أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راضي المترفي - قصة قصيرة ( القهوة والعراف )














المزيد.....

قصة قصيرة ( القهوة والعراف )


راضي المترفي

الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 4 - 16:55
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة


القهوة والعراف ..
راضي المترفي

تناول منه العراف فنجان القهوة بعد ارتشافه جرعة طويلة كأنه يسرق من خلالها الوقت ليخمن ما سيقوله له بعد قراءة فنجانه وهو الذي رسخ بعقله من خلال تربيته ( إن العراف كاذب حتى عند تعامله مع حقائق مجردة ) .
. نظر العراف إلى الخطوط المتعامدة والمتقاطعة في الفنجان كأنه مختص أنواء جوية يقرأ خطوط طقس ينذر بتقلبات لم تكن في الحسبان ثم قطب مابين حاجبيه وصفر صفرة طويلة نظر بها إلى وجهه فأشاح به عنه ونفث دخان سيجارته بعيدا وبدأ يراقبه بطرف عينه بحذر وهو منهمك بالنظر إلى خطوط القهوة المرسومة على الفنجان بعد جفافها .
. استحضر شريط حياته وتوقف عند محطات كان أهمها علاقته بها التي ولدت يوم حضر لبيتها لتقديم واجب العزاء بعد مضي أكثر من شهرين على رحيل المرحوم وكيف لام في سره الفقيد الذي استعجل الرحيل وترك خلفه أنثى بعمر النضج ورقة الحرير بحاجة إلى من يقف معها في هذه الحياة ويحميها من ذئاب البشر وتوقف طويلا عند كل جملة من دردشته القصيرة معها ورآها حروفا مرسومة أمام ناظره ..
. كان رحيل الفقيد في غير أوانه وسبب خسارة للجميع
. خسارة المال يمكن تعويضها لكن العواطف صعب
. ربما العواطف تكمن في صدر شص خارج الحسابات لكن المال لا تأتي به المعجزات أو الأماني لذا حساب العواطف اقل صداعا .
. سلوكك طريق المال منذ طراوة عودك جعلك تنظر للعواطف على أنها شيئا ثانويا يمكن تجاهله او عدم الحاجة له .
. والمرحوم ؟
. كان بركان عواطف يلفظ حممه على مدار العمر
. أظن في داخل كل منا بركان لكن الفرص تفاوتت فخمد بركان البعض وتفجر آخر
. أتظن إن في داخلك أشياء اسمها عواطف ؟
. إن كان جوفي خاليا في ما مضى فأنها الآن غرست ونمت وأينعت وتضخمت حد الانفجار .
. اشكر لك زيارتك ومواساتك وتجشمك عناء المجيء وشرفتنا بزيارتك .
. قبل طلب الاستئذان أود إخبارك بأن بيني وبين الراحل حسابات لم تغلق بعد
. أتمنى أن لا تجعلها بوابة لحساب لم يكن في حساباتك .
. وأتمنى أن لا يطول رقود بركان عواطفي .
قدم له العراف فنجان قهوة جديد وقال وهو يبتسم : كان الفنجان الأول للقراءة وهذا للضيافة وأتمنى أن يروق لك ويعدل مزاجك , شكره وبدأ باحتساء قهوته ومراقبة شريط حياته حتى توقف عند آخر مرة كانت بصحبته وعرض عليها الزواج فلم تعترض بقوة ولم تتحمس للعرض وتركت الباب مفتوحا لكل الاحتمالات ومن جانبه قرر طرق الباب بقوة في المرة القادمة هنا ناداه العراف متسائلا :
. أما حان الوقت للخروج من المطب الزمني الذي أوقعت نفسك فيه والاستماع لقراءتي بجد علك تجد حلا فيها او تسمع مني ما يريح أعصابك المشدودة ؟
. أتمنى لكني رجل عملي لا يبني أحلاما على أوهام الفناجين ولا تخدرني كلمات العرافين .
. حديثي خالي من الأوهام وأسألك هل ترغب بالزواج منها حقا ؟
. هل تعرفها ؟
. نعم وأود إخبارك أن الفقيد مات في حياتها وهو على قيد الحياة لكنها كتمت ذلك كبرياء منها ثم جاء موته الطبيعي تحصيل حاصل وهي راغبة بتكرار التجربة لسببين الأول نكاية بالراحل والسبب الثاني لأنها تحب الحياة لكن مشكلتها الخوف من أن تكون أنت مثل المرحوم تموت في حياتها وأنت حي .
. أكاد اجن من أين لك هذه المعلومات التي تقترب من الحقيقة كثيرا وأنت بعيد جدا عن الحال ؟
. لا .. أنت واهم لست بعيدا كنت أراقبك وأنت تدير شريط الأحداث معها وأدون كل شي ثم أقوم بفحصه وتحليله واستخلاص النتيجة .
. ماذا لو طلبت منك الدليل على كلامك غير المعقول هذا ؟
. الدليل موجود فقط اخبرني هل عزمت على الزواج منها حقا .
. قبل الخوض في ذلك أعطني الدليل ؟
. تفضل هذا تسجيل للشريط الذي دار في رأسك .



#راضي_المترفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا بعد الاربعين !!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- كبرياء عليقة
- ( كل من عليها فان ) . حتى الساسة العراقيين !!! .
- الشيعي وازدواجية الحكم بين المرجعية والسلطة
- متى يشتد زحامنا على درب الحسين
- اصلاحات الحكومة بعيدا عن الفساد قريبا من الموظف الصغير !!!
- ( لو تشيل لو تشتكي لو تدفع الايجار )
- ايران والسعودية .. الموت والفقدان في (شعاب ) مكة وتصفية الحس ...
- قصة قصيرة جدا ( رقصة )
- الوطن والهجرة واللصوص وسعدي الحلي والقناص !!!
- قصة قصيرة جدا / حذاء ورجل
- قصة قصيرة جدا / انتحار قائد
- الانبار سلمت بطريقة تبديل ( الحرس ) ولم تسقط حربا
- قصة قصيرة جدا ( اشاعة )
- قصة قصيرة جدا ( ولادة حب )
- كردستان الى أين ؟؟
- قصة قصيرة جدا ( ولي المر )
- من كواليس الصحافة / استقالة !!
- قصة قصيرة جدا ( طاوه )
- قصة قصيرة جدا ( اكتشاف )


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راضي المترفي - قصة قصيرة ( القهوة والعراف )