أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان غازي الرفاعي - تفسير أية انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله.....















المزيد.....



تفسير أية انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله.....


عدنان غازي الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 3 - 19:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إِنَّمَا جَزَؤا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم
بسم الله الرحمن الرحيم
[وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ........... يونس: 60].. الكذب على الله تعالى ليس كالكذب على من هو دونه، فإضافة لعدم تقوى الله تعالى والافتراء عليه، فإنَّ الكذب على الله تعالى ينتج سوءاً يتمُّ احتسابه من منهج الله تعالى زوراً وبهتاناً، وهذا يؤدّي إلى الإساءة لمنهج الله تعالى بتشويه دلالاته في نفوس الناس، وإلى خداع الناس وإضلالهم..
.. وتتجلى الإساءة لمنهج الله تعالى حينما تكون الأمور المكذوبة تتعلَّق بدماء الناس وكراماتهم، من أحكام تُمَنهِج الاعتداء على الآخرين، وتعطي أصحاب النفوس المريضة الاعتقاد بأنَّهم يملكون التفويض من الله تعالى لقتل الناس والاعتداء على كلِّ ما هو إنساني في حياتهم..

.. وكثيرة هي الأمور التي تمَّ تلفيقها ظلماً وعدواناً على منهج الله تعالى، إمَّا بافتراء روايات ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، وإمَّا بتحريف دلالات بعض النصوص القرآنيّة لتوافق هوى المرض الكامن في نفوس المُفترين..
.. في هذا البحث سنقف عند نصِّ كريم، لم يُفَسَّر خلال التاريخ في سياقه السليم الذي يجب أن يُفسَّر به، فلُويت دلالاته باتّجاهٍ سلبي، مما جعل أصحاب النفوس المريضة من المحسوبين على الإسلام، يستخدمون ذلك كمبرِّر لممارسة الإرهاب الكامن في جيناتهم النفسيّة، وممّا جعل أعداء الإسلام يستشهدون بهذه التفاسير الخاطئة للهجوم على كتاب الله تعالى والنيل منه..
.. هذا النصّ الكريم هو قوله تعالى :
(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة: 33 - 34]
.. قبل الدخول في تفسير دلالات هذا النصِّ الكريم، لا بدَّ من الوقوف عند سنّة الله تعالى التي لا تتبدَّل ولا تتحوَّل، والتي يحملها كتابه الكريم بشكلٍ جليٍّ لا لبس فيه.. هذه السنّة هي أنَّه لا تكليف من الله تعالى للبشر بأخذ عقوبة دنيويّة، في كلِّ المسائل المتعلّقة بالعقيدة، وبحريّة الاختيار الديني والمذهبي.. فكلُّ العقوبات الدنيويّة التي ترد في كتاب الله تعالى تكليفاً بالقيام بها، لا تتجاوز كونها جزاءً على جنايات تهتك حرمة أعراض الناس وأموالهم ودمائهم..
.. وهذا لا يعني أنَّ محاربة الله تعالى ورسوله عقديّاً أمرٌ سهلٌ وبسيط.. أبداً.. فجزاء الله تعالى على من يكفر به ويحارب منهجه، هو عنده جلَّ وعلا، ولم يُوكلْه للبشر.. لذلك نرى في كتاب الله تعالى عقوبة على جناية الزنا، وعقوبة على جناية الإتيان بالفاحشة، وعقوبة على جناية رمي المحصنات، وعقوبة على جناية السرقة، وعقوبة على جناية الاعتداء على دماء الآخرين....... وفي كلِّ ذلك تأكيدٌ على حريّة المعتقد، وأن يختار الإنسان ما يريد في عقيدته حرّاً، شريطة ألاّ يتعدّى على حريّات الآخرين وحقوقهم.. فالعقوبات الصريحة في كتاب الله تعالى فُرِضَت لحماية الإنسان، وليس لفرض شيءٍ عليه، وفي كلِّ ذلك تتجلّى حكمة الله تعالى في تأمين حريّة الإنسان ليختار دون إكراه، وذلك من أهم مقتضيات الامتحان العادل للإنسان في حياته الدنيا..
