|
لماذا يتهربون من المسؤلية في بغداد ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5003 - 2015 / 12 / 2 - 22:30
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لقد اوصلوا العراق الى الحضيض بعد اكثر من عقد على سقوط الدكتاتورية، و لا نلمس من يتجرا على ان يقول الحقيقة و يدرك ما الت اليه الاوضاع وما فعلته ايديهم و يتحملوا مسؤلية ما جرى، و لم نر مسؤلا الا و وضع المسؤلية على عاتق الاخر سواء داخليا كان ام خارجيا، و اكثرهم يستندون على نظرية المؤامرة و هي اسهل طريقة للتهرب من المسؤلية التي كان من الواجب ان يعترفوا صراحة بما اقترفت ايديهم، و هم سبب والعلة الرئيسية فيما جرى، و الا فان الدول كافة تبحث عن مصالحها و تقوم بما عليها و من اجل ضمان مصلحتها و تقدم علىما تتمكن من تنفيذ مهامها و تحقيق اهدافها . منذ العصور الغابرة و السلطة و الحكم سائر على الحيل و الكذب و الخداع من اجل ضمان مصلحة الجموع او الكل، وان اضرت بمصلحة الفرد او الذات ، و لا يمكن ان نستثني حتى زمن الانبياء و الرسل و الخلفاء في عصور صدر الاسلام و ما يعده . لو تمعنا عما جرى اثناء الحروب بقيادة محمد الرسول و ما بعده و كيف احيكت خطط و ما فعلوه ليفرقوا بين صفوف اعدائهم لحين السيطرة التامة على الامور بعد تقوية ظهرهم وانتشارهم و كيف ساوموا من اجل اهداف اكبر، لحين الوصول الى عصرنا و ما نشهده من التغييرات باشكال و محتويات مختلفة، بحيث اصبحت الحيل و الخداع و الحصول على المراد و تحقيق الاهداف بطرق سلمية و ما تُسمى اليوم بالدبلوماسية، و فرض المطاليب استنادا على القوة و الخلفية والامكانيات الاقتصادية والسياسية وليس العسكرية فقط كما كانت . منذ سقوط الدكتاتورية، و كلما واجه اي مسؤل اية مشكلة لم يتعذر عليهم شرحها و فصلها الا ان يعلنوا عن السبب المكشوف، وهو المؤامرة و من فعل خارجي و تخطيط الاعداء . و الا ان المؤامرات سارية في كل مكان وزمان و على الجميع ان يحمي انفسهم، اي ان يمتنعوا عن الاصابة بهذا المرض العضال من خلال مناعة قوية في كل مرحلة و عصر و من خلال بناء حاجز و حاجب باي شكل كان من اجل ضمان السير الصحيح لتنفيذ الخطط الخمسية و الاستراتيجية في حكومة متراصة موحدة و منبثقة من الشعب وهو الذي يدعمها في السراء والضراء، والا اي خلل بين الحكومة و الشعب يخلق هوة و ثغرات لدخول الاعداء من خلالها . اننا ان اقتنعنا بوجود المؤامرة و هي موجودة في كل وقت، فان ما نلوم في نجاحها هوانفسنا، و السؤال المنطقي هو؛ لماذا لا نمانع او نمتنع عن اصابتنا بها . ان المشكلة الرئيسية هي عدم التحدي للمؤامرات و انما التهرب من تحمل المسؤلية في هذا الامر، و ابعادها عن النفس من اجل مصالح ضيقة و على حساب المصالح العليا . و من هذا يستوضح لنا ان العراق ليس بدولة متماسكة، و فيها من مراكز القرار التي لا يمكن ان تتحمل المسؤلية و تعلنها لما وصل اليه العراق من هذا الوضع المتردي، اي عدا المؤامرات التي تحاك وهي كالمرض الذي يدخل دائما في الجسم الهزيل . فان كان صاحب الجسم ليس بحامل المناعة المطلوبة من جهة، و لم يحاول تقوية الذات باخذ المصل و اللقاحات فانه يتراجع يوميا عن ما كان عليه من القوة والتماسك، لا بل تتفكك اعضاءه و تبتعد عن التواصل مع بعضها، كما تزداد الهوة بين مكونات الشعب كما تتفكك اعضاء الجسم اثر انتشار المرض، و السلطة تضعف اكثر فاكثر في