أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نبيل عبد الأمير الربيعي - ذكرى رحيل العراقي البروفسور نعيم دنكور















المزيد.....

ذكرى رحيل العراقي البروفسور نعيم دنكور


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 5003 - 2015 / 12 / 2 - 08:49
المحور: سيرة ذاتية
    


ذكرى رحيل العراقي البروفسور نعيم دنكور
نبيل عبد الأمير الربيعي
ولد السيّر البروفسور نعيم دنكور في العاصمة بغداد عام 1914م ,لعائلة أصيلة بارزة في الطائفة اليهودية في بغداد, جدهُ الحاخام الأكبر عزرا دنكور, أسست عائلته أقدم المطابع الأهلية للكتب عام 1904م, وكانت تستورد الورق من السويد ,والدهُ الراب الياهو عزرا دنكور تاجر الورق في بغداد (تولد 3 حزيران 1883م) الذي درسَ في مدارس بلدته ثم انصرف إلى التجارة والأعمال , واهتم بالمطبعة التي أنشأها أبوه فوسعها وطورها, ونشر بعد الحرب العالمية الأولى مئات الكتب العربية ولا سيما كتب دائرة المعارف, والكتب المدرسية للمدارس الابتدائية والثانوية والعليا, وكان في مقدمة مستوردي الورق وآلات الطباعة والحروف المطبعية, أسرة دنكور هي أول من طبع القرآن الكريم في مطابعها, أصدر سنة 1929م جريدة (الدليل) التجارية الأسبوعية, ثم أخرج سنة 1936م (الدليل العراقي الرسمي) في مجلدين ضخمين بالغتين العربية والانكليزية , وقد غادر الياهو العراق في تشرين الأول 1973م وأدركته المنية فيها في 26 تشرين الأول 1976م ( ) .
أكمل السير نعيم دنكور دراسته الابتدائية والثانوية في بغداد وسافر إلى المملكة المتحدة عام 1930م لدراسة الهندسة في جامعة لندن, بعد إكماله الدراسة عاد إلى العراق الوطن الأم للالتحاق بالجيش العراقي لأداء الخدمة الإلزامية, ثم قام ببناء مؤسسات ضخمة ناجحة في العقارات والصناعات , تزوج عام 1946م من رينية دنكور وهي أول ملكة جمال بغداد منذ عام 1947م ,وقد توفيت في لندن عام 2008م, وقد عرفت خير مثال للمضيفة الفاضلة التي تميزت بكرمها العراقي وأدب الضيافة لكبار الأسر النبيلة في أوروبا , ضمن مشاريع السير نعيم دنكور الناجحة حصل على امتياز شركة كوكا كولا في العراق مع شريكه المسلم أحمد صفوت في خمسينات القرن الماضي.
بالرغم من نجاحه الباهر في مجال العمل والصناعات الحرة في العراق هاجر من البلد عام 1964م بسبب الأوضاع السياسية المضطربة وملاحقة الحكومة لليهود في العراق, عندما ترك العراق استقر في المملكة المتحدة تاركاً خلفه كل ممتلكاته وتجارته الناجحة وأصدقاءه, بعد مجيء البعث إلى السلطة في تموز عام 1968م , أصدرت مرسوماً على يهود العراق أما العودة أو مصادرة جميع ممتلكاتهم , اختار اللجوء تاركاً ممتلكاته وأمواله, مارس حياته العملية في انكلترا في بناء العقارات وتطوير الأعمال التجارية , وبعد فترة وجيزة التحق به أبناؤه الأربعة تاركين موطنهم الأصلي العراق.
ضمن أعماله الخيرية أسس مركزاً اجتماعياً في غرب كنسنغتون للمهاجرين الجدد وتقديم الخدمات المختلفة لهم , هذا المركز الخيري يعد صراً علمياً كبيراً ومشروعاً ثقافياً اجتماعياً عظيماً , حيث النسبة العظمى من الطلاب فيه من ذوي اللاجئين الذين لا يجيدون الانكليزية , وتكون الانكليزية اللغة الثانية لهم, فيساعدهم المركز ليتخطوا الحواجز اللغوية من المرحلة السابقة إلى المستوى (A) .
عام 1971م أسس مجلة (سكرايب) ليهود بابل, وذلك لتوحيد الشتات اليهودي العراقي , وقد ترأس تحريرها باعتباره المساهم الكبير فيها لأكثر من ثلاثين عاماً, كان للمجلة دور في توثيق تاريخ تجارب المهجر, كما أنشأ مؤسسة (المنفيون) كمؤسسة خيرية في مساعدة ودعم الجانب التعليمي في بريطانيا وأنحاء العالم, ومن ضمن نشاطات المؤسسة مساعدة المدارس من الهدم ومشروع الأرز في القدس وإرسال عشرة آلاف من الأكياس أسبوعياً للمدن الفقيرة.
عند سماع البروفسور نعيم دنكور بالحصار والجوع والمرض الذي أصاب العوائل العراقية نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض على العراق بعد حرب الخليج الأولى , قام سراً بإرسال ما يقارب من مليون باون استرليني عبرَّ مكاتب تحويل للأموال موثوق بها لدعم العوائل المحتاجة , لكن كان للسير دنكور شرطان في منح هذه العوائل, الأول أن لا يعرف المحتاج من أرسل المساعدات والثاني أن لا يقال للبروفسور دنكور مَن استلمها( ).
قدم البروفسور نعيم دنكور عام 2005م منحة مليون جنيه استرليني لطلاب الجامعات البريطانية, وفي تموز عام 2006م حصل على أعلى وسام في بريطانيا من الملكة اليزابث الثانية في عيدها الثمانين ,عندما منحته وسام الإمبراطورية البريطانية جزاء لأعماله الخيرية في دعم مجال التعليم.
يعد البروفسور نعيم دنكور من كبار المؤرخين والمعلقين السياسيين والنقاد في بريطانيا في مقالاته وتعليقاته في الصحف البريطانية ولا سيما في مجلة (سكرايب), تظهر هذه المقالات على مدى إطلاعه على ما يحدث في بريطانيا والعراق والبلاد العربية والإسلامية.
من ضمن مشاريعه الخيرية , ذكرت صحيفة (التايمس) أن المليونير العراقي دنكور تبرع بثلاثة ملايين باوند كمنح لزمالات علمية للتلاميذ العراقيين الفقراء في الجامعات البريطانية وفي غيرها من الأقطار , لذلك نقدم للبروفسور دنكور كل التقدير والإحترام الخاص لمواقفهُ الوطنية والنبيلة في مجال دعم العلم والتعليم ومساعدة الفقراء والمحتاجين, الذي بقى طوال حياته بمشاعره وقلبه مشدوداً للعراق.
عام 2010م انتخب البروفسور نعيم دنكور رئيساً فخرياً لرابطة الجامعيين اليهود النازحين من العراق بدعوة من البيروفسور سامي موريه , يعتبر دنكور من مؤسسي صندوق رأس الجالوت في لندن(The Exilarch s Foundation, London) الذي يرأسه. ويعتبر من كبار أعيان العراق في لندن ، إذ وهب الكثير من ثروته لخدمة أبناء وطنه العراق .
رحل السير البروفيسور نعيم دنكور يوم 20 نوفمبر 2015م في لندن بعد أن تجاوز عمره الواحد بعد المئة.


