أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الجنابي - خواطر - 7 ... العزف على القانون














المزيد.....

خواطر - 7 ... العزف على القانون


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 7 - 11:50
المحور: كتابات ساخرة
    


أرجو أن لا يتبادر إلى ذهن القاريء الكريم أنني بصدد الكتابة عن آلة القانون الموسيقية التي طالما إستمتعنا بأنغامها العذبة الجميلة سواء كان عزفاً منفرداً أو بمساهمة آلات موسيقية أخرى ، لكن قصدي ( شريف ) حيث أنني أنوي الكتابة عن القانون الذي أصبح ملازماً لحياة الناس وطريقاً لتنظيم حياتهم العامة والخاصة وما لهم وما عليهم من حقوق وواجبات . لكنه طريقاً خطراً بنفس الوقت . لأنه ليس بمقدورنا الحديث عن القوانين وماهيتها من الناحية القانونية لأن هذا من إختصاص رجال القانون وحدهم ، وحتى لا نقع في المحذور وربما بشطحات توقعنا في مطبات نحن في غنى عنها ونقع تحت طائلة القانون ويروح ( جلدنا للدباغ ) لكن من منطلق الحرص على قوانيننا وجعلها متساوية كأسنان المشط وإبعادها عن الأهواء والتأثيرات كي تبقى في نقائها ، من هذا المنطلق يستطيع المرء أن يدلي بدلوه بعيداً عن الإنحياز .
في الآونة الأخيرة جرى التلاعب والتجاوز على القوانين بإصدار أحكام على بعض الشخصيات السياسية المعروفة بمواقفها الوطنية ومكانتها الإجتماعية ونزاهتها وإخلاصها ومعروفة أيضاً بـ ( حسن السيرة والسمعة واللباس الأبيض ) ، ومن الصعوبة بمكان تصديق أية رواية تأتي لإلصاق التهم بها . لكنها حدثت مع الأسف وبإسم القانون هذه المرة ، أي أن ظاهرها القانون والمحاكم التي يجب أن ينصاع إليها الجميع وباطنها العداء لكل من يكشف الفساد والفاسدين والسراق الذين نهبوا خزائن الدولة وجعلوها خاوية إلى حد الإفلاس .
لقد رافق الحملة الواسعة من قِبل المتظاهرين في عموم الوطن ومطالبتهم بالإصلاحات السياسية والإقتصادية والإجتماعية وتوفير الخدمات الضرورية من كهرباء وماء وصحة وتعليم ومحاربة الفساد والسراق وغيرها ، رافقتها حملة معاكسة لكل الذين خرجت المظاهرات ضدهم والذين وُجهت إليهم سهام الإتهام وبالجرم المشهود . منطلقين من المثل الشعبي القائل ( أتغده بيك قبل أن تتعشى بي ) ، وهنا صار الهجوم لهم هو خير وسيلة للدفاع عن النفس .
لقد برزت شخصيات قيادية في هذا الحراك الشعبي وهي الآن مستهدفة بهذا الشكل أو ذاك مُستغلين بعض الفجوات والمطبات بالقوانين التي أصبح التلاعب بها مُيسراً حين دخل بعض السادة القُضاة على الخط لتنفيذ ما يُملى عليهم لإسكات الأصوات التي تهدد مصالحهم وتكشف سرقاتهم .
من الأمثلة الحية على هذا الإدعاء هو ما أقدمت عليه محكمة جنح الحلة مؤخراً على إصدار قرار بحبس الأمين العام لمجلس محافظة بابل الأستاذ ( عقيل الربيعي ) لمدة ستة أشهر بتهمة تجاوز صلاحياته الوظيفية . فهل يا ترى كشفه عن معلومات فيها تجاوز على إراضي تعود إلي الدولة إستجابة لمطالب المواطنين يشكل بحد ذاته تهمة تستوجب الحكم ، لكن إصرار جهات معينة على الإنتقام منه لكونه تصرف بما يمليه عليه ضميره الوطني والحزبي الذي أدى إلى إصدار القرار الثاني بعد تمييز الدعوى وتغيير شخص الحاكم . هل تعتبر هذه إخلالاً بوظيفته ، علماً بأن المحكمة نفسها كانت قد برأته عن التهمة المشار إليها وقررت إخلاء سبيله من قبل .

