أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - عن راينر فاينر فاسبندر 1945-1982 وصعلوك المدينة وتشويش بسيط















المزيد.....

عن راينر فاينر فاسبندر 1945-1982 وصعلوك المدينة وتشويش بسيط


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 3 - 12:09
المحور: الادب والفن
    


عن راينر فاينر فاسبندر 1945-1982 وصعلوك المدينة وتشويش بسيط
مات عام 1982 عن عمر يناهز السابعة والثلاثين عاما،محققا 43 عملا فنيا مقسما بين المسرح وافلام تلفزيونية وافلام روائية سينمائية حققها جميعها خلال 13 عاما تقريبا،وموته اعتبر نهاية حقبة الموجة الجديدة الألمانية وهذا بالتأكيد صحيح لأن حقبة فاسنبندرالسينمائية لن تتكرر ولو بأي حال من الأحوال.
تطلق والداه وهو في الخامسة من العمر في طفولة كان يصفها فاسبندر بالمعذبة،وهذه الطفولة المعذبة والتركيبة النفسية التي اكتسبها فاسبندر من خلال هذه الظروف،ستشكل حيز رئيسي من الممكن من خلاله فهم معظم نتاجه الفني.
انسحب من المدرسة، وعمل بعدة وظائف وفشل في الانضمام الى مدرسة برلين الفيلمية وبدأ في العمل في مسرح ميونخ كممثل هامشي،وهناك تعرف على (هانا شيغولا) وهي من اشهر الممثلات اللواتي تعامل معهم فاسبدر مع غيرها من الممثلين الذي شكل معهم مايدعى بالعشيرة السينمائية التي ظل متعاونا معها حتى موته.
في عمر التاسعة عشرة،حقق فاسبندر فيلمه القصير الأول (صعلوك المدينة)،وفي أواخر الستينات بدأ العمل في السينما تحت تأثر كبير بجان لوك غودار،وبعد ان حقق ثلاثة اعمال قصيرة عمل على تحقيق فيلمه الروائي الأول(الحب ابرد من الموت1969) متأثرا-كما كان يقول ب(فلتحيا حياتها) لغودار.
فاسبندركان يمتلك شخصية غريبة تتصف احيانا بالسادية،والبعض افرد اعمالا وشروحا مطولة عن شخصية فاسبندر وطفولته التي وصفها هو كما قلنا بالمعذبة وبين اعماله الفنية نفسها،بحيث بدا الحيز الشخصي اللاواعي يكتسب اهمية كبيرة في فنه وانعكاسا واضحا في اعماله،والبعض ان كان يرى ان الثيمة الاساسية لأعماله هي سلبيات المجتمع الألماني بشكل خاص والمحتمعات الغربية بشكل عام وانتقاد انتشار القيم والمعاني المادية،ولكن هذا على صحته الا انه من الصعوبة بمكان الاحاطة بكل اعمال فاسبندر،أو مجمل فكره لتنوع مواضيعه وسرعته في انجاز فيلم بعد -الآخر بحيث فرض فاسبندر على نفسه ا نجاز ثلاثين فيلما قبل بلوغه الثلاثين عاما...
ولكن مع تنوع المواضيع التي تناولها فاسبندر فهناك خيط عام لايتعلق بالموضوع ولا بجودة الفيلم بقدر ما يتعلق باسلوب فاسبندر نفسه...
أولا،ومن الجدير ذكره أن فاسبندر سطع نجمه متأخرا أي تحديدا عند تحقيق فيلم(زواج ماريا براون 1979)،وهذا الفيلم هو الذي دفع النقاد لدراسة اعماله المتأخرة التي سبقت هذا الفيلم على ان موضوع قيمة فاسبندر السينمائية على الخارطة العالمية يبرز دائما وموضوع نقاش دائم ولكن فاسبندر يفرض نفسه دائما...
التزام فاسبندر بتحقيق عدد كبير من الأفلام في فترة قصيرة جعل من افلامه يغلب عليها الطابع الميلودرامي وخبطات مسرحية غير مصدقة حتى في افضل افلامه،ولكن ظلت الميلودراما عنده مع تكثيفها الشديد ميلودراما سوداء،فكل اعمال فاسبندر على الاطلاق تتصف بتشاؤم نسبي والميلودراما كانت هي الوسيلة الوحيدة لفاسبندر للوصول الى ما كان يريد قوله،وهو مع داء حب السيطرة نراه يفرض نفسه كمحرك أول للفيلم،كما أن افلامه على غالبيتها مستقاة من الواقع الألماني،تعكس الواقع الألماني من الوجهة التي يراها فاسبندر،وهي على الغالب وجهة تتسم بالرمز والكناية على انه من النادر ان توصف الكناية عنده بالصعوبة أو ان تكون عصية على الفهم أول الحل.