من القصائد الرائعة للشاعر د. جبار جمال الدين، من مدينة الكوفة العـامرة ، مهـنئاً بهـا البروفيسور نعيم دنكور على لقب "سير" من ملكة بريطانيا اليزابث الثانية "إذ قال :
لَقَبُ "السِّير" الّذِي قَدْ حُزْتَهُ............هُـوَ فَخْرٌ لِيهــــــــــــــُودٍ وَعَـرَبْ
يَا نَعِـيمٌ! وَلَكَ الـنُـعْـمــَى الّتِي...........ِهيَ لِلْحُرِّ ابْتِــــــــــــــغاءٌ وَطَـلَبْ
يَدُكَ الْبَيْضاءُ كَمْ بَاعٍ لَهَا فِي.............دُرُوبِ الْخَيْرِ شَـــــــعّتْ كاللَهَبْ
قَدْ جَمَعْتِ المَجْدَ مِنْ أطـْرافِهِ............وَالنّدِى جاءَكَ مِـــــــــــنْ أمٍ وَأبْ
يا سَلِيلَ الرّابِ دَنْكُورٌ وَمــنْ.............شَيّدُوا للْشّعْـــــبِ مَجْدًا مِنْ ذَهَبْ
وَارِثَا آشُـورَ وسِنْـــــحارِيبَ.............والنّهْـرَينِ والْمَــــــــــاءُ العـَذِبْ
يَا ابْنَ فِيلونَ الذينَ خــــَطّ لَهُ............فِي ثَـنايا فِكْرِهِ اعْــــــــلى الرُتَبْ
ياابنَ مَيْمُونَ الّذِي أصْغَى لَهُ............مسمعُ الافلاكِ مِن شرْقٍ وغربْ
يا ابنَ كمونةَ يا مـنْ قدْ عَلا.............جاوزَ الجوزاءَ فيمـــــَا قَـدْ وَهَبْ
لقبُ "السـير" دليـــــــلٌ إننا.............أمّـةٌ ســيـدَةٌ طُـــــــــولَ الحِـقَـبْ
والعراقيُّ أبِيٌّ شـــــــــــامِخٌ.............نفسُهُ دونَ عَطـــــــــاءٍ لمْ تطِبْ
ياابنَ عِزرا ايّها الكاتبُ فِي..............صَفْحَةِ الكاتبِ ما يَجْلي الكَرَبْ
وحِوارٍ بـينَ أدْيـــــــــانٍ لَه..............غايةٌ تَسْمو على أسْمَى الشّـهُبْ
حَسْبُ دنكور فــــــــــخارا...............إنّهُ عـالمٌ فَـذٌ أريبٌ فِـي الادَبْ



