أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داني بن سمحون - رانيا عقل: -للفن مساهمة في تطور المجتمع-















المزيد.....

رانيا عقل: -للفن مساهمة في تطور المجتمع-


داني بن سمحون

الحوار المتمدن-العدد: 1366 - 2005 / 11 / 2 - 13:02
المحور: الادب والفن
    


رانيا عقل (30 عاما) من مواليد كفر قرع، تمثل جيلا جديدا من الفنانين العرب، الذين درسوا الفن في المعاهد العربية، ويفضلون النشاط والعرض في بلدانهم وليس في تل ابيب، ويسعون للعيش من فنهم دون ان يفقدوا مبادئهم.

بدأت رانيا عقل مشوارها الفني وهي في السادسة عشرة من العمر، من خلال دورة فنون في عرعرة لدى الفنان احمد بويرات، استمرت عامين. في السنوات الاربع التالية تعلمت لدى الفنان فريد ابو شقرا الذي بنى مركزا للفنون في ام الفحم، وهناك انهت تعليمها وحصلت على شهادة مرشدة مسؤولة. تخرجت عقل من معهد الفنون باورانيم، وقدمت معارض فنية في المركز الثقافي البلدي بالناصرة، وفي صالة مركز السلام في بيت لحم، وجامعة بيت لحم حيث حظيت بجائزة. كما شاركت في معارض جماعية عديدة في البلاد وفي نيويورك، وعرضت في عدة مهرجانات للنحت في البلاد.

عقل تحب ان تبدع من مواد من الطبيعة. بدأ هذا اثناء الصراع على اراضي الروحة في منطقة وادي عارة. فكانت تزور خيمة الاعتصام مع طلاب آخرين في دورة الفنون، وهناك جاءتها فكرة العمل مع مواد من الطبيعة، التي لا تعتبر ملكا لاحد. على حجارة من ارض الروحة رسمت ولونت اشكالا من التطريز الفلسطيني التقليدي، واعطتها بذلك معاني جديدة. وقادها هذا لتأمل الالوان المختلفة للارض في اماكن مختلفة، ثم بدأت تلاحظ الفوارق في الوان الحلزونات الآتية من اماكن مختلفة.

بالنسبة لرانيا الفنان العربي المعني بالفن فعلا، يتمتع بحياة غنية. فمحل المعارض في تل ابيب حل الانترنت. بواسطته تجري عقل مراسلات مع فنانين وفنانات من العالم العربي، وهي تخص بالذكر دولة قطر. "الفترة الاخيرة بدأت تشهد ازدهارا فنيا في المجتمع العربي"، تقول عقل، وتشير الى ان جمعية ابداع افتتحت مؤخرا صالة عرض في الطيرة، وتنوي قبل نهاية السنة افتتاح الصالة الاكبر في الوسط العربي في كفر ياسيف.

تذكر عقل سيدتين عربيتين مختصين بتاريخ الفن، وتكتبان في الصحافة العربية، هما عايدة نصر الله وهي تعدّ للدكتوراة في تاريخ الفن، واصدرت كتابا حول تاريخ الفن الحديث، الذي لم يكن، حسب رأيها، موجودا باللغة العربية في البلاد او في العالم العربي؛ السيدة الثانية هي عزيزة ذياب التي تدرّس تاريخ الفن في كلية سخنين.



كيف يتقبل المجتمع كونك فنانة؟

جذبني الفن وانا في سن صغيرة، رغم انه لم يكن في القرية فنانون لاحتذي بهم. عندما كنت في السابعة عشرة قدمت معرضا اولا في جفعات حفيفا اثناء مشاركتي بالدورة مع الفنان بويرات.

اهلي دعموني منذ بداية المشوار معنويا واقتصاديا، وهم فخورون باعمالي وقد خصصوا لي غرفة استخدمها كاستوديو. معظم وقتي لا اقضيه في الشؤون العائلية بل في المراسلات من خلال الانترنت مع الفنانين في البلاد وخارجها، واشرف على موقع الانترنت التابع لجمعية الفنانين "ابداع". في نظري التربية هي امر اوسع من مجرد ان اربي اولادي وافراد عائلتي، فانا احاول ان اؤثر على المجتمع ككل. واشعر ان لفني يجب ان تكون مساهمة في تطور المجتمع. فالثقافة مهمة كما ان التقدم التكنولوجي مهم لتطور المجتمع".



اين كنت تفضلين ان تبدعي وتعرضي ابداعاتك؟

انا اومن بان للفنان دورا تجاه مجتمعه، لذا لا اريد العيش والابداع في تل ابيب. لقد تعلمت من تجارب الآخرين، ولي رغبة قوية في ان اعطي تجربتي وعملي لاهل المنطقة التي نشأت بها. انا اعارض الفنانين الذين يتركون مجتمعهم وينشغلون ببناء حياتهم العملية في تل ابيب. اومن بان الفن الجيد له رسالة، وستمر بلا علاقة بالمكان الذي ينطلق منه.

اشعر ان المؤسسة اليهودية الاسرائيلية تستخدم الفنانين العرب كغطاء لتنقية ضميرها. انها ترفع الفنان الى فوق ثم تهبط به الى الحضيض. لن امانع في ان اعرض اعمالي في تل ابيب، ولكن فقط اذا تم اختياري بفضل فني، وليس لاني مندوبة عن الوسط العربي. لا اريد ان اشعر ان الناس يأتون ليتفرجوا على العربية كيف ترسم، كما لو كانوا يتفرجون على قرد في حديقة الحيوان.

يستضيف بعض الفنانين جولات في القرى العربية، تشمل زيارة لمسجد، دكان بهارات، او مخبز عتيق ثم زيارة لفنان. عندما كنت ساذجة، استضفت مجموعة كهذه. في نهاية الجولة جمعوا بضعة عشرات من الشواقل وقامت المرشدة بتقديمها لي لتغطية نفقات الكعك الذي قدمته للضيوف. كان هذا مذلاًّ. انا لا اومن بالتعايش الزائف، بل اؤيد النضال من اجل وجودنا اولا.

كنت بين المبادرين والمنظمين لمهرجان الفن الذي استمر اسبوعا في كفر قرع قبل سنة. كانت هذه مناسبة مميزة، لانها ضمت عددا كبيرا من الفنانين من مجالات مختلفة، مثل الرسم، التصوير، النحت، الشعر والتمثيل، واشتمل على ورشات عمل فنية، ومعارض وامسيات ثقافية. وفي جميعها شارك فنانون عرب ويهود. نحو 4000 انسان حضروا من المنطقة للمشاركة في الحفل، كما ارسلت المدارس باصات مليئة بطلابها.

الجانب الابداعي للمهرجان كان رائعا، ولكن حتى اليوم لم يتقاض الفنانون العرب المشاركون اي مقابل، لان المهرجان عُقد عشية الانتخابات للسلطات المحلية، ورئيس المجلس الذي دعم المهرجان خسر الانتخابات، وادارة المجلس الجديدة رفضت الالتزام بتعهدات الادارة السابقة. منذ ذلك الوقت ابذل طاقاتي في التطوع في اماكن اخرى.



كيف تواجهين الصعوبات الاقتصادية؟

معظم الفنانين يعانون من مشاكل في مصادر الرزق. لكي اعيش من الفن علي ان اقوم بعدة امور في نفس الوقت: اعلم يومين في الاسبوع في مركز "سلام" بالفريديس حيث انشط مع اولاد يعانون من تخلف عقلي. العمل مع الاولاد مهم جدا بالنسبة لي، ولكن بعد اربع سنوات تقاضيت فيها اجري مرة كل ستة اشهر، بسبب شح الميزانيات، قررت ان اترك العمل هناك.

من يحاول ان يعلم في المدارس العربية لا بد ان يصيبه اليأس بعد فترة معينة. فبسبب قلة الوعي لاهمية الفن، يكون الموضوع الاول الذي يدفع ثمن التقليصات. بسبب النقص في الميزانيات تفتقر مدارسنا العربية للصفوف الملائمة لتعليم ورشات الفنون. تعليم الفن في صف عادي، جعلني انشغل عن التفكير في الدرس نفسه، الى إعداد الصف للورشة الفنية، ثم تنظيفه من بعدها. وصرت بدل ان اعطي الاولاد حرية الابداع، اقمع هذه الحرية خشية ان يوسخوا الطاولات.

عدا عن ذلك، اشارك بشكل دائم في مهرجانات وندوات فنية في انحاء البلاد. كما اشارك في مناقصات مراكز "هبايس" ووزارة التربية والتعليم لمشاريع فنية ونحت جماهيري، ولكن هناك منافسة شديدة بين الفنانين.

هذا الروتين من الصعوبات اليومية يرهق الفنان، وفي النهاية يؤثر على ابداعه. هناك اشهر لا اتفرغ فيها للابداع. ولكن الاحباط الاكبر يكون عندما افشل في ان اجمع بعض المال، ويتضح ان اغلب المدخول يُنفق في المواصلات، واكون قد عملت طول الشهر تطوعا.



ما هو موقفك من العمل التطوعي؟

اكرس جانبا مهما من وقتي للتطوع في مستشفى للاطفال المصابين بالسرطان. وانشط مع اطفال مرضى من الضفة الغربية، وانظم ورشات لهم ولابناء عائلاتهم الذين يأتون لزيارتهم. المعرض الاخير الذي قدمته في مركز الفنون بالناصرة كان حول معاناة الاطفال الفلسطينيين من الاحتلال. المجهود الذي اقوم به يعود علي بالكثير من الحنان والدفء والالهام.



#داني_بن_سمحون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وثيقة حزب دعم: موقف الهستدروت من العمال العرب
- نتانياهو يسعى لالغاء الحد الادنى للاجور
- الهستدروت تبارك حكومة الوحدة
- مسرح الهواة: غذاء للروح لا مصدر للرزق
- شركات التأمين تسيطر على صناديق التقاعد
- عمال القوى البشرية: العبيد الجدد
- من نهب توفيرات العمال الفلسطينيين
- حكومات يمين ويسار اوروبية تضرب العمال
- السارس وباء الرأسمالية
- لماذا الغت الهستدروت الاضراب العام؟
- الاصلاح الحكومي يزيد الفقر - اسرائيل
- خطة ويسكونسين خديعة للعاطلين عن العمل
- انتصار الثورة العمالية نهاية لعهد الحروب
- امير عثامنة، رئيس فرقة عمال من كفر قرع:-معاً ظهرنا الذي يحمي ...
- حنظلة التقى جيفارا في مخيمات اتحاد الشبيبة العمالية
- الحرب لم تخنق رافضي الجندية


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داني بن سمحون - رانيا عقل: -للفن مساهمة في تطور المجتمع-