الحدث المؤسف الثاني هو إعتقال الشاعر والكاتب والمهندس ( إبراهيم البهرزي ) هذا الإنسان المعروف بوطنيته ونضاله الذي لا يلين ضد الفساد والمفسدين وضد المحاصصة الطائفية وضد إعتقال المتظاهرين ودفاعه عن أهالي بهرز الذين لاقوا الأمرين من العمليات الإرهابية ، وتوجيه تهمة مفبركة ضده حيث أن تقصيراً كبيراً كان قد حدث من قِبل دائرة المفتش العام في وزارة الصحة ولم يكن هو المسؤول عنه ، ووجهت إليه التهمة جزافاً وحُكم عليه بالسجن لمدة عام .
إن عملية إسكات الأصوات المنادية بالإصلاح والتي تقف جميع القوى الخيرة معها إلى جانب المرجعية الرشيدة سوف لن يثنيها الترهيب والوعيد وإصدار الأحكام الجائرة ضدها ، بل سيزيدها إصراراً على مواصلة السير نحو عراق آمن ومستقر ومرفه .
بعد سقوط النظام الديكتاتوري عام 2003 إرتأت قوات التحالف إلى ضرورة إستقلال القضاء وإعتبرته عامل مهم في حفظ أمن المجتمع وضمانة من ضمانات الديمقراطية فصدر الأمر رقم (35) في 18/ 9/ 2003 بإعادة تأسيس مجلس القضاء ، حيث تصدرت ديباجة الأمر العبارة التالية ( إن السبيل إلى فرض حكم القانون هو نظام قضائي مؤلف من كادر مؤهل وحر مستقل عن التأثيرات الخارجية ) . وكان واضحاً من هذا هو تحقيق دولة يسودها العدل والقانون .
إن الذي يجري الآن هو العد العكسي لمهمة إنطلاق الجماهير في هبتها المباركة والمطالبة بالإصلاحات ، فبدلاً من تعضيدها من قِبل السلطات القضائية بإعتبارها مكفولة دستورياً ، نرى العكس وذلك بالتخلي عن الجماهير ومشروعها الإصلاحي وملاحقة الناشطين منهم من أجل كسرعزيمتهم وإسكات صوتهم وذلك بإلصاق التهم وفبركتها للنيل منهم ومن سمعتهم السياسية ومكانتهم الإجتماعية .
لا ندري من سيكون على قائمة المتهمين في الأيام القادمة ، ومن سيكون كبشاً للفداء من أجل الدولة المدنية الديمقراطية .



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر - 6 ... الدولة والحكومة وما بينهما
- خواطر - 5 ... لعبة حرق الأعلام
- خواطر - 3 ... V علامة النصر
- خواطر - 4 ... الأسلاك الشائكة
- خواطر - 2 - وين الوعد يعبادي
- خواطر - 1 أيام المزبن كضن ...
- قُدسية ساحة التحرير ونصب الحرية وجسر الشهداء عند العراقيين .
- بعض أشكال النضال السلمي اللاعنفي
- ريبوراج عن الوقفة التضامنية لمنظمات المجتمع المدني العراقية ...
- الشعراء ومساهمتهم في الإجتماع التضامني لمنظمات المجتمع المدن ...
- رسالة من منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلندا إلى الس ...
- دعوة من منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلندا إلى جالي ...
- دعوة لتشكيل لجنة جماهيرية لقيادة التظاهرات ومتابعة مطالبهم
- الإحتفاء في نيوزيلندا بالفنان الخلاق خليل شوقي
- نحتفي بخليل شوقي ... الفنان الخلاق
- ندوة ثقافية للتيار الديمقراطي العراقي في نيوزيلاند
- سيبقى 8 شباط 1963 يوماً أسوداً في تأريخ العراق المعاصر
- منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلاند تساند أهلنا المس ...
- الحملة التضامنية مع أهلنا المسيحيين في العراق ضد عصابات الإر ...
- سِلال الطماطة .. ما أشبه اليوم بالبارحة .


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الجنابي - خواطر - 7 ... العزف على القانون