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضواء على كتاب .. يهود العراق والمواطنة المنتزعة للدكتور كاظ ...
- ضواء على كتاب المسألة الشيعية..رؤية فرنسية . للكاتب د. جواد ...
- الجذور التاريخية لمسيحيي العراق
- رائد المسرح الديواني المناضل جبار عبد الكريم الأصفر
- حنا بطاطو ونهجه في تفسير تاريخ العراق المعاصر
- الباحث والمؤرخ وداي العطية
- الحركة الأنصارية ودور تنظيم محلية الديوانية للحزب الشيوعي ال ...
- قراءة في كتاب صراع الدولة والجماعات في العراق
- هؤلاء تركوا أثراً في مدينتي (المربي الفاضل كريم كميل الخزاعي ...
- الأمة الإسلامية اليوم!!!
- الفكر المعتزلي
- مَنّ هُم فاقدي ماء الوجه ؟
- دراسة في كتاب الرفيق فهد .. البطالة وأسبابها وعلاجها
- الديوانية المدينة التي التصقت بذاكرتنا
- سمير نقاش..نقش عراقي في الذاكرة
- علي هادي وتوت محافظاً للديوانية
- مسجد النخيلة ومرقد نبي الله ذي الكفل (حزقيال)
- العلامة طه باقر مرمم الذاكرة العراقية
- الديوانية زهرة الفرات
- الكابتن جاسم محمد علي الهندي ... الهداف الأول لملاعب بابل ال ...


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نبيل عبد الأمير الربيعي - ذكرى رحيل العراقي البروفسور نعيم دنكور