.. فسنّة الله تعالى التي لا تتبدَّل ولا تتحوَّل في منهجه الكريم تقتضي تكليف المجتمع بمعاقبة مرتكبي الجنايات ضد الناس، مهما كان الجاني، ومهما كان الضحيّة.. وفي ذلك حكمة لمنع انتشار الجنايات في المجتمع حفاظاً على دماء الناس، كلِّ الناس، مهما كانت معتقداتهم ومذاهبهم وطوائفهم، مؤمنين كانوا أم كافرين.. بينما حقُّ الله تعالى في اعتقاد الإنسان وإيمانه كفره، يحاسب الله تعالى هو عليه، ولم يوكله للناس، لأنَّ الله تعالى هو وفقط هو العالم بحقيقة إيمان الناس وكفرهم.. ولذلك يأمرنا الله تعالى بأن لا نصف أيَّ إنسان بأنَّه ليس مؤمناً، كون الإيمان حقيقة في القلب لا يعلمها إلاَّ الله تعالى..
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
.. العبارة القرآنيّة (يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا)، تشمل كلَّ الموصوفين بهاتين الصفتين مجتمعتين، سواءٌ كانوا مسلمين أو غيرَ مسلمين... وفي كلمة (يُحَارِبُونَ) نرى دلالات الاستمرار في الحرب على كلِّ القيم النبيلة التي فطر الله تعالى الناس عليها، وعلى كلِّ القيم النبيلة التي جاء بها منهج الرسالة الذي أنزله الله تعالى على رسوله، وفي كلمة (ويسعون) نرى دلالات استمرار السعي في الفساد في الأرض من جنايات يقومون بها بحقِّ الناس كلِّ الناس مهما كانوا..... فكلُّ ما هو ليس نافعاً وكلُّ ما يضرُّ بالإنسان وقِيَمِه، هو فاسد..
وفي تَكرار كلمة (أو) بين حالات الجزاء (المفترضة كما سنرى إن شاء الله تعالى) في قوله تعالى: (يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلف او ينفوا من الارض).. في ذلك بيانٌ في اختلاف الأحكام التي يستحقِّهُا هؤلاء كَجَزَاءٍ على جناياتِهِم المُختلفة المُرافقة لمحاربتهم الله تعالى ورسوله ( (يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا)،، وذلك حسب جناية كُلٍّ منهم وحسب درجة كلٍّ منهم في محاربة الله تعالى ورسوله... وبالتالي فنحن أمام جناياتٍ مُتعدّدة ودرجات محاربة متعدّدة، وبالتالي فالجزاء يكون بدرجاتٍ مختلفة..
.. وقوله تعالى.. الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور رحيم يُؤكِّد لنا أنّنا أمام جناياتٍ ودرجات محاربة لله تعالى ورسوله، غُفْرَانُها - عند الله تعالى - يحتاج إلى توبة، وجزاؤها - عند الله تعالى - لا يَسْقُط إلاَّ بتوبة المُحارب الجاني قبل أن يُقْدَر عليه... فالعبارة القرآنيّة (الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم)) ، تؤكِّد أنَّ التوبة المعنيّة لا بدَّ أن تكون صادقة، وليست لأنَّ المُحارب الجاني وقع في قبضة العدالة..
. هذا كلّه لا خلاف عليه.. ووقفنا عنده في كتاب: (المعجزة الكبرى)، وفي كتاب: (الدولة الحرّة مطلب قرآني).. فلا شكَّ أنَّ مرتكبي الجنايات لا بدَّ من معاقبتهم في الحياة الدنيا وأمام الناس، قبل الجزاء المترتّب على تلك الجنايات في الآخرة، وفي ذلك حفاظ على دماء الناس وأعراضهم وكراماتهم وأموالهم وخصوصيّاتهم، فلو كان الجزاء على الجنايات بحقِّ البشر لا يكون إلاّ من الله تعالى كما هو الجزاء على الكفر ومحاربة منهج الله تعالى، لتمادى المجرمون بجرائمهم، ولسادت الجريمة في المجتمع دون رادع.. فإضافة لعقاب الله تعالى على الجنايات في الآخرة، شرع عقوبة دنيويّة على الجاني، لردع كل من تسوِّل له نفسه في الاعتداء على كرامات الناس وأعراضهم وأموالهم ودمائهم..
