أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - إرهابيون - معان - سيناريو5















المزيد.....

إرهابيون - معان - سيناريو5


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 6 - 15:09
المحور: الادب والفن
    


أوجه ندائي الحار إلى الناشرين والممولين لنشر "المشروعان مشروع التنوير ومشروع الدولة"، هذا الكتاب الأداة التثقيفية، بعشرات آلاف النسخ، وتوزيعه في جميع بلدان العالم العربي...



لم يتخيل أحد في معان أن يعود ليث كريشان إلى البلد من أمريكا، ومعه امرأة في غاية الجمال، وفوق ذلك ابنة لأغنى عائلة في العالم، "روكفلر"، وأن تكون له منها ساندي ذات السنوات الخمس. ما أسهل الأمر في الواقع عندما يكون لأسباب خارجة عن إرادتنا، وكان الحب أقوى الأسباب مع ليث وليلي، وهما يدرسان الطاقة التجديدية في جامعة هارفارد.
- أهلُكَ طيبون، قالت ليلي، أهلٌ بكل خير.
- أمي وأبي يعبدانك، عادلة أختي تعبدك، كلهم يعبدون ساندي.
- وساندي تعبدهم.
- ساندي بدأت تتكلم العربية معهم.
- قلتُ لكَ كلمها بالعربية أنت وهي صغيرة.
- لا تخافي عليها، لم تزل صغيرة.
- أنا لن أتعلم أبدًا لغتكم.
- لكنك تتفاهمين مع أمي وأبي بالإنجليزية المكسرة التي لهما.
- لغتهما ليست مكسرة إلى هذه الدرجة.
- أبي من الرعيل الذي قرأ في المدارس، وكذلك أمي، ليسا بدوًا كجدي وجدتي من أمي وأبي.
- ما أجمل البداوة على أي حال التي أعطتني واحدًا مثلك!
- شكرًا، يا حبي!
- ومعان، ما رأيك بها؟
- معان مدينة ذات جمال خاص.
- مثلك، يا حبي!
- مثلي شيء كثير، معان حضارة وطبيعة!
- وشمسها؟ ماذا عن شمسها، يا سيادة مهندسة الطاقة؟
- شمسها من أروع شموس الأرض، ذهبية، وذهبها نقي، وهي في دورة كوكبنا حولها أطول شمس عرفتها في حياتي.
- هل تليق بمشروعنا؟
- هل يليق مشروعنا بها؟
- مشروعنا للطاقة التجديدية سيكون أكبر وأعظم مشروع لمعان ولباقي الأردن.
- لمعان وللأردن ولكل المنطقة.

* * *

عرض المهندسان على الحكومة مشروعهما للطاقة التجديدية، وأدخلا في ملفهما كل ما يقنع، أهم ما يقنع: على عكس الطاقة النووية، الطاقة التجديدية، أبعد ما يكون عنها تلويث البيئة، أضف إلى ذلك أن الغرب يفهم اليوم تمامًا الأضرار التي تُلْحِقُ مفاعلاتُهُ بالطبيعة، وهو يحاول أن يستدرك الوقت الضائع بإنشاء مراياه العاكسة ومراوحه الدائرة.
- قدمنا أعظم فكرة من أفكار القرن الحادي والعشرين فرفضوها، نبرت ليلي بغضب.
- متذرعين بأن لا مال لديهم، وهم يسرقون كل مال، نبر ليث بغضب.
- هذا البلد ليس أهلاً بحكامه، عادت ليلي تنبر.
- حكامه من أكثر الأغنياء في العالم ثراء، عاد ليث ينبر.
- ماذا سنفعل؟
- نحن لن نحزم متاعنا عائدين إلى أمريكا.
- نحن لن نحزم أي متاع، وسنتصرف على هوانا.
- لا تفكري في الحكام السعوديين ولا في أي حاكم خليجي.
- سنقول لهم إننا سنفتح كابريهات وكازينوهات توفر عليهم عناء الذهاب إلى سان فرانسيسكو.
- لن ينفع معهم أي شيء، فما هم سوى أدوات لكم.
- أعرف.
- أدوات صدئة، ومع ذلك، وربما بسبب ذلك، ما زلتم تشغلونها على هواكم.
- سنعرض مشروعنا على البيت الأبيض.
- البيت الأبيض غير فاض لمشاريع طويلة الأمد، البيت الأبيض يسعى إلى الربح هنا والآن، وبأيسر الطرق، الحرب والدمار والتفتيت أولها، هذا أسهل عليه بكثير من بناء المنطقة، وما سيتضمن ذلك من جهد وعناء.
- وجدتُهُ.
- من وجدتِ؟
- دادي.
- ستطلبين من دادي تمويل المشروع؟
- وهو في حياته لم يرفض لي طلبًا واحدًا.
- هل دادي مستعد للإنفاق على مشروع خيالي في مدينة من الرمل لم يسمع بها سوى القليل من الناس؟
- قلتُ لكَ دادي لم يرفض لي في حياته أي طلب.
- دادي عنده ما يكفي من المليارات لتمويل عشرة مشاريع كهذه لكن...
- سأتصل به فورًا.
- انتظري قليلاً.
- لا داعي للانتظار لا قليلاً ولا كثيرًا.
- لنحاول مع الحكومة ثانية.
- لن نحاول مع أية حكومة.
- ليلي، يا حبي، أبوك لن يوافق.
- ها أنا أعمل رقم هاتفه المحمول، ها هو هاتفه المحمول يرن، ها هو دادي. دادي؟