كما ان فاسبندر غير مغرم ابدا بالاقتباس ا|لأدبي خاصة في اعماله السينمائية،وهو ان كان عمل على الاقتباس احيانا،ولكنه على الغالب-ونحن نقول على الغالب لأنه من الصعب الاحاطة واختصار اعمال فاسبندر بجرة قلم واحدة سوى الوقوف عليها كلا على حدة-كانت افلامه المقتبسة ادبيا هي الأضعف في مسيرته الغزيرة،على اننا اذا اردنا الاختصار نقول ان فاسبندر هو مخرج متخصص بعكس الواقع الألماني والاوروبي،وخاصة الفساد السياسي والاجتماعي لألمانيا بعد الحرب،من وجهة نظر معينة سوداء على الغالب،كما انه يعكس ها الواقع من خلال شخصيت فردية ذات هموم خاصة جدا،فالفرد في سينما فاسبندر يمتلك اهمية كبيرة لعكس واقع اجتماعي من زاوية معينة،حاله في هذا كحال المخرج الياباني ناغيسا أوشيما،وواقع الأمر ايضا ان كلاهما تأثر بالمدارس الحديثة (وخاصة الموجة الجديدة)وكان غودار هو الشخصية الأكثر تأثيرا في الموجة الجديدة ودوغلاس سيرك بالنسبة للميلودراما التي عمل فاسبندر على تحقيقها تباعا..
اذا هي سينما سريعة نسبيا والسرعة انقصت من جودتها الفنية،ولكنها عملت في نفس الوقت على خلق اسلوب حداثي اخراجي متميز،وقبل الوقوف على اعمال فاسبندر يجب علينا القول ان فاسبندر ربما قد يكون هو الأكثر اشكالية في التاريخ الألماني السينمائي كله،وكان قد حصل على عدد من الألقاب منها (فتى السينما الألمانية المدلل) ورجعي ومعادي لليهود والسامية،ومؤيد أو متعاطف مع النازية وابرز الاعمال التي جعلت منه محسوب على معادة السامية هي مسرحية (المدينة والنفايات والموت).
توفي عام 1982 بعد جرعة زائدة من الكوكايين ووفاته تعتبر بلا شك عبارة عن انتحار،وكأن فاسبندر بعدما اوفى نذره الكمي وحقق 43 عملا فنيا مختلفا كان قد اعلن موته الحقيقي قبل ان يعلن موته الفني...من الواضح ان فاسبندر
الشاذ جنسيا والمدخن الشره وزير النساء ومدمن المخدرات لم يكن يرغب في تحقيق اكثر من ذلك في حياته.
في (صعلوك المدينة1966) يقدم فاسبندر حكاية مختلطة بين الحقيقة والخيال السوريالي عمل فيه على المزج بين سينما صامتة وسينما ناطقة،عن متسكع يرغب بالانتحار فيجد مسدسا،ولا نعرف ان كان مسار الحكاية يسير في المسار الواقعي الحقيقي،وهل المسدس هو مادة حقيقية أم مجرد انعكاس لرغبة الموت،ومن ثم احداث مشوشة وتنويعات على شكل المسيح المصلوب.
-بدأ فاسبندر مساره الفني من حالة فردية تامة في حكاية عن شخص متشرد وفقير خلفياته لانعرف عنها اي شيء في حكاية لانستطيع القول عنها بانها من الممكن ان ترمز الى اي شيء،فالهم في هذا الفيلم هو هم فيلمي بحت،وفاسبندر يظهر حقيقة هذه السردية الجميلة القصيرة (اقل من نصف دقيقة) معلنا حضوره الفعلي الى الواجهة السينمائية الألمانية والعالمية لاحقا...
لنتأمل في هذا الحوار الذي يصيغه فاسبندر في فيلمه هذا...المتشرد يطرق احد الأبواب بعشوائية فتطل منه امرأة..
المتشرد:هل استطيع ان استخدم حمامك...؟
المرأة:لماذا
المتشرد:لأني اريد ان اقتل نفسي هناك
حقق فاسبندر ايضا عام 1966 فيلمه القصير الثالث(تشويش بسيط)،وهو من بطولة فاسبندر نفسه الذي بدا فتيا جدا في هذا الفيلم،عن مجموعة من ثلاثة اشخاص -(كريستوفر روزو) و(ماريتا جريسليس) وفاسبندر نفسه- من المتسكعين الذين يحاولون ايهام الناس بيع شيء معين وعندما يفشلون بذلك يقتحمون شقة أمرأة متوسطة العمر ويسرقوا ما فيها.
الفيلم يبرز شخصية فاسبندر كشخص محب للقيادة ويعكس ايضا ميوله الهاوية حول تحقيق سينما مناظرة للسينما الأمريكية،بحيث بعد ان ينهي سطوه الفعلي يقول:انا ذاهب لمشاهدة فيلم
ويختم الفيلم على صوت سيارات الشرطة ي اشارة الى ان النهاية لن تكون سعيدة كما توقعها هؤلاء الشباب،وهذا ملمح ضروري ومهم لكل سينما فاسبندر،لأنه ينهي افلامه على هذه الشاكلة دائما،فهو يعكس واقع اجتماعي صعب من واقع الفرد
الفيلم جيد وضروري مشاهدته لكل مهتم أو محب لسينما راينر فاينر فاسبندر...