.. لكن.. ما أودّ إلقاء الضوء عليه في هذا البحث، هو الإجابة على السؤال التالي :
هل الجزاء المذكور في هذا النصِّ الكريم (يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلف او ينفوا من الارض)، هل هو أمرٌ من الله تعالى للحاكم بأن يطبّقه كأحكام دنيويّة على أصحاب تلك الجنايات كما تذهب جميع تفاسيرنا الموروثة ؟.. أم أنَّ هناك أمراً آخر ؟!!!.. بمعنى: هل العقوبات: (التقتيل، الصلب، قطع الأيدي والأرجل من خلاف، النفي من الأرض)، هل هي أمرٌ من الله تعالى للحاكم بأن يأخذها بحرفيَّتها من المحاربين الجناة.. أم أنَّ هذه العقوبات تصوِّرُ ما يستحقّه الجناة فيما لو كان الحساب من الله تعالى على ذلك في الحياة الدنيا ولم يُؤجَّل إلى الآخرة ؟..
.. للإجابة على هذا السؤال لا بدَّ من الوقوف عند النقاط التالية :
أوّلاً: الجزاء المذكور كعقوبة على تلك الجنايات، نراه مبدوءاً بكلمة: (انما) لحصر الجزاء بالعقوبات المبيّنة.. فالعبارة: (انما جزؤا....) تحصر الجزاء المعني في هذا النصِّ الكريم بهذه الحدود دون غيرها..... بمعنى: جزاؤهم ليس أقل من العقوبات: (يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلف او ينفوا من الارض).. وما نراه أنَّ الجزاء (يصلبوا)، لم يُذكَر في كتاب الله تعالى كعقوبة يأمر الله تعالى بتنفيذها من قِبَل البشر، وكذلك الجزاء (تقطع ايديهم وارجلهم من خلف)، وذلك بتضعيف القطع (تقطع) للأيدي والأرجل معاً، ومن خلاف.. فجزاء الجنايات في كتاب الله تعالى معلوم، مثل القتل، والزنا، والسرقة، وغيرها.. وكلّها ليست بهذه الحيثيّة الشديدة والقاسية التي يُحصر الجزاء بها..
.. وهذا يُشير إلى أنَّ الجزاء القاسي هذا هو جزاء مُفترض، فيما لو كان الجزاء من الله تعالى على تلك الجنايات في الحياة الدنيا.. بمعنى: لو أنَّ الله تعالى سيجازي المعنيّين في الحياة الدنيا، جزاءً موازياً لفعلهم بمحاربة الله تعالى ورسوله وسعيهم كمفسدين في الأرض، لكان هذا جزاءهم المُستحق: (انما جزؤا....).. بمعنى آخر: لو كان الجزاء علي ذلك في الآخرة له إسقاطٌ في هذه الدنيا لكان بهذه الشدَّة، كون الخلود في جهنم أقسى بكثير من كلِّ هذه الأحكام القاسية..
.. وبالتالي فحصر الجزاء على الجنايات المختلفة والمترافقة بمحاربة الله تعالى ورسوله، بهذه الحدود القاسية التي لم يُذكَر حدٌّ واحدٌ منها ولو بمقاربة للحدود التي يبيّنها الله تعالى في كتابه الكريم على الجنايات المعروفة (القتل، السرقة، الزنا،.....)، هذا الحصر يؤكِّد (مع الأدلة التي سنراها في البنود اللاحقة) أنَّ هذا الجزاء الوارد في هذا النصِّ الكريم هو الجزاء الإلهي المُفترض في الحياة الدنيا والموازي لتلك الجنايات المترافقة مع محاربة الله تعالى ورسوله، فيما لو كان الله تعالى سيجازي على ذلك في الحياة الدنيا..
.. وهذه الدلالات المحمولة بهذا النصِّ الكريم، والتي تصوِّر لنا عظم الجزاء الإلهي من الله تعالى على تلك الجنايات المرافقة لمحاربة الله تعالى ورسوله، وقساوتها وشدتها (مقارنة مع الجزاء الذي يُكلَّف به البشر)، فيما لو كان الجزاء عليها من الله تعالى في الحياة الدنيا... نرى في قوله تعالى التالي شدّة موازية لها :
وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61)
.. فالجزاء (مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ) قاسٍ وشديد، وهو جزاء مُفترض فيما لو آخذ الله تعالى الناس بظلمهم في الحياة الدنيا.. بمعنى: هذا هو الجزاء المُستحق المُفترض فيما لو جازى الله تعالى الظالمين على ظلمهم في الحياة الدنيا..