* * *

رفض السيد روكفلر المساهمة في مشروع الطاقة التجديدية حتى ولو بدولار واحد، وصف ابنته بالجنون كزوجها، فالأردن لم يخرج من عصر ما قبل التاريخ، وأهله أكثر ما يوائمهم حفر آبار الماء ليسقوا ناقاتهم. قطع المكالمة، فانفجرت ليلي باكية.
- ماذا قلتُ لكِ، يا حبي؟
- هذه أول مرة يرفض لي فيها طلبًا.
- جففي دموعك.
- لم أكن أعلم أن أبي قاسي القلب.
- عندما يتعلق الأمر برؤوس الأموال لا دخل هناك بالقلب رقيقًا كان أم قاسيًا.
- لكني ابنته، والمشروع رابح لا خاسر، فليعتبر ما أطلبه دينًا.
- وعندما يتعلق الأمر بنا نحن البدو لا دخل هناك بالربح قليلاً كان أم كثيرًا.
- ماذا سنفعل؟
- سنفكر في الأمر.
- ليس طويلاً.
- لا قيمة للزمن في بلدنا.
- أعظم قيمة للزمن في رأسنا.
- سنفكر في الأمر قلت لك.
- ليس طويلاً.
- ليس طويلاً.
- عدني.
- أعدك.

* * *

عاد ليث وليلي بمشروعهما إلى الحكومة، بعد أن قلصا التكاليف إلى النصف، بدلاً من مليار دولار نصف مليار، مع وعد بالاستثمار خلال ستة أشهر، واسترداد ما يتم إنفاقه خلال ستة أشهر. ألحقا بمشروعهما الأساسي مشاريع أخرى ثانوية تتوقف على الطاقة كتكنلجة المدينة، وبيع طاقة شمسها في كل مدن الأردن وكل مدن المنطقة، مما يوفر على البلد معظم ما يستورده من نفط، ويجعل منه وطنًا مستقلاً.
- لا فائدة من ذلك، حكام هذا البلد يعملون على إخضاعه، على إماتته، لأنهم بذلك سيظلون حكامًا عليه، ويداومون على نهبه.
- عندي فكرة.
- قولي، يا حبي.
- سنعود إلى دادي.
- لا تنرفزيني رجاء.
- أنا على أي حال سأنرفزك.
- ما هي فكرتك؟
- أن نقول لأبي داعش خطفتني، وهي تريد مقابل إطلاق سراحي، فلنقل مليار دولار.
- أنت مجنونة أم ماذا؟
- دادي يحبني وسيدفع.
- وإذا اكتشف الكذبة.
- لن يكتشف أي شيء، ولن نقول لأحد، لا لوالديك، لا لأختك، لا للشرطة، سيبقى الأمر بيني وبينك. يا الله اتصل بدادي.
- يجب أن تختبئي في مكان ما.
- غير ضروري، عندما يعلم دادي سيحول المبلغ حالاً، هو يثق بك.
- هو لا يثق بي.
- بكلامك.
- بكلامي أقل.
- هو يثق بما ستقول.
- ...
- خذ هاتفي المحمول، كلمه.
- وإلى أين سيحول المبلغ.
- لا نريد حسابات هنا في بلد اللصوص، سيحوله على حسابي في سويسرا.
- على حسابك في سويسرا، هذا غير منطقي، وأنت رهينة!
- على حسابكَ أنتَ.
- ليس لي حساب في سويسرا.
- هو لن يحول المليار دولار إلى داعش.
- من المفترض هذا.
- إذن عندي فكرة أخرى.
- ما هي؟
- سنقول له خطفت داعش ساندي.
- ساندي! أبدًا! أبدًا! أبدًا! لا أريد أن يكون لابنتنا الصغيرة أي دخل في الموضوع لا من قريب ولا من بعيد.
- هو يحبها أكثر مني، أنت رأيته كيف بكى عندما ودعها، وهكذا تحويله لمليار الدولار على حسابي السويسري سيمضي بشكل لا أكثر منه طبيعيًا، على اعتبار أنني من ستتصرف بعد ذلك.
- وأين سنخبئ ساندي؟
- لماذا نخبئها؟ لن يعلم أحد بالموضوع.
- يجب أن نخبئها.
- لن نخبئها قلت لك، سنذهب ثلاثتنا للبيات عند أختك عادلة ريثما يتم التحويل.

