أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد مهدي - محاكمة صدام....ام محاكمة التاريخ ؟ للمرادي والبعثيين الجدد بلا تحية















المزيد.....



محاكمة صدام....ام محاكمة التاريخ ؟ للمرادي والبعثيين الجدد بلا تحية


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 1367 - 2005 / 11 / 3 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعلم إن ما سأتحدث به خطير...لا لشيء ، إلا لأنه واضح..وأكثر من صريح..لأنه موضوعي ..يجعل من الحكمة ِ قاضيا ينطق بالحق على كل من كتب عنه التاريخ حتى ولو كان(....) !
يمسح عن الحقائق غبار التاريخ ، ويجلي الصورة عن واقع مجرياته، بلا مجاملة مهما كانت..فكل ما سمعتموه من قبل من " عملاء" أمريكا في العراق ، من قادة العراق الجدد عبارة عن مجاملة ، الحقيقة الموضوعية الواضحة هي التي سأقصها عليكم في رحاب تشرين الثاني..الشهر الذي ماتت به الهوية العراقية ، إن الحقيقة مرة ٌ إلى درجة لا يمكن تقبلها ، تذوقها كالحنظل.. لكنني أجد في هذه الصراحة العلاج الوحيد للتخلص من داء الاغتراب في داخل ارض الوطن ، والاغتراب الذي نعانيه معكم يا عرب..الاغتراب الذي عاشه شعب العراق طيلة ألفين وخمسمائة سنة..إنها الحقيقة التي لا يجب أن تغيب أكثر من هذا عن كل العراقيين والعرب..!
يجب أن نتكلم ( عالمكشوف ) بلا لف أو دوران ، إنها دعوة للحديث بصراحة كاملة بعيدة عن أي إغماض ، لكم أن تسموها مطالبة المثقفين في عراق الغد بإجراء عملية جراحية للوطن دون استخدام المخدر ، كون إن واقع ما يعيشه الوطن من دمار وتخريب هو الذي يستدعينا أن نقوم بذلك وليكتب عنا التاريخ ما يكتب ، فالتاريخ لم نتعلم منه إلا الخداع وتزييف الحقائق ، التاريخ الذي نحر الهوية العراقية ..!
ما سأرويه لكم هو واقع الحال المرير ، ومع فائق اعتزازي بالعروبة ، وبلغتها العربية الجميلة ، فان تجريم العروبة بما انتهكته بحق العراق حضارة ً وتاريخاً وشعبا حق ٌ مشروع .. لي ولكل عراقي أصيل بانتماءه ، تجريم العروبة وصدام بقتل الهوية مرتين :
مرة بتغييبها وسرقتها تحت جنح القومية العربية التي ما كانت ولن تكون ، ومرة برميها وقذفها بالخيانة لعروبة لم تكن في يوم من الأيام تنتمي إليها..بل كانت العروبة في ما مضى من تاريخ واقصد في زمن " بغداد " التي حكمت نصف الكرة الأرضية ، كانت العروبة هي التي تنتمي للعراق !
وها نحن وفي غرة تشرين الثاني ، الشهر الذي سقطت به بابــل ، اغتنمها فرصة كي اروي لكم ألف ليلة وليلة من أسر شعب بأكمله في أرضه ..!!
سأروي لكم قصة الشعب الذي عاش غريبا على أرضه ، وأصبحت أرضه ومأساته مرثية لكل غريب ، قصة الوطن الذي تحول بأسره إلى سجن يفوق ما ارتكب فيه من فجائع طيلة الألفين وخمسمائة عام الماضيات ما صنعته أمريكا بابو غريب ، إن العراق منذ ألفين وخمسمائة سنة عبارة عن " أبو غريب " ..كبير تعاقب عليه السجانون الغرباء ، ومثلما يحدث للسجناء الذين يقضون مدة حكم طويلة من نسيان وفقدان للذاكرة ، فقد شعب العراق ذاكرته ، ضيع تاريخه ، بمحاولات صهره المتعددة منذ الاحتلال الاخميني مطلع القرن الرابع قبل المسيح مرورا بالاحتلال الإسلامي..في عهد الخليفة عمر والاحتلال المغولي والاحتلال العثماني والاحتلال الصفوي ، وانتهاءا بالاحتلال الأمريكي.
واليوم..ألا يحق لنا أن نسال :
متى حكم العراقيون أنفسهم..!
ألفين وخمسمائة عام ...وفارس ..وتركيا..و " العروبة " كلها تنهش جسد الأمة العراقية الاقوامي المتلون ، كلها تتجاذبه عسكريا وفكريا ، حتى ماتت " العراقية" وتمزقت الهوية ..ولم يحدث خلالها مرة أن حكمت العراق حكومة وطنية ، عدا تلك التي جاءت في الرابع عشر من تموز من العام 1958 بالنظام الجمهوري ولم تدم مدة حكمها إلا أربع سنوات ونصف ، نفس المدة التي حكمها علي بن أبي طالب في العراق..!