ثانياً: ممّا يُشير إلى أنَّ الجزاء المعني في هذا النصِّ الكريم، هو جزاء من الله تعالى، فيما لو كان الحساب - من الله تعالى - في الدنيا، كجزاء موازٍ للجرائم العقديّة والجنايات المرتكبة في حقِّ المخلوقات.. ممّا يُشير إلى ذلك أنَّ العبارة القرآنيّة: (ينفوا من الارض)، والتي تصوِّر احتمالاً مفترضاً من احتمالات الجزاء الوارد في هذا النصِّ الكريم، لا يمكن تنفيذ دلالاتها من قِبَل البشر، بمعني إخراج المنفي من الأرض.. فالنفي من الأرض بهذه الحيثيّة الواردة في ظاهر هذه العبارة القرآنيّة، أمرٌ لا يستطيع البشر تحقيقه كواقع..
. والقول بأنَّ النفي من الأرض هو وضع الجاني في الحبس، حيث المحبوس - كما قالوا - قد يسمى منفياً من الأرض لأنه لا ينتفع بشيء من طيبات الدنيا ولذاتها، ولا يرى أحداً من أحبابه، فصار منفياً عن جميع الملذات والشهوات والطيبات فكان كالمنفي في الحقيقة.. هذا القول ليس صحيحاً، لأنَّ الحبس المُفترض لا يؤدّي إلى نفي المحبوس من الأرض.. فالنفي هو من الأرض، وليس من بعضها، وليس من ملذاتها..
.. والقول بأنَّ العبارة القرآنيّة (ينفوا من الارض) تعني: أن يُطْلَبوا حتّى يُقدَر عليهم، فيقام عليهم الحد، هو أيضاً قولٌ غير سليم، لأنَّ النفي من الأرض هو جزاء، وليس واسطة وسبيلاً لوقوع الجزاء..
.. والقول بأنَّها تعني نفي الجاني من بلده التي هو فيها إلى بلد آخر، فهذا أيضاً غير صحيح، لأنَّ البلد الآخر هو أيضاً من الأرض، وما نراه أنَّ كلمة الارض ليست مضافة لمن يقع عليه الجزاء..
ثالثاً: العبارة القرآنيّة (ذلك لهم خزي في الدنيا)، تبيّن أنَّ هذا الجزاء المُفتَرَض المحصور بهذه العقوبات (إِنما) والموازي - عند الله تعالى وبحقّه جلَّ وعلا - لحجم بشاعة الجنايات المرتكبة المرافقة لمحاربة الله تعالى ورسوله، والذي لن يحصل في الحياة الدنيا كون العذاب هو في الآخرة، هو تبيانٌ لحجم جرائمهم وبشاعتها، وبأنَّها تستحقُّ هذه الشدّة والقساوة نتيجة بشاعتها، وبالتالي هو خزيٌ لأصحاب تلك الجنايات.. وتأتي العبارة التالية لها مباشرة لتبيّن جزاءهم الذي سيلقونه حقيقة في الآخرة: (ولهم في الاخرة عذاب عظيم)..
.. كلمة (ذلك) تُشير إلى حصر الجزاء (انما...) بالعقوبات المُبيّنة في النص: (.يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلف او ينفوا من الارض) وهذا الحصر للجزاء بالنسبة لمن يحارب الله تعالى ورسوله ويسعى فساداً في الأرض هو: خزي في الدنيا

.. الخزي هو إلزام الحجّة، ووقوع الهوان والفضيحة والاستحياء..

وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) هود

وجاء أهل المدينة يستبشرون 67 قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون 68 واتقوا الله ولا تخزون 69[الحجر: 67 - 69]

.. ولو نظرنا في كتاب الله تعالى إلى كلمة: خزي لرأيناها ترد (11) مرّة، كلُّها تصف خزياً لبعض البشر، فاعله الله تعالى وليس البشر.. ولننظر في النصوص الأخرى غير النصِّ الذي بين أيدينا :

(...أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [البقرة: 85]
)وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [البقرة: 114]
فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ[المائدة: 41]
(أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا......ذلك الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63) التوبة 63
فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ومتعناهم الى حين (98) يونس
فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ.......إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) هود
مَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ .......قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27) النحل
ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ............لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ.... وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) الحج
فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .......وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ..........لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (26) الزمر
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.....وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى.......... وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ (16) فصلت
وكذلك الصيغة: (مخزي)، نراها أيضاً تصف خزياً للبشر، فاعله الله تعالى :
فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ......... وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) [التوبة: 2]
.. إذا الصيغ غير الفعليّة كُلُّها تصف خزياً للبشر فاعله الله تعالى، ولا تصف خزياً فاعله البشر، ولا خزياً ناتجاً عن عقوبات يقوم بها البشر..
