أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - عبدالله مطلق القحطاني - انا وابن المفتي وكلية الشريعة واله الإسلام














المزيد.....

انا وابن المفتي وكلية الشريعة واله الإسلام


عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب

(Abduallh Mtlq Alqhtani)


الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 4 - 18:26
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


تخرجت من المعهد العلمي الملز في الثانوية العامة بتقدير ممتاز في مدينة الرياض وكنت الأول من المتفوقين على المنطقة الوسطى والثالث مكرر على مستوى البلد ، وهذا التفوق كان بفضل امي الغالية رحمها الله والتي كنت تعمل في بسطة للنساء في سوق حجاب الشعبي الشهير في حي النسيم في مدينة الرياض ، من عملها في البسطة كانت تدفع ايجارا سنويا لمنزل مستأجر سكناه في الرياض وأجرته كانت مرتفعة ، ومن كدها وعمل يدها وبجهدها وفضلها التحقت بالجامعة في كلية الشريعة ، ورفضت الغالية امي وبإصرار طلبي بترك مواصلة التعليم لالتحق بأي عمل أو وظيفة لاساعدها واخفف عنا بعض عبئها الثقيل ، ورغم مضايقات رجال الشرطة الدينية لها اي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومضايقات بعض العاملين في البلدية إلا أنها بصبر عظيم وإرادة فولاذية واصلت نضالها وعملها حتى وافتها المنية في أثناء اعتقالي الأول ،

التحقت بالجامعة وكانت مكافأة الجامعة مع قلتها تساعد في توفير بعض مستلزمات الدراسة ، في كلية الشريعة بمدينة الرياض كان من ضمن زملائي في الكلية وبذات السنة وقاعة المحاضرات شاب يقاربني سنا هو عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ ، قطعا هو يحمل ذات اسم وزميل دراسة لكنه مع معاناته مع ضعف البصر آنذاك إلا أن مستوى تحصيله العلمي لم يكن يصل لدرجة جيد ، ونظرا لضعف بصره قررت الجامعة أن تصرف راتبا لمرافق له يقرأ عليه المناهج والمواد المقررة علينا ، وكنت حينها وخاصة في السنة الأولى تساعده في تصوير المذكرات ونحو ذلك ، لم أكن أعرف حينها انه ابن الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وان والده من ضمن هيئة التدريس في الكلية ، عرفت ذلك لاحقا ، في السنتين الاولتين للدراسة حتى آخر يوم في اختبارات السنة النهائية للعام حيث اعتقلت في ذاك اليوم ، لم يكن زميلي عبدالله آل الشيخ من المتفوقين دراسيا أو أحد المتميزين ، بل كان تحصيله عاديا ،

واليوم ورغم أنني منذ أمس أعيش بخلوة وتأمل وتفكير إلا أنني تفاجأت وانا أتصفح الانترنت عبر الجوال بخبر عن زميل الدراسة السابق ، فقد وجدت خبرا عنه في صحيفة سبق الإلكترونية معنونا بخط عريض : الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ يدعو لكثرة العبادة وقت الفتن !! ، وطبعا العنوان حمل تعريفا وظيفيا بمكانته العلمية الكبيرة !! الاستاذ المحاضر بالمعهد العالي للقضاء !!! ، وكذلك هو ناءب والده سماحة مفتي السعودية في امامة وخطابة الجامع الكبير في وسط العاصمة الرياض ، وكذلك هو مشرف كرسي والده للبحوث الفقهية في المجال الطبي !! ، صدقا لا اعرف وجها واحدا علميا للجمع بين الفقه والطب !! ،

فرجعت بالذاكرة للوراء وتذكرته ، وقارنت بين وضعي ووضعه ، هو تخرج من الكلية ، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه ! صحيح في الحيض والنفساء والفساء ونحوها من مسائل فقهية ، إلا أن مؤهلاته جعلته أستاذا جامعيا مرموقاً ومحاضرا في المعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود السلمية في الرياض ، عدا وظائفه الأخرى والتي أشرت اليها آنفا ،وتزوج وأنجب ويعيش في قصر يملكه بالطبع ، أي أنه في بحبوحة من العيش وسبق أن ولد وفي فمه ملعقة من ذهب فهو من عائلة آل الشيخ ،

أما أنا ورغم أن امي سعت بكل قوة لاواصل تعليمي الجامعي من خلال عملها في بسطة بسيطة لم أتخرج من الجامعة ، بل من المعتقل والسجن وبتهم باطلة وبعد مرحلة من التعذيب الوحشي على يد ضابط بجهاز المباحث العامة ، لا زوجة لا سكن لا عمل ، سنوات من الذل والفقر والمهانة والظلم والقهر ومرارة مستمرة ،

العجيب أنني في سنوات ماضية قبل أن أذهب لتقديم طلب لوزارة الشؤون الاجتماعية للحصول على أعانتها الشهرية التافهة لاسدد بها قيمة ايجار الغرفة عوضا عن النوم تحت الكباري أو في القهاوي الشعبية ،
أقول قبل ذلك لم يساعدني قط مسلم !
رغم أنني طرقت باب أكثر من أمام مسجد وجامع ،

بل من ساعدني هو غير مسلم ، هو كافر ومخلد في النار حسب نصوص الإسلام لأن الدين عند الله هو الإسلام ، ومن ظلمني في الجنة لأنه مسلم وان عذب وظلم وسرق وزنى !!

غير المسلم الإنسان الرائع الخلوق والذي عن طيب خاطر وبنفس زكية ومحبة بذل المساعدة لي ودون مقابل هو في النار لمجرد أنه غير مسلم !! إنسانيته وبذله للخير لا قيمة لها !
أما من يظلم ويسرق وزنى ويفعل كل الموبقات ففي الجنة طالما هو مسلم !!


فأي عدل هذا بحالتي أو حالة غير المسلم ممن ذكرت من إنسانيته وبذله للمعروف وأمانته وصدقه وصفاء سيرته ؟!!!!! .






#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انتصر الحس الإنساني على الإسلام ؟!!
- كيف نجتث التطرف والإرهاب من السعودية ؟!
- مسابقات تحفيظ القرآن والسنة ماذا استفدنا منها ؟
- المهاجرون من الإسلام أم من المسلمين يهربون ؟
- الإلحاد في السعودية بين الواقع والمعالجة
- رشيد المغربي يسأل مالفرق بين السعودية وداعش؟
- في السعودية هل فشل شعار الإسلام هو الحل ؟
- في السعودية عن أي إسلام نحن نتحدث ؟!
- وقف تطبيق الشريعة في السعودية ضرورة إنسانية
- الشمري دكتور سعودي من الإسلام إلى قس مسيحي
- سأقاضي الحكومة دوليا فأين المحامي الحالم بالثراء
- السعودية وحد الردة وأشرف فياض والعالم !
- ماركسيو اليمن وسبل الخروح من المأزق
- باريس يا كعبة النور وقبلة التنوير
- تطبيق الشريعة بين السعودية وداعش وتفجيرات باريس
- المرأة والوزارة في السعودية !!
- خطباء الجمعة في السعودية والدعشنة !
- المرأة في السعودية وعصر الاستقلال والكرامة
- الخطاب الديني واستحالة التجديد والحداثة -1-
- نساء من السعودية بين القتل والخطف بمصر


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - عبدالله مطلق القحطاني - انا وابن المفتي وكلية الشريعة واله الإسلام