أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سفيان وانزة - معاناة تلميذ














المزيد.....

معاناة تلميذ


سفيان وانزة

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 6 - 00:10
المحور: سيرة ذاتية
    


. . . ، وككل يوم أصبحت حياتي عبارة عن يوم يعاد طيلة الأسبوع ، وكأنني أعيش في زمان غير الذي أنا فيه ، لم أجد من يفهمني بعد تفكيري بعيدا كل البعد عن شاب يعيش في القرن الواحد والعشرين ، حينما أنظر إلى أصدقائي أجد فرقا شاسعا بيننا ، يعيشون حياتهم بكل بساطة لا يحسون بأي مسؤولية اتجاه أنفسهم أو اتجاه هذا الوطن ، بينما أنا أحمل على عاتقي مسؤولية أحس بأنها لا زالت كبيرة علي في هذا الوقت ، لكن ليس باليد حيلة وليس علي سوى الاستمرار دون التفكير في التراجع ، إن هذا الفرق الذي أحس به اتجاه الآخرين هو مايجعلني في عزلة تامة عن المجتمع ، وكأنك حملت أحدا من كوكب الأرض وذهبت به إلى كوكب آخر مع مخلوقات عجيبة ، حتى أهلي لايرونني إلا في ساعات قليلة إن لم أقل دقائق معدودة ، لأنهم هم الآخرون لا يفهمونني ، بل في بعض الأحيان يضنون أنه قد أصابني الجنون .
أتذكر عندما كنت صغيرا كان الحلم كبيرا تلاشى هو الآخر مع الوقت ، وحتى الدراسة هي الأخرى فبعدما سلبوا مني شهادة البكالوريا التي تعبت من أجل الحصول عليها ، سلبوها مني لأنني فقط أبرزت وجهة نظري المتواضعة في مادة الفلسفة حول موضوع " الدولة والعنف " ، لم أقل أي شيء مخالف للموضوع ، أعطيت مثالا من الواقع حدث سنة 1965 ، قلت وبكل بساطة بأن ( المهدي بن بركة قد اغتيل من طرف النظام المغربي بمساعدة كل من فرنسا والموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكة) ، لكن أراد المصحح أن ينعت بذلك الشخص النزيه الذي يغار على وطنه إلى أبعد الحدود ، وماذا ربح من ذلك التقرير الذي كتبه بي ؟ جاه ؟ مال ؟ سلطة ؟ أو رقي بضعة درجات في سلم التعليم ، أقولها ومن منبري الآن أنا أكثر منه وطنية ، لأنه إن كان يغار عن وطنه حقا لقام من مقامه إحتراما لذلك الموضوع الذي كتبته له ، فوطننا الحبيب يحكمه أناس لاشففة ولارحمة في قلوبهم المتحجرة ،وهذا مازادني ابتعادا عن الناس وذهب بي إلى سراديب الانعزال والانغلاق على نفسي في معظم الأوقات .
نعم إنها دولة ديمقراطية هكذا يسميها البعض ، أو بالأحرى أولئك الذين يتحكمون في زمام الأمور ببلدنا الحبيب ، الذي سلبت منه كل خيراته وذهبت إلى جيوب أشخاص لم يحملوا ولو بندقية عندما كان الجيش الفرنسي ينتهك حرماته ، ويأكل خيراته ، بل كانوا في أروبا يدرسون ويخططون إلى ما وراء الاستعمار ، وهذا ما حدث حقا فهم اليوم المتحكمون في كل مراكز البلاد .
هذا البلد الحبيب الذي أتكلم عنه ينهج حكما ديمقراطيا ( كما يقولون ) ، حيث تتم المصادقة على الحكومة من طرف الشعب رغم أنهم لايخبرونه بنتيجة الانتخابات مباشرة ، بل يعلم بها فقط عبر وسائل الإعلام . كما أن هذا البلد يعترف بحرية التعبير كما جاء ذلك في دستور 2011 الباب التاني #الحريات #والحقوق #الأساية ، الفصل 28 : " للجميع الحق في التعببر ونشر الأخبار والأفكار والآراء بكل حرية ومن غير قيد " ، أنا صراحة عندما صادفني هذا الفصل من الدستور تعجبت له وأضحكني قليلا لانه وإن كانت هناك حرية للتعبير لما اجتزت امتحان البكالوريا هذه السنة بعد أن حصلت عليها السنة الماضية فهم يطلبون منك رأيك الشخصي وعندما تعبر عنه يصبح نقطة سوداء في حياتك ، خصوصا وإن كان معاكسا لسياستهم . ما ذنبي أنا ؟ هل أنا مجرم فار من العدالة ؟ هل أنا أحد أولئك الانتهازيون الذين يستنزفون ثروات البلاد ؟ والله أنا مجرد تلميذ طلب منه رأيه الشخصي في موضوع سياسي عميق وعندما عبر عنه أضاعوه في سنة كاملة ، منعوه وحرموه من فرحة لطالما انتظرها هو وأهله ألا وهي فرحة النجاح ، ولكن إلى متى هذا الظلم ؟ أهذا حقا بلد ديمقراطي يعترف بحقوق الانسان وحرية التعبير ؟ أيضنون بعملهم هذا إخافة ذلك الشاب أو ردعه ، بل سيزيدونه حقدا على حقد ، وهذا الحقد دفين في الأعماق لأنه لم يأتي من فراغ ، وإنما عبر دوافع واضحة وقوية . فحرمانهم لي من النجاح السنة الماضية لم يضعفني بل زادني قوة وصلابة ولم أعلن استسلامي لانني هزمت فقط في جولة ولم تكن هزيمتي في المعركة كاملة ، وبعد كل القمع الذي تعرضت له طيلة السنة والعنف الجسدي الذي ألحق بي صيف السنة الماضية ، والتعسف من المفتش أثناء الامتحان في هذه السنة وبالضبط داخل القسم وفي حصة الفلسفة ، وبعد ثلات سنوات عجاف لم أرى فيهن ولو نورا خافتا ها أنا أعود من بعيد لأحصد ثمرة مقاومتي وصمودي نعم رغم أنها مجرد شهادة عادية لكن بالنسبة لي ليست كذلك لانني حصلت عليها في ظروف لم يمر بها أي أحد ، ليكون هذا انتصاري في الجولة التانية أي أصبحنا متعادلين جولة لكم وجولة لي رغم ان انتصاري كان له طعم خاص شاركني فيه الكثير من الاحبة ، لتكون الجولة الثالثة هي الاطول والاصعب لانها لن تكون سهلة وقصيرة ، بل طويلة جدا حتى أصل لمبتغاي رغما عن أنغكم حينها أفكاري ستنشر بكل حرية تامة ، وانتم فلتذهبوا إلى الجحيم يا من تحاربونني وراء الستائر وسأدوم لكم معارضا ومناضلا حتى أصل لهدفي الاكبر دون أي تفكير في التراجع ولو خطوة واحدة إلى الخلف . . .

مقتطف من كتاب معاناة تلميذ للكاتب سفيان وانزة



#سفيان_وانزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحر التأمل
- فلسطين المحتلة


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سفيان وانزة - معاناة تلميذ