتداعيات ما بعد العاصفة
- داعش .. أعلى مراحل الإسلام السياسى
- جيش الفتح .. ذراع القاعدة فى سوريا
- تلك الضجة المفتعلة حول بئر زمزم


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - اليسار .. وذلك الدرس المؤلم