بعدها وصل القوميون إلى السلطة ..دعاة القومية الفاشستية العربية ، فأمعنت في وأد التاريخ ، ورفعت أسوار السجن الذي حبست فيه شعبا بأكمله ، كان هناك تنكرٌ لهوية العراق ، هوية السبعة ملايين مواطن في ارض الفراتين حين لم يكن يسكن الجزيرة العربية إلا مليونان أيام الاحتلال الإسلاموي [1] مالذي حل بالعراقيين الأوائل ؟
وكيف اندمجوا مع الفرس..وكيف تم تفريسهم في ظل الحكومات الفارسية ، وكيف تم تعريبهم في ظل الحكم الإسلامي ، وكيف تم تتريكهم في عهود الدولة العثمانية السوداء، واهم الأسئلة التي يتوجب علينا إجابتها :
كيف عبر العراقيون عن رفضهم لكل قوى الاحتلال عبر تاريخهم كل تلك الدهور ..!
كيف احتفظ سكان البلاد في حوض دجلة والفرات بخصيصتهم الحضارية رغم ضبابية صورتها وعدم انتظام أجزاء مبناها ؟
لماذا يسمى الاحتلال الإسلامي للعراق فتحا ً ...في حين يدعى الاميركان غزاة ً محتلين ..!
هل سيأتينا جيل ٌ من العراقيين بعد خمسمائة سنة ويذكرون " بوش " مثلما يذكر العرب " عمر " كفاتح فتح ارض العراق ؟
عمر الذي اعتبر من الفاتحين لأنه جلب الإسلام للعراق بعدما كان نصرانيا نسطوريا ً وجعل أهله يتكلمون العربية بعدما كانوا يتحدثون الآرامية [2]..هل سيكون بوش صاحب الفضل العظيم لأنه جلب الديمقراطية للعراق ، وسمح لهم بإقامة أول حكومة وطنية منتخبة في العراق منذ أكثر من ألفين وخمسمائة سنة ..!
مالذي قدمه الفتح الإسلامي للعراق ..ومالذي يمكن أن تقدمه أمريكا له ..؟
لماذا يحق لأهل العراق ..بل يجب عليهم في نظر العرب..أن يكرهوا " جورج بوش" في حين يكونوا من " الروافض" الكفره إن هم " عبروا " بعفوية عن كرههم لعمر ذلك الذي غزى بلادهم قادما من الصحراء ...!!
هل حقا إن كره الشيعة لعمر متأتي من كسر ضلع الزهراء ( عشتار ) ...أم إن عمر كان في يوم من الأيام " جورج بوش" الذي احتل العراق وقرر أن يتغير مجرى التاريخ فيه ..؟
من وجهة نظر عمر..كان يلبي دعوة السماء في نشر راية الإسلام ، ومن وجهة نظر بوش ..كان الأخير يلبي أمر " الروح القدس" الذي أمره أن يحتل العراق..؟
أي تاريخ ترى سيكتب الحقيقة ..؟؟
وأين هي الحقيقة...؟؟
ألا ترون يا عروبيين من خلال ما سبق إن حياتنا عبارة عن غابة...البقاء فيها للأقوى ..؟
لماذا تطلبون منا إخراج المحتل..، وحضارتكم الإسلامية كلها قامت على مبدأ الاحتلال...باسم الله الواحد الأحد..؟
لماذا يسمح الله لكم بهذا...ولا يسمح لبوش..؟
من الذين حاربوا عليا ً...في الجمل ...وصفين ...والنهروان ..؟
أليسوا هم أنفسهم قادة الفتوح..وحملت الألوية في مشارق الأرض ومغاربها..!
أليسوا هم من قاتلوا المبشر بالجنة...وهم أنفسهم من فتحوا البلاد بأمر الله ..!
إن أهل العراق ، وحين وصل إلى بلادهم علي بن أبي طالب ، لم يكونوا ليروا فيه إلا بدويا مثل باقي الغزاة القساة ..لكن حروبه مع أهل الجزيرة والشام ، جعلتهم ينتبهون إلى إن هذا الرجل " عشق " العراق ..وأهل العراق ، ومن يتأمل خطبه في نهج البلاغة ، وولع ابنه الحسين بالثورة اعتمادا على أنصار أبيه هناك ، يجد إن عليا كان عراقيا ..بمعنى الكلمة ، وما احتجاج أهل العراق به بعد موته إلا دليل على طريقتهم في التعبير عن سخطهم تجاه الاحتلال أو الغزو الإسلامي لبلادهم ، لان عليا كان شخصية غير محبوبة في عموم جزيرة العرب..فلم يكن يشعر بالانتماء إلا للعراق ..ولم يجد أهل العراق من عزاء لأنفسهم إلا بان يجعلوا منه " مردوخ" لتكون زوجته فاطمة بمحل زوجة مردوخ " عشتار " !!
نفس الفعل فعله إسماعيل الصفوي ، فهذا الرجل على الرغم من تطرفه وجنونه ، إلا انه تمكن من الاستيلاء على قلوب أهل العراق بان حول إيران كلها إلى مذهب أهل العراق ، واقصد المذهب الجعفري ، عقيدة الهنود الحمر العراقيين ، سكان البلاد الأصليين ، ولا اقصد مذهب أبي حنيفة ، عقيدة الغزاة السكسونيين ، حيث تتمحور العقيدة الجعفرية على تقديس العائلة المقدسة :
محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ...المتطورة عن العائلة المقدسة مريم والمسيح والروح القدس والضاربة في جذور البابلية والسومرية في قداسة الاقتران الرباني بين عشتار وتموز مردوخ أو السومري بين اينانا و دموزي .
لقد حول الشاه إيران من الناحية الفكرية إلى " عراقية" مما سهل عليه تحويل العراق من الناحية السياسية إيرانيا ً ..!
ومثلما فكر أهل العراق بالشاه كمحتل ارحم من العربي أو العثماني المحتل ، فكر العراقيون اليوم ببوش ارحم بألف مرة من " سفيانيي " هذا الزمن ..!




مشكلة المثقف العربي في هذا الزمن ، إن ثقافته هي ثقافة الــ Fast culture أو ثقافة الوجبات السريعة ، واصح تسمية لها هي ثقافة القوالب الجاهزة ، حيث يتم تصنيعها في شبكات الإعلام ، عبر منابرها ووسائلها المتعددة ، إنها ثقافة المعلبات ، التي اجتهد العروبيون في تصنيعها مزيفة لا تمت إلى ماضيها وواقعها الحقيقي بصلة.
إليكم يا مثقفينا " العروبيين " التاريخ كما هو...والحقيقة كما هي ، ومن له غير هذا الكلام ، أو ارتأى رؤية مغايرة ، فانا مستعد للحوار والنقاش ، ومستعد لتقبل أي نقد أو تعليق مهما كان ، فما يجري في العراق اليوم من امتهان ٍ للإنسان لا ينبغي السكوت عليه أبدا ً، وتنبغي محاسبة كل مسؤول عنه حتى لو كان(....) ، واجبي القومي تجاه أمتي العريقة هو الذي يحدوني لمثل هكذا سجال ، ويدعوني أن أتابع قضيتها بأمانة وإخلاص ، لست ُ ممن ينتمون إلى جهة إلا الوطن ، ولست ممن يتحدثون باسم مؤسسة إلا التاريخ ، في نفس الوقت الذي لا أتقاضى به على ما اكتب من اجر ..إلا المودة بروح المواطنة الجريحة !!

إليكم قصة الهوية التي رفضت الإذعان ، إليكم ، قصة النخلة التي تموت واقفة بوجه القدر والزمان ، إليكم صوت العراق الجريح ...وضميره الحي .



الغروب في الشرق

في 13 من تشرين الثاني من العام 539 قبل ميلاد المسيح...أطلقت توراة موسى صيحتها مبتهجة ً بسقوط بابـــــل التاريخ و الحضارة ... وانهيار اعرق صرح من صروح التاريخ القديم ، حيث دخلها الملك الفارسي من جهة المشرق كورش لينتهي عصر ٌ مشرق من تاريخ ارض الرافدين ... التي بدأت منذ ذلك التاريخ ..بداية محنتها السرمدية الطويلة ..ألا وهي : غياب وتغريب و " سرقة" الهوية الوطنية العراقية ..وطابع ثقافة وحضارة العراق العامة التي نسبها الفرس لأنفسهم بعد احتلال العراق وحولوا سنتها البابلية القمرية إلى السنة الفارسية الشمسية بعد احتلاله ، كذلك المذهب الجعفري الذي سرقوه في عهد الشاه إسماعيل ونسبوه إلى فارس بعد إدخال التحويرات مرة أخرى كما أشار إلى ذلك بوضوح علي شريعتي في كتابه التشيع العلوي والتشيع الصفوي...وعلى ما يبدو إن الإيرانيين امتهنوا تحوير ثقافة العراق ونسبتها إليهم ، حيث عادوا في عهد الخميني بادعاء زعامتهم للإسلام الصحيح..!
كذلك فعل فعلهم من قبلهم " العرب" بعد الفتح الإسلامي ، وجاء من بعدهم العثمانيون ليمسخوا هوية العراق مسخا تاما ..!
من الغريب حقا ً إن أبي وأمي يحتفلان بعيد زواجهما في ذلك اليوم المأساوي ، حتى أصاب بالحيرة كل عام ..هل أهنئ أبوي بذكرى قرانهما ، أم ارثي نفسي وشعب العراق بذكرى هذا المصاب الجلل..؟!
وفيما تلا من سنين ..فهمت إن بابل كان من عادتها الاحتفال بالحزن والفرح معا..الاحتفال بالموت والميلاد ...بالخير والشر في عيد راس السنة البابلية..!
حينهـــــــا أذعنت لقـــــــدري الذي هـــو جزء من قدر الشعـــــــــــب العــــراقــــــي
IRAQIAN FATE الذي يجمع كل تلك التناقضات في أساليب التعبير عن نفسه الثقافية والدينية بصورة خاصة ، فمنذ اليوم الذي قرر فيه مردوخ المعظم أن آتي " كهوية عراقية " من ظلمات العدم لهذه الحياة ، أدركتُ أن " الرغبة " التي قدرت إنجابي للحياة كانت في يوم سقوط بابـــل وضيــاع الهويـــة العراقيـــة ..، عرفت يومها إن اله الحكمة " شمش" قد أومض لي بإشارة ..لبدء هذه المسيرة .. للطريق إلى خلود الهوية الوطنية.. الطريق إلى بابل...الدرب الغامض في سبيل إعادة فردوس الأمة العراقية المفقود كاطلنطس الغارقة ، الهوية العراقية التي غربت شمسها منذ سقوط بابل في ذلك التاريخ حتى يومنا هذا.
لو قرأنا التاريخ الذي تلا سقوط بابل بعناية يمكننا تمييز ثلاث مفاصل مهمة فيه :

الأول : حكم الخليفة الرابع ....وصراعه مع معاوية وجيشه الشامي ، وصراع علي
مع جيش الجزيرة القادم من المدينة بقيادة " أم المؤمنين " عائشة من جهة
أخرى .

الثاني : الصراع بين العثمانيين والإيرانيين على حكم العراق.

الثالث : العهد القومي العربي ، ووصول صدام حسين للسلطة.

نلاحظ أن في كل هذه المفاصل الثلاثة من تاريخ العراق حاولت العقيدة " الشيعية " في العراق التميز والتكرس لتكون هوية وطنية " بديلة " عن الهوية العراقية الأصلية ، هوية بــــابـــل المفقودة ، حيث تحولت أعياد السنة البابلية إلى عاشوراء ، وعاد الرقم 12 مقدسا في هذه العقيدة وحل علي و الحسين بن علي في ذكرى عاشوراء محل مردوخ في عيد الاكيتو ، ومثلما كانت تقرأ في احد أيام تلك الأعياد ملحمة الخليقة البابلية (الإينوما إيليش ) ، يقرأ العراقيون في احد أيام عاشوراء ملحمة كربلاء التاريخية ، ملحمة انتصار الدم على سيف التغييب والتغريب الذي طال هوية العراق من جهاتها الأربع .
ولم يكن لأهل العراق من عزاء حينها إلا مخالفة دين الدولة الرسمي .
لقد اختار سكان العراق الأصليين المسيح رمزا لهويتهم في ظل المجوسية التي حكمتهم بعد سقوط بابل، وكان فيها الرقم 12 مقدسا أيضا ، حيث تحول غالبية السكان إلى نصارى ، واختاروا إتباع علي في ظل الحكم الإسلامي بعد وفاته ، تكرس المذهب الجعفري كهوية دينية – سياسية في ظل الحكم العثماني ودخول مرحلة الصراع الفارسي العثماني على العراق ، وفي كل مرة يحاول فيها الشعب التميز عن دين الدولة ،خصوصا في عهد البعث الفاشستي الحديث ، ما نريد قوله :
لا ندعو إلى التشيع كهوية دينية - وطنية ، وإنما نذكر بمحاولات اللاشعور الجمعي العراقي الاحتفاظ بخصوصيته الحضارية ومحاولته التميز عن مفاهيم فارس الدينية الدخيلة أو المفاهيم الشوفينية القومية المتمثلة بالنظام الأموي ، أو فكر البعث القومي الفاشستي السرطاني الذي لم تتقبله الأمة العراقية ، وأقوى محاولة للتميز في العقيدة الدينية قام بها اللاشعور الجمعي العراقي هي محاولته تمييز إسلام ٍ خاص به عن إسلام الجزيرة القادم من الصحراء ...بسبب العمق الحضاري والتاريخي للعراق الذي لم يتمكن إبراهيم الخليل من احتواءه برسالته التبشيرية فاضطر إلى اللجوء إلى مناطق اقل تحضرا في فلسطين وجزيرة العرب بعد ترك بابل ، وطنه ألام ، لان بابل وموروث العراق القديم الذي تجلى في ثقافتها عريق ( العروق ) في أرضية التجربة البشرية التي لايمكن بلوغ أسسها لاقتلاعها مهما تعاقبت على العراق من غزوات وغطت طابع ثقافته من غبار مفاهيمها ، تبقى ثوابت ُ الحضارة ِ العراقية ِ أصيلة ً راسخة ً تفعل فعلها تحت هذا التراب وان لم تظهر بوضوح اليوم ، فهي ستعيد نفسها في المستقبل لا محال .
حيث فتح العراق الخليفة الثاني عمر في القرن السابع الميلادي من العهد الإسلامي ..فأسهم حينها العرب في الإمعان بطمس هوية العراق بعد كل التغريب الذي مارسه الفرس بحقها ، فقد العراق نفسه وزادت الفجوة بينه وبين تاريخه أكثر فأكثر بعدما وصل البعثيون إلى سدة الحكم ، وفي كل مرة كانت الهوية الحية الدفينة تحاول الظهور كل ما واتتها الفرصة لذلك لتظهر بصورة مشوهة عن طابعها الأصيل بسبب اختلاط المفاهيم والأديان والثقافات في بنيوية التركيبة الحضارية العراقية ، فقد العراقيون هذا الإحساس بخصوصية الانتماء ( الغالبية منهم ) خصوصا في عهد البعث البائد في العراق حيث كتب البعثيون وبكل صفاقة ورقاعة في المناهج التعليمية ما يأتي :