من هنا نرى أنَّ إدراكنا لمفهوم الخزي في العبارة: (ذلك لهم خزي في الدنيا)، لا يخرج عن إطار خزيٍ للمعنيين بالنصِّ، فاعله الله تعالى، وليس البشر، وليس عقوبات ناتجة عن فعل البشر.. ومن هنا نرى أنَّ حصر الجزاء (انما جزؤا......) الوارد في هذا النصِّ الكريم، بأمور قاسية جداً، هي فوق كلِّ العقوبات الواردة في كتاب الله تعالى والتي يأمر الله تعالى الحاكم بأخذها من الجناة.. هذا الحصر.. هو فضحٌ لبشاعة أعمال محاربي الله تعالى ورسوله، الساعين في الأرض فساداً، وبالتالي هو إلزام الحجّة عليهم، وإيقاع الهوان والفضيحة بهم.. وهذا هو عين دلالة الخزي في كتاب الله تعالى: (ذلك لهم خزي في الدنيا)..
رابعاً: ممّا يؤكِّد أنَّ الجزاء المعني في هذا النصِّ الكريم على تلك الجنايات، هو جزاء مُفترض، فيما لو لو كان للجزاء عليها في الآخرة إسقاطٌ موازٍ في عالم الدنيا، وليس أمراً من الله تعالى للحاكم بأن ينفّذه كعقوبة - بهذه الحيثيّة - على الجنايات المعلومة.. ما يُؤكِّد ذلك هو الآية الكريمة: (الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور رحيم).. فهذه الآية الكريمة تقول: يسقط الجزاء المفترض عن الجاني في حال تاب طواعية من نفسه، وليس بعد الإمساك به..
.. نحن نعلم أنَّ العقوبة الدنيويّة على الجنايات المرتكبة بحقِّ البشر، لا تسقط بتوبة الجاني، فما يسقط بتوبة الجاني هو الجزاء عند الله تعالى، والعبارة القرآنيّة (ويسعون في الارض فسادا) تصف فيما تصف جنايات يقوم بها هؤلاء.. فالقاتل سيُجزى بجنايته سواء تاب أم لم يتب، وكذلك الزاني، وكذلك السارق.. بينما ما نراه في الجزاء المعني بهذا النصِّ الكريم هو سقوطه عن الجاني في حال التوبة، وهذا يؤكِّد أنَّه جزاء مُفترض من الله تعالى، لتبيان حجم جريمة تلك الجنايات، وما تستحقّة في حالة مُفترضة هي الجزاء الموازي لها من قِبَل الله تعالى، فيما لو كان هذا الجزاء سيأخذه الله تعالى من الجاني في الحياة الدنيا..
.. فكون التوبة الصحيحة نتيجة الرجوع إلى الله تعالى قبل الوقوع بقبضة العدالة، تُسقط العقوبة، يقتضي ذلك أنَّ هذا الجزاء ليس أمراً للحاكم بأخذه كعقوبة دنيويّة على الجنايات المرتكبة، فالجنايات المرتكبة بحقِّ الناس لا تسقط بالتوبة، فضلاً عن كون الحاكم لا يستطيع أن يفتح قلب الجاني ليعلم صدق توبته من عدمها.. وهذا يؤكِّد أنَّ الجزاء المعنيَّ في هذا النصِّ الكريم هو تصوير للجزاء المُستحق في الحياة الدنيا من الله تعالى، فيما لو كان هناك إسقاط لعقوبة الآخرة في الحياة الدنيا..
خامساً: في العبارات القرآنيّة الحاملة للجزاء المُفتَرض المُصوِّر لما يستحقه الجناة فيما لو عاقبهم الله تعالى في الحياة الدنيا، نرى صيغة المبني للمجهول في كلِّ الأفعال المُصوِّرة للعقوبات المُفترضة: [[(يقتلوا) ،، (يصلبوا) ،، (تقطع ) ،، ينفوا)]].. فالوصف لم يأت بصيغة الأمر كما هو في جزاء عقوبتي السارق والزاني، أو بصيغة أمرٍ كتبه الله تعالى على المُكلَّفين..
