أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر نضير ابراهيم - من ادب وادي الرافدين














المزيد.....

من ادب وادي الرافدين


حيدر نضير ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 7 - 21:55
المحور: الادب والفن
    




مقتطف من ادب النهرين
*************************
وانا اسير حافيا في بستان ادب بلاد ما بين النهرين متاملا خصوبة وفحولة الفكر انذاك قبل اكثر من ثلاثة الالف عام ق.م ، اقتطفت لكم فاكهة من الشعر الاول للمحبين ، للمطالعين ، لمن يهمهم الامر ووضعتها في سلة هذا الحوار المتمدن المنفتح كرحم السماء للارض .
انها ملحمة كلكامش النص اللوحيي الاقدم الغير ماسوف على اهماله من قبل الاعراف والتقاليد الملعونة ، هذه الملحمة تنقل للبشرية الامتياز النوعي لبلاد مابين النهرين لادبها السهل الممتنع ، لمشاعل شخوصها المسرحية القيادية ، حوار الذات ، العبادة التامة للابيض حتى وان لم يكن من الالهة ، في ذلك الزمان كانوا لا يعرفون ان تعدد الالهة ما هي في حقيقتها الا اله واحد ومع هذا اشخص مناطق اشبه ما اسميها اضواء كاشفه ومشاعل من المواقف الصادقة من التي عندنا الان وهذا يضعني في حيرة من امري .
وقبل ان ابدا بوضع مقتطفي المسماري هذا اود الافتراض ان هذه الملحمة وغيرها من نوادر التاريخية لوكانت قد ذكرت بقصد او بدون قصد احد الرموز المقدسة ، لكان هناك قيمة حقيقة للاثر واللوح واحترام حاضر للارض ، ذلك لان كل علماء الدين او العلم او البحث لم يشرعوا حتى على صعيد النية بتقديم محاضرات تعنى بتقريب الوداد بين الانسان والوطن ، الا القليل عندما يقول عليكم الدفاع عن الوطن مركزا على المقدسات الدينية فيه ، وبالتالي يتعلم المتلقي ما زج في جمجمته مرارا وتكرارا .. ان الرمز المقدس اهم من الارض نفسها والانسان الاخر على الرغم من ان قصة التي قام لاجلها تقوم على اسس الانسة والتحرر .
انقل نصا شعريا سومريا يعود حسبما نقله لنا العالم طه باقر رحمه الله من كتابه ملحمه كلكامش المطبوع في عام 1975 في دار الحرية للطباعة ببغداد ، يعود تاريخه الى الالف الثالث *ق.م* ، وفي صفحة 126 وما تليها .. وهي حوارية عذبه تحمل طراوة ديمقراطية فكرا عميقا جمالا لا يضاهيه جمال .
حين التقى كلكامش بجده (( اوتو – نبشتم )) بعد رحلة طويلة عنوانها الشقاء والتعب . شرع اوتو- نبشتم سؤال كلكامش عن غرض ذلك الارهاق والذبول فيجيب كلكامش : يا اوتو نبشتم كيف لا تذبل وجنتاي .. يمتقع وجهي .. يغمر الحزن قلبي .. كيف لا يصير وجهي اشعث .. ويلفح مطلعي الحر والقر .
كيف لي وانا اهيم في البراري وحدي ، وان خلي اخي الاصغر الذي طارد حمار الوحش واصطاد النمور في الصحارى .. وتغلب معي على كل الصعاب وارتقى اعالي الجبال .
هذا الذي مسك بثور السماء وقتله ، وغلب خمبابا الذي يسكن غابة الارز .. انه انكيدوا صاحبي وخلي ، اضناني موته ، لقد ادركته مصائر البشرية .
لقد بكيته ستة ايام وسبع ليال ، لم اسلمه للقبر حتى خرج الدود من انفه ..
افزعني الموت فالنازلة التي حلت بصاحبي جثمت على صدري ..
كيف اهدأ ويَقرُ لي قرار ، وان صاحبي الذي احببت صار ترابا وانا ساكون مثله فاهجع هجعة لا اقوم بعدها ابد الدهر ..
وها انا جئت اليك اوتو نبشتم الذي يدعونك القاصي لقد طفت كل البلاد ..
اجتزت الجبال الوعرة ، عبرت كل البحار ، لم يغمض لي جفن ، ولم اذق طعم النوم ..
انهكني السير والترحال وحل بجسمي الضنى ..
قتلت الدب والضبع والاسد والفهد والنمر والظبي والايل والوعل وكل حيوانات البر ودوابه فاكلت لحمها واكتسيت بفروها ..
نصوص مخرومة 42 سطرا

فاجاب اوتو-نبشتم لكلكامش
ان الموتَ قاس لا يرحم ..
هل بَنينا بيتا دام الى الابد ..
هل ختمنا عقدا دام الى الابد ..
وهل يقتسمُ الاخوة ميراثهَم ليدومَ اَخرَ الدهر ..
وهل تبقى البغضاء في الارض الى الابد ..
وهل يرتفع النهر ويأتي بالفيضان على الدوام ؟ والفراشة لا تكاد تخرج من شرنقتها فتبصر وجه الشمس حتى يَحلُ اجلها ولم يكن دواما وخلودا منذ القدم
وما اعظم الشبه بين النائم والميت ، الا تبدو عليهما هيئة الموت ..
ومنذا يستطيع ان يميز مابين العبد والسيد اذا وافاهما الاجل ؟
ان الالهة العظام الانوناكي تجتمع مسبقا ومعهم صانعة الاقدار ماميتم تقدر معهم المصائر .. ويقسموا الحياة والموت .. لكن الموت يا كلكامش لم يكشفوا يومه اذا حل بنا . ..
#طبعا هذا مقتطف بعد ذلك يبدأ اوتو نبشتم بسرد اسرار الالة والمدينة الواقعة على نهر الفرات ..
لذا ادعوكم من خلال هذا الاطلاع الجزئي ان تنتقوا ملحمة كلكامش لتعيشوا اجواء مثيرة وجميلة في ان واحد



#حيدر_نضير_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلطة وطنية
- مافيا المدير
- لا بقاء الا للحب .. رسائل شعرية
- انها الحرب
- الشيخ والجن .. احلام
- تب وتب
- الذائب في خلايا الغائب
- عجوز وعراف ..
- بغداد .. عاصمة الله
- القيامة قبل القيام .. اعتراضات
- اوراد محاربة
- الفاعل والمفعول ، القاتل والمقتول .
- مواقف وطنية ساخرة .
- اعترافات ..
- صفات وتعاريفها ..
- م / مذكرة احتجاج ..
- فقراء من جديد
- رسالتان شعريتان ..
- طبيب البرلمان ..
- اهلك وطنك ، شم ترابك بعلمك


المزيد.....




- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر نضير ابراهيم - من ادب وادي الرافدين