الاكديون...أقوام عربية
البابليون ...أقوام عربية
الآشوريون اموريون عرب جاؤا العراق من سوريا..!

صدام حسين خليفة نبوخذ نصر ، صدام حسين حامل سيف الإمام علي ، صدام حسين حامل لواء خالد وصلاح الدين ..!
لم يتعثر المؤرخ العروبي في ربط البعث وصدام بتاريخ العراق إلا عند ذكر السومريين ...الذين لم يتمكن بفعل الاستفاضة الجدلية التي شغلت المؤرخين في أصولهم خصوصا من ناحية اللغة التي لم يوجد لها مثيل في العالم القديم...وكانت توحي بأنها لغة قديمة منقرضة لم تتطور وتتداخل في اللغات السامية ومنها العربية ..، لم يتمكن هذا المؤرخ من " تعريبهم " كالآخرين ..!
إن اللاشعور الجمعي العراقي لازال حتى اليوم منذ أن دخلت عليه مفاهيم ديانة " الشام" أيام نبونائيد ، وصراع معاوية وجيشه الشامي مع علي ، ووصول حزب البعث إلى السلطة بمفاهيم القومية العربية شامية المنبت ، وأخيرا الدموية التكفيرية القادمة من الحجاز والشام..، ودور سوريا وإيران في زعزعة الاستقرار السياسي في العراق ، وما يجري اليوم من دورة جديدة في حركة التاريخ ، لازال إنسان العراق يحاول العودة إلى فجر الهوية الوطنية العراقية من جديد ...!

وتشرق شمس العراق من جديد

يسال الكثير من العرب ، والمسلمين في العالم ، هل حقا إن شيعة العراق لا يميلون إلى إخراج المحتل " الأمريكي" القادم من وراء الأطلسي من أرضهم .. ؟؟
بعيدا عن كل مجاملات ساسة العراق الحديث من إسلامويين وليبراليين وقوميين ويساريين ، من عرب وكرد وتركمان، من سنة وشيعة، نعم ، أقولها بـ( الفم المليان) لا يحبذ غالبية سكان جنوب العراق (غالبيتهم من الشيعة سكان البلاد الأصليين) خروج المحتل كي لا تعود أيام الاغتراب من جديد..!

لقد عاش العراقيون منذ سقوط بابل في الثالث عشر من تشرين الثاني من العام 539 قبل ميلاد المسيح وحتى سقوط تمثال " هبل" الصحراء في التاسع من نيسان 2003 بعد الميلاد في ساحة الفردوس غربة ً..وتشريدا ً ..في ارض الوطن..!
إن أقبح غربة يمكن أن يعانيها الإنسان وأشدها مرارة ونخرا ً لشعوره الإنساني هي الغربة في داخل الوطن ، لم يكن العراق قبل احتلاله من قبل أمريكا عراقيا ً ..!
بعيدا عن كل العنتريات والوطنيات الفارغة والمجاملات ، لم يشعر العراقيون بأنهم عراقيون قبل التاسع من نيسان 2003 ..وتنفس روح المواطنة حاليا في العراق لم يحظى بحريته في التعبير عن نفسه والاتساع المفاهيمي لبلورة هويته من جديد كحاله اليوم..وبلا مبالغة.. منذ أن صاحت التوراة سقطت سقطت بابل ..عاش العراقيون أسرى في وطنهم ..ومثلما حرر كورش اليهود في بابل وأعادهم إلى بلادهم..حرر بوش العراقيين في أرضهم !
رغم كل أطماعه..ومشروعه الصهيوني في الشرق الأوسط..فان شعب بابـــل العظيمة مدين ٌ لبوش وإمبراطورية أمريكا بتحريرهم من الإيرانيين والعرب مثلما يدين شعب إسرائيل لكورش والإمبراطورية الاخمينية بتحريرهم من " شعب بابـل العظيمة "..لا حظوا دورة التاريخ ، وانتبهوا لسخرية القدر...!
كورش حرر اليهود من بابل...وبوش " اليهودي" يحرر بابل من كورش والعرب..![3]
أمريكا ..إرهابية..مجرمة.. ساهمت بتشريد شعب فلسطين ، لكنني اقسم بمواقع النجوم ، وانه لقسم لو تعلمون عظيم ، ما هي إلا اقل إجراما من تاريخكم الذي به تحاجون ..!
لقد سحقتم الإنسان العراقي بكل تكوينه ، هوية ً ولغة ً ودينا ً وثقافة ً وقيمة ..منذ الفتح الإسلامي وحتى اللحظة التي تمارسون فيها " مقاومتكم " ونصرتكم لجاليتكم اليتيمة من بعثيين مبادين .. !


