اوروك احببتك بعد الرحيل

سارة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 6 - 15:08
المحور: الادب والفن
    

خرج ابي عن صمته فجأة 0 صمته الذي طال لسنوات0 حاولنا معه بكل السبل كي يتحدث بكلمة ، بحرف دون جدوى 0 اليوم فقط خرج صوته من حنجرته التي طالما سكتت0
قال : ابي انه رفض ويرفض بيع قريتنا0 ولن يقبل المال الذي نتج عن بيع اوروك
اوروك هي قرية تقع في اجمل بقعة في الارض 0 فيها ثروات عظيمة تحت الارض وفوقها 0 كما ان موقعها رلئع 0
اضاف اوروك انت الاجمل رائحة القداح منك عطرت خلايا جسدي لسنين 0 بل عطورك المتعددة في كل المواسم 0 اوروك لها رائحة في بداية العام الدراس يختلف عنه في ايام العطلة الصيفية 0 كما ان العيد في اوروك ذهبي زاهي سعيد رائحته هيل ممزوج بالتمر 0 هل يوجد في الكون رائحة للطيبة 0 قريتنا فقط ولطينها رائحة زكية 0 كل شئ جميل 00الصبر جميل 00الحب عظيم وهادئ 00الحب خجول في اوروك0 الجميع يفرح 0 ااو يحزن مرة واحدة 0 الحالة فقيرة 0 وطعامنا قليل لكنه لذيذ رائع 0
حتى الموت كنا نسمع به فقط لم نره 0 وفجأة صمت ابي ولم يعد يتحرك 0 رحل
تعجبت كثيرا من كلام ابي عن قريتنا اوروك 0 انا شخصيا لم ارى غير الموت والخراب ورائحة المرض والكراهية فيها لا تطاق 0. من اين اتى لنا باوروك التي يراها!؟
لقد كان الشر كله في القرية 0 ساعة بالقتل وتارة بالسرقة واخرى بالفساد0 شرير يسلم الراية لاحمق وسارق لا حد للسوء 0 وليس للمأسي نهاية 00
حتى اليوم الذي طلبت فيه المدن الكبيرة و الغنية شراء قريتنا التي تجمع في دواخلها كل المعادن الثيمنة وارضها مطرزة بانهارها واشجارها0
في البداية وجدنا هناك معارضة من الشيخ عدنان على بيع القرية 0 ومعارضات من بعض المثقفين و اخرون بحجة الشرف 0 الا ان الجميع صمت عند معرفة الثمن الذي سيتقاضوه بعد اتمام صفقة البيع 0 ووافقوا على بيع كل شئ الارض وما تحتها وفوقها والسماء وما لها لقريتنا الحزينة 0
ذهب الشيخ عدنان الذي حصل على مبلغ ضخم جدا00 عائلته متكونة من اربعة زوجات وابناء وبنات كثر0 الى الشمال في مدينة الشيوخ 0 وبيع النساء الجميلات الصغيرات المعروضات في فترينات المحلات 0 سمعت انه سعيد في الاستثمار وفي مشاريعه الخاصة
الجميع من قريتنا مرحب به في مدن العالم كمستثمريين 0 اصبحنا اغنياء بعد بيعك يا اوروك 0 وكل المدن تريد استمالت العوائل للسكن والاقامة عندها0

انا بقيت كل يوم انتظر الكلمات والاحرف الاخيرة لابي وهي تزورنا في البيت مطرزة رأسي بتاج حبك يا اورك 00حبا ملكني متاخرا رغم اني وافقتهم بالرحيل عنك 0 المس الاحرف واعيد صيغتها كل ليلة و ارجلي تسير على ارض تقول لي كل لحظة انت لا تنتمين لي 0 امي لم تتكلم قط 00 اخوتي سعداء في المدينة الجميلة الجديدة يتناقشون في الاعمال ولعب الكرة 0

#سارة_يوسف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات