أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - خلق الفتنة الهدف المباشر لبعثرة الجهود















المزيد.....

خلق الفتنة الهدف المباشر لبعثرة الجهود


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 5005 - 2015 / 12 / 5 - 22:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما بان في الأفق نوعاً من التفاهم أو محاولات لتقليص الخلافات تسارعت أساليب خلق الفتن وشد الحبل نحو تعميق الهوة بهدف استمرار الأوضاع المتدنية الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تساهم في توسيع الخلافات لتصل في العديد من المرات إلى هاوية الصدامات المسلحة بين البعض من الأطراف السياسية وبخاصة تلك التي تمتلك قوى مسلحة علنية أو سرية لإرهاب القوى غير المسلحة وحتى خلق أجواء الترقب والتربص اللذان يحققان هدف تصعيد الخلافات وخلق المطبات كي لا تتبلور حتى أفكار لتسوية الخلافات أو تحقيق نوعاً من المصالحة الوطنية، وكانت وما تزال هذه التوجهات تحقق المزيد من التعقيدات بدلاً من المساهمة في خلق أجواء السلام والتفاهم بين الإطراف التي تشارك أو حتى لا تشارك في العملية السياسية ولهذا كانت أحداث قضاء طوزخرماتو نتيجة للاحتقان المستمر الذي تخلقه الميليشيات الطائفية المسلحة ولا سيما أبان تحرير شنكال " سنجار " من داعش الإرهاب بمشاركة العديد من القوى الكردية حيث جرت صدامات مسلحة بين البيشمركة والحشد الشعبي وقد سقط جرائها العديد من الضحايا وتبعها عمليات التخريب وإحراق البيوت ونهب للمراكز التجارية ، وقد كانت هذه الأحداث المؤسفة عبارة عن محاولة جديدة لإشعال نار الفتنة والاقتتال مع البيشمركة وتطويرها إلى فتنة شاملة في ظروف الحرب ضد الإرهاب وداعش التي تحتاج إلى الوحدة والتكاتف بدلاً من فتنة لها رائحة نتنة من النفس الطائفي الموجود داخل أروقة التنظيمات الطائفية المسلحة التي تتباكى خداعاً على الوحدة الوطنية لكنها في الوقت نفسه تتحرك في كل الجهات لبذر الشقاق والعنف طائفياً أو قومياً مستغلة الدين الإسلامي أو الدعوى الطائفية في قضايا عديدة معروفة، وبما أننا لا نريد أن نبرر الأخطاء أو الممارسات غير الصحيحة فإننا في الوقت نفسه نجد أن حوادث طوز خرماتو كانت أيضاً من مخالفات الفكر القومي الضيق والممارسة غير المسؤولة من قبل أطراف في منطقة الطوز وهذه الأخطاء والممارسات تكاد أن تكون ضارة وليس اقل ضرراً من الميلشيات الطائفية التي تتحين الفرصة تلو الأخرى لتزيدها اشتعالاً وتعقيداً.
عسى أن تدرك القوى المتنفذة في القرار السياسي أن الفتنة طريق لتفاقم المشاكل وهذه الفتنة تسعى للوقوف ضد أي تحرك وطني يهدف للمصالحة الوطنية الشاملة مع القوى غير الإرهابية أو الطائفية وان التأخير في حلها وأكثرية المشاكل التي قد تخلق حوادث متشابهة أو أكثر خطورة من حوادث طوزخرماتو، ولهذا نجد في تصريح المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي المنشور في بغداد 13 تشرين الثاني 2015 عبارة عن معالجة موضوعية مسؤولة من خلال الدعوة إلى " تكاتف جميع القوى الخيرة في قضاء الطوز وتضافر جهودها من أجل وأد الفتنة ، والى جعل طوزخورماتو مدينةً للإخاء والتعايش السلمي بين جميع أطيافها القومية والدينية والاجتماعية والسياسية، وتوجيه فوهات البنادق كلها نحو الإرهابيين الدواعش".
ونحن بدورنا نطالب القوى صاحبة القرار أن تعدل مسارها نحو التفهم الواعي للوحدة الوطنية والتخلص من المحاصصة وتخليص العراق من هيمنة دول الجوار وفي مقدمتها إيران وتركيا أو أي طرف آخر وان لا تغمض عين وتفتح أخرى وتتهم دولة دون غيرها لاعتبارات طائفية، كما على القوى المتنفذة وبخاصة التي تقود العملية السياسية أن تتفهم أهمية استقرار البلاد لن يكون مع إلغاء الطرف الآخر بل احترام الوجود والمكون العراقي الذي هو مثل الفسيفساء التي تشع لاستكمال القيم الجمالية للوحة الفنية، عليها أن تفهم إن القوى الوطنية والديمقراطية لها مساحة واسعة بين الجماهير وتستطيع أن تعمل وهي تعمل من اجل استقرار البلاد والقضاء على الإرهاب والفساد بكل أنواعه.

2 ـــ من أين لكم كل هذه الأموال؟

عندما قلنا وحاول البعض، النكران و المعارضة ، أن التنظيمات المسلحة غير النظامية بما فيها الميليشيات الطائفية تمتلك الأموال والسلاح المتطور وهي خارجة عن السيطرة الحكومية وتؤتمر بأحزابها ومسؤوليها وتشارك وكأنها جيش منظم مستقل وتستطيع أن تقوم بأعمال منافية للقوانين المرعية التي تدعوا إلى إخضاع أي تنظيم مسلح لسيطرة الحكومة والقوات المسلحة العراقية، هذه الحالة نراها بشكل واقعي ملموس وهي تعيش بين ظهرانينا لتخلق فينا الرعب والتوجس من اندلاع الاقتتال بينها وبين أية قوة حكومية عسكرية نظامية، أو تقوم كما تعودنا عليها بمهمات أمنية بدون حتى التنسيق مع القوى الأمنية الحكومية لا بل البعض منها يلغي أي دور لهذه القوى الرسمية .
وقد نجد هذا الواقع على لسان أبو آلاء الولائي الأمين العام لكتائب سيد الشهداء بأن أبو مهدي المهندس نائب الأمين العام للتنظيم المشار لهُ اشترى " أسلحة ل‍وزارة الدفاع بقيمة ( 300 مليون دولار) ولعل المفاجأة الأخرى والأكثر مأساوية التي ذكرها أبو مهدي المهندس " أن الحشد قدم ( 20 ) ألف ضحية بينهم ألف في بيجي" هناك أسئلة كثيرة ملحة إلا أننا نكتفي بطرح مسألتين مهمتين منها ــــ من أين جاءت هذه الأموال الضخمة ؟ ــــ هل هي من الحكومة العراقية أم من مصادر سرية لا نعرفها ؟ لان الأمين العام أبو آلاء الولائي وخلال حديث مع السومرية نيوز الفضائية الذي نشر يوم الخميس 3 / 12 / 2015 إن "موازنة الحشد الشعبي تمثل 8% من موازنة وزارة الدفاع السنوية في وقت قمنا نحن بالإنفاق على وزارة الدفاع وشراء أسلحة لهم" وأكد على أن أبو مهدي المهندس هو الذي قام بشراء الأسلحة بالمبلغ المذكور أعلاه لوزارة الدفاع وبهذا أن هذا الاعتراف يعني أن الحكومة لم تكن صاحبة الأموال المذكورة، ــــ فمن هو الذي منح هذه المبالغ والتنظيم معروف لا يملك أية مصادر ربحية اقتصادية أو صناعية تؤهله لامتلاك كل هذا الكم من الدولارات التي تعد بمليارات الدنانير العراقية؟ ــــ ولماذا يتم شراء السلاح من قبل تنظيمات مسلحة غير حكومية حاولت التسلل للحشد الشعبي بشكل تنظيم وليس كأفراد مثلما طالبت به المرجعية العليا؟ ثم ــــ هل من المعقول تنظيم مسلح ليس خاضع للحكومة يملك مثل هذه المبالغ الهائلة وربما هناك الأكثر مما يتصوره المرء؟، التساؤل الآخر هو الرقم المهول للضحايا الذي تم ذكرهم ( 20 ألف ضحية ) وخص بألف منهم في بيجي ولا نعرف كم عدد المصابين الآخرين وقد يكونوا بمئات الآلاف أيضاً، ألا يذكرنا هذا الرقم بضحايا للحروب التي قام بها النظام الدكتاتوري وان الحرب الحالية التي شملت ثلث البلاد فضلاً عن التفجيرات الإرهابية والاغتيالات والتصفيات كان رئيس الوزراء السابق احد أسبابها لأنه حاول فرض النهج الطائفي والقرار الفردي ونزعة العنف لإنهاء المعارضين له حتى باتهام البعض منهم بالإرهاب ولديه تصريحات طائفية معروفة ذكرناها في أكثر من موضوع وان غلفها وحاول الخداع بتصريحات أخرى وطنية للخروج من المأزق الذي ندفع ثمنه غالياً من أرواحنا وممتلكاتنا فضلاً عن التدخلات المباشرة وغير المباشرة في الشأن العراقي الداخلي من قبل البعض من دول الجوار.
نعم ويا للمأساة فأول مرة يعلن مسؤول عن تنظيم عسكري مسلح غير حكومي بان الضحايا ( 20 ) ألف ضحية وكأن الرقم عادي وليس بالمفجع فهولاء خلفهم ( 20 ) ألف عائلة وعشرات الالاف من الأقرباء والأصدقاء نكبوا بحرب فرضت وخطط لها داخلياً وخارجياً لتكون الأساس في حرب طائفية شاملة، وبدلاً من إيجاد حلول لدعم هؤلاء الضحايا ( نعتذر لان أبو مهدي المهندس سماهم بالضحايا) نقول ما هو الدعم الذي قدم لهؤلاء وعائلاتهم وكيف نقارن مع طلب أبو آلاء الولائي"زيادة المخصصات المالية للحشد الشعبي إلى أربعة ترليونات دينار" واعتراضه وهو ما يدعو للاستغراب على دفع رواتب الموظفين النازحين والهاربين والباقين تحت ظلم وعسف وإرهاب تنظيم داعش.. لا بد من التوقف أمام هذه الحالة وغيرها والتمعن إلى موضوعة غاية من الأهمية، وهي ما هو مصير البلاد والشعب العراقي من خلف هذه السياسية وهذا التفجع والدمار؟ بعدما كان يمني الشعب نفسه بالخلاص من الدكتاتورية وقيام دولة المواطنة والعدل والالتفات إلى أوضاع الجماهير الكادحة وذوي الدخل الضعيف ومعالجة أزمات كثيرة اجتماعية واقتصادية وخدمية، أنها حالة أخرى من حالات التفجع والقهر والاستغلال والهاء الشعب بالشعارات الطائفية بحجة الدين الإسلامي بينما يقوم داعش الإرهاب في الجانب الآخر إلى التدمير والتخريب والمزيد من الضحايا وأيضاً بحجة الدين الإسلامي.. فأي دين هذا يتمسك به الإرهاب وداعش والميليشيات والأحزاب الطائفية؟ انه دين التطرف المعروف بعدائه للجميع والدين الحقيقي بريء منهم!



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسليم في المعنى
- الطريق الصحيح إلى المصالحة الوطنية الحقيقية
- إثارة الفتن لتحجيم دور حيدر العبادي وإقالته وبوادر الانشقاق
- غرق بغداد وغيرها بمياه الأمطار وطفح المجاري وبالفساد
- يا أنت.. ثَمّة ألوان في المقهى!
- مزالق عدم حل الأزمة في إقليم كردستان العراق
- هل هو تلكؤ في عدم إيجاد حل للمشاكل مع الإقليم أم ماذا ؟
- أعداء الديمقراطية هم أعداء الشعب العراقي
- لا تسر المفاجآت المفاجأة
- إطالة الحرب مع داعش عجز وفشل أم أمر مخفي؟
- مشروع تقسيم العراق بين الحقيقة والخيال
- هل تنجح عملية الإصلاح في العراق بآليات تنفيذ قديمة؟!
- متى تنتهي جرائم عمليات الاختطاف المنظمة؟
- احذر.. غادرنا آلان الكردي
- مشاعر مخفية في الحقيبة
- أنجاز قانون الأحزاب خطوة نحو تشريع أو تعديل قانون الانتخابات
- كانت نتيجة حتمية إلغاء المراكز الثقافية خارج العراق
- هستريا التقرير-يكاد المريب يقول خذوني!-
- هل سيحكم العقل الطائفي العراق - 50 عاماً مقبلاً-؟!
- هل تكفي ورقة الإصلاح إذا بقت حبراً بدون تفعيل على الأرض؟


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - خلق الفتنة الهدف المباشر لبعثرة الجهود