محاكمة صدام..وفكر القومية العروبي بتهمة التآمر على هوية الأمة العراقية


لا اعرف بصراحة كيف أجاز صدام وعفالقة البعث في سوريا والناصريين في شمال إفريقيا لأنفسهم اعتبار العرق العربي الأسطوري( الوهمي غير الحقيقي) متفوقا بين الثقافات والأعراق.. نافذا في الزمان والمكان..!
لربما كان ذلك بتأثير الحث النازي والفاشستي الأوربي في مرحلة من المراحل ، لكن ذلك لا يبرر لهم طمر الحضارة العراقية وخصيصتها الثقافية العميقة ..!
لقد نسبوا العرب إلى يعرب...جدهم الأعلى..كما روت أساطير الصحراء، مع إن كلمة " عرب " معروفة لدى الباحثين في لغات العراق القديم السومرية والبابلية إنما كانت تعني " الغرب" ، كان العراقيون القدماء هم أول من سمى العرب عرباً لأنهم غربيون يتوافدون على ارض الرافدين من جهة الغرب..ولحد اللحظة يسمي أهل المدن العراقية أبناء الريف والبدو باسم " العربان" ..فرغم قناعة أهل العراق اليوم إنهم عربا ً...إلا إنهم يطلقون تسمية " العـُـربي" على كل غير متحضر...!
بل حتى إن " أوربا" هي بالأصل ( عروبا) تعني الغرب في تلك اللغات القديمة ، وهي غربية بالنسبة لنا بالفعل ... لم يكن هناك يعرب..أو قحطان ..أو عدنان..!
لقد خلقوا لهم هوية مزيفة ، وزيفوا هوية العراق الحقيقية ..!
فحتى لو افترضنا إن سكان العراق القديم كانوا مهاجرين من جزيرة العرب ، فهل إن اندماجهم بالثقافة المدنية السومرية يبقي تسميتهم عربا ً ..؟
هل العربي من يتحدث العربية فقط ، أم تراه هو المحافظ على قيم العروبة الأصيلة...قيم السلب في الليل وإكرام الضيف في النهار ...؟
قيم حماية اللاجيء والغدر بقوافل التجارة التي عانى منها البابليون والآشوريون الأمرين..!؟
لا أريد أن ابدوا كالمتحامل على " العرب" ..فانا أتحدث العربية..واعتبرها أجمل لغة في العالم ، لكن من الإجحاف السكوت على ضياع هوية العراق كل هذه السنين لمجرد تجنب خدش الكبرياء اليعربي...الذي ما كان ولن يكون..!
بطقوس الإباحية المقدسة والنوح والبكاء على فقد مردوخ، والفرح والرقص بعودته من جديد ، وثقافة المدنية ، وتقديس المرأة ، وحب الطبيعة والانسجام معها ، بطقوس خلع الملك الصورية وضربه وإجباره على الاعتراف بخطاياه أمام الآلهة والشعب... هل كان البابليون عربا ً...هل كانت تلك هي سجايا وقيم الصحراء؟

إن محاكمة صدام حسين ..هي محاكمة التاريخ للتاريخ ..!
آن الأوان لينتفض حمورابي لمحاكمة صدام وكل عفالقة البعث العروبيين والفرس الصفويين الذين نهبوا التاريخ وسلبوا من العراق هويته ..!

آن الأوان لتشكر عشتار " اطلنطس " لأنها مسحت دموعها ..!