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تابوو 1999(ناغيسا اوشيما):عندما تخضع التابوهات للظروف
- امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة اوشيما الكبرى
- امبراطورية المشاعر(ناغيسا أوشيما):الانطوائية الحاصلة في كل ا ...
- امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة أوشيما الكبرى...
- أخت صغيرة للصيف 1972(ناغيسا أوشيما):فيلم متوسط المستوى الفني ...
- الطقوس (المراسم) ناغيسا أوشيما:خصوصية ناغيسا اوشيما
- الطقوس (المراسم) ناغيسا أوشيما:الفرد حالة اجتماعية وحالة اكث ...
- الرجل الذي وضع وصيته في فيلم 1970(ناغيسا أوشيما):الاحتجاج ال ...
- ليل وضباب فوق اليابان 1960 (ناغيسا اوشيما):النموذج الاحتجاجي
- الموت شنقا 1968(ناغيسا أوشيما):R في مرحلة التكوين المعرفي ال ...
- عن ناغيسا اوشيما وpleasure of flesh 1965
- كوربورال المراوغ 1964:عودة مقصودة تقريبية الى الوهم الكبير
- رقصة الكانكان الفرنسية 1954 والينا ورجالها 1956جين رينوار:هل ...
- قواعد اللعبة 1939(جين رينوار):بدعة القرن العشرين في التوجيه ...
- الوهم الكبير 1937(جين رينوار):رينوار يصيغ وهما كبيرا
- انقاذ بودوا من الغرق 1932(جين رينوار):السخرية والتهكم على وا ...
- العاهرة،أو أليست الحياة عاهرة 1932(جين رينوار):حكاية الرجل ا ...
- عن جين رينوار والسينما الصامتة والمغتابون:1894-1979
- Madadayo ليس بعد1993 أكيرا كيراساو:في وداع كيراساو...دفء الم ...
- لحن في آب 1991(أكبرا كيراساو):اشكالية التعايش


المزيد.....




- الفنانة يسرا: فرحانة إني عملت -شقو- ودوري مليان شر (فيديو)
- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - عن راينر فاينر فاسبندر 1945-1982 وصعلوك المدينة وتشويش بسيط