كل يوم يسير فيه، و ما يسيرفيه هو التفكك البطيء و فسح المجال لتنفيذ تلك المؤامرات الداخلية كانت ما الخارجية التي تقع كلها على حساب الشعب و مستقبله . اما السؤال الرئيسي فهو؛ لماذا يتهرب المسؤلون عن تحمل المسؤلية و يحمل من ضيق الافق، فله اسباب ذاتية نابعة من قدرة المسؤل العقلية و الفكرية والفلسفية و موقعه و نظرته الى العراق و المرحلة وا لمنطقة و خلفيته العرقية الدينية المذهبية، وكيف يتعامل مع العراق و المستجدات فيه و ما يجري في المنطقة . مما سبق يبني لنا موقفا و رايا، ان السلطة في العراق يديرها من ليس له الامكانية في مواجهات الصعوبات و التحديات التي تواجه اي بلد، و اسهل حجة وعذر لفشلهم هو ما تفعله نظرية المؤامرة و تعرقلهم على ادارة البلد . و انه ايضا اسهل طريقة للتهرب منعلى الذات و القاء المسؤلية على الاخر، و عدم الالتفات الى كيفية اداء الواجب الملقاة على عاتقهم، و به يعود البلد خطوات عديدة في كل مرحلة و ما تتخلله من المشاكل الى ان يتفكك نهائيا في المستقبل المنظور كما نرى . و ان قلنا هذا في العراق و ما هو فيه، فان اقليم كوردستان ليس بافضل منه، و المستفيد الوحيد هو الجوار و الدول الكبرى ذات المصلحة التي تستغل ظروف العراق و ما فيه من اجل تنفيذ اجنداتهم و خططهم فيه و في المنطقة بشكل عام . و نقول اخيرا ان التهرب من المسؤلية لا يمكن ان تفيدهم الى النهاية، بل سيقعون في المستنقع اليوم كان ام غدا و لا يعلم احد النتيجة النهائية لما يصلون اليه و ما يصل اليه العراق كدولة ايضا .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل حقا السعودية تحارب الارهاب ؟
-
السعودية تعدم حصانا مثلي الجنس !!
-
الازمة الاقتصادية و توجهات السلطة في اقليم كوردستان
-
ابو شيرزاد والازمة الاقتصادية التي لا تُطاق
-
هل البيشمركَة قوات بريطانية ؟
-
هل يمكن تجسيد الدولة العلمانية في العراق مستقبلا ؟
-
شهيد آرام خالد الذكر
-
تاثير الخلاف الروسي التركي على كوردستان
-
لماذا هذا الموقف من اليساريين العروبيين تجاه كوردستان ؟
-
امريكا اتفقت مع الجناح المعتدل في ايران فقط ؟
-
كيف ترد روسيا على ما اقدمت عليه تركيا ؟
-
لا تهديدات ارهابية حقيقية ضد امريكا !!
-
من اسقط الطائرة الروسية تركيا ام امريكا ؟
-
رغم المآسي لم يقدم العراقي على تحديد نسله !
-
فما الضير من اية خطوة ان كانت النتيجة استقرار العراق ؟
-
لما بروز اصحاب الوعي المزيف ؟
-
التاخي الكوردي العربي من الاولويات لدى العقلاء
-
لماذا يحن حتى الشعب الكوردي لاسرائيل ؟
-
لماذا و من يحرق الاعلام ؟
-
اقليم كوردستان بحاجة الى مجلس الحالة الطارئة
المزيد.....
-
نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة
...
-
وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض
...
-
بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا
...
-
روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
-
للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف
...
-
قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
-
مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
-
مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد
...
-
دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران
...
-
صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|