ان هذه المحاكمة هي محاكمة اله الصحراء من قبل الإله الحكيم " المتحضر" شمش ، لاسترداد حق الآلهة تموز...وعشتار ...، محاكمة صدام بدستور كتبته الإرادة العراقية هي محاكمة شريعة حمورابي لكل من امتهن كرامة الهوية العراقية من فرس وعروبيين وصفويين وعثمانيين ، جهدوا إلا أن يكون تاريخ العراق نهبا لأطماعهم ، فمشكلة العراق انه يحمل ميراثا ثقافيا وحضاريا كبيرا يسيل له لعاب الغزاة الذين اجتهدوا على أن يسلبوه وينسبوه لهم ...ليس العراق عربيا يا جامعة الدول العربية ، وليس العراق صفويا يا أحفاد كسرى ، العراق هو أوروك...أريقا..، أوروك التي تعني " الجذور " في السومرية ومنها أخذت العربية " العروق " بنفس المعنى ، انه جذر الحضارات والتاريخ ..وعرق الماضي الضارب في هوية وثقافة أول مخلوقات البشر العاقلة ، آن الأوان لرسم غد ٍ مشرق جديد لثقافة عراق متجدد كتجدد الخصب التموزي في بابل المفقودة ، عراق ٌ تفيض انهار عطاءه مرة أخرى للإنسانية ، وصمود شعبه الحالي وسطور ملحمته في دروب الحرية الحمراء ، حرية الخوف والرعب والبكاء ، دليل ٌ على إن بابل لم تزل تتنفس ، ولا زالت روح أوروك ترفرف على النخيل ، لم يزل آشور كالنسر محلقا فوق جبال كوردستان .
من الذي قال إن التاريخ ميت كالحجارة الصماء..!!
ومن الذي قال إن الآلهة البابلية حجارة صماء لا تنفع أو تضر..!
بل إن التاريخ حي يطارد بلعنته كل من حاول طمسه وتزييف حقائقه ، والآلهة البابلية هي لا غيرها التي جلبت فاتحي الاطلنطس ليتركوا العراق ليكون عراقيا بعد ألفين وخمسمائة عام من السجن والتنكيل والتغريب والتفريس والتعريب والتتريك فعلى الرغم من فقد الهوية وضياعها لأكثر من ألفي سنة فان التاريخ قرر أن ينتفض ليفتح ملفا منسيا ، ويحاكم شخوصا أصبحوا في ذمته كمحاكمة ستالين بعد موته ، إن تاريخ العروبة كله اليوم يمثل في محكمة شعب أوروك ( عروق) لكي ينال جزاءه العادل على جريمة قتل الهوية التي تتفوق على المقابر الجماعية وتجفيف الاهوار وحلبجة آلاف المرات..!
إن صدام حسين..وفكر البعث الفاشستي مجرد أيقونات في معادلة القدر ، ترمز لحقبة طويلة من التاريخ دنت لحظة القصاص الحاسمة منها ، فصدام حسين لا يجسد العروبة فقط...حيث نلمس في سلوكه ما تتبرأ منه العروبة ، لقد جمع صدام في شخصه كل سلبيات الغزاة ...رهبانية كورش في صومعة القومية..وشغف الاسكندر بالفتوح ..ودموية هولاكو..وبلاهة نسك الشاه إسماعيل ، وإسراف سلاطين ال عثمان وأمية ، فلم نلمس فيه عدالة الفاروق..ولا شجاعة وإقدام علي أو عنتره ، ولا عبقرية محمد ، إن للتاريخ كلمة سيقولوها بلسان شعب التاريخ...شعب سومر وأكد وبابل وأشور ، يوم ينطق حمورابي بإنزال القصاص بمن لفق المجد الزائف في صحف التاريخ ، ليس بصدام والبعث فقط ، وإنما كل من سيحاول التعدي على العراق مرة أخرى حضارةً ومجداً.. وتاريخاً وشعبا ...وقبل الختام نسال :
أما آن الأوان ليعلن العراق " انسحابه " الجريء والشجاع من الجامعة العربية ؟
أليس في هذا الانسحاب رأبا للصدع الذي يتعاظم كل يوم بين أطيافه ، أليس في هذا الانتباه تكريسا للهوية الوطنية الشاملة ، وفرصة تاريخية لإعادة الحسابات ، وبلورة هوية الأمة العراقية الجامعة من جديد..؟
أليس في هذا الانسحاب تنبيها للعرب السنة في العراق أن يرجعوا ويعودوا لاحترام عراقيتهم وأصالة انتماءهم لأرض الرافدين ، في هذا الانسحاب وحده يتيقن من يعتزون بعروبة العراق إنهم مخيرين بين العروبة والوطن ..وعليهم أن يختاروا ، حينها فقط سيدركون خطورة تصديق الإعلام العربي والجري وراء وعوده الفارغة..التي تريد منهم أن يكونوا حصان طروادتهم القومي في داخل نسيج الأمة العراقية ..!
والاهم من هذا كله ، أليس في انسحاب العراق من الجامعة ...تأديبا للأنظمة العربية العميلة التي ترمي العراق بالعمالة وإخطارا لها بالحجم الحقيقي الذي لا تعرفه جامعة الدول العربية عن نفسها ..؟
إن انسحاب العراق من هذه الجامعة ..هو الخط الفاصل في تاريخه والذي سيؤذن بقيام دولة العراق العصرية الحديث وشروق شمس الوطنية العراقية الأصيلة من جديد ، حينها فقط ستتكرس إيديولوجيا الأمة العراقية وتتضح خلال ضباب المستقبل رسالة هذه الأمة التاريخية العريقة ..واجبنا الوطني والتاريخي هو فعل المستحيل لرسم صورة وتثبيت دعائم الهوية العراقية الجامعة التي تذيب المذهبية والميول القومية وتعترف بالعراق هوية وطنية قومية موحدة ، وهل يكون ذلك بدون الانسحاب من الجامعة العربية ..!
على مثقفي العراق خصوصا من الليبراليين من ذوي الجذور الشيعية ، والليبراليين العراقيين العرب أن يوحدوا الصفوف لأجل مشروع دولة العراق العصرية الحديثة ، عليهم أن يستغلوا هذه الفرصة الذهبية التي تحدث لأول مرة منذ ألف وخمسمائة عام ، عليهم أن يشكروا الولايات المتحدة حكومة وشعبا تحريرها للعراق ، وبغض النظر عن ماضي أمريكا الدموي الإرهابي البغيض ودعمها لنظام صدام في السابق ، فان الفرصة لبناء امة العراق بحد ذاتها تستحق هذا الشكر ، إن الاستماع لتطبيل الوطنية الفارغة الرافضة للمحتل بذريعة الشرف خالية من كل شرف وناكرة لفرحة أسلافنا البابليين وهم يرون العراق عراقيا ً لأول مرة منذ سنين لا تعد ، وهم يرون أحفاد السومريين يعودون إلى سدة الحكم ..!
يقولون إنهم لصوص ..يسرقون الوطن ، نقول هم أبناء الوطن ..ووحده المسؤول عن محاسبتهم ، يقولون دستورهم أمريكي ، نقول دستورنا عراقي ومهما يكن فهو شأننا ، يقولون يريدون التطبيع مع إسرائيل ..نقول عليهم أن ينزلوا أعلامها من قلب عواصمهم قبل أن يتوقعوا منا ذلك ، عليهم أن يوقفوا تعاملاتهم التجارية معها قبل أن يتفوهوا بمثل ذلك ، العراق عراقنا نحن بماءه وتربته وتاريخه ، عراق الستة آلاف سنة كيان الإنسان الأول وفجر التاريخ والحضارة قائم بذاته جامعة لفكر الإنسانية ، تنتسب إليه الجامعة العربية ولا ينتسب إليها ..!
يقولون قسموا العراق وضيعوه ..نقول العراق أعظم واجل ، سيعود موحدا بإرادة شعبه ، سيعود عظيما بكد أبناءه ، لن نقول لهم كفوا أيديكم عنا ، فهم مرغمون على فعل هذا ..!