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ...........وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) المائدة
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ سورة النور 2
2
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ البقرة 178
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ...........فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ.............المائدة 45
. فصيغة المبني للمجهول [[[[(يقتلوا) ،، (يصلبوا) ،، (تقطع ) ،، ينفوا)]].] تنسجم مع كون الجزاء مُفترضاً واصفاً لحصر الجزاء المُستحق لأصحاب الجنايات، فيما لو كان حساب الله تعالى له إسقاطٌ في الحياة الدنيا..
.. بينما في مسألة التوبة قبل الإمساك بهم، كتصوير لكون التوبة خالصة لوجه الله تعالى، وكونها ليست نتيجة الوقوع بأيدي العدالة من البشر المُكلَّفين بتنفيذ الجزاء على ذات العقوبات، وحسب ما يبيّن كتاب الله تعالى ويأمر صراحة بأخذها في أماكن أخرى من كتاب الله تعالى.. في هذه المسألة نرى صيغة المبني للمعلوم، حيث يعود فعل الإمساك بهم للبشر: (من قبل ان تقدروا عليهم).. لأنَّ مدّعي التوبة رياءً وخوفاً من العقوبة، ما يهمّه هو البشر، والمُكلَّف بمعاقبته (وفق العقوبات الواردة في نصوص أخرى وليس في هذا النص) هو البشر، لذلك، إن تاب دون الإمساك به، فتوبته هي لوجه الله تعالى، وهي صادقة، والله تعالى يعلم ذلك..
.. وتأتي العبارة التالية مباشرة لتؤكِّد أنَّ الأمر يتعلَّق بالله تعالى، وليس بتكليف للبشر: (فاعلموا ان الله غفور رحيم).. فالله تعالى لم يقل - على سبيل المثال لا الحصر -: (فاعفوا عنهم).. إنّما يقول جلَّ وعلا: (فاعلموا ان الله غفور رحيم).، لأنَّ الجزاء المُفترض المعني في هذا النصِّ الكريم فاعله الله تعالى، وليس البشر، ومن يغفره هو الله تعالى العالم علماً مطلقاً بصدق توبة التائب..
سادساً: ما يؤكِّد صحّة ما نذهب إليه من أنَّ الجزاء هو مسألة مُفترضة تصوِّر حجم جريمة تلك الجنايات وجزاءها المُفترض الموازي لها، في حال أخذه الله تعالى من الجاني في الحياة الدنيا.. ما يؤكِّد ذلك، هو الآية الكريمة السابقة مباشرة لهذا النصِّ الكريم..
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) إِنَّمَا جَزَؤا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) [المائدة: 32 - 34]
.. فالجناية أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ تبيِّن جريمة قتل نفسٍ واحدة، وهذه الجريمة يُشبّهها الله تعالى بجريمة قتل جميع الناس: (فكأنما قتل الناس جميعا.. وهذا ليس أمراً إلهيّاً للحاكم بأن يجازي بذلك، بمعنى: أن يجازي من قتل نفساً واحدة كمن قتل جميع الناس، إنّما هو تبيانٌ لعظم جريمة قتل النفس، وأنَّها عند الله تعالى توازي قتل الناس جميعا.. وكذلك الأمر فيمن يحيي نفساً واحدة، فإحياءُ نفسٍ واحدة هو عند الله تعالى كإحياء الناس جميعاً.. وكلُّ ذلك تشبيهٌ وتبيانٌ لحقيقة جريمة قتل النفس، ولحقيقة إحيائها، وليس أمراً إلهياً للبشر بالمعاقبة على أساس هذا التبيان..
.. النصُّ الذي بين أيدينا يلي هذه الآية الكريمة مباشرة، وهو في ذات السياق، ليبيّن الجزاء المُفترض فيما لو كانت العقوبة من الله تعالى مباشرة ويأخذها جلَّ وعلا في الحياة الدنيا.. وبالتالي فالجزاء: يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلف او ينفوا من الارض)) ليس أمراً من الله تعالى للبشر ليعملوا به كعقوبة على الجنايات التي يقوم بها بعض البشر، كما بيّنا..


































#عدنان_غازي_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان غازي الرفاعي - تفسير أية انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله.....