|
جاذبية نيوتن .. وجاذبية ارض كربلاء ..
عقيل الفتلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 5003 - 2015 / 12 / 2 - 06:56
المحور:
الادب والفن
عقيل الفتلاوي / النجف الاشرف إن كل ما يكتب، هو قطرة من الفيض الحسيني، الذي اجتاز كل الحدود، واسقط كل النظريات، فكان إحدى تطبيقاته، السفر عبر الزمن، الذي امتد لأكثر من إلف وأربعمائة عام، تسير نحوه الأرواح، ودحض قانون النسبية على يده، فلواحد؛ يجن بعشقه الملاين، حتى جاذبية نيوتن وقوانينه، عجزت عن تفسير قوة جذب كربلاء، فلم يجتمع لأحد في العالم، مثل ما اجتمعوا على حب الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام). عندما نتحدث عن كربلاء، تحلق في أفاق مخيلتنا، تلك الإحداث الدامية، جسد صريع، كف هنا، رأس على الرمح طويل، إصبع مقطوع، أشلاء شباب، أطفال يتصارخون، جوع عطش، قربة يخترقها سهم، عمود ملطخ بالدماء، كف مع راية لم تسقط، ثم عبرة ودمعة، وتختمها ب"حبيبي يا حسين" تلك الصرخة التي أعلنتها بطلة كربلاء، زينب الكبرى(عليها السلام)، حتى صارت لغة العالم، من كل الجنسيات. تنبع من أعماق القلوب، وتصدح بها الحناجر، معلنة شهر العشق الحسيني، ممزوج بدم الحرية، وأصبحت مصداق قراني "فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون" سيل وأمواج بشرية، تصب في كربلاء، وهي تقطع ألاف الأمتار مشيا على أقدامها، بفعالية تختلف عن كل مرثونات العالم. عندما تشاهد تلك الجموع، وهي تزحف عشقا، نحو قبلة العاشقين، ستنطق العين بحروف متلألئة، تخط على الوجنات، نحن عشاق المظلوم، كلما تقدمت خطوات، يعتلي شرف الخدمة كل الطقوس، وتعجز اللسن عن الوصف، تظهر في أعلى الجمجمة، علامة استفهام بحجم كبير، من الذي أوحى لكم كي تجتمعوا؟ كيف تركتم كل ما تملكون؟ من المنظم لهكذا فعالية عظيمة؟ من المنسق؟ من المشرف؟ من أين التمويل؟... هي إرادة السماء، لإمام القلوب، ترخص له الدماء والأرواح، ومع هذه الأعداد المليونية، تسموا النفوس وتعلوا عن حدود الطبيعة، فلا نزاع ولا جدال ولا خلاف، يحاط كل شخص بهالة الأخلاق، وللتواضع الحصة الكبرى، وتختفي كل الطبقات، ليبقى عنوان الجميع "زوار أبا الأحرار" يقابلها عنوان الشرف ما بعده شرف " "خدام الحسين (عليه السلام) " كانت وما زالت كربلاء مدرسة الإنسانية، تسير بالإنسان إلى الكمال والتكامل، وتعمل على تفعيل جانب الخير، في نظام السلوك الإنساني، كي يتحلى بالمنظومة الأخلاقية المحمدية الأصيلة، التي إرادتها السماء، وأكدتها الكتب السماوية، التي تؤهل البشر للعيش في الجنان، وهذا ما جاء به القران الكريم، وأكد عليه النبي المصطفى واله الأطهار(عليم أفضل الصلوات وأتم التسليم).
#عقيل_الفتلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
,, ليلة الحادي عشر من محرم ليلة عصيبه على عقيلة بني هاشم ,,.
-
الغباء السياسي
المزيد.....
-
ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
-صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل
...
-
أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب
...
-
خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو
...
-
في عيون النهر
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
-
غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم
...
-
-كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|