* * *

طلبت ليلي من أبيها بدل المليار دولار ثلاثة، بعد أن درست مع ليث شق قناة البحرين، البحر الميت والبحر الأبيض المتوسط، وما سيدر مشروع كهذا من مكاسب في الطاقة وفي التحلية وفي السياحة على مستوى البلد والمنطقة والعالم.
- داعش؟ سأل السيد روكفلر بهدوء، داعش أزلامنا، سأكلم مدير السي آي إيه حالاً، وأحل لكم المشكل في عدة ثوان.
- إياك أن تفعل، دادي! سينهون على ساندي، هل تريد أن ينهوا على حفيدتك التي تحبها أكثر من أي مخلوق آخر في الوجود؟
- إنهم مجرمون أعرف، مجرمون كعربيك المجرم الذي تزوجته، وفضلته على أبيك!
- دادي، سبق وتكلمنا في هذا الموضوع ألف مرة، واتفقنا على ألا نطرحه ثانية.
- كلهم مجرمون، هم مجرمون منذ مولدهم!
- دادي!
- أوكي ليلي، يا حبيبتي، لأجل ساندي ولأجلك، فقط لأجلكما ستتم إجراءات التحويل.
- حالاً.
- حالاً، يا حبيبتي.
- سأفتح الكمبيوتر على حسابي، وسأنتظر.
- سأعطي أوامري في الحال.

* * *

خلال ستة أشهر كان مشروع الطاقة التجديدية قد انتهى، ومع أولى نَطَحات الجرافات في البحر الميت، انهالت على السيد والسيدة كريشان قروض كل بنوك بلدان العالم، وغدا التنافس ما بينها بعرض أقل الفوائد. إلا أن ما لم يتوقعه أحد على الإطلاق اختطاف الصغيرة ساندي بالفعل، وتهديد داعش بذبحها إن لم يتم دفع عشرة مليارات دولار كفدية خلال 48 ساعة. اضطرت ليلي إلى قول كل شيء عن الاختطاف المفبرك لأبيها، وهي تذرف الدموع الحرى، وأملت أن يلبي السيد روكفلر ما تفرضه المنظمة الإرهابية عليهم مقابل تحرير ساندي، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فما أن عرف أبوها الحقيقة حتى لعنها، ولعن ابنتها، وقطع المكالمة.
بعد مضي 48 ساعة، وجدوا على العتبة علبة فتحوها: كان رأس ساندي المقطوع فيها.



* * *

لكن أهم ما في فكرة الدولة هو إمكانية تحقيقها وممارستها في الحياة اليومية لكلٍ منا... الحلم بدولة الإنسان التي تحفظ كرامة الإنسان، هو حلم يراود الأذهان، وسوف يحققه المضطهدون والمقموعون...

قاسم حسن محاجنة



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهابيون - نيويورك - سيناريو4
- إرهابيون - الرياض - سيناريو3
- إرهابيون - باريس - سيناريو2
- إرهابيون- تل أبيب - سيناريو1
- وماذا لو كانت داعش؟
- المشروعان مشروع التنوير ومشروع الدولة
- عساكر النص الكامل
- فندق شارون النص الكامل
- هذه هي حقائق أحداث باريس
- الاستفتاء على الدستور
- مدام ميرابيل النص الكامل
- قائمة السفراء الثانية + تعليمات إلى كافة السفراء
- قائمة السفراء الأولى + رسائل من حكومة غزة ومعان
- تشكيل الحكومة الانتقالية
- تأسيس حزب الديمقراطيين
- أريد اقتسام الأردن مع إسرائيل
- يا أمريكا أريد أن أكون خليفة!
- أبو بكر الآشي النص الكامل
- إني أحذّر!
- مقارنات عاجلة بين رائف بدوي وعبد الله مطلق القحطاني


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - إرهابيون - معان - سيناريو5