الثالث من تشرين الثاني / 2005-11-03

العراق




الهوامش :

[1] للاستزادة في إشكالية الهوية العراقية راجع كتاب الذات الجريحة ، سليم مطر ،
صفحة 79 ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر( 2000) .
[2] المصدر السابق
[3] مؤكد إن الكثيرين طبلوا وأزعجونا بزعيقهم بان الإيرانيين باتوا أكثر نفوذا في
العراق اليوم ، والحقيقة إن " اخوندية " إيران لعبوا البوكر مع أمريكا بنشرهم
مكاتب استخباراتهم في العراق ظنا إنهم بذلك يلوون ذراعها ، لم يدركوا إلا أخيرا
أن ما كان عليهم أن يدخلوا هذه اللعبة فأمريكا " كعادتها " توظف هجوم خصمها
لصالحها..إلى درجة إن هجومه يكون عليه ..!
بطريقة أو بأخرى ..باتت أمريكا أكثر نفوذا في عمق إيران من ذي قبل بقدرة
قادر..!



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرثية ُ بغدادَ لبابل
- سيكولوجية التفكير لدى الفرد البابلي وعلاقتها بالعالم المعاصر ...
- في الطريق الى عقيدة ليبرالية عربية ج1
- سيكولوجية التفكير لدى الفرد البابلي وعلاقتها بالعالم المعاصر ...
- سيكولوجية التفكير لدى الفرد البابلي وعلاقتها بالعالم المعاصر ...
- الديمقراطية والحداثة في العالم العربي
- سيكولوجية التفكير لدى الفرد البابلي وعلاقتها بالعالم المعاصر ...
- سيكولوجية التفكير لدى الفرد البابلي وعلاقتها بالعالم المعاصر ...
- بابلٌ تتحدث...فلتنصتي لها يا صحراء
- سيد الارض المعظم..ليتقدس اسمك..ليات ملكوتك على الارض ايها ال ...
- حقيقة الدين بين الوحي والفطرة
- الدخول الى فضاء العقل الكوني
- سفينة ٌ تبحث عن مرفأ
- الإعلام العربي.....بين مصداقية الشرف المهني...وطوفان العولمة ...
- نظام اسلامي في العراق.....محطة لابد من المرور عليها
- تناقض مفهوم العقلانية الإسلامي...الديمقراطية والتصحيح
- قناة الجزيرة....عادت تتحرش بالعراق مرة اخرى ؟؟
- ما يجب أن تكون فعلته أمريكا بعد احتلال العراق..إنها الأسرة . ...
- العراق بين ثورتين
- الاستمناء الثقافي العربي..تعريف جديد للارهاب ؟؟


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد مهدي - محاكمة صدام....ام محاكمة التاريخ ؟ للمرادي والبعثيين